الحقيقة المحمدية
يعرفها الصوفية بقولهم:
"هي الذاتُ مع التعيَّن الأول، ولها الأسماء الحسنى
وهي اسم الله الأعظم" ( 1 )
فمحمد الصوفية ليس بشراً، ولا رسولاً،
وإنما هو الذات الإلهية في أسمى مراتبها !!
ويقول الدمرداشي :
"حقيقة الحقائق هي المرتبة الإنسانية الكمالية الإلهية
الجامعة لسائر المراتب كلها،
وهي المسماة بحضرة الجميع، وبأحدية الجمع،
وبها تتم الدائرة،
وهي أول مرتبة تعيَّنت في غيب الذات،
وهي الحقيقة المحمدية "( 2 )
ويقول الكمشخانلي :
"صُوَرُ الحق هو محمد ؛
لتحققه بالحقيقة الأحدية والواحدية " ( 3 )
فمحمد عندهم هو الاسم الأعظم،
فما الاسم الأعظم؟
إنه "الجامع لجميع الأسماء،
أو هو اسم الذات الإلهية من حيث هي هي أي المطلقة "!!(4)
ومحمد هو الأحدية ! فما هي؟
إنها "مجلى الذات الإلهية ليس للأسماء، ولا للصفات،
ولا لشيء من مُؤثراتها فيه ظهور،
فهي اسم لِصَرافَةِ الذات المجرَّدة
عن الاعتبارات الـحَقِّيةِ ( 5 ) والـخَلقِيةِ ( 6 ) ".
ومحمد هو الواحدية، فما هي عندهم؟
إنها "عبارة عن مَجْلَى ظهور الذات فيها صفة،
والصفة فيها ذات" ( 7 )
والفرق بين الأحدية والواحدية :
"أن الأحدية لا يظهر فيها شيء من الأسماء والصفات،
أما الواحدية فتظهر فيها الأسماء والصفات"( 8 )
وبهذا يتجلى لك أن الصوفية
تعتقد في محمد أنه هو الله سبحانه ذاتاً وصفة،
وأنه هو الأول والآخر والظاهر والباطن،
وأنه هو الوجود المطلق، والوجود المقيَّد،
أنه كان لا شئ قبله، أو معه،
ثم تعيَّن في صور مادية سُمِّىَ في واحدة منها بجماد،
وفي أخرى بحيوان،
وهكذا حتى اندرج تحت اسمه كل مسمَّى،
وصدقت ماهِيَّتُه على كل ماهيَّة!
******************
( 1 ) انظر تحت المادة جامع الأصول في الأولياء للكمشخانلي والتعريفات للجرجاني
( 2 ) ص 7 رسالة في معرفة الحقائق لمحمد الدمرداشي
( 3 ) ص 107 جامع الأصول للكمشخانلي
( 4 ) ص 92 المصدر السابق
( 5 ) أي لا توصف بأنها حق، أو خلق في تلك المرتبة
( 6 ، 7 ، 8 ) عن جامع الأصول تحت مادتي الأحدية والواحدية
وعن الإنسان الكامل للجيلي جـ 1 ص 30