فمن وَجَّه وجهه وقصده لربه:
حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه،
وكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان،
وجعله من الراشدين،
فتمت عليه نعم الله من كل وجه.
ومن وجّه وجهه لغير الله،
بل تولى عدوه الشيطان:
لم ييسره لهذه الأمور،
بل وَلاَّه الله ما تولى، وخذله،
ووكله إلى نفسه،
فضَلَّ وغـوى وليس له على ربه حجة،
فإن الله أعطاه جميع الأسباب
التي يقدر بها على الهداية،
ولكنه اختار الضلالة على الهدى،
فلا يلومن إلا نفسه.
قال تعالى:
{ فَرِيقًا هَدَى
وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ
إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء
مِن دُونِ اللّهِ }[1]
وقال:
{ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ
وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ
وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[2]
*******************
[1] سورة الأعراف – آية 30.
[2] سورة المائدة – آية 16.