ومنها:
أن سوء الظن مع وجود القرائن الدالة عليه
غير ممنوع ولا محرم،
فإن يعقوب قال لأولاده
بعد ما امتنع من إرسال يوسف معهم
حتى عالجوه أشد المعالجة،
ثم قال لهم بعد ما أتوه،
وزعموا أن الذئب أكله
{ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا }
وقال لهم في الأخ الآخر:
{ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ
إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ }
ثم لما احتبسه يوسف عنده،
وجاء إخوته لأبيهم قال لهم:
{ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا }
فهم في الأخيرة
- وإن لم يكونوا مفرطين -
فقد جرى منهم ما أوجب لأبيهم أن قال ما قال،
من غير إثم عليه ولا حرج.