ومنها:
أنه كما على العبد عبودية لله في الرخاء،
فعليه عبودية له في الشدة،
فــ "يوسف"
لم يزل يدعو إلى الله،
فلما دخل السجن، استمر على ذلك،
ودعا الفتيين إلى التوحيد،
ونهاهما عن الشرك،
ومن فطنته
أنه لما رأى فيهما قابلية لدعوته،
حيث ظنا فيه الظن الحسن وقالا له:
{ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
وأتياه لأن يعبر لهما رؤياهما،
فرآهما متشوفين لتعبيرها عنده
- رأى ذلك فرصة فانتهزها،
فدعاهما إلى الله تعالى
قبل أن يعبر رؤياهما
ليكون أنجح لمقصوده،
وأقرب لحصول مطلوبه،
وبين لهما أولا،
أن الذي أوصله إلى الحال التي رأياه فيها
من الكمال والعلم،
إيمانه وتوحيده،
وتركه ملة من لا يؤمن بالله واليوم الآخر،
وهذا دعاء لهما بالحال،
ثم دعاهما بالمقال،
وبين فساد الشرك وبرهن عليه،
وحقيقة التوحيد وبرهن عليه.