وفسر المؤمن
بأنه الذي يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم؛
فإن الإيمان إذا دار في القلب وامتلأ به،
أوجب لصاحبه القيام بحقوق الإيمان
التي من أهمها:
رعاية الأمانات،
والصدق في المعاملات،
والورع عن ظلم الناس في دمائهم وأموالهم.
ومن كان كذلك عرف الناس هذا منه،
وأمنوه على دمائهم وأموالهم.
ووثقوا به،
لما يعلمون منه من مراعاة الأمانات،
فإن رعاية الأمانة من أخص واجبات الإيمان،
كما قال
:
"لا إيمان لمن لا أمانة له".
وفسر
الهجرة
التي هي فرض عين على كل مسلم
بأنها هجرة الذنوب والمعاصي.
وهذا الفرض لا يسقط عن كل مكلف
في كل حال من أحواله؛
فإن الله حرم على عباده انتهاك المحرمات،
والإقدام على المعاصي.
والهجرة الخاصة
التي هي الانتقال من بلد الكفر أو البدع
إلى بلد الإسلام،
والسنة جزء من هذه الهجرة،
وليست واجبة على كل أحد،
وإنما تجب بوجود أسبابها المعروفة.