عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-14, 01:13 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: المذهب السني
بمعدل : 1.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 28
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جارة المصطفى المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

۩ الأثر السادس:

اشتباه الأمور واختلاط الحق بالباطل
من آثار الفتن وعواقبها:
أن الأمور تشتبه فيها على الناس وتختلط، ولا يميز كثير من الناس بين حق وباطل، ويُقتل الرجل ولا يدري فيما قُتل، ويقتله قاتله ولا يدري فيما قتله
لكنها فتنة مضطرمة، ويموج الناس، وتتغير النفوس، وتعظم الأخطار، وتُحدِق الشرور بالناس، وتصبح الأمور مشتبهة
يقول أبو موسى الأشعري نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: " إن الفتنة إذا أقبلت شبَّهت، وإذا أدبرت تبيَّنت " تاريخ الطبري (3/26 - دار الكتب العلمية)؛

فالفتنة إذا أقبلت على الناس يصبح أمرها مشتبهاً على الناس غير متضح، وإذا أدبرت عرف الناس حالها وتبين لهم أمرها.

ويقول مطرف بن عبد الله بن الشخير: " إن الفتنة لا تجيء حين تجيء لتهدي الناس، ولكن لتقارع المؤمن على دينه " أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/142)، وأبو نعيم في الحلية (2/204).

ولنعتبر في هذا الباب بفتنة المسيح الدجال التي هي أعظم الفتن، والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر لأمته فيها حقائق جلية، وأموراً واضحة، تكشف عور الدجال، وتبين حقيقته، ومع ذلك يتبعه خلق لا يحصيهم إلا الله.

يقول عليه الصلاة والسلام: " من سمع بالدجال فلينأى عنه - أي يبتعد عنه ولا يقترب من مكانه - فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " أخرجه أحمد (19968)، وأبو داوود (4319)، والحاكم (4/576) من حديث عمران بن حصين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، وقال الألباني في صحيح الجامع (6301) أنه صحيح
فيتبعه أي: يتبع الدجال مما يثيره من الشبهات التي تخطف القلوب، وتأسر النفوس.

وجاء في الحديث في صحيح مسلم برقم (1848) من حديث أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " من قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة أو يدعو لعصبة أو ينصر عصبة فقُتِل، فقتلة جاهلية ".

وقوله عمية أي: الأمر الأعمى، لا يستبين حاله، ولا يتضح أمره، وهذا حال الفتن وشأنها أنها يصبح الناس يموجون فيها، ولا يتضح لهم فيها أمر، ولا تستبين لهم فيها جادة.

ومن لطيف ما يُذكر في هذا المقام قصة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وأرضاه، يقول ابن سيرين: قيل لسعد بن أبي وقاص: ألا تقاتل؟ - يقصدون في الفتنة التي كانت، والقتال الذي كان بين معاوية وعلي بن أبي طالب، وكان سعد ممن اعتزل ذلك وابتعد عنه - فقالوا له: ألا تقاتل فإنك من أهل الشورى، وأنت أحق بهذا الأمر من غيرك؟

فقال: " لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان، ولسان، وشفتان، يعرف المؤمن من الكافر ".

أي: تأتوني بسيف يعرف المؤمن من الكافر، إن ضربت مسلماً نبأ عنه لا يقتله، وإن ضربت كافراً قتله.

ثم قال: " لقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20736)، وابن سعد في الطبقات (3/143)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/135).

أي: أما مثل هذا القتال الذي تتساقط فيه رؤوس المسلمين، ويقتل بعضهم بعضاً؛ لا أدخل في ذلك إلا أن تأتوني بسيف هذه صفته، ثم ضرب مثلاً عجيباً، قال فيه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: " مثلنا ومثلكم كمثل قوم كانوا على محجة بيضاء، فبينما هم كذلك يسيرون؛ هاجت ريح عجاجة فضلوا الطريق - اشتبه الطريق بسبب العجاج والريح والتبس عليهم - فقال بعضهم: الطريق ذات اليمين؛ فأخذوا فيها فتاهوا وضلوا، وقال آخرون: الطريق ذات الشمال؛ فأخذوا فيها فتاهوا وضلوا، وقال آخرون: كنا في الطريق حيث هاجت الريح فنُنيخ فأناخوا فأصبحوا، فذهب الريح وتبين الطريق، فهؤلاء هم الجماعة، قالوا: نلزم ما فارقنا عليه رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة حتى نلقاه، ولا ندخل في شيء من الفتن " أخرجه بهذا التمام ابن الأعرابي في معجمه (713)، والخطابي في العزلة (ص72)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (39/496).

وكان منهج سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة أن الحل في الأمر الذي كان بين معاوية وبين علي ليس السيف، وإنما الحل السعي في الصلح والتروي في الأمور ونحو ذلك

وعلي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان له اجتهاده، ومعاوية نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان له اجتهاده، ولا يُعدم من كان مجتهداً ومتحرياً الحق والصواب من أجر الاجتهاد والإصابة، أو من أجر الاجتهاد والخطأ، وذنبه مغفور

كما قال عليه الصلاة والسلام: " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " أخرجه البخاري (7352)، ومسلم (1716) من حديث عمرو بن العاص نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لكن جماعة من الصحابة رأوا أن الحل في مثل ذلك ليس بالسيف والقتال، وإنما بالسعي في الصلح، والبعد عن القتال، وجمع الكلمة إلى غير ذلك من المسالك.










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس