يا وَرْدَةً فِي البَيْتِ مَا أَحْلاَهَا
سَكَبَتْ بِرُوحِي عِطْرَهَا وَشَذَاهَا
مَلأَتْ فُؤَادِيَ بَهْجَةً وَتَأَلُّقًا
وَسَعَادَةً، فِي صُبْحِهَا وَمَسَاهَا
زَرَعَتْ لَنَا فِي البَيْتِ هَرْجًا دَائِمًا
بِضَجِيجِهَا، وَعَجِيجِهَا، وَنِدَاهَا
إِنْ عُدْتُ تَلْقَانِي بِوَجْهٍ ضَاحِكٍ
فَيَذُوبُ هَمِّي عِنْدَمَا أَلْقَاهَا
لَمْ يَبْتَهِجْ أَحَدٌ بِمِثْلِي مِثْلَهَا
أَوْ يَلْقَنِي يَوْمًا بِحُلْوِ لِقَاهَا
فَإِذَا رَأَتْنِي مُقْبِلاً مِنْ وِجْهَةٍ
عَجِلَتْ إِلَيَّ بِوَجْهِهَا وَخُطَاهَا
وَسَعَادَةٍ تَنْدَاحُ مِلْءَ عُيُونِهَا
وَهُتَافُ (بَابَا) سَابِقٌ مَمْشَاهَا
(بَابَا أَتَى) أُنْشُودَةٌ فَتَّانَةٌ
يَنْسَابُ فِي البَيْتِ الوَسِيعِ صَدَاهَا
وَتَرُوحُ تَقْفِزُ كَالغَزَالِ لِبَابِنَا
(لِتَشُولَ) عَنِّي مَا تُطِيقُ يَدَاهَا
تَأْتِي إِلَيَّ لِتَشْتَكِي فِي غَضْبَةٍ
وَتَرُومُ مِنِّي أَنْ أَرُدَّ أَخَاهَا
(أَنَسٌ) يُكَسِّرُ مَا لَدَيْهَا عَابِثًا
وَيَشُدُّ لُعْبَتَهَا وَقَدْ آذَاهَا
تَجْرِي إِلَيَّ وَدَمْعُهَا مُتَسَابِقٌ
تُخْفِي بِصَدْرِي حُزْنَهَا وَأَسَاهَا
وَتَقُولُ وَالدَّمْعُ الغَزِيرُ بِعَيْنِهَا
حَبَّاتُ عِقْدٍ سَاحِرٌ مَرْآهَا:
إِنِّي أُرِيدُ (عَرُوسَةً) صَدَّاحَةً
(بَابَا) حَبِيبِي، لاَ أُرِيدُ سِوَاهَا
وَتَرِقُّ فِي غُنْجٍ وَتَدْعُو رَبَّهَا
أَنْ يَرْزُقَ (البَابَا) الغِنَى وَالْجَاهَا
كَمْ ذَا أُحِبُّ حَدِيثَهَا وَأَلَذُّهُ
وَيَكَادُ يُسْكِرُنِي لَذِيذُ لُغَاهَا
يَنْسَابُ عَذْبًا كَالغِنَاءِ نِدَاؤُهَا
وَيَمُوجُ كَالشُّحْرُورِ صَوْتُ بُكَاهَا
كَلأَتْكِ عَيْنِي مَا خَطَوْتِ عَلَى الثَّرَى
وَدَعَوْتُ رَبِّي أَنْ يسدَّ خُطَاهَا
إِنَّ البَنَاتِ لَمِنْحَةٌ عُلْوِيَّةٌ
فَاشْكُرْ لِرَبِّكَ أَنَّهُ أَعْطَاهَا
وَإِذَا تَرَبَّتْ فِي رِيَاضِ فَضِيلَةٍ
وَتَجَمَّلَتْ مِنْ دِينِهَا وَتُقَاهَا
وَمَشَتْ عَلَى دَرْبِ العَفَافِ بَصِيرَةً
تَخِذَتْ نِسَاءَ مُحَمَّدٍ أَشْبَاهَا
فَلأَنْتَ أَفْخَرُ وَالِدٍ بِبَنَاتِهِ
فَاشْمَخْ بِرَأْسِكَ فِي السُّهَا تَيَّاهَا
د. وليد قصاب