السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- على المصنِّف أن يحسن اختيار الموضوع ،فقد باتت المكتبة تعج بكثرة المصنّفات في الموضوع الواحد ، بيد أن هناك مواضيع كثيرة لم تبحث على وجه يرضي ، وهذه الكثرة يصلح فيها قول الأبي رحمه الله في (( شرح صحيح مسلم )) عند كلامه على قوله صلى الله عليه و سلم : " أو علمٌ ينتفع به بعده ":
(( كان شيخنا أبو عبد الله بن عرفة يقول: إنما تدخل التواليف في ذلك إذا اشتملت على فائدة زائدة، وإلا، فذلك تخسير للكاغد ، ونعني بالفائدة : الزائدة على ما في الكتب السابقة عليه ، وأما إذا لم يشتمل التأليف إلا على نقل ما في الكتب المتقدمة ، فهو الذي قال فيه : أنه تخسير للكاغد، وهكذا كان يقول في مجالس التدريس، وأنه إذا لم يكن في مجلس التدريس التقاط زائدة من الشيخ ، فلا فائدة في حضور مجلسه ، بل الأولى لمن حصلت له معرفة بالإصلاح ، والقدرة على فهم ما في الكتب ، أن ينقطع لنفسه ، ويلازم النظر؛ انتهى.
و نظم في ذلك أبياتا، وهي: إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتةٌ *** بتقرير إيضاحٍ لمشكِل صورةِ
و عزوِ غريب النقل أو حلّ مُقفل *** أو إشكالٍ أبدته نتيجة فكرةِ
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد *** و لا تتركن فالترك أقبح خلّةِ انتهى *
منقول من كتاب ( كتب حذر منها العلماء ) للشيخ مشهور آل سلمان .
---------
*بواسطة (( أزهار الرياض )) للمقري (3 / 33-34)