الرد على هذة الشبه من عدة وجوه
نّ الأحباش إنّما كانوا يلعبون بآلات الحرب والجهاد كالدرق ـ وهو الترس ونحوه ـ والحراب. ولم يكونوا يرقصون رقص المخنّثين من الرجال والنساء، ولهذا قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله : " واستدل قوم من الصوفية بحديث الباب على جواز الرقص وسماع آلات الملاهي.. وطعن فيه الجمهور باختلاف المقصدين فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب، فلا يحتجّ به للرقص في اللهو
أنّ هذا اللعب مخصوص بأيام العيد لقول عائشة ـ
ا ـ: " وكان يوم عيد "
أنّه كان في المسجد، ولم يكن في الشوارع والطرقات وغيرها من أماكن تجمّع الناس
أنّ النظر إليهم خاصّ بعائشة وأمثالها من البنات حديثات السنّ، لقول عائشة ـ
ا ـ: " فاقدروا قدر الجارية الحديثة السنّ الحريصة على اللهو " ، ولهذا لم يفعله النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ مع باقي نسائه الكبيرات
أنّ هذا النظر كان من بيت عائشة ـ
ا ـ، فلم تخرج إليه في الشوراع والطرقات والحدائق، وتختلط بالرجال الأجانب لتنظر إليه
أنّها كانت خلف النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يسترها بجسده الشريف لقولها : ( فأقامني وراءه)
نّه ـ مع ذلك ـ كان يسترها بردائه، كما نصت على ذلك رواية ابن حبّان. أي يستر وجهها كما هو ظاهر؛ لأنّ بدنها مستور ببدنه عليه الصلاة والسلام كما سبق، فلم يبق إلا الوجه
أنّ نظر عائشة لم يكن لوجوه الأحباش، وإنّما كان للعبهم وحركاتهم كما نبّه إلى ذلك إلى الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم
والله أعلم