10-06-12, 12:41 PM
|
المشاركة رقم: 8
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
محاور مشارك |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
May 2012 |
العضوية: |
8073 |
المشاركات: |
480 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
0.10 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
13 |
نقاط التقييم: |
12 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
الصقار الحر
المنتدى :
بيت شبهات وردود
ولنفترض جدلا ان هذه الرواية عن امير المؤمنين صحيحة اين الخطأ ؟
كان عمر ، ، مخشوشنا فِي أكله ولباسه ، وكذلك فِي كتابه إِلَى أهل البصرة : " إياكم والتنعم ، وزي العجم ، واخشوشنوا " ، وكان حريصا على أن تكون رعيته تقتدي به فِي الزهد فِي الدنيا ، والرضا بخشونة العيش ، وقد روي عنه ، أنه قَالَ فِي بعض خطبه على المنبر : ولا تأكلوا البيض ، فإنما البيضة لقمة ، فإذا تركت صارت دجاجة ثمن درهم.
مالك ، عن يحيى بْن سعيد ، أن عمر بْن الخطاب أدرك جابر بْن عبد الله ، ومعه حمال لحم ، فقَالَ : ما هذا ؟ فقَالَ : يا أمير المؤمنين ، قرمنا إِلَى اللحم ، فاشتريت بدرهم لحما ، فقال عمر : أما يريد أحدكم أن يطوي بطنه عن جاره ، أو ابن عمه ؟ أين تذهب عنكم هذه الآية : أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا سورة الأحقاف آية 20 ".
قال أبو عمر : روي هذا الخبر عن عمر ، من وجوه منها : ما ذكره سنيد ، قَالَ : حَدَّثَنِي معتمر بْن سليمان التيمي ، عن أبيه ، قَالَ : " أبصر عمر بْن الخطاب جابر بْن عبد الله ، قد علق لحما بيده ، فقَالَ : ما هذا ؟ قَالَ : قرمنا إليه ، قَالَ : وكلما اشتهى أحدكم شيئا أكله ، ألا يطوي بطنه لجاره وضيفه ، أين تذهب عنكم هذه الآية : أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا سورة الأحقاف آية 20 ".
قال سنيد ، وحدثني جرير ، عن عمارة بْن القعقاع ، عن أبي زرعة بْن عمرو ، قَالَ : " دخل عتبة بْن فرقد على عمر فِي السحر ، وهو يكرم كعكا شاميا ، ويتفرق لبنها ، فقَالَ : يا أمير المؤمنين ، لو أمرت بطعام من لبن ، فصنع لك ؟ قَالَ : يا ابن فرقد ، ألست أقدر أحياء العرب على طعام واحد ؟ قَالَ عتبة : نعم ، ما أجد أقدر على ذلك منك.
قَالَ : إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذم قوما ، فقَالَ : أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ سورة الأحقاف آية 20 ".
قال ابن جريج ، وقتادة : بلغنا عن عمر ، أنه قَالَ : لو شئت كنت أطيبكم طعاما ، وألينكم لباسا ، ولكني أستبقي طيباتي.
قَالَ أبو عمر : هذا طريق الزهد فِي الدنيا ، وقد رضي الله ذلك من عباده إذا كانت رغبة فِي الآخرة ، وإيثارا لها ، وإن كان قد أباح الطيبات وهي الحلال ، وقال عز وجل : الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ سورة المائدة آية 5 ، وقَالَ : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ سورة الأعراف آية 32 .
فأكل اللحم المباح حلال ، ومن السنة والشريعة ذبح الغنم ، ونحر البدن والأكل منها ، وإطعام القانع ، والمعتر ، فأكل ما حل من اللحم وغيره مباح ، وأكل ما حرم لا يحل ، خشنا كان ، أو غير خشن ، إلا أن من يترك الدنيا حبا فِي الآخرة ، نال فِي الآخرة أعلى درجة ، وما التوفيق إلا بالله.
قَالَ أبو عمر : ظاهرة الآية يدل على أنها فِي الكفار ، قَالَ عز وجل : وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا سورة الأحقاف آية 20 .
ولكن فعل عمر وقوله فعل أهل الزهد وقولهم.
روينا عن عمر ، ، أنه قدم عليه ناس من أهل العراق ، منهم جرير بْن عبد الله البجلي ، فأتاهم بجفنة قد صنعت بخبز وزيت ، وقال لهم : كلوا ، فأكلوا أكلا ضعيفا ، فقال لهم عمر : قد أرى أكلكم ، أنكم تريدون الحلو ، والحامض ، والحار ، والبارد ، كل ذلك قذفا فِي البطون.
وروى سفيان بْن عيينة ، عن أبي فروة ، عن عبد الرحمن بْن أبي ليلى ، قَالَ : " قدم ناس من أهل العراق على عمر ، فرآهم يأكلون أكلا ضعيفا ، فقَالَ : يا أهل العراق ، لو شئت أن يدهن لكم لفعلت ، لكنا نستبقي من دنيانا ما نجده فِي آخرتنا ، أما سمعتم الله تعالى يقول : أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ سورة الأحقاف آية 20 ".
ذكره أبو بكر ، وغيره ، عن ابن عيينة.
وروى ابن وهب ، عن عمرو بْن الحارث ، عن سعيد بْن أبي هلال ، عن موسى بْن سعد ، عن سالم بْن عبد الله ، أن عمر بْن الخطاب كان يقول : والله ما نفي بلذات الدنيا أن نأمر بصغار الماعز ، فتسمت لنا ، ونأمر بلباب الحنطة ، فيخبز لنا ، ونأمر بالزبيب ، فينبذ لنا فِي الأسقية ، حتى إذا صار مثل عين اليعقوب ، أكلنا هذا ، وشربنا هذا ، ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا ، لأنا سمعنا الله يقول لقوم : أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا سورة الأحقاف آية 20 " .
يتبع
|
|
|