أمــــن المنون وريبــــها تتوجـــــــع = والدهر ليس بمعتب من يجزع
قالت أميمة ما لجسمك شاحبا = منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا = إلا أقض عليك ذاك المضجع
فأجبتها أن ما لجسمي أنه = أودى بني من البلاد وودعوا
أودى بني وأعقبوني حسرة = بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
ولقد أرى أن البكاء سفاهة = ولسوف يولع بالبكا من يفجع
سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم = فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب = وإخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم = فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وإذا المنية أنشبت أظفارها = ألفيت كل تميمة لا تنفع
فالعين بعدهم كأن حداقها = سملت بشوك فهي عور تدمع
حتى كأني للحوادث مروة = بصفا المشرق كل يوم تقرع
وتجلدي للشامتين أريهم = أني لريب الدهر لا أتضعضع
أبو ذويب الهذلي