عرض مشاركة واحدة
قديم 14-03-11, 11:25 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
بنت الديره
اللقب:
عضوة مميزة
الرتبة


البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 347
العمر: 33
المشاركات: 1,485 [+]
الجنس:
المذهب:
بمعدل : 0.28 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 35
بنت الديره على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
بنت الديره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بنت الديره المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر
افتراضي

الحلقة الثامنة والعشرون

رجعت للسكن وانتقلت لغرفة الأخ محمد زين العابدين بأمر من الشيخ!!
هل هو تحفظ علي ؟؟ لكي يراقبني؟؟ أم كان ذلك بسبب آخر أجهله ؟؟
كان الأخ محمد هو غالبا الوسيط بيني وبين الشيخ وقد لمحت مرارا
الأخ محمد يلتقي بصاحب الفتنة!!
لا أقصد من ذلك أبدا أن أتهم الأخ محمد ، فراية محمد والله عندي بيضاء ولكنه رجل
حصيف يسعى للإصلاح والتقارب بكل الوجوه الممكنة .
لقد كانت ردة فعله طوال المشكلة أنه لم يظهر الانفعال والغضب بل كظم غيضه
وانتظر ما تصير عليه الأمور بيني وبين الشيخ...
تغيرت الوجوه علي وتنكرت النفوس وضاقت علي الأرض بما رحبت ..
أصبح السكن بالنسبة لي ككابوس مخيف ونفق مظلم لا نهاية له
لم يؤذني أحد بكلام أو فعل الحمد لله ،
ولكن كانت مجرد النظرات والصمت الرهيب حولي
يولدان الكآبة والحزن والأسى في نفسي ..
لم يكن الطعام في السكن مع الطلبة لي مستساغا بل أصبح غصة في الحلق ..
ولذلك لم أحرص على مخالطة الطلبة ولا أن أتحدث معهم ..
كنت أطلب من علاء الدين أن يعطيني الطعام فأذهب به لغرفتي
أو أن أنتظر خروج الطلبة فآتي فآكل من الطعام البارد وحدي..
كنت أجلس في الغرفة اقرأ القرءان ..
حينما يمر المرء بأوقات عصيبة فإنه يحتاج لمن يؤنسه ..
لقد كان أنيسي في تلك الليالي القرءان وأنعم به من أنيس..
لقد كنت أقرأ السور بتأن وتدبر وأشغل فكري بمعانيها العظيمة مما أفهمه وأدركه ..
فيكون في ذلك من الأنس والتطمين والترويح ما جعلني أغتبط بما أنا فيه!!
من السور العظيمة التي قرأتها مرارا وتكرارا سورة يوسف ..
حيث كنت كلما وصلت لمقطع انكشاف شخصية يوسف لإخوته وقد صار سيد مصر
تصيبني نوبة بكاء ثم يتبعه أمل واستبشار قريب بفرج الله تعالى..
من السور التي تأثرت بها كثيرا في تلك الأيام سورة فاطر!!
إن في هذه السورة من المعاني والعبر والتوجيهات والإشارات العظيمة
مالو تأمله المرء لخرج بآلاف مؤلفة من العبر والفوائد..
من السور التي تأثرت أيضا بها سورة القصص وقصة موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وإلقاء
أمه له في التابوت وخوفها عليه ثم عيشه وترعرعه في بيت عدوه
وما وجده في حياته من العنت والمطاردة والخوف حتى بعثه الله سبحانه وتعالى
لفرعون وقومه وبني إسرائيل ...
القرءان يا إخوتي الكرام يا أخواتي هو خير صديق ومؤنس في الشدائد
وصدق الله تعالى حينما قال ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

في ذاكرتي عن تلك الأيام تشويش رهيب فكلما طرقت باب الذاكرة
لكي تفتح لي نافذة أو كوة أو خرقا صغيرا نحوه ترفض ذلك رفضا قاطعا ..!!
كأنها تقول لي : مالك ومال تلك الأيام ...!!
ألم يكف ما تجرعته فيها من آلام هائلة!!
دع تلك المآسي في جوفي ، ولا تفتح الباب فتفسد على نفسك ما بقي من عمرك!!
فيكفيك ما أنت فيه الآن من متاعب أنت في غنى عن المزيد منها ..!!
وخوفي أن يأتيك ما كنت تظنه عبرة وعظة للآخرين فيكون في مجرد ذكره
تعجيل حتفك !!!
فهل تريد الآن أن تنبش الأوجاع وتعيد الذكريات الحزينة!!
قلت لها : دعينا يا ذاكرتي الحزينة دعينا نروي للناس ما حصل حتى يعتبروا من حالي ..
وليعلموا كيف أن رحمة الله سبقت سخطه وعقابه ..
حينما هبت جنود أبليس وأعوانه لنجدة أشرار الناس في النيل من علم الأمة
دعيني أحكي لهم كيف طردني الناس ورموني بالأحجار حتى فررت منهم على قارب
صغير غرقت به في منتصف البحر .. فبقيت أسبح وأسبح حتى وصلت للشاطئ المقابل!!
ولم أكد أصل !!
ثم زحفت على بطني على الرمال حتى ارتفعت على تلة في الشاطئ.. تشرف
على غابة أمامي ...
فتجولت بناظري حولي فرأيت من خلف الأشجار المظلمة ..
عيونا لا تختلف نظراتها عن تلك النظرات التي فررت منها ..
والتي تطورت حالها من مجرد العتاب أو الحقد ليتبعها الإيذاء والمطاردة!!
حينها سقطت مغشيا علي ...
دعيني أروي لهم كيف أن شيخنا لمحني من بعيد ملقيا على شاطئ الأحزان..
فجاء ذلك الشيخ الجليل يسير من داخل تلك الغابة ووقف على رأسي ...
فرآني لا يكاد يسترني ثوب من العري..
قد تشققت أشداقي من العطش ..
وقد ضمر بطني من الجوع
وقد تتابعت أنفاسي الضعيفة من الجهد فكدت اتلف وأموت ...
حينها انحنى الشيخ نحوي ..
ووضع يده الباردة على وجهي ومسح بها دمعتي وقال:
لا تحزن يابني إن الله جاعل لك فرجا قريبا !!










توقيع : بنت الديره

ask.fm/Nasooora20
اسالني وكذا يعنينقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تابعني على تويتر
nsooora20@

عرض البوم صور بنت الديره   رد مع اقتباس