14-03-11, 11:18 AM
|
المشاركة رقم: 20
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضوة مميزة |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Dec 2010 |
العضوية: |
347 |
العمر: |
33 |
المشاركات: |
1,485 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.28 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
17 |
نقاط التقييم: |
35 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
بنت الديره
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
الحلقة الثامنة عشر
من خلال جلوسي الدائم أمام الشيخ وبجوار قدماء الطلبة
لا بد أن يؤدي ذلك برغبة أو بغير رغبة إلى نشوء علاقة ما!!
لن أتوسع في هذا الأمر وهو غير مهم أبدا لكم غير أن هناك حالة لا بد من ذكرها..
في حلقة مضت ذكرت ذلك الشاب الذي خرج من غرفة مجاورة لموقع الدرس..
كان ذلك الشاب من كبار طلبة الشيخ وأفقههم بل ومن أقرب الناس لشيخنا..
لا ينافسه على ذلك أحد ، ولم يكن يخفى علي ولا على سواي ذلك ..
بل أن للقرابة العائلية بينه وبين الشيخ زادت الأمر رسوخا وبيانا..
تعرفت على الرجل وكانت علاقتنا لا بأس بها ..
كنت أتصافح معه قبل الدروس ويزداد التعارف بيننا يوما فيوما!!
ذكرت في الحلقة الماضية أن الشيخ أعجب ببحثي الذي كتبته..
ورأى أن ذلك علامة نبوغ مني على صغر سني ولكنه حتى ذلك الحين لم يبد الشيخ
نحوي شيئا..
وذات مرة تغيبت في سفرة لمدينة حائل لزيارة الأخ سعود وغبت ثلاثة أيام..
لم يفتقدني أحد كما كنت أظن ولم أكن أعلم قوانين السكن حينها وضرورة أخذ الأذن
من المشرف...
ولقد اشتقت لرؤية سعود بعد أن انقطعت عنه حوالي الشهر وزيادة فرغبت بلقائه..
زرته في حائل ومنها نزلت للرياض بالطائرة ثم للشرقية ثم عدت منها للقصيم..
كانت رحلة استجمام وترويح بعد عناء وانشغال بالطلب ..
حينما عدت لعنيزة كانت الأمور على مايرام فيما أظن !!
أذكر أنني بعد صلاة عشاء ذلك اليوم وقد وصلت للجامع قبل الصلاة بقليل..
رافقت الحشد الذي يسير مع الشيخ لبيته ..
ولم يكن ذلك الحشد كبيرا ..
بعد انتهاء الناس تقدمت للشيخ فقبلت رأسه ..
قال لي: أين كنت ؟؟ لا حظت أنك تغيبت عن الدروس عدة أيام!!
لقد كانت لفتة أبوية وحانية افتقدها والله في تلك الأيام..
ما أجمل أن يشعرك أحد بالاهتمام بك والاطمئنان عليك خاصة لو كنت في ضائقة وكربه..
أما أن تأتي تلك اللفتة من شيخنا فوا لله إن ذلك لشرف لي وأي شرف ..
قلت له: لقد سافرت لحائل لزيارة أقربائي ..!!
قال لي: ووالديك ؟
شدهت وارتفع حاجباي وعجزت عن الإجابة ولكن تداركت الأمر سريعا وقلت:
طبعا والداي نعم!!
دار بيننا الحوار التالي:
أين يعمل والدك ؟
قلت له :والدي رجل أعمال!!
ثم استأنفت كلامي .. بدون حساب للعواقب ..
ولكن والدي بيني وبينه خلاف !!
قال : كيف؟
قلت : لا يحب والدي أن اطلب العلم بل يريدني أن اهتم بدراستي النظامية فقط..!!
وأخذت في فبركة كلام على الوالد مما لا يصلح الحديث عنه هنا والله يعفو عني فيما
قلت!!
قال لي : وأين يقيم والدك ؟
قلت له : في الطائف !!
قال : الم تقل انك ذهبت لرؤية والديك في حائل؟؟
سكت ولم اجبه فعرف الشيخ أن في الأمر شيئا ولكنه لم يبال حينها!!
ختم حواره بهذه الجملة : لا أسمح لك مرة أخرى بالسفر حتى تأخذ أذنا مني فأنا في مقام والدك !!
ما أجمل وقع تلك الكلمات على نفسي هي والله في نفسي ذلك اليوم ..
كماء بارد شربته بعد عطش شديد في صحراء قاحلة وساخنة..
لقد بثت تلك الكلمات في نفسي روحا جديدة وهمة لا يقاومها أي كساد أو تلف ..
رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته وجعل ذلك في ميزان حسناته..
رجعت لغرفتي فحكيت لبندر ما حصل بيني وبين الشيخ من حوار..
لم يصدق بندر أن يكون هذا التصرف من الشيخ بهذا الشكل !!
فمن أنت حتى تحصل على هذه الميزة وهذا الاهتمام؟؟
.. ولكن والله هذا ما حصل..
أخذت قلمي وفتحت دفتري وأردت أن اعبر عن سعادتي بخاطرة أو شعر أو أي شيء!!
كتبت رسالة للشيخ .. قلت له فيها ..
أشكرك من أعماق قلبي فوا لله لقد كانت عبارتك تلك كالماء الذي يروي نبتة أوشكت على الذبول والفناء..
كانت عباراتها ركيكة ومعانيها عميقة سطرتها بعبارات امتزجت بالشقاء والعذاب والخوف والضياع واليأس ..وسلمتها للشيخ بعد صلاة الفجر ..
لقد وقعت تلك الكلمات في نفس شيخنا موقعا عظيما فدعاني بعد درس المساء للسير معه..
قال لي : لقد تأثرت بكلامك وأرجو منك أن تثق في وتجعلني في مقام أبيك ..
وأريد منك أن تستمر في الطلب والتحصيل وأرجو من الله تعالى أن ينفع بك الإسلام والمسلمين...
أكدت له مرة أخرى عن مشاكلي مع والدي وأنه لا يريدني أن اطلب العلم ..
كنت أريد أن افتح موضوعي كله مع الشيخ وليتني فعلت!!
ولكنني جبنت واستحييت أن احكي للشيخ كل شيء.. خوفا من عواقب كلامي!!
لقد كانت فرصة سانحة ولكن الله تعالى كان يريد لي شيئا آخر ..!!
ذات ليلة دعا مشرف السكن الأخ محمد زين العابدين الطلاب للاجتماع مع الشيخ بعد صلاة العشاء في سطوح السكن ...
أجتمع طلاب السكن وجاء الشيخ وجلس على مقعد قديم لا يكاد يستوي عليه لتهالكه!!
استمع الشيخ لمشاكل الطلاب وما يعانونه من صعوبات مادية نحو غلاء الكتب..
وأشرطة التسجيل ، وتحدثوا مع الشيخ حول ترميم السكن ورفع قيمة المكافآت وتوسيع المكتبة وزيادة المراجع ونحو ذلك غير انه حصل في تلك الجلسة موقف أحرجني للغاية!!
كتبت سؤالا للشيخ باسمي وبلقبي المزيف !!
قال الشيخ: أنت مرة تقول انك كذا ومرة تقول إنك شمري وش الصحيح؟؟
وقعت في حرج شديد ولم استطع التعليق ولكن شيخنا تجاوز ذلك وغير الموضوع!!
كيف عرف الشيخ بلقبي الحقيقي؟؟
من نظام السكن لا بد أن يكون لك ملف لدى المشرف ومن متطلبات فتح الملف ..
إحضار صورة الهوية !!
وضعت صورة الهوية في ملفي وسلمتها مع السيرة الذاتية للمشرف..
نظر في وجهي المشرف وقال لي: مكتوب هنا أنت من القبيلة الفلانية؟؟
وأنت شمري ؟؟
كنت قد زورت في نفسي كلاما لأبرر هذا الحال فقلته فقبله في الظاهر غير انه نقله
للشيخ بالتأكيد!!
لقد كنت بليدا فلو أنني قلت الحقيقة وشرحتها لكان خيرا من الخزي الذي كنت فيه..
ولنجوت من الفضيحة التي سأقدم عليها!!
كان الشيخ في ذلك اللقاء يرسخ في أذهان طلبته انه فعلا والد للجميع ..
فكل الطلبة بلا استثناء هم فقراء ومعوزون وفيهم السعودي وغير السعودي..
ولكنهم في نظر شيخنا سواء جزاه الله عنا خير الجزاء..
في ذلك اللقاء سأل أحد الطلبة الشيخ عن حضور دروس الشيخ سلمان العودة في بريدة!!
قال الشيخ : سلمان هو احد العلماء لكنني أنصحكم بالتقيد بحضور دروس عالم واحد
فإذا شعرتم أنكم اكتفيتم مما لديه فلا بأس بالانتقال لعالم آخر ..
رجعت برفقة الشيخ لبيته وحينما اقتربنا من البيت بقيت معه أنا والأخ محمد زين العابدين ..
أطال الأخ محمد الحديث مع الشيخ حتى تعب !!
ثم ابتعد قليلا واقتربت أنا من الشيخ فجلس على درج ملحق بيته وبقيت واقفا!!
فأردت أن أجلس مقابله على الأرض لأكمل أسئلتي .. فقال لي الشيخ..
أجلس بجواري ؟؟
جلست بجواره فأكملت أسئلتي ثم انصرفت ...
توقيع : بنت الديره |
ask.fm/Nasooora20 اسالني وكذا يعني 
تابعني على تويتر nsooora20@ |
|
|
|