14-03-11, 11:16 AM
|
المشاركة رقم: 17
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضوة مميزة |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Dec 2010 |
العضوية: |
347 |
العمر: |
33 |
المشاركات: |
1,485 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.28 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
17 |
نقاط التقييم: |
35 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
بنت الديره
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
الحلقة الخامسة عشر
في دروس شيخنا في عنيزة من النادر أن يسال الشيخ الطالب خلال الدرس..
فغالبهم قد جاء له من أماكن بعيده بقصد العلم والتحصيل ..
وفيهم من الطاقة والحيوية ما يجعلهم حريصين ومتنبهين لكل فائدة ومسألة.
ولكن الوضع ذلك اليوم مختلف ..!!
سألني الشيخ في ذلك الدرس ثلاث مرات كأنه يختبرني أو سيقول لي : طس !!
وبحمد الله بلعت الطعم ولم أقع في المصيدة!!
فقد أجبته بما فتحه الله علي مما حصلته عند مشائخنا في الطائف..
فكان ذلك فأل خير لي بحمد الله تعالى..
انتهى الدرس الأول بعد الأذان ..
ثم تقدم شاب من الصف الخلفي وجلس بيني وبين جاري الغاضب مني!!
وعلق الميكرفون على صدره .. ثم أخذ يقرأ من نونية ابن القيم..
بصوت جمع بين العذوبة والرقة ، وجمال الأبيات التي نظمها ابن القيم رحمه الله..
لقد كانت تلك المنظومة مع أنها تحوي ردودا علمية رصينة إلا أنها...
حوت حكما ومواعظ وطرائف لا يتقن نظم قلائدها سوى مثل ابن القيم وكفى به !!
لاحظت رجلا أفغانيا ذو عمامة عريضة ويلبس المرآة يجلس عن يمين الشيخ..
و لاحظت الشيخ يستأنس كثيرا بالحديث معه أو مناقشته ..
وكانت أسئلته وركاكة لسانه الأعجمي تثير ضحك الطلاب ..
كنا نستأنس ونفرح حينما يسأل هداية الله لأن شيخنا يسر بذلك ..
ومع عجمته وصعوبة النطق بالعربية لديه حيث انه لا يتكلم سوى بالفصحى المكسرة..!!
إلا أن الرجل قد أتقن علوم الآلة من نحو وأصول وأصول تفسير ، بشكل شبه كامل..
أذكر في درس الفرائض من متن البرهانية المسألة العنقودية والتي لم يستطع حلها سوى
هداية الله !!
وهي مسألة شائكة ومعقده لا يقدر عليها سوى الراسخين في الحساب والفرائض..
كان هداية الله هذا يسجل دروس الشيخ في مسجل صغير..
ثم يرجع لغرفته فيغلق الباب على نفسه ..
فلا ينام حتى ينسخ ذلك الشريط على دفتر خاص ثم يترجمه من فوره للغته الأفغانية!!
و هذا ما يفعله كل ليلة طوال ست سنوات جاورته وخبرت حاله..!!
انتهى الدرس وتوجهنا للمصلى وكنت وضعت كتابا بجوار المؤذن لكي أصلي مكانه..
صليت خلف شيخنا .. وبعد السلام ..تحلق مجموعة من الناس حول الشيخ ..
كما هي العادة في كل صلاة سوى صلاة الفجر والمغرب..
ثم قام الشيخ وخرج من المسجد لحقته مع الناس وذلك بقصد الفضول فقط ..
كنت أسير بمحاذاة الشيخ واستمع لأسئلة الطلبة والمستفتين..
ولقد فاجأني الشيخ حينما التفت إلي وقال:
يبدوا أنك تريد العلم والتحصيل !!
كانت غير متوقعة والله ..
ثم قال الشيخ .. هل نزلت في السكن؟
قلت : نعم..
كان الطلبة يراقبون هذا الموقف وقلوب بعضهم تخفق من الغيرة من هذا الحوار
الخاص!! والنموذجي!!
قال : إذا عجل بالتزكية حتى نسمح لك بالبقاء ..!!
قلت له : لقد اتصلت على عباس وهو مريض وقال سيتصل عليك!!
قال : خيرا إن شاء الله .. ثم عدت أدراجي للسكن..
استبشرت بهذا النجاح الذي لم ارتب له شيئا بل توفيق الخالق سبحانه وتعالى..
دخلت لغرفتي فوجدت زائرا ينتظرني!!
وجدت شخصا جالسا في غرفتي..
سلمت عليه .. فرد وقال : هل أنت تسكن في هذه الغرفة؟؟
قلت : اليوم نزلت فيها..
قال : إذا سنكون سوية هنا .. أنا أخوك بندر الحربي ..
تعارفنا .. قليلا ثم نزلنا للعشاء.. وهذه المرة لم أنتظر أحدا يدعوني!!
حقيقة أن تنام في غرفة صغيرة وضيقة مع شخص لا تعرفه شيء مزعج..لمن لم يعتد عليه
خصوصا انه لم يستأذنني احد في اختيار زميل السكن..
ولكن لا خيار لي فإما مع بندر أو الشارع!!
ولكن بندرا هذا رجل ظريف وحلو المعشر ..
وبعد حديث طويل معه اكتشفت طيبته ..
ومع انه رجل انعزالي ولا يحب مخالطة الناس ونظراته غير محببة ، لعمقها وحدتها!!!
إلا أنني حينما عاشرته وخالطته تبين انه رجل طيب وفاضل..
استأمنته على بعض أموري وكنت أستشيره فيصدق المشورة!!
كنت أخرج للتنزه مع بندر على سيارته الوانيت في الطعوس المحيطة بعنيزة
وما أكثرها!!
في اليوم التالي .. حضرت درس الصباح ..
والذي يستمر من الساعة الثامنة وحتى العاشرة والنصف..
ويدرس فيه الشيخ خمسة كتب ..
والحضور في تلك الدروس ليس بالكثرة التي كانت بالأمس..
حيث أن هذه الدروس فقط في موسم الصيف والعطل الدراسية..
كانت الدروس صعبة علي لمستواها العالي عني..
ومع ذلك فلم انقطع عنها طوال الفترة المتبقية من الصيف والتي لم تطل كثيرا..
بخصوص المكان فقد تمسكت بالمكان الذي جلست فيه بالأمس ..
وذلك لسنوات عديدة بفضل الله تعالى..
وذلك على رغم عدم رضى جاري سامحه الله!!
والذي ستكون لي معه مواقف ستصطدم كثيرا من قراء هذه الحلقات..
ولست اقصد من روايتها الشماتة به أو النيل منه..
فأنا لن اسميه ولا احد من القراء يعرفه أو يعرفني ..
ولا يخلوا ذكر القصة من فائدة وحكم وطرفة !!
ومع أن تلك المواقف حصلت قبل سنوات عديدة إلا أنها لن تمر دون اعتبار وتمحيص..
والموعد عند رب العالمين سبحانه وتعالى هو حسبنا ونعم الوكيل..
توقيع : بنت الديره |
ask.fm/Nasooora20 اسالني وكذا يعني 
تابعني على تويتر nsooora20@ |
|
|
|