07-12-11, 01:36 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2011 |
العضوية: |
6166 |
المشاركات: |
47 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.01 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
0 |
نقاط التقييم: |
21 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
يراسل الناس بعضهم بعضا هذه اﻷيام بمناسبة نهاية العام الهجري بطلب المسامحة والتهنئة ولكنني آثرت أن تكون الرسالة لي ،*
ليقيني أن أحق النفوس بالنصح نفسي ، وأوﻻهم بالصدق ذاتي ، فخاطبتها بأصدق العبارات وأنصحها :
يانفس : هذه اﻷعوام والشهور واﻷيام تتفلت من بين يدي سريعا ، ولو تأملتيها بعين النصح واليقين ﻷصبحتِ غير مصدقة لسرعتها ، وﻻ مستيقنة بمضيها .
آﻻ تذكرين - يانفس- بداية هذا العام الذي انصرمت أيامه ، وتقوضت ساعاته ، كيف مرت سريعا كأن أول يوم فيها قد ابتدأ للتو ، وإذا به عام قد انقضى من عمري كنت قد خلفت قبله أعواما .
يانفس : لو كنت تعقلين , وعلى الواقع تشهدين لعرفت حقيقة الدنيا وأنها لحظات ، سرعان ماتزول وتتفلت لحظاتها من أيدينا ، فهذه السنوات التي من مضت من عمري ذهبت لمح البصر أوهي أسرع ، وانقضت من عمري دون أن أشعر .
كم عمرك اليوم عشرون أو ثﻼثون أو قد بلغت اﻷشد وهو اﻷربعون وأخشى أنك قد قربت الخمسين أو ربما حطيت رحالك عند معترك المنايا وبلغت الستين ، بالله يانفس أليست قد مرت سريعة ؟ وانقضت مهرولة هرولت فظيعة ؟
يانفس : قد غرتك اﻷماني ، وسولت لك أمَّارتي بالسوء أن مهلة اﻹنتهاء من دنياي بعيدة ، وساعة رحيلي منها غير قريبة , فلعلي أحاكمك لما ﻻتستطعين إنكاره :*
ألم تقبرِ - يانفس - قريب أو صديق كان دونك في العمر ؟
ألم توارِ جثمان طفل رضيع لم يبلغ الحنث ؟
كم خلّفت خلفك في المقابر من فتاة نضرة ؟ ودفنت بعدك شاب قد امتلئ بالقوة ؟*
يانفس هذه قبورهم شاهدة عليهم ، وآثارهم حاكمة بفنائهم ، أُتراك بعدهم تُخلّدين ؟ أم أنك للموت تستبعدين ؟
وسأحاكمك أيضا - يانفس -لما ﻻ نختلف عليه :
أوليس في مثل هذا اليوم للعام القادم سيكون أعدادا من البشر تحت أطباق الثرى مرهونين ، وعن اﻷعمال محبوسين ، أجيبي فلماذا تهربين ، فمن ياترى منا ومنهم سيحيا ، ومن منهم سيكون تحت أطباق الثرى ؟*
يانفس : قد وعدك الله الصادق الكريم - وهو أوفى من وعد - أنك ان اغتنمت هذه الحياة القصيرة أن تحيي حياة كريمة ﻻتعرفين فيها الكدر، وﻻتشعرين فيها بالنكد ، فكيف تفرطين في عيش رغيد ، وملك عظيم ، ونعيم ﻻينتهي ، بحياة مليئة بالغصص ، وعيش قد عبئ بالنكد .
يانفس : إن غمسة في الجنة تُنسي كل ضيق وهم وبؤس مر بأبس أهل الدنيا ، فكيف إذا كان هذا النعيم متزايد على مر اللحظات ، ومضاعف على مضي الساعات .
وبالمقابل غمسة في دار الهوان تُنسي أنعم أهل الغرور كل سرور ذاقوه ، وكل نعيم اغترفوه ، فكيف باﻵم ﻻتنتهي ، وغصص ﻻ تنقضي ؟*
يانفس : لو قيل لك أنه بإمكانك ارجاع السنين التي مضت لتستدرك مافات لكنت أفرح شيئ بذلك ، أتدري لماذا ؟
لعلمك أنك كنت على التفريط سادره ، وللتسوف سائره - فهذه حقيقتك - فحتى متى تكوني هكذا ؟*
افرحي ﻷنك في زمان اﻹمكان فغدا ستكون عندك هذه اﻷمنية ولكن بغير هذا الحال*
- فسينقطع الرجوع وتغلق دونه اﻷبواب -
يانفس : كوني رحيمة بي فوربي إنني على عذاب الله ﻻ أقوى ولسخطه ﻻ أطيق .
عجبا - والله - لي كيف أشكوا نفسي لنفسي ، وهل عندي أغلى من نفسي لنفسي ، فهل تراني أرحم نفسي ؟*
غرة محرم عام 1433 هجري
*
إليك يانفسي*
( رسالة مع بداية العام )
توقيع : ذات النطاقين |
ذات النطاقين |
|
|
|