شرح النَّظْم
قال النَّاظِم -رحمه الله- :
الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَوْرَثَنَا كِتَابَهُ وَبِالرَّسُولِ خَصَّنًا
ابتدأ النَّاظِم بالبسملة ثم بالحمدلة اقتداءً بالقُرْآن الكريم إذ أول سورة في القُرْآن تبدأ بالحمدلة قال تعالى (ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [الفاتحة] ، فكل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله فهو مقطوع البركة لقول النبي
: ( كل أمر ذي بال لا يبدئ فيه بالحمد لله فهو أقطع ).([1])
والحمد في اللغة هو: الثناء بالكلام الجميل الموزون.
و إصطلاحا هو: فعل لتعظيم المنعم بشيء أنعم علينا به.
قال: (الَّذِي أَوْرَثَنَا كِتَابَهُ)؛ أي نزَّل علينا القُرْآن وإعطانا إيَّاه نأخذه جيلاً عن جيل بدون انقطاع قال تعالى (ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭺ) [فاطر] ، فخص الله هذه الأمة بوراثة هذا الكتاب المبين حتى لا يَعْتَرِيه نقصٌ أو تحريفٌ أو زللٌ وحاشاهُ، وَقَيَّضَ الله لهذا الكتاب رجالاً حفِظوه في الصدور والسطور يَتَنَاقَلُونَهُ جيلا بعد جيل من عهد النُّبُوَّةِ إلى زمننا هذا ([2])، وهذه خِصِّيصَةٌ لم تسبقنا بها أمّة قط،ولهذا ترى أن الكتب السماويةالتي نزلت قبل القُرْآن دخلها التحريف والنقص ،لأنَّهم أمَمٌ ليس عندهم إسناد لكتبهم ولم يحفظوها في الصدور ولا السطور فدخلها ما دخلها ، فنحمد الله على أن خصنا بالإسناد دون الأمم السالفة .
قال :(وَبِالرَّسُولِ خَصَّنًا) بمعنى خصَّنا بهذا النَّبي القرشي
خاتم الأنبياء والمرسلين سيد الخلق أجمع أشرف من بعث للأنام قال
(أنا سيد ولد آدم و لا فخر).([3])
***
قال النَّاظِم -رحمه الله- :
صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا وَآلِهِ وَمَنْ لِدِينِهِ انْتَمَى
أي صلاة الله وسلامه على نبيه محمد
بكل ما يليق بمقامه الطاهر وعلى آله الأطهار وهم أهله وعشيرته من أزواجه أمهات المؤمنين -
نَّ وعلى أولاده
- وأقاربه من بني هاشم وبني عبد المطلب، وعلى صحابته الأعلام رضوان الله عليهم أجمعين. قال (وَمَنْ لِدِينِهِ انْتَمَى) ومن انتسب وآمن به وصدَّقه واتبع هداه من المؤمنين.
***
قال النَّاظِم -رحمه الله- :
وَهَاكَ مَا قَالُونُ فِيهِ خَالَفَا وَرْشًا مِنَ الحِرْزِ وَدَعْ مَا ائْتَلَفَا
قوله : (هاك) أمر من النَّاظِم بمعنى: أيها القارئ خذ الكلمات التي خالف فيها قالونٌ ورشًا وكلاهما أخذ القِرَاءة عن نافع المدني .
([1]) قال الألباني –رحمه الله - : وهذا سند ضعيف جدا آفته ابن عمران هذا، ويعرف بابن الجندي. حديث: " كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع "، وفي رواية ( بحمد الله )، وفي رواية ( بالحمد )، و في رواية : ( فهو أجذم ) قال الألباني في إرواء الغليل (1/30) ضعيف، رواه ابن ماجه (1894) عن قرة عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ ( بالحمد أقطع).
([2]) وهذا ما يسمى باتصال السند أي أن السند تتحقق فيه صفة التلاوة أو السماع من الأول إلى الأخر من دون انقطاع
([3]) هذا الحديث صحيح لغيره. أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (13/480-481/7493). وعنه ابن حبان في «صحيحه» (14/398/6478) .والضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (9/455/428). والطبراني في «المعجم الكبير» (166/399- قطعة من مجلد 13).واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (4/789/ 1456) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي: حدثنا موسى بن أعين عن معمر بن راشد، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام به.قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/254): «رواه أبو يعلى والطبراني؛ وفيه عمرو بن عثمان الكلابي، وثقه ابن حبان على ضعفه، وبقية رجاله ثقات ».