الموضوع
:
سلسلة السيرة والشمائل النبوية
عرض مشاركة واحدة
28-10-11, 03:13 AM
المشاركة رقم:
4
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
البيانات
التسجيل:
Mar 2011
العضوية:
1225
المشاركات:
5,141 [
+
]
الجنس:
ذكر
المذهب:
المذهب السني
بمعدل :
1.00 يوميا
اخر زياره :
[
+
]
معدل التقييم:
28
نقاط التقييم:
326
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
صفة أكله و طعامه -
-(1-2)
· عن ابن عباس -
- قال:
(كان رسول الله -
- يبيت الليالي المتتابعة طاوياً، وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير)
(1)
.
· عن مسروق قال دخلت على عائشة -
ا - فدعت لي بطعام وقالت: ما أشبع من طعام، فأشاء أن أبكي إلا بكيت، قال قلت: لم؟ قالت: (
أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله -
- الدنيا والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم)
(2)
.
عندما نلقي الضوء على مائدة خاتم الأنبياء والمرسلين -
- خير هذه الأمة وأزكاهم عند ربه تبارك وتعالى فلن تطول القائمة بأصناف الطعام الفاخرة، وألوان الشراب الشهية، لا ولا الآنية الثمينة والسفر العامرة!.
لم تكن هذه اللذائذ حاضرة في ذهنه المشغول بالدعوة إلى الله تعالى، وتعليم شرعه، وبيان فرائض دينه، ولم تسيطر تلك الشهوة على قلبه المتعلق بالله تبارك وتعالى، وابتغاء مرضاته ، ولم تشغل من وقته إلا حيزًا يسيرًا بقدر ما يشبع رمقه، ويدفع جوعه، وربما بات ليالي طاوياً لا يجد ما يطعمه!
نعم لقد آثر أن يشبع يوماً ويجوع يوماً ليتقلب بين نعمتي الشكر والصبر، ذاق طعم الجوع، و لو شاء لسأل الله سبحانه كنوز الأرض ورغدها وطيب عيشها، ولكن ما له وللدنيا!!
فكم أنفق مما أفاء الله عليه من خيل، وركاب، وأموال على أصحابه، ومضى لبيته خليّاً، راجيا نعيم الآخرة، داعياً ربه: (
اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)
(3)
.
إن طلب القوت من الرزق و الإعراض عن المباهج ليس ازدراء لنعمة الله تعالى، أو تعاظما على فضله، كلّا وحاشا.
و لا يعني أبداً حبس النفس و مضّارتها بصدّها عن تحصيل حاجاتها الضرورية ، فقد أحل الله لنا الطّيبات من الرزق ، كما أنزل سبحانه في كتابه على رسوله -
-:
(وَكُلُوا مِمَّا رَزَقْكُمُ اللهُ حَلاَلاً طَيـِّباً و اتَّقُوْا اللهَ الَّذِيْ أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُوْنَ )
(4)
، وقال تعالى:
(كُلُوْا وَاْشْرَبُوْا وَلاَ تُسْرِفُوْا )
(5)
، وقد طعم رسول الله -
- اللحم و الثريد ، وأعجبه الدّباء والعسل، والشراب الحلو، ونحوها من المأكولات المعروفة في عصره ، لكنه لم يداوم على الأصناف الشهية المفضّلة عند عامة الناس ، بل أحب الزهد فيها، وطلب القوت من الرزق؛ تأصيلاً
لمنهج التقوى
و
القناعة
بما قسم الله تعالى، والارتباط
القوي
بالدار الآخرة، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين، وأن النعيم الآجل لا يدرك بالنعيم العاجل .
إن اقتصاده في العيش، و تعرّضه للجوع أياماً ، لم يحبطه و يحرمه الشعور بالسعادة، و لم يقعده عن النجاح في تحقيق أهدافه ، فقد نال أشرف المعالي بتبليغ الرسالة، وتعليم القرآن، وهداية الأمة إلى دين الله تعالى ، وبناء مجتمع صالح، والكثير الكثير من المنجزات الخالدة الفريدة ، بل هو السابق إلى كل خير ، والمؤسس لكل صلاح ديني !
ألا فلنتدبر هديه -
- في تربية النفس على
الكفاف
في كل ما يتّصل بأمر الدنيا، و صيانتها عن الترفّه و
الإسراف
، والتعفف عن مذلّة السؤال، والحاجة إلى الناس، والرضى بما قدّر الله تعالى من الأرزاق والنعم .
و في هذا المعنى قال الشاعر:
دع الحرص على الـدنيا
فـإن الرزق مـقـسوم
فقيـر كـل ذي حرص
وفي العيش فلا تطمع
وسوء الـظن لا ينفع
غنيٌّ كـل مـن يقنع
تكتب هذه
السلسلة
د/ منى القاسم
(1)
سنن الترمذي (2360) و سنن ابن ماجه (3347)، وقال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
(2)
سنن الترمذي (2356) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
(3)
صحيح مسلم (1055).
(4)
سورة المائدة آية
88 ).
(5)
سورة الأعراف آية
31).
صفة أكله وطعامه -
- (2-2)
· عن أنس -
- قال:
(كان النبي -
- إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث )
(1)
.
· و عن أبي جحيفة -
- قال : قال رسول الله -
-:
(لا آكل متكئا)
(2)
.
إن المتأمل لهدي النبي -
- في النمط الغذائي المتمثل في نوعية طعامه وكميته، وكيفية تناوله يجد في شمائله الكريمة القوانين الصحيّة القيّمة التي ينادي بها الأطباء للتغذية السليمة، وحفظ الصحة.
وللوقوف على شيء من تلك الهداية النبوية
(الصحية)
نستعرض حديثا واحداً رواه المقدام بن معد يكرب يقول : سمعت رسول الله -
- يقول :
(ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، حسبك يا بن آدم لقيمات يقمن صلبك، فإن كان لا بد فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث نفس)
.
(3)
في هذا الحديث يدعونا الحبيب -
- إلى الاقتصار على لقيمات تدفع حرارة الجوع ، ولفظ (
اللقيمات
) يوحي بصغر حجم اللقمة، وقلة عددها، وأن هذا المقدار يكفل للجسم الكفاية من العناصر الغذائية التي يحتاجها ليقيم صلبه.
وفي قلة الأكل وترك النهم منافع كثيرة، منها: أن يكون الرجل أصح جسما، وأجود حفظا، وأزكى فهما، وأقل نوما، وأخف نفسا، وفي كثرة الشبع كظ المعدة، ونتن التخمة، ويتولد منه الأمراض المختلفة، فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه المقل في الأكل، وقال بعض الحكماء : أكبر الدواء تقدير الغذاء.
(4)
و ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة فقال :ما سمعت كلاما في قلة الأكل أحكم من هذا.
(5)
وفي وقتنا المعاصر الثري بالتقنية والعلوم التخصصية الحديثة نلمس قيمة هذه النصيحة النبوية الدقيقة المعجزة في مجال الصحة!.
ونرى في مجتمعاتنا المسلمة آثار التخلّي عن تطبيقها بتفشّي أمراض البدانة، وما يترتب عليها من إنشاء المراكز الصحّية للعناية بتقليل الوزن، و إعداد البرامج الغذائية للتخفيف والحمية و صرف العقاقير الطبية ، ونحوها مما يستنزف الوقت، والمال، والجهد، والصحة!
إننا بحاجة ماسة إلى تطبيق آداب الطعام النبوية في حياتنا اليومية؛ لنحقق سنة الاتباع لسيد المرسلين -
-، وننال بركة الاسترشاد بهديه القويم في صلاح الخلق، وتهذيب النفس إلى جانب حفظ الصحة، وسلامة البدن.
ومن المعاني النبيلة المقترنة بالأكل
التواضع
عند أخذ اللقمة، وعدم الاتكاء إلا عند المشقة، و
التيمن
في التناول، ولعق الأصابع، و
تكريم النعمة
بعدم عيب الطعام ولو عافته نفسه ، واستحضار آداب الطعام
حمداً
للكريم المنان.
تكتب هذه السلسلة
د/ منى القاسم
(1)
رواه مسلم (2034).
(2)
رواه البخاري (5083).
(3)
صحيح ابن حبان (5236)، سنن النسائي الكبرى (6769) ، سنن ابن ماجه (3349).
(4)
تفسير القرطبي( ج7/ص192).
(5)
فتح الباري (ج9/ص528).
لباسه وفراشه -
-
· عن دحية الكلبيّ -
- قال :
(أهديت لرسول الله -
- جبة صوف وخفين فلبسهما حتى تخرقا)
(1)
.
· و عن أنس بن مالك -
- قال :
(كان أحب الثياب إلى النبي -
- أن يلبسها الحبرة)
(2)
.
· و عن عائشة -
ا- قالت:
(إنما كان فراش رسول الله -
- الذي ينام عليه أدماً حشوه ليف)
(3)
.
· وعن عمر بن الخطاب -
- قال :
(تبسم رسول الله -
- وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا، وعند رأسه أهب معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال: ما يبكيك ؟ فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله ! فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة)
(4)
عادةً ما يكون لباس المرء عنواناً لطبيعته الكامنة، فإن ما ترسخ جذوره في الباطن لا بدّ أن تبدو ثماره في الظاهر، ولذا كان أجمل لباس وأحسنه هو التقوى النابت من القلب، والممتد على الجوارح ليسبغ على العبد خلائق الستر والحياء والعفاف، كما قال تعالى :
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)
(5)
.
هذا اللباس المحمود هو أحب لباس تغشاه الحبيب -
-، وأقربه إلى نفسه، اللباس الذي يحمل معالم التقوى وحقيقتها، بما يمتاز به من ستر العورات، والبعد عن الإسراف والخيلاء والشهرة، وعن مشابهة الكفار مما هو من خصائصهم، إلى غيره من النواهي الشرعية.
وكان أحبّ الثياب إليه الحِبَرَة، وهي: برد يماني من قطن محبّر يعني مزيّن، والظاهر أنه أحبها للينها وطراوتها، وحسن انسجام نسجها، وإحكام صنعتها، وموافقتها لجسده الشريف، فإنه -
- كان غاية في النعومة واللطف
(6)
.
إلا أنه لم يرفّه نفسه بالمواظبة على الثياب المريحة، والقمص الراقية، بل كان يرتدي ما سنح له مما ملكه أو أهدي له لسماحته، وبساطة عيشه، وكثرة ورعه، فاتزر واتخذ الرداء، واشتمل الكساء، و تحلّى بالبرد، ولبس جبة صوف وخفّين حتى تخرّقا، وربما ارتدى حلّة جميلة أعجب بها أحد أصحابه فلم تلبث على جسده إلا يسيرا، ثم أهداه له! لا يغريه رونقها وحسنها عن الجود بها، كما لم يسوؤه خشونة جبة الصوف أن تلازمه أمداً حتى تمزقت!.
ما أعظم هذه النفس الأبية التي لا ترضى أن تقع تحت تأثير متاع الدنيا مهما كان رائعا وجذّاباً، أو حقيراً معاباً! طامحة إلى ما أعده المولى سبحانه وتعالى لأوليائه من نعيم دائم، وخير تامّ، لا ينقطع ولا يمتنع، ولم يخطر على قلب بشر .
أما فراشه الذي ينام عليه فبساط غليظ من الجلد المحشو من الليف الخشن، بقدر ما يقيه وعورة الأرض وحرارتها، ويمنحه حاجته من النوم، غير مسترسل في الراحة والغفلة عن قيام الليل وذكر الله تبارك وتعالى.
وربما نام على الحصير فأثّر على جلده الشريف وجنبه! فأبكى عمر-
- رحمة و شفقة على حاله المؤثرة -
-، وتمنّى له ما لكسرى وقيصر من الفرش الوثيرة، والأسرة المريحة، والأثاث الفاخر، والدثار الناعم، فجذبه الحبيب -
- بلطفه المعهود إلى المآل المنشود، والنعيم الموعود في الآخرة ...
و الآخرة خير وأبقى .
تكتب هذه السلسلة
د/ منى القاسم
(1)
المعجم الكبير (4200 ).
(2)
صحيح البخاري (5476).
(3)
صحيح مسلم (2082).
(4)
صحيح البخاري (4629).
(5)
سورة الأعراف آية (26).
(6)
المواهب المحمدية بشرح الشمائل الترمذية (1/211).
سلاحه و خاتمه -
-
عن أنس -
- قال : (كان النبي-
- أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي -
- قد سبق الناس إلى الصوت، وهو يقول :
(لم تراعوا، لم تراعوا)
وهو على فرس لأبي طلحة عريّ ما عليه سرج، في عنقه سيف فقال : لقد وجدته بحراً أو إنه لبحر)
(1)
.
عن عبد الله بن الزبير بن العوام -
- قال: كان على النبي -
- يوم أحد درعان، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع، فقعد طلحة تحته حتى استوى على الصخرة، قال الزبير-
- فسمعت النبي -
- يقول :
(أوجب طلحة)
(2)
.
وعن أنس-
- أن النبي-
-
أراد أن يكتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي فقيل إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم، فصاغ رسول الله -
- خاتما حلقة فضة، ونقش فيه محمد رسول الله)
(3)
.
كثيراً ما تكون القوّة النافذة، والآلة الحربية المتطوّرة سبباً لطغيان الأمم وسطوتها على غيرها؛ لتحقق أكبر قدر من الثروات وانتهاك الحرمات! ما دام أن الحكم والقانون مستمدان من إله الهوى والمادة.
وفي رحاب الإسلام تقترن القوة بالعدل في تلازم دائم، وتكامل متّزن، منبثق من هدي النبي -
- الذي يدعو إلى ابتغاء سبل القوة، واتخاذ العدة المرهبة للعدو، إلى جانب العناية بالضوابط الشرعية لها، ووضعها في مواضعها المناسبة، متوخّيا العدل والحق، فحينما حمل السيف، واتخذ الدرع، وخاض الغزوات، محرزاً انتصارات عظيمة، وفتوحاً كبيرة، لم تغره نشوة الفرح بالعدوان واستباحة ما حرم الله تعالى مع من حارب الله ورسوله، ممتثلاً قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)
(4)
.
هذا الميزان الرباني العظيم الذي أقامه المولى -سبحانه- تجسّد في خلق النبي -
- مع أعدائه في الحرب والسلم، والغضب والرضا، والمكره والمنشط، مسطراً أروع صور العزة والبسالة، والإقدام والعدالة.
و كان -
- بحراً... في غزارة قوته، واتساع أفقه، وعمق خبرته، وروعة عزيمته وتوكّله!
.
بحراً... في الثبات عند الفتن، والصبر حين المحن، وتحقيق أدب الحرب، وتأصيل الخبرات العسكرية الفذّة، وإعداد الجيوش المنظّمة.
متخذاً بأس السيف وحدّته، ورمي السهم وسرعته، و ما استطاعه من قوّة ومن رباط الخيل! كأفضل سلاح ومركب عرفه الناس في عصره، مع الإفادة من خطط فارس، وحضارة كسرى وقيصر في الصناعة كاتخاذ الخاتم، وإضافة الطابع الإسلامي الذي يميّز حامله بنقش (محمد رسول الله).
و م يتخلّى عن اتخاذ الأسباب المعينة على النصر، القاهرة للعدو، اتّكالاً على عصمة الله له، وشرفه عند ربه -سبحانه-.
إن الأمة الإسلامية اليوم بأمس الحاجة إلى أن تعود لله حقّاً، وتصدق إيمانها به، وتحقق التقوى، كما عليها أن تقتبس من هدي نبيها -
- القيم الحضارية الحربية، ومنهج الإعداد والتسلّح بكلّ أنواع القوة العلمية والعملية؛ لتبني مجدها، وتبسط عزها، وترغم أعداءها على احترام كيانها، وسلامة أوطانها.
كما أوصى ربنا تبارك وتعالى في كتابه:
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ...)
(5)
تكتب هذه السلسلة
د/ منى القاسم
(1)
صحيح البخاري (5686).
(2)
المستدرك على الصحيحين (5602)، سنن الترمذي (1692).
(3)
صحيح مسلم (2092).
(4)
سورة المائدة، الآية(8).
(5)
سورة الأنفال، الآية(60).
توقيع :
جارة المصطفى
جارة المصطفى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى جارة المصطفى
البحث عن كل مشاركات جارة المصطفى