شغب المستبصرين
أم شغب الغلاة والعلماء؟!
كتب الأستاذ حسن السلطان مقالاً بعنوان:
(من يوقف شغب المستبصرين والمبصرين الشيعة ) [1].
قال فيه:
( بعض هؤلاء الأشخاص المتشيعين
– مع الأسف الشديد –
تضرر البيت الشيعي منهم
أكثر من الاستفادة التي يعتقد البعض أننا نحققها،
خاصة من الذين اتبعوا منهج السب واللعن
كخيار تنفيس لهم عن الأيام السوداء كما يعبرون عنها،
ولو عدنا إلى العقل والمنطق
حتى لو كان هناك اختلاف على مسألة اللعن
فإنه لا يجب أن يستخدم هكذا علانية
وكأنه مسلَّمة في تاريخ التشيع،
وخصوصاً في الخطاب الشيعي الذي استمر لعقود مضت
لم يستخدم السب والشتم على المنابر،
بينما نجد هذه النبرة على منابرنا من المستبصرين،
وكأنه أمر عادي، بل ويستحسنه البعض.
أدعو من هنا المجتمع الشيعي أن يقف أمام
هذا التشويه غير المقصود للمذهب
من قبل بعض المتشيعين،
والذين – بفعلهم هذا – يعكسون صورة سلبية جداً عنا،
خاصة وأن بعضهم لا يستخدم فقط اللعن،
وإنما يذهب إلى الألفاظ الدونية
التي لا ترتقي لأخلاق المسلم،
فكيف بذلك إذا كان في موقع المقدمة كخطيب،
وأنا متيقن أن هؤلاء سوف يعكسون صورة سلبية جداً
عن التشيع في حال استمروا على النهج نفسه،
لأن عمر اللعن لم يأخذ حقاً أو يدفع ظلماً ).
إذا جئنا لمعالجة ظاهرة معينة
فإننا كثيراً ما ننظر في الظواهر ونغفل الأسباب؛
مع أن البحث عن الأسباب ومعرفتها
يساعد كثيراً على حل المشاكل.
وقد أجهد الأستاذ حسن نفسه في بيان الظاهرة
وأغفل الأسباب،
لا شك أن استنكاره لهذه الظاهرة يُعدُّ جرأة وشجاعة،
وأعجبني حينما قال في مطلع مقاله:
( سوف أكون هنا واضحاً أكثر،
ولا يهمني أي أمر يقال هنا أو هناك
لأني مؤمن بما أقول ).
إن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة
هي الكتب والتراث،
والأمر الآخر
الدفاع المستميت من العلماء والمراجع
عن أمثال هؤلاء المشاغبين!
فمثلاً:
حسن شحاته يقيم في قم، وفي المحرم عام 1423هـ
جعلت له محاضرات تطاول من خلالها
على الصحابة بألفاظ بذيئة،
ولا يزال إلى اليوم يشارك من خلال
برنامج ( البالتوك ) في غرف شيعية،
والسب والشتم بألفاظ بذيئة لا يزال مستمراً.
وأما إذا قلبنا صفحات التراث فسنجد كماً هائلاً
من روايات الغلاة التي سقت هذه الظاهرة
– شجرة شغب المستبصرين –
حتى أينعت وأثمرت حنظلاً.
فمن أحق بالعتب المستبصرون
أم روايات الغلاة والعلماء؟!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
[1] - تجد المقال على هذا الرابط:( راجع الكتاب )