الأئمة وسطاء
تحدثت مع أحد الأصدقاء مرة
عن دعاء الأئمة والاستغاثة بهم فقال:
الأئمة وسطاء بين الله والعبد،
فمثلاً
هل تستطيع أن تدخل على مدير أو مسئول كبير دون واسطة؟!
فقلت:
إذا كان المدير عادلاً متواضعاً
يسمح بالدخول عليه فنعم أستطيع،
وإن كان متكبراً ظالماً فلن أستطيع،
هل ترى أن الواسطة عدل؟!
الله ألغى جميع الحواجز والوساطات وقال:
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) } ؟
[ غافر : 60 ]،
ولم يقل:
ادعوا الأئمة أو أحضروا لي واسطات كي أستجيب لكم.
إن الأمر تعدى الأئمة بكثير
فأصبح هناك ضريح للإمام الخميني وغيره
يزوره الزائرون ويطلبون منه الرزق والشفاء،
إنها خطة الشيطان القديمة
جاءت من جديد لكن بثياب مختلفة،
كانوا قديماً كلما مات رجل صالح بنوا له صنماً،
والآن كلما مات عالم بنوا له ضريحاً،
وما كان يفعل عند الصنم
يفعل الآن تماماً عند الضريح.. لا فرق.
الغريب أنك تجد الكتب الدعائية التي تبرر مثل هذا الفعل
تذكر الأحاديث التي تجيز زيارة القبور للعظة والعبرة
وتمزجها بأحاديث
شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة
لتبرير الطواف حول الأضرحة
وطلب المعونة والنصرة من أصحاب القبور،
ولا أعلم ما الرابط بين جواز زيارة القبور
وجواز دعاء أصحابها من غير الله؟!
جميع الأديان الضالة وضعت وساطات بين العبد وربه،
فالرهبان في المسيحية وسطاء بين العبد وربه،
والأصنام لدى المشركين كذلك،
فهل يستمر الشيطان باستعمال نفس الخدعة
على باقي البشر؟!