قد يقول قائل:
إن الأئمة شهداء، والشهداء أحياء عند ربهم
كما قال تعالى:
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
[ آل عمران: 169 ].
فأقول:
الكفار بعد موتهم في حياة أيضاً، وهي حياة البرزخ،
لكن لم يسمها الله حياة؛ لأنها لا تستحق هذه التسمية.
ثم كل من يستشهد بالآية لا يكملها
بل يقف عند { أَمْوَاتًا }!
فلو تأمل كل من استشهد بالآية بقيتها وهي:
{ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
فقال: يُرزقون لا يَرزُقون..
يجري الله عليهم رزقهم لا أن يرزقوا هم الناس،
أقول:
لو تأمل هذه الآية
لما استشهد بها على جواز طلب الرزق من الأموات.
قال الإمام
في الحديث الذي تقدم:
( فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا،
ما نقدر على ضر ولا نفع،
إن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا،
والله ما لنا على الله من حجة،
ولا معنا من الله براءة ،
وإنا لميتون، ومقبورون، ومنشورون
ومبعوثون وموقوفون ومسئولون،
ويلهم ما لهم لعنهم الله !
فلقد آذوا الله وآذوا رسوله في قبره
وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين
وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ) [1].
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم
لم يقم أضرحة ولا قباباً
على قبر ابن عمه جعفر أو عمه حمزة،
ولم يبن أمير المؤمنين في خلافته ضريحاً
على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
ولم يفعل ذلك الأئمة ،
بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لعن من فعل ذلك،
روى الشيخ الصدوق والشيخ الحر العاملي
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
( لا تتخذوا قبري قبلةً ولا مسجداً
فإن الله عز وجل لعنَ اليهود
حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) [2].
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
[1] - رجال الكشي ( 2/ 491 )، بحار الأنوار للمجلسي ( 25 / 289 ).
[2] - علل الشرائع للصدوق ( 2/ 358 ) ، وسائل الشيعة للحر العاملي ( 3 / 235 ).