![]() |
هل يجوز الترحم والدعاء للنصراني أواليهودي أو المشرك ؟
هل يجوز الترحم والدعاء لتارك الصلاة أو المتهاون فيها، وكذلك النصراني أعني الكافر، وهل يصح الدعاء عليهم ولعنهم أو سبهم بعد الوفاة؟ أما من مات من اليهود أو النصارى أو عباد الأوثان وهكذا من مات تاركاً للصلاة أو جاحداً لوجوبها هؤلاء كلهم لا يدعى لهم ولا يترحم عليهم ولا يستغفر لهم ؛ لقول الله عز وجل: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) سورة التوبة، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه استأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له سبحانه، مع أنها ماتت في الجاهلية لم تدرك الإسلام، لكنها ماتت على دين قومها على عبادة الأوثان، فاستأذن ربه فلم يأذن له أن يستغفر لها، فإذا كانت امرأة ماتت في الجاهلية على دين الأوثان لا يجوز له أن يستغفر له وهي أمه فكيف بغيرها؟عليه الصلاة والسلام فالذي مات على الكفر لا يستغفر له ولا يدعى له، لا تارك الصلاة ولا عابد القبور ولا اليهودي ولا النصراني ولا الشيوعي ولا القادياني ولا أشباههم ممن يتعاطى ما يكفره ويخرجه من دائرة الإسلام، أما سبهم فلا يسبون بعد الموت يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا) رواه البخاري في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها-، (لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)، أفضوا إلى الله، الله يجازيهم بأعمالهم فلا حاجة إلى سبهم، لكن ذكر جماعة من أهل العلم أنه لا بأس بسب من اشتهر بالضلال والكفر والدعوة إلى الباطل من باب التحذير، ولو بعد الموت، كما يقال: قاتل الله فرعون، لعن الله فرعون، لعن الله دعاة الضلالة، لعن الله أبا جهل أو ما أشبه ذلك من دعاة الضلالة من باب التنفير من أعمالهم القبيحة، هذا قاله جماعة من أهل العلم من باب التنفير إذا كان الإنسان مشهوراً بالضلالة والكفر والدعوة إلى الضلالة أو ظلم الناس، قد أجاز بعض أهل العلم سبه من باب التنفير ومن باب التحذير من مثل عمله، وإن ترك سبه عملاً بهذا الحديث: (لا تسبوا الأموات) فهذا من باب الاحتياط وهو أحسن وأولى. https://www.binbaz.org.sa/noor/9390 |
نقل النووي الإجماع على تحريم الدعاء للكافر بل عد القرافي المالكي وابن علان الشافعي أن من الكفر الاسغفار للكافر إذا تيقن موته على شركه. المجموع (5 / 120)، و ينظر: أضواء البيان (3 / 428) ، البحر الرائق (1 / 350)، حاشية البجيرمي على الخطيب (2 / 241). -------------------------------- 1- لا يجوز الاستغفار للكافر ولا الترحم عليه إجماعاً. 2- لا يجوز الدعاء على شخص بأن يحرمه الله الهداية أو يميته على الكفر. 3- الدعاء بالهداية للمحارب جائز، وهو مشروع في حق المسالم. 4- يشرع الدعاء على الكافر المحارب أو المؤذي، وهو جائز في حق غير المحارب. 5- لا بأس بالدعاء للكافر بالأمور الدنيوية لسبب ظاهر، كتأليفه وترغيبه للإسلام، أو لقرابته وإحسانه، ولا يدعى له بظهر الغيب لعدم تحقق المقتضي لمصلحة ذلك. |
قال النووي رحمه الله: "الصلاةُ على الكافر والدُّعاءُ له بالمغفرة حرامٌ بنصِّ القرآنِ والإجماعِ"
، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإنَّ الاستغفارَ للكفار لا يجوز بالكتاب والسنَّة والإجماع" ويبقى تنبيهٌ يجدُر الإشارةُ إليه، وهو أن عدم ترحُّمِنا على غير المسلم المُعيَّن ليس معناه أن نحكُم عليه بأنه من أهل النار قطعًا، فهذا لا يجوز، وقد ذهب جمهورُ العلماء إلى عدم الحُكْم على غير المسلم المُعيَّن بأنه من أهل النار، إلا من ثبَت بالوحي أنه من أهل النار فعلًا؛ كفِرْعون، وأبي جهل، وأبي طالب، وغيرِهم ممَّن ذكرَهم الوحيُ، أما غيرُ هؤلاء فلا نحكُم عليهم بجنةٍ ولا نارٍ؛ لأنه حُكْم بما لا علم لنا به، فالجنةُ والنارُ مِلْكٌ لله عز وجل يُدخِل الجنةَ من يشاء برحمته، ويُدخِل النارَ من يشاء بعدله؛ لأنه دائمًا ما يحدُث خلطٌ بين عدم جواز الترحُّم على غير المسلم، والحُكْمِ بأنه من أهل النار، فيظُن الظانُّ أن عدم ترحُّمِنا عليه هو حُكْمٌ عليه بدخول النار، وهذا طبعًا خطأٌ، عدم ترحُّمنا عليه مع الحكم بكفره فيما يظهر لنا هو حكمٌ شرعيٌّ يتعلَّق بتعاملنا مع غير المسلم في الدنيا، أما في الآخرة فنُفوِّض الأمرَ في مصيره إلى الله عز وجل مع اعتقادنا الجازم بعَدْل الله، وأنه لا يظلِمُ أحَدًا. |
الساعة الآن 05:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir