شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه (https://ansaaar.com/showthread.php?t=17299)

حفيدة عمر الفاروق 28-11-11 03:50 PM

فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه مختصره من صحيح البخاري بشرح فتح الباري من كتاب المناقب أو الفضائل ـ فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حازم ‏ ‏عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال فبات الناس ‏ ‏يدوكون ‏ ‏ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال ‏ ‏علي ‏ ‏يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ ‏ ‏على رسلك ‏ ‏حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك ‏ ‏حمر النعم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حاتم ‏ ‏عن ‏ ‏يزيد بن أبي عبيد ‏ ‏عن ‏ ‏سلمة ‏ ‏قال ‏
‏كان ‏ ‏علي ‏ ‏قد تخلف عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ‏ ‏خيبر ‏ ‏وكان به رمد فقال أنا أتخلف عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فخرج ‏ ‏علي ‏ ‏فلحق بالنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن ‏ ‏بعلي ‏ ‏وما نرجوه فقالوا هذا ‏ ‏علي ‏ ‏فأعطاه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الراية ففتح الله عليه ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث سلمة بن الأكوع في المعنى سيأتي شرحه في المغازي . وقوله : في الحديثين : " إن عليا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " أراد بذلك وجود حقيقة المحبة , وإلا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة . وفي الحديث تلميح بقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فكأنه أشار إلى أن عليا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتصف بصفة محبة الله له , ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق كما أخرجه مسلم من حديث علي نفسه قال " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد . ‏


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن مسلمة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن أبي حازم ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن ‏
‏رجلا جاء إلى ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏فقال هذا ‏ ‏فلان ‏ ‏لأمير ‏ ‏المدينة ‏ ‏يدعو ‏ ‏عليا ‏ ‏عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول له ‏ ‏أبو تراب ‏ ‏فضحك قال والله ما سماه إلا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وما كان له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث ‏ ‏سهلا ‏ ‏وقلت يا ‏ ‏أبا عباس ‏ ‏كيف ذلك قال دخل ‏ ‏علي ‏ ‏على ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا ‏ ‏أبا تراب ‏ ‏مرتين ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( عن أبيه ) ‏
‏هو أبو حازم سلمة بن دينار . ‏

‏قوله : ( إن رجلا جاء إلى سهل بن سعد ) ‏
‏لم أقف على اسمه . ‏

‏قوله : ( هذا فلان لأمير المدينة ) ‏
‏أي عنى أمير المدينة , وفلان المذكور لم أقف على اسمه صريحا , ووقع عند الإسماعيلي " هذا فكان فلان ابن فلان " . ‏

‏قوله : ( يدعو عليا عند المنبر , قال فيقول ماذا ) ‏
‏في رواية الطبراني من وجه آخر عن عبد العزيز بن أبي حازم " يدعوك لتسب عليا " . ‏

‏قوله : ( والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏يعني أبا تراب . ‏

‏قوله : ( فاستطعمت الحديث سهلا ) ‏
‏أي سألته أن يحدثني , واستعار الاستطعام للكلام لجامع ما بينهما من الذوق للطعام الذوق الحسي وللكلام الذوق المعنوي , وفي رواية الإسماعيلي " فقلت يا أبا عباس كيف كان أمره " . ‏

‏قوله : ( أين ابن عمك ؟ قالت : في المسجد ) ‏
‏في رواية الطبراني كان بيني وبينه شيء فغاضبني . ‏

‏قوله : ( وخلص التراب إلى ظهره ) ‏
‏أي وصل , في رواية الإسماعيلي " حتى تخلص ظهره إلى التراب " وكان نام أولا على مكان لا تراب فيه ثم تقلب فصار ظهره على التراب أو سفى عليه التراب . ‏

‏قوله : ( اجلس يا أبا تراب . مرتين ) ‏
‏ظاهره أن ذلك أول ما قال له ذلك , وروى ابن إسحاق من طريقه وأحمد من حديث عمار بن ياسر قال : " نمت أنا وعلي في غزوة العسيرة في نخل فما أفقنا إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله يقول لعلي : قم يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب " وهذا إن ثبت حمل على أنه خاطبه بذلك في هذه الكائنة الأخرى . ويروى من حديث ابن عباس أن سبب غضب علي كان لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ولم يؤاخ بينه وبين أحد فذهب إلى المسجد , فذكر القصة وقال في آخرها " قم فأنت أخي " أخرجه الطبراني , وعند ابن عساكر نحوه من حديث جابر بن سمرة , وحديث الباب أصح , ويمتنع الجمع بينهما لأن قصة المؤاخاة كانت أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة , وتزويج علي بفاطمة ودخوله عليها كان بعد ذلك بمدة والله أعلم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن رافع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حسين ‏ ‏عن ‏ ‏زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حصين ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن عبيدة ‏ ‏قال جاء ‏ ‏رجل ‏ ‏إلى ‏ ‏ابن عمر ‏
‏فسأله عن ‏ ‏عثمان ‏ ‏فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك يسوءك قال نعم قال فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن ‏ ‏علي ‏ ‏فذكر محاسن عمله قال هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم قال لعل ذاك يسوءك قال أجل قال فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث ابن عمر . ‏

‏قوله : ( حدثنا حسين ) ‏
‏هو ابن علي الجعفي , وأبو حصين بفتح أوله والمهملتين , وسعد بن عبيدة بضم العين . ‏

‏قوله : ( جاء رجل إلى ابن عمر ) ‏
‏تقدم في مناقب عثمان . ‏

‏قوله : ( فذكر عن محاسن عمله ) ‏
‏كأنه ضمن ذكر معنى أخبر فعداها بعن , وفي رواية الإسماعيلي " فذكر أحسن عمله " وكأنه ذكر له إنفاقه في جيش العسرة وتسبيله بئر رومة ونحو ذلك . ‏

‏قوله : ( ثم سأله عن علي فذكر محاسن أعماله ) ‏
‏كأنه ذكر له شهوده بدرا وغيرها وفتح خيبر على يديه وقتله مرحب ونحو ذاك . ‏

‏قوله : ( هو ذاك , بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏أي أحسنها بناء , وقال الداودي معناه أنه في وسطها وهو أصح . ووقع عند النسائي من طريق عطاء بن السائب , عن سعد بن عبيدة في هذا الحديث " فقال لا تسأل عن علي ولكن انظر إلى بيته من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وله من رواية العلاء بن عيزار قال سألت ابن عمر عن علي فقال " انظر إلى منزله من نبي الله صلى الله عليه وسلم ليس في المسجد غير بيته " وقد تقدم ما يتعلق بترك بابه غير مسدود في مناقب أبي بكر رضي الله عنه . ‏

‏قوله : ( فأرغم الله بأنفك ) ‏
‏الباء زائدة معناه أوقع الله بك السوء واشتقاقه من السقوط على الأرض فيلصق الوجه بالرغام وهو التراب . ‏

‏قوله : ( فاجهد على جهدك ) ‏
‏أي ابلغ على غايتك في حقي , فإن الذي قلته لك الحق , وقائل الحق لا يبالي بما قيل في حقه من الباطل . ووقع في رواية عطاء المذكورة " قال : فقال الرجل : فإني أبغضه , فقال له ابن عمر أبغضك الله تعالى " .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

‏حدثني ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غندر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏الحكم ‏ ‏سمعت ‏ ‏ابن أبي ليلى ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏علي ‏
‏أن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها السلام ‏ ‏شكت ما تلقى من أثر الرحا فأتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فأخبرتها فلما جاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أخبرته ‏ ‏عائشة ‏ ‏بمجيء ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فجاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال ‏ ‏ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين وتسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث علي " إن فاطمة شكت ما تلقى من الرحى " الحديث , وفيه ما يقال عند النوم , وسيأتي شرحه مستوفى في الدعوات إن شاء الله تعالى . ووجه دخوله في مناقب علي من جهة منزلته من النبي صلى الله عليه وسلم ودخول النبي صلى الله عليه وسلم معه في فراشه بينه وبين امرأته وهي ابنته صلى الله عليه وسلم ومن جهة اختيار النبي صلى الله عليه وسلم له ما اختار لابنته من إيثار أمر الآخرة على أمر الدنيا ورضاهما بذلك , وقد تقدم في كتاب الخمس بيان السبب في ذلك , فإن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أن يوسع على فقراء الصفة بما قدم عليه , ورأى لأهله الصبر بما لهم في ذلك من مزيد الثواب


منقول

عزتي بديني 28-11-11 10:16 PM

رضي الله عنه وأرضاه
وجمعنا به وبسائر الصحابه في جنات النعيم
بارك الله فيك وغفر لك ولوالديك

جارة المصطفى 29-11-11 03:14 PM

رضي الله عنه وأرضاه وحشرنا في زمرته
جزاك الله خيرا وبارك فيك

الشاهين 30-11-11 12:23 AM

بارك الله فيك أختنا الفاضلة على النقل القيم .

شكرا جزيلا لك .

حياء 30-11-11 12:29 AM

رضي الله عنه وارضاه وجمعنا به يوم الحساب

جزاك الله خير اخيتي

بنت طيبه 30-11-11 01:43 AM

رضي الله عنه ..
جزاكم الله خيرا وبارك الله بكم ونفع بما قدمتم وجعله بموازين حسناتكم ..

خواطر موحدة 02-12-11 08:07 PM

جزاكم الله خيرآ كثيرآ وجعله في ميزان حسناتكم ..

درر الشهد 24-12-11 05:34 AM

بــــــــــــــارك الله فـــــيــــك
وجـــــــــــــزاك الله خــيـــراً

الرسول قدوتي 24-12-11 08:36 PM

http://www13.0zz0.com/2011/12/24/16/544107660.gif

أم الشهيد السلفية 24-12-11 11:32 PM

رضي الله عنه وأرضاه اللهم احشرنا مع عبادك الصالحين وبارك الله فيكِ أختي

الرزان 25-12-11 12:57 AM

رضي الله عنه

جزاك الله خير ونفع بك

دآنـة وصآل 30-12-11 09:05 PM

رضي الله عنهم
جزآكم الله خير وأثآبكم على مآ تقدمونه ونفع بكم الإسلام والمسلمين

حياء 17-01-12 07:14 PM

رضي الله عنه

جزاك الله الجنة اختي الوردة

خالد من ليبيا 17-01-12 07:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حفيدة عمر الفاروق (المشاركة 139031)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه مختصره من صحيح البخاري بشرح فتح الباري من كتاب المناقب أو الفضائل ـ فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حازم ‏ ‏عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال فبات الناس ‏ ‏يدوكون ‏ ‏ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال ‏ ‏علي ‏ ‏يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ ‏ ‏على رسلك ‏ ‏حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك ‏ ‏حمر النعم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حاتم ‏ ‏عن ‏ ‏يزيد بن أبي عبيد ‏ ‏عن ‏ ‏سلمة ‏ ‏قال ‏
‏كان ‏ ‏علي ‏ ‏قد تخلف عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ‏ ‏خيبر ‏ ‏وكان به رمد فقال أنا أتخلف عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فخرج ‏ ‏علي ‏ ‏فلحق بالنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن ‏ ‏بعلي ‏ ‏وما نرجوه فقالوا هذا ‏ ‏علي ‏ ‏فأعطاه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الراية ففتح الله عليه ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث سلمة بن الأكوع في المعنى سيأتي شرحه في المغازي . وقوله : في الحديثين : " إن عليا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " أراد بذلك وجود حقيقة المحبة , وإلا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة . وفي الحديث تلميح بقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فكأنه أشار إلى أن عليا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتصف بصفة محبة الله له , ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق كما أخرجه مسلم من حديث علي نفسه قال " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد . ‏


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن مسلمة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن أبي حازم ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن ‏
‏رجلا جاء إلى ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏فقال هذا ‏ ‏فلان ‏ ‏لأمير ‏ ‏المدينة ‏ ‏يدعو ‏ ‏عليا ‏ ‏عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول له ‏ ‏أبو تراب ‏ ‏فضحك قال والله ما سماه إلا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وما كان له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث ‏ ‏سهلا ‏ ‏وقلت يا ‏ ‏أبا عباس ‏ ‏كيف ذلك قال دخل ‏ ‏علي ‏ ‏على ‏ ‏فاطمة ‏ ‏ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا ‏ ‏أبا تراب ‏ ‏مرتين ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( عن أبيه ) ‏
‏هو أبو حازم سلمة بن دينار . ‏

‏قوله : ( إن رجلا جاء إلى سهل بن سعد ) ‏
‏لم أقف على اسمه . ‏

‏قوله : ( هذا فلان لأمير المدينة ) ‏
‏أي عنى أمير المدينة , وفلان المذكور لم أقف على اسمه صريحا , ووقع عند الإسماعيلي " هذا فكان فلان ابن فلان " . ‏

‏قوله : ( يدعو عليا عند المنبر , قال فيقول ماذا ) ‏
‏في رواية الطبراني من وجه آخر عن عبد العزيز بن أبي حازم " يدعوك لتسب عليا " . ‏

‏قوله : ( والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏يعني أبا تراب . ‏

‏قوله : ( فاستطعمت الحديث سهلا ) ‏
‏أي سألته أن يحدثني , واستعار الاستطعام للكلام لجامع ما بينهما من الذوق للطعام الذوق الحسي وللكلام الذوق المعنوي , وفي رواية الإسماعيلي " فقلت يا أبا عباس كيف كان أمره " . ‏

‏قوله : ( أين ابن عمك ؟ قالت : في المسجد ) ‏
‏في رواية الطبراني كان بيني وبينه شيء فغاضبني . ‏

‏قوله : ( وخلص التراب إلى ظهره ) ‏
‏أي وصل , في رواية الإسماعيلي " حتى تخلص ظهره إلى التراب " وكان نام أولا على مكان لا تراب فيه ثم تقلب فصار ظهره على التراب أو سفى عليه التراب . ‏

‏قوله : ( اجلس يا أبا تراب . مرتين ) ‏
‏ظاهره أن ذلك أول ما قال له ذلك , وروى ابن إسحاق من طريقه وأحمد من حديث عمار بن ياسر قال : " نمت أنا وعلي في غزوة العسيرة في نخل فما أفقنا إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله يقول لعلي : قم يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب " وهذا إن ثبت حمل على أنه خاطبه بذلك في هذه الكائنة الأخرى . ويروى من حديث ابن عباس أن سبب غضب علي كان لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ولم يؤاخ بينه وبين أحد فذهب إلى المسجد , فذكر القصة وقال في آخرها " قم فأنت أخي " أخرجه الطبراني , وعند ابن عساكر نحوه من حديث جابر بن سمرة , وحديث الباب أصح , ويمتنع الجمع بينهما لأن قصة المؤاخاة كانت أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة , وتزويج علي بفاطمة ودخوله عليها كان بعد ذلك بمدة والله أعلم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن رافع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حسين ‏ ‏عن ‏ ‏زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي حصين ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن عبيدة ‏ ‏قال جاء ‏ ‏رجل ‏ ‏إلى ‏ ‏ابن عمر ‏
‏فسأله عن ‏ ‏عثمان ‏ ‏فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك يسوءك قال نعم قال فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن ‏ ‏علي ‏ ‏فذكر محاسن عمله قال هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم قال لعل ذاك يسوءك قال أجل قال فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث ابن عمر . ‏

‏قوله : ( حدثنا حسين ) ‏
‏هو ابن علي الجعفي , وأبو حصين بفتح أوله والمهملتين , وسعد بن عبيدة بضم العين . ‏

‏قوله : ( جاء رجل إلى ابن عمر ) ‏
‏تقدم في مناقب عثمان . ‏

‏قوله : ( فذكر عن محاسن عمله ) ‏
‏كأنه ضمن ذكر معنى أخبر فعداها بعن , وفي رواية الإسماعيلي " فذكر أحسن عمله " وكأنه ذكر له إنفاقه في جيش العسرة وتسبيله بئر رومة ونحو ذلك . ‏

‏قوله : ( ثم سأله عن علي فذكر محاسن أعماله ) ‏
‏كأنه ذكر له شهوده بدرا وغيرها وفتح خيبر على يديه وقتله مرحب ونحو ذاك . ‏

‏قوله : ( هو ذاك , بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏أي أحسنها بناء , وقال الداودي معناه أنه في وسطها وهو أصح . ووقع عند النسائي من طريق عطاء بن السائب , عن سعد بن عبيدة في هذا الحديث " فقال لا تسأل عن علي ولكن انظر إلى بيته من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وله من رواية العلاء بن عيزار قال سألت ابن عمر عن علي فقال " انظر إلى منزله من نبي الله صلى الله عليه وسلم ليس في المسجد غير بيته " وقد تقدم ما يتعلق بترك بابه غير مسدود في مناقب أبي بكر رضي الله عنه . ‏

‏قوله : ( فأرغم الله بأنفك ) ‏
‏الباء زائدة معناه أوقع الله بك السوء واشتقاقه من السقوط على الأرض فيلصق الوجه بالرغام وهو التراب . ‏

‏قوله : ( فاجهد على جهدك ) ‏
‏أي ابلغ على غايتك في حقي , فإن الذي قلته لك الحق , وقائل الحق لا يبالي بما قيل في حقه من الباطل . ووقع في رواية عطاء المذكورة " قال : فقال الرجل : فإني أبغضه , فقال له ابن عمر أبغضك الله تعالى " .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

‏حدثني ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غندر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏الحكم ‏ ‏سمعت ‏ ‏ابن أبي ليلى ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏علي ‏
‏أن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها السلام ‏ ‏شكت ما تلقى من أثر الرحا فأتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فأخبرتها فلما جاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أخبرته ‏ ‏عائشة ‏ ‏بمجيء ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فجاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال ‏ ‏ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين وتسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث علي " إن فاطمة شكت ما تلقى من الرحى " الحديث , وفيه ما يقال عند النوم , وسيأتي شرحه مستوفى في الدعوات إن شاء الله تعالى . ووجه دخوله في مناقب علي من جهة منزلته من النبي صلى الله عليه وسلم ودخول النبي صلى الله عليه وسلم معه في فراشه بينه وبين امرأته وهي ابنته صلى الله عليه وسلم ومن جهة اختيار النبي صلى الله عليه وسلم له ما اختار لابنته من إيثار أمر الآخرة على أمر الدنيا ورضاهما بذلك , وقد تقدم في كتاب الخمس بيان السبب في ذلك , فإن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أن يوسع على فقراء الصفة بما قدم عليه , ورأى لأهله الصبر بما لهم في ذلك من مزيد الثواب


منقول

جزاكي الله خيرا على النقل المبارك.
رضي الله عن سيدنا الإمام علي أمير المؤمنين أبي الحسنين.
ليت الشيعة يقرؤون هذا.

طلائع الغد 18-01-12 02:54 AM

أحسن الله إليكم ولوالديكم


الساعة الآن 10:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant