شبكــة أنصــار آل محمــد - شبهة تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نتوب إليه،و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،و أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله .

نبدأ فنقول:دافع ميل الرجل إلى المرأة موجود وفطري في كل إنسان ولا أحد ينكر هذا،وكان العرب في الجاهلية وبعدها وبحكم بساطة معيشتهم وطبيعة أرضهم وباديتهم معروفون بشدة هذا الدافع وحرارة غرائزهم ولا حياء في أمور الدين إن شاء الله،وعلينا أن نضع نصب أعيننا أن محمد صلى الله عليه وسلم بشر يجري عليه مايجري على البشر من مرض وجوع وعطش وألم باستثناء مايخل بوظيفته الربانية والرسالة التي أرسله الله بها،ولننظر إلى هذا الدافع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل حياد وموضوعية وترو حتى نصل إلى الحق بإذن الله

1- كم كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم حين تزوج؟25 سنة،فكيف قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوته وعنفوان شبابه حتى بلغ هذا العمر ولم يتزوج؟هل صح ولو بسند كاذب عنه أمراً واحداً مخلاً بمكارم الأخلاق ،أو المروءة أو ماشابه ذلك؟لا ورب الكعبة،فقد شهد له حتى أئمة الكفر بكرم أخلاقه ومروءته و كانوا يسمونه الصادق الأمين،هذا على الرغم من أن الفواحش والمنكرات كانت منتشرة بشكل مكشوف حتى أنه كانت ترفع على البيت من قريش المعروف بالفاحشة راية حمراء للدلالة على أنه بيت للخنا والفاحشة والعياذ بالله،بل و شهد التاريخ كله أن بني هاشم أشرف بيوتات العرب على الإطلاق،حتى أن الزنا لم يكن عند الأحرار من النساء والرجال مثل غيرهم .

2 - كم كان عمر السيدة خديجة رضي الله عنها عندما تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم؟40 سنة ،وهل كانت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ثيباً أم بكراً؟كانت ثيباً ،بل و كانت قد تزوجت قبله!،أين دافع الميل للجنس الآخر !

3 - كم كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم لما توفيت عنه خديجة رضي الله عنها؟40 عاماً ونيفاً،ومن كانت زوجته بعد خديجة رضي الله عنها؟السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها،هل كانت ثيباً أم بكراً؟كانت هي الأخرى ثيباً فلقد تزوجت قبله وتوفي عنها،وكم كان عمرها حين تزوجها؟ خمس وخمسون سنة،ولماذا تزوجها؟لأنها كانت أرملة آمنت به وقت كان الإسلام ضعيفاً وأراد أن يطيب خاطرها من ناحية،ومن ناحية أخرى، لأنه كان يريد منها أن ترعى ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها ،كما أن أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها كانت توصف بأنها جسيمة،لدرجة أنها عندما كانت تصلي قيام الليل تضع إصبعيها على أنفها حتى لا ترعف كما صح في الروايات عن قيام الليل للنبي صلى الله عليه وسلم .

4 - هنا أحب أن أوضح نقطة في غاية الأهمية قبل أن نشرع في زيجاته الأخرى،لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم بتعديد الزوجات عند شبابه وقام بتعديدهم عندما بلغ هذا السن ،وهذا دليل على أن زيجاته كانت بأمر ووحي من الله ،قد يقول قائل"إنه لم يعدد قبل ذلك لضيق ذات يده"فالجواب:لقد كانت يده وهو نبي أضيق منها قبل ذلك،حتى أنه كان كما صح عنه يربط الحجر في بطنه عندما يشتد جوعه .فكان زواجه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأمر من الله سبحانه وتعالى بدليل الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَنقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ ( أي رأى صورتها في قطعة من حرير أو رآها في ثوب من حرير ) وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ " . صحيح البخاري 3606
أما عن كلامهم أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان عمرها تسع سنوات حين تزوجها ويطبلون ويهرجون ويقولون :كيف يتزوج نبيكم من طفلة،فالجواب سهل وبسيط جداً،المناخ والجو والطبيعة تختلف من مكان لآخر في الكرة الأرضية،وتختلف طبيعة البشر،بل وعاداتهم وتقاليدهم تبعاً لهذا التغير،فكما أن الفتيات في بلادنا بلاد الشام مثلاً يصلن إلى سن البلوغ عند الخامسة عشر من عمرهن مثلاً،نجدهن لا يصلن إلى سن البلوغ في أوربا مثلا إلا في سن التاسعة عشر ،وكما أن الطفل في أرض فلسطين الغالية _طهرها الله من رجس اليهود الملاعين _يحمل الحجر ليواجه الرجال المسلحين بأحدث أنواع الأسلحة في العالم،نجد الشباب في سن العشرين وربما أكثر في دول أخرى،يرتجف قلبه إذا انفجرت بقربه مفرقعات نارية،بل حتى أنني شخصياً أسمع من جدتي وغيرها أن الفتيات منذ أكثر من أربعين سنة كانت إذا بلغن الخامسة عشر من عمرهن ولم يأت نصيبهن_على حد تعبير جدتي_تكون الفتاة قد دخلت مرحلة خطر العنوسة،ولكن هؤلاء لايعقلون ولا يفقهون حتى مايقولون،كما أن زواجه منها وهي في هذا السن لأن الصغار معروفون بسعة الحفظ وكما قيل "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"ونعلم جميعاً أن أم المؤمنين الحصان الرزان الطاهرة المبرأة من فوق سبع سماوات كانت تحمل ربع العلم النبوي،ولطالما جاءها الصحابة رضوان الله عليهم ليسألوها _من وراء حجاب_عن أمور تختص بالطهارة وغيرها متحرجين وكانت رضي الله عنها تجيبهم بقولها"إنما أنت ابني وأنا أمك" .

و شاهدوا هذا الرابط لتطمئن قلوبكم أكثر فأكثر إن شاء الله :

http://www.youtube.com/watch?v=zrrC0cXqTu4

ومن ناحية أخرى:عائشة أم المؤمنين ،الصديقة بنت الصديق،هي ابنة أحد الخلفاء الراشدين،كما أن حفصة رضي الله عنها ابنة خليفة آخر، وكما أن عثمان رضي الله عنه زوج رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما ابنتي رسول الله ،وكما أن علياً رضي الله عنه زوج فاطمة سيدة نساء العالمين،وكما أن معاوية رضي الله عنه شقيق أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان أم المؤمنين،فكأنما أراد الله وقدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وطد علاقته مع الخلفاء الراشدين،وأنا مع احترامي لآراء العلماء الأجلاء والمؤرخين،أدين لله بأن الحسن بن علي ومعاوية رضي الله عنهم _واحدا منهما_أحق بلقب خامس الخلفاء الراشدين،وأرجو ألا يؤاخذني الله على هذا الاعتقاد، ولا أنكر فضل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله ولا سيرته الحسنة،غير أنه لم ينل شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم .
قال سعيد بن يعقوب الطالقاني: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز، وقال محمد بن يحيى بن سعيد: سئل ابن المبارك عن معاوية, فقال: ما أقول في رجل قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: سمع الله لمن حمده, فقال خلفه: ربنا ولك الحمد

5 - زواجه من أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كما هو معروف عندنا

كان نتيجة لاستشهاد زوجها حنيس بن حذافة السهمي رضي الله عنه في أحدى الغزوات متأثراً بجراحه،وقام عمر رضي الله عنه ،وقد آلمه ترمل ابنته، بعرضها على كل من أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما فالتزما الصمت لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ،فتطير نفس عمر رضي الله عنه فرحاً بهذاً ،صلى الله عليك يا رسول الله ما أطيبك ،وكما أسلفنا فأمنا حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ثيب وليست بكر ،وهي أيضاً رضي الله عنها ابنة ثاني الخلفاء الراشدين،وهي حارسة القرآن،بعد كل هذا، يدعي أعداء الدين أن الإسلام أهان المرأة وقد كُلفت امرأة من بيت النبوة بمهمة عظيمة وجليلة وجسيمة مثل هذه المهمة !

6 - زواجه من أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها كان نتيجة لموت زوجها عنها وبقائها وحيدة في أثناء عودتها من الحبشة وهي امرأة و ليست برجل يستطيع الهروب والضرب في الأرض ،وكما أسلفنا فهي أيضاً رضي الله عنها شقيقة الخليفة معاوية رضي الله عنه فضلاً عن أنها ثيب وليست ببكر،فضلا عن أنها مع باقي الزوجات زوجها الوحي من نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يفعل ذلك من نفسه ،حتى ولو فعل ذلك من نفسه فلا يلام لغايته النبيلة وأصالة نفسه وشهامته ومروءته .

7 - زواجه من زينب بنت خزيمة رضي الله عنها(أم المساكين) كان سببه استشهاد زوجها عبيدة بن الحارث رضي الله عنه يوم بدر فأراد تطييب خاطرها والستر عليها صلوات ربي وسلامه عليه

8 - زواجه من أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أمية رضي الله عنها ، كان زوجها وابن عمها عبد الله بن عبد أسد المخزومي من السابقين إلى الإسلام،وكلاهما من أصحاب الهجرتين إلى الحبشة والمدينة فراراً بدينهما،توفي عنها زوجها عنها متأثراً بجراحه يوم أحد رضي لله عنه وأرضاه،فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تطييبا لخاطرها .

ويؤثر عنها أنها التزمت بدعاء علمها إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المصيبة ألا وهو"إنا لله وإنا إليه راجعون،اللهم أجرني (بتسكين الهمزة وضم الجيم فتصبح بمعنى طلب الأجر من الله )في مصيبتي واخلفلي خيرا منها"فكانت تفكر "كيف يأتي من هو خير من زوجها الذي توفي عنها؟"فإذا هو أكرم الخلق وأعظمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.وهي أيضاً زوجها الله من نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يتزوجها إلا بوحي من الله عز وجل .

9 - زواجه من أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها كان سببه أن زيد بن حارثة رضي الله عنه الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قول الله تعالى:"وما جعل أدعياءكم أبناءكم" [الأحزاب: 4] "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" الأحزاب: "5" وبعد خلاف مع زوجها طلقت منه وأمر الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني الذي كان منتشراً وشائعاً في الجاهلية،فضلاً عن أنه أمر من الله عز وجل .

10 - زواجه من مارية المصرية النصرانية وكانت من سراريه وليست زوجة والإسلام أباح 4 زوجات ومن الإماء ماشاء المسلم ،وللسراري أحكام خاصة وتفصيل ليس مجالنا الكلام عنه هنا لأنه يطول، "،ولقد بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم جسراً مع من أتاه من النصارى مسلماً كما بنى جسراً مع من أتاه من اليهود بزواجه من صفية رضي الله عنها ،فضلاً عن أنه جسر مع أرض الكنانة و شعبها إلى يوم الدين .

11- زواجه من أم المؤمنين صفية بنت حيي بن الأخطب رضي الله عنها كان سببه أن أبوها رأس اليهود و أكثر من كاد للنبي صلى الله عليه وسلم وللإسلام،فأراد الله بتزويجه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يمحو آثار الحقد والحرب والفتنة من قلوب من أسلم من اليهود ومن قلوب المسلمين ،ولغاية بناء جسر من المودة مع من يأتينا مسلماً من اليهود إلى يوم الدين

12 - زواجه من أم المؤمنين جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق رضي الله عنها كان سببه أن قبيلتها أعدت العدة لغزو النبي صلى الله عليه وسلم ،وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك عن طريق وحدات الإستطلاع من الصحابة رضوان الله عليهم ،فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم وأخذهم أسرى جميعاً وكانوا مئة عائلة،وجاءت أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم تريد أن تفتدي أباها بمال عندها فعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم(بأمر ووحي من الله)أن يتزوجها،فقبلت،وصار كل واحد من الصحابة رضوان الله عليهم لديه سبي يطلقه ويقولون"أصهار النبي صلى الله عليه وسلم أسرى بأيدينا!!والله هذا لن يكون"وردوا إليهم أموالهم ،ودخلت القبيلة بكاملها في الإسلام،وعُرفت أم المؤمنين زينب بأنها "خير امرأة لقومها"الله أكبر ولله الحمد .

ميمونة بنت الحارث الهلالية أرملة يسعدها أن يكون لها رجل 13 -

آخر أمهات المؤمنين.. توفى عنها زوجها أبو رهم بن عبد العزّى العامرى ؛ فانتهت ولاية أمرها إلى زوج أختها العباس الذى زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث بنى بها الرسول صلى الله عليه وسلم ـ فى " سرف " قرب " التنعيم" على مقربة من مكة حيث يكون بدء الإحرام للمعتمرين من أهل مكة والمقيمين بها .

14 - لما نزلت الآية بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أي زيجة أخرى امتثل صلى الله عليه وسلم النهي وانتهى والآية هي: {لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب: 52]

15 - قضى صلى الله عليه وسلم حياته في اليتم فلم يعرف أباه ولا أمه،وصبر على المتاعب والفقر والألم النفسي لفراق الأحبة والأقارب والأصحاب و الوطن ،والغزوات والفتوحات والجهاد ،تحمل صلى الله عليه وسلم ما لا يطيقه بشر من البشر من الأذى والصد والإهانة و مالا قبل لبشر به ،بمعنى،أن الذي يسمع النصارى يتحدثون عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج لإرضاء غريزة فطره الله عليها أصلاً كما فطر كل الناس عليها ،يتخيل رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في قصر،مستلقياً على أريكته،وحوله الجواري والنساء،ومتفرغ إن صح التعبير،ويغضون أبصارهم وقلوبهم وعقولهم وأسماعهم عن باقي سيرته،الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به .

16 - لقد نسي النصارى أو تناسوا مافي كتبهم ،ونذكر على سبيل المثال لا الحصر مايلي:

11: 1 ""و احب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موابيات و عمونيات و ادوميات و صيدونيات و حثيات "
"11: 2 من الامم الذين قال عنهم الرب لبني اسرائيل لا تدخلون اليهم و هم لا يدخلون اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة "
11: 3 "و كانت له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه"
سفر صموئيل الثاني "2:11و كان في وقت المساء أن داود قام عن سريره و تمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امراة تستحم و كانت المراة جميلة المنظر جدا""

و ما كان من صواب و سداد و توفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له،و ما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني و من الشيطان،و الله و رسوله صلى الله عليه و سلم منه براء .