شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت الكتاب والسنة (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=2)
-   -   من براهين التوحيد في القرآن المجيد ( يوسف ) (https://ansaaar.com/showthread.php?t=15842)

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:10 AM

من براهين التوحيد في القرآن المجيد ( يوسف )
 
البرهان 151





من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )





{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ

أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *

مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ

مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ

إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ

أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ

ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }


{ 39 - 40 }



{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }

أي: أرباب عاجزة ضعيفة لا تنفع ولا تضر،

ولا تعطي ولا تمنع،

وهي متفرقة ما بين أشجار وأحجار وملائكة وأموات،

وغير ذلك من أنواع المعبودات التي يتخذها المشركون،


أتلك { خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ } الذي له صفات الكمال،

{ الْوَاحِدُ } في ذاته وصفاته وأفعاله

فلا شريك له في شيء من ذلك.


{ الْقَهَّارُ } الذي انقادت الأشياء لقهره وسلطانه،

فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن


{ ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها }


ومن المعلوم أن من هذا شأنه ووصفه

خير من الآلهة المتفرقة التي هي مجرد أسماء،

لا كمال لها ولا أفعال لديها.


ولهذا قال: { مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ }

أي: كسوتموها أسماء، سميتموها آلهة،

وهي لا شيء،

ولا فيها من صفات الألوهية شيء،


{ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ }

بل أنزل الله السلطان بالنهي عن عبادتها وبيان بطلانها،

وإذا لم ينزل الله بها سلطانا،

لم يكن طريق ولا وسيلة ولا دليل لها.


لأن الحكم لله وحده، فهو الذي يأمر وينهى،

ويشرع الشرائع، ويسن الأحكام،

وهو الذي أمركم { أن لا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }

أي: المستقيم الموصل إلى كل خير،

وما سواه من الأديان، فإنها غير مستقيمة،

بل معوجة توصل إلى كل شر.


{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } حقائق الأشياء،

وإلا فإن الفرق بين عبادة الله وحده لا شريك له،

وبين الشرك به، أظهر الأشياء وأبينها.


ولكن لعدم العلم من أكثر الناس بذلك،

حصل منهم ما حصل من الشرك،


فيوسف عليه السلام دعا صاحبي السجن

لعبادة الله وحده، وإخلاص الدين له،

فيحتمل أنهما استجابا وانقادا، فتمت عليهما النعمة،

ويحتمل أنهما لم يزالا على شركهما،

فقامت عليهما -بذلك- الحجة

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:10 AM

البرهان 152



من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )



{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ

وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ

إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }


{ 87 - 88 }



أي: قال يعقوب عليه السلام لبنيه:

{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ }

أي: احرصوا واجتهدوا على التفتيش عنهما


{ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ }

فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه،

والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ،

وأولى ما رجا العباد،
فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه،



{ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }

فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته،

ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.



ودل هذا على أنه بحسب إيمان العبد

يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه.

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:10 AM

البرهان 153




من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )



{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ *

وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ *

وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ *

وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ *

أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ

أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }


{ 103 - 107 }



يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:

{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ } على إيمانهم

{ بِمُؤْمِنِينَ } فإن مداركهم ومقاصدهم قد أصبحت فاسدة،

فلا ينفعهم حرص الناصحين عليهم ولو عدمت الموانع،

بأن كانوا يعلمونهم ويدعونهم إلى ما فيه الخير لهم،

ودفع الشر عنهم، من غير أجر ولا عوض،

ولو أقاموا لهم من الشواهد والآيات الدالات على صدقهم ما أقاموا.



ولهذا قال:

{ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }

يتذكرون به ما ينفعهم ليفعلوه، وما يضرهم ليتركوه.


{ وَكَأَيِّنْ } أي:

وكم { مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا }

دالة لهم على توحيد الله { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }



ومع هذا إن وجد منهم بعض الإيمان فلا

{ يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ }

فهم وإن أقروا بربوبية الله تعالى،

وأنه الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور،

فإنهم يشركون في ألوهية الله وتوحيده،

فهؤلاء الذين وصلوا إلى هذه الحال

لم يبق عليهم إلا أن يحل بهم العذاب،

ويفجأهم العقاب وهم آمنون،



ولهذا قال:

{ أَفَأَمِنُوا } أي: الفاعلون لتلك الأفعال، المعرضون عن آيات الله


{ أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ }

أي: عذاب يغشاهم ويعمهم ويستأصلهم،

{ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً } أي: فجأة

{ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } أي: فإنهم قد استوجبوا لذلك،

فليتوبوا إلى الله، ويتركوا ما يكون سببا في عقابهم.

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:11 AM

البرهان 154




من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )




{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي

وَسُبْحَانَ اللَّهِ
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }



{ 108 - 109 }



يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:

{ قُلْ } للناس { هَذِهِ سَبِيلِي } أي: طريقي التي أدعو إليها،

وهي السبيل الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته،

المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره،

وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له،


{ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ } أي: أحثُّ الخلق والعباد إلى الوصول إلى ربهم،

وأرغِّبهم في ذلك وأرهِّبهم مما يبعدهم عنه.


ومع هذا فأنا { عَلَى بَصِيرَةٍ } من ديني،

أي: على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية.

{ وَ } كذلك

{ مَنِ اتَّبَعَنِي } يدعو إلى الله كما أدعو على بصيرة من أمره.



{ وَسُبْحَانَ اللَّهِ }

عما نسب إليه مما لا يليق بجلاله، أو ينافي كماله.


{ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

في جميع أموري،

بل أعبد الله مخلصا له الدين.

خواطر موحدة 29-10-11 02:19 AM

جزاك الله خيرآ كثيرآ وجعله في ميزان حسناتك ..

جارة المصطفى 29-10-11 09:31 PM

http://www.yanabeea.net/up_Words/yana7899.gif

درر الشهد 12-11-11 01:07 PM

بارك الله فيك


الساعة الآن 05:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant