![]() |
أخطاء شائعة فى مناحى الشريعة ..متجدد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد نعرض بإذن الله لجملة كبيرة من الأخطاء التى شاعت وعمت سواءاً كانت عقدية أو فقهية أو فهم خاطىء لبعض آيات القرأن أو غير ذلك نبدأ بالفهم الخاطىء لقوله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فنحن لجهلنا باللغة العربية وضياعها مع الأسف فى حياتنا واستبدال الشعوب العربية بالكلام العامى حدث خطأ فى فهم هذه الأية فكثير من البلاد أو كلها لا تعرف فى اللغة العامية المفعول به المقدم والفاعل المؤخر فظن كثييير جداً من الناس أن الله ( تعالى عن ذلك ) يخشى من العلماء وقد صرح لى بعض العوام بذلك وظللت أفهمه أن الأية الفاعل فيها مؤخر وهم العلماء وأن لفظ الجلالة ليس فاعل وهو مصر على فهمه وحتى من فهم الأية على وجهها وقع فى فهم خاطىء آخر فطبق الأية على علماء السوء وعلماء السلطة والمنافقين من العلماء وهذا من سنتكلم عليه قريباً ومثل الفهم الخاطىء لهذه الأية وقع أيضاً فى قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) فالله تعالى هو الذى ابتلى إبراهيم عليه السلام وأن إبراهيم هنا مفعول به مقدم ولفظ الجلالة فاعل مؤخر وهذا أسلوب عربى معروف |
العلماء فى الأية هم العلماء بالله تعالى حتى ولو كان غير كثير حفظ ولا شك أن العلماء العاملين بعلمهم القائمين به داخلون فى الأية وهم أفضل من دخل فى الأية ولكن الأية ليست قاصرة عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح (رُبَّ أَشعَثَ أَغْبرَ ذِي طِمْرَينِ مَدفُوعٍ بالأبوابِ لَو أَقسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ) وهذه فتوى للعلامة الإمام ابن باز رحمه الله عن ذلك س: نرجو تفسير قوله تعالى إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]. ج: هذه الآية آية عظيمة، وهي تدل على أن العلماء بالله وبدينه وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم هم أشد الناس خشية لله وأكملهم خوفا منه سبحانه، فالمعنى: إنما يخشى الله الخشية الكاملة هم العلماء بالله، الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه وتبصروا في شريعته وعرفوا ما عنده من النعيم لمن اتقاه، والعذاب لمن خالفه وعصاه، فهم لكمال علمهم بالله هم أشد الناس خشية لله، وأكمل الناس خوفا من الله وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم أكمل الناس خشية لله سبحانه وتعظيما له ثم خلفاؤهم العلماء بالله وبدينه. وهم على مراتب في ذلك متفاوتة، وليس معنى الآية أن غيرهم لا يخشى الله، فكل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة يخشى الله ، لكن خشية الله فيهم متفاوتة، فكلما كان المؤمن أبصر بالله وأعلم به وبدينه كان خوفه لله أكثر، وكلما قل العلم وقلت البصيرة قل الخوف من الله وقلت الخشية منه سبحانه. فالناس متفاوتون في هذا الباب تفاوتا عظيما حتى العلماء متفاوتون في خشيتهم لله كما تقدم، فكلما زاد العلم زادت الخشية لله وكلما نقص العلم نقصت الخشية لله، ولهذا يقول : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [البينة:7-8] وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [الملك:13] والآيات في هذا المعنى كثيرة وبالله التوفيق |
من الأخطاء الشائعة جداً فى الوضوء عدم غسل الكفين مع بقية اليدين عند غسل اليد اكتفاءاً عند البعض بغسلهما فى أول الوضوء وهذا خطأ بشع كما قال العلماء لأن غسل الكفين ثلاثاً قبل الوضوء سنة مستقلة غير واجبة ثم غسل اليدين بعد الوجه واجب واليد تبدأ من أطراف الأصابع وكذا من الخطأ غسل اليدين وهى ملطخة بأصباغ المانيكير فهذا يبطل الوضوء لأنه عازل للماء إلا أن تكون هذه الأصباغ ليس لها جرم كالحناء وما يشبهها من الأصباغ التى يتشربها الجلد ولا يكون لها ثقل كما يذكر العلماء فقد كان نساء الصحابة يستعملن الحناء بدون نكير فدل على أنه ليس عازل والله أعلم |
معنى عيسى روح الله هذا الأمر يشكل على كثير من الناس ويحتج بعض النصارى على تأليه عيسى بما ورد فى القرأن والسنة أن عيسى روح الله ويحتج به غلاة الشيعة لما جابههم المناظرون بأن عندهم نص يقول أن فاطمة كائن إلاهى بهذا أيضاً جاء سؤال فى موقع اسلام ويب وجواب شافى ونضيف له بإذن الله ما تيسر السؤال أريد أن أعرف السبب في تخصيص عيسي بن مريم رسول الله بالروح (روح الله) كما قال: بسم الله الرحمن الرحيم إنما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وعدم تخصيص سيدنا آدم بذلك مع أنه ورد في القرآن ما يدل علي النفخ في آدم من روح الله بسم الله الرحمن الرحيم فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. أرجو الإجابة أفادكم الله. الجواب فإن تخصيص عيسى عليه السلام بروح الله للتنبيه على شرفه، وعلو منزلته بذكر الإضافة إليه، كما قال تعالى: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا {الأنفال: 41}. و قال تعالى: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ {الحجر: 42} مع أن الجميع عبيده، وإنما التخصيص لبيان منزلة المخصص وقيل لأنه رحمة لمن تبعه وآمن به، وقيل لان الله تعالى أوحى إلى مريم بالبشارة به، وقيل لأن روح القدس جبريل نفخ في مريم فحملت بإذن الله وبهذا يتميز عيسى عن آدم عليهما الصلاة والسلام. قال البغوي في التفسير: وروح منه، هو روح كسائر الأرواح إلا أن الله تعالى أضافه إلى نفسه تشريفاً. وقيل: الروح هو النفخ الذي نفخه جبريل عليه السلام في درع مريم فحملت بإذن الله تعالى، سمي النفخ روحاً لأنه ريح يخرج من الروح وأضافه إلى نفسه لأنه كان بأمره. وقيل: روح منه أي رحمة، فكان عيسى عليه السلام رحمةً لمن تبعه وآمن به. وقيل: الروح: الوحي، أوحى إلى مريم بالبشارة، وإلى جبريل عليه السلام بالنفخ، وإلى عيسى أن كن فكان، كما قال الله تعالى: يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ، يعني: بالوحي، وقيل: أراد بالروح جبريل عليه السلام، معناه: وكلمته ألقاها إلى مريم، وألقاها إليها أيضاً روح منه بأمره وهو جبريل عليه السلام، كما قال: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ يعني: جبريل فيها، وقال: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا يعني: جبريل. اهــ وقال الشوكاني: قوله وروح منه أي: يرسل جبريل فنفخ في درع مريم فحملت بإذن الله، وهذه الإضافة للتفضيل، وإن كان جميع الأرواح من خلقه تعالى، وقيل: قد يسمى من تظهر منه الأشياء العجيبة روحاً ويضاف إلى الله فيقال هذا روح من الله: أي من خلقه، كما يقال في النعمة إنها من الله وقيل روح منه أي: من خلقه كما قال تعالى وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُأي: من خلقه وقيل روح منه أي: رحمة منه، وقيل روح منه أي: برهان منه، وكان عيسى برهاناً وحجة على قومه. وقوله منه متعلق بمحذوف وقع صفة لروح، أي: كائنة منه وجعلت الروح منه سبحانه وإن كانت بنفخ جبريل لكونه تعالى الآمر لجبريل بالنفخ. اهـ وقال الألوسي في تفسيرهقيل الروح هنا بمعنى الرحمة كما في قوله تعالى: وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ على وجه وقيل: أريد بالروح الوحي الذي أوحى إلى مريم عليها السلام بالبشارة وقيل: جرت العادة بأنهم إذا أرادوا وصف شيء بغاية الطهارة والنظافة قالوا: إنه روح فلما كان عيسى عليه السلام متكونا من النفخ لا من النطفة وصف بالروح وقيل: أريد بالروح السر كما يقال: روح هذه المسألة كذا أى أنه عليه السلام سر من أسرار الله تعالى وآية من آياته سبحانه وقيل: المراد ذو روح على حذف المضاف أو استعمال الروح في معنى ذي الروح والإضافة إلى الله تعالى للتشريف...اهـ. وأما عدم تسمية آدم بهذا الاسم فلا إشكال فيه فإن تسمية عيسى ثبتت بالنص، ولم يأت النص في آدم بذلك، كما لم تثبت تسميته بالكليم مع أنه كلمه الله كما ثبت في الآيات التى ذكرت قصته في القرآن. والله أعلم. فتلخص مما سبق الأتى وما ذُكر فى السنة من قول النبى صلى الله عليه وسلم (من شهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ..) الحديث أن عيسى إُضيفت روحه إلى الله تعالى تشريفاً فقالوا له يوم القيامة أنت روح الله فالله تعالى يضيف الشيء إليه تشريفاً له كقوله تعالى (هذه ناقة الله ) (وطهر بيتى ) فتعالى الله أن تكون هذه ناقته كناقة البشر ولا بيته كبيوت البشر فهى إضافة تشريف فقط وحديث النبى حين قال وكلمته أى كان عيسى بكن وقوله تعالى وكلمته أى كن فليس عيسى هو كن بل كان بكن خلقه الله بكن وبدون أب فكان أية على عظيم قدرة الله أن يخلق بشراً بدون أب كما قال الله تعالى (ولنجعله آية للناس) وأدل شيء أن الله سمى جبريل كما مضى روحه فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً فلم يقل فتمثلت لها أى الروح بل قال فتمثل لأنه جبريل فلو كانت كما يدعون فهل روح الله تتمثل والعياذ بالله وجل الله عن هذا ويدل عليه باقى الحوار من جبريل إذ قال لها إنما أنا رسول ربك الله أكبر ظهر الأن الإضافة أنها للتشريف والتكريم حين قال روحنا وإلا فهذه عقيدة النصارى التى أرسل الله رسوله لإبطالها أنهم يعتقدون أن عيسى ناسوت أى إنسان حل فيه لاهوت أى إله وحل أى دخل كما يعتقد الحلولية وغلاة الصوفية بحلول الله فى خلقه أى دخل فى خلقه ومعتقد المسلمين جميعاً والرسل قاطبة أن الله تعالى مستوٍ على عرشه أى علا على عرشه بائن من خلقه أى منفصل عن خلقه بذاته ليس فى ذاته شيء من خلقه ولا فى خلقه شيء من ذاته فدل على تفسير هذه الإضافات التى تكررت فى القرآن على التشريف أو على ما فُسر بالرحمة والله أعلم فلا متمسك للنصارى بأن القرأن وافق عقيدتهم وأيدها ولا للشيعة لأن فأرسلنا إليها روحنا فسره قوله تعالى نزل به الروح الأمين نزل به أى القرآن الروح الأمين جبريل فوضحت الروح فى الأية الأخرى ثالثاً مما تلخص أن قول النبى وروح منه فى الحديث أى روح من عنده أى روح من الأرواح التى خلقها الله فهى مخلوقة ليست من ذات الله كما استدل الإمام الشوكانى بالاية وسخر لكم ما فى السماوات وما فى الأرض جميعاً منه ليست من ذاته تعالى الله بل من عنده انشره أخى لتؤجر |
ومن الخطأ الفهم الخاطىء لقوله تعالى ( فظن أن لن نقدر عليه ) عن يونس عليه السلام فالقدرة هنا ليست عكس الضعف والعجز حاشا لله أن يظن نبى ذلك فهذا لا يجهله نبى واعتقاده كفر ينزه عنه الأنبياء ولكن نقدر هنا بمعنى نضيق ومنه قوله تعالى ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه) أى ضيق ونحن لجهلنا باللغة لا نعرف كل الألفاظ المشتركة فاللفظة المتشتركة هى لفظة تحمل أكثر من معنى وكذا من الخطأ تفسير القرآن والسنة بالألفاظ العرفية التى ليست لغوية سؤال الملائكة لله (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) لم يكن اعتراض حاشا لله بل كان استفهام واسترشاد عن الحكمة أى لو كنت تريد من يسبح لك فى الأرض فنحن نسبح لك فلما ظهر لهم بعض الحكمة قالوا سبحان لا علم لنا إلا ما علمتنا خطّأ شيخ الإسلام ابن تيمية من فسر إنى جاعل فى الأرض خليفة بأنه خليفة عن الله ليس خليفة عن الله كما يقوله البعض بل يخلف بعضهم بعضا (وهو الذى جعلكم خلائف الأرض) سجود الملائكة لأدم عليه السلام لم يكن عبادة حاشا لله بل كان تكريم لأدم والسجود كان فيما مضى للتكريم والتحية كسجود إخوة يوسف ليوسف ونُسخ فى شرعنا تماماً فلم يوجد فى شرعنا سجود إلا العبادة فقط وهو لله فقط قال النبى صلى الله عليه وسلم (لو كنت ’مراً أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) |
بارك الله في مسعاكم
|
جزاكم الله كل خير أختنا الفاضلة |
ومن الأخطاء أيضاً عدم غسل الرجلين إلى الكعبين ويغسلونها إلى العقبين فعرف المصريين وربما بلاد كثيرة تسمية العقب كعب ولا يعرفون المعنى اللغوى للكعب بل يظنون الكعب هو العقب ويسمون الكعب عرفاً (بز الرجل ) لا يعرفون إلا هذا فإذا سمع أحدهم قوله تعالى (وأرجلكم إلى الكعبين) فهمها إلى العقبين وقد رأيت كثيراً من الناس اأثناء الوضوء يغسل رجله إلى العقب فقط والكعبان هما العظمان الناتئان أسفل الساق والعقب مؤخرة القدم من أسفل قال تعالى (انقلبتم على أعقابكم) وكما قلنا قريباً أنه لا يصح تفسير القرآن والسنة بالألفاظ العرفية المخالفة للحقيقة اللغوية لأننا لو فسرنا الكعب هنا بالمعنى العرفى فهمنا الأية خطأ ونظائره كثيرة جداً وكم وقع من أخطاء بسبب هذا وهنا وقفة هامة هل من وقع فى مثل هذا لا سيما من كان حديث عهد بإسلام وبالإلتزام فإنهم يكثر منهم الوقوع فى مثل هذا فإنه لم يسعفه الوقت أن يتعلم كل أحكام الصلاة والصيام وغيرهما فهل يُأمر هؤلاء بالإعادة ؟ الصحيح الذى يرجحه شيخ الإسلام بحر العلوم ابن تيمية أنه لا يجب لا سيما لو كثر جداًُ وطال فيسر الشريعة تقتضى أنه لا يعيد صلاة سنين مع استغفاره وتوبته من تقصيره فى طلب العلم الواجب عليه تعلمه ثقال تعالى (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم) فمن رحمة أرحم الراحمين أن وضع عنا الإصر وهو الواجب الشديد وقال (وما جعل عليكم فى الدين من حرج) فالجاهل والمتأول لا يأمران بالإعادة فالجاهل من لم يصله النص والمتأول من بلغه النص وتأوله على غير معناه كما نحن بصدده قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وعلى هذا لو ترك الطهارة الواجبة لعدم بلوغ النص، مثل: أن يأكل لحم الإبل ولا يتوضأ ثم يبلغه النص ويتبين له وجوب الوضوء، أو يصلي في أعطان الإبل ثم يبلغه ويتبين له النص: فهل عليه إعادة ما مضى؟ فيه قولان هما روايتان عن أحمد. ونظيره: أن يمس ذَكَره ويصلى، ثم يتبين له وجوب الوضوء من مس الذكر. والصحيح في جميع هذه المسائل: عدم وجوب الإعادة؛ لأن الله عفا عن الخطأ والنسيان؛ ولأنه قال: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) ، فمن لم يبلغه أمر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شيءٍ معيَّنٍ: لم يثبت حكم وجوبه عليه، ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر وعمَّاراً لما أجْنبا فلم يصلِّ عمر وصلَّى عمار بالتمرغ أن يعيد واحد منهما، وكذلك لم يأمر أبا ذر بالإعادة لما كان يجنب ويمكث أياماً لا يصلي، وكذلك لم يأمر مَن أكل من الصحابة حتى يتبين له الحبل الأبيض من الحبل الأسود بالقضاء، كما لم يأمر مَن صلى إلى بيت المقدس قبل بلوغ النسخ لهم بالقضاء. ومن هذا الباب: المستحاضة إذا مكثت مدة لا تصلي لاعتقادها عدم وجوب الصلاة عليها، ففي وجوب القضاء عليها قولان، أحدهما: لا إعادة عليها – كما نقل عن مالك وغيره -؛ لأن المستحاضة التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (إني حضت حيضةً شديدةً كبيرةً منكرةً منعتني الصلاة والصيام) أمرها بما يجب في المستقبل، ولم يأمرها بقضاء صلاة الماضي " انتهى من "مجموع الفتاوى" (21 / 101) . نكمل |
ثم جمع شيخ الإسلام ابن تيمية جمع طيب بين ما ذكر من أحاديث وبين قول النبى صلى الله عليه وسلم لما رأى رجل لا يطمئن فى صلاته عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى , ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ . فَرَجَعَ فَصَلَّى كَمَا صَلَّى , ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ - ثَلاثاً - فَقَالَ : وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أُحْسِنُ غَيْرَهُ , فَعَلِّمْنِي , فَقَالَ : إذَا قُمْتَ إلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ , ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ معك مِنْ الْقُرْآنِ , ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً , ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً , ثُمَّ اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً, ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً . وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا . فلماذا أسقط النبى الصلاة عن هؤلاء وأمر هذا بالإعادة قال لأن صلاة الوقت كانت متوجهه عليه إذ أن الوقت لم يخرج بعد فهو مطالب بأدائها بخلاف الأخرين نتابع |
اعتقاد بعض الناس أن الأحرف المقطعة كــــ طه و ياسين خطاب من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وأنها من أسماء النبى فأصبح بعضهم يسمى ولده بياسين وطه ظنا ً منه أنه سماه باسم نبينا فقد اختلف العلماء فى تفسير معنى الأحرف المقطعة التى فى أوائل السور على ثلاثين قول ليس منها أنها من أسماء النبى فيما قرأت ونسجت الأشعار فى حب طه ونحو ذلك وهذا من الخطأ الشائع فاليرجع لتفسير ابن كثير وأضواء بالبيان لمن أراد التوسع فى تفسيريها |
ومما عمت به البلوى من قرأ القرآن وصرف همته لإقامة الحروف دون التدبر والوسوسة فى إخراج الحروف. لا نقول بعدم تعلم التجويد وتلاوة القرآن به بل نهدى هذا الكلام من شيخى الإسلام لدور التحفيظ والمعلمين أين التدبر واستحخراج المعانى والإتعاظ بالقرآن؟ فقد ذم الله أمة كان هذا حالها (لا يعلمون الكتاب إلا أمانى) يعنى إلا قراءة فقط مجردة عن الفهم وهذا سماه الله عدم علم وهذ حالنا الآن كلام رائع لشيخى الإسلام فى هذا http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به , وتلاوته وحفظه وسيلة الى معانيه, كما قال بعض السلف (نزل القرآن ليعمل به , فاتخذوا تلاوته عملا ً) ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه وان لم يحفظوه عن ظهر قلب وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم زاد المعاد الجزء الاول http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif وقال في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج بن الجوزى: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول: الحمد، الحمد، فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب، قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب. وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس ـثم ختم ابن القيم ـ رحمه الله ـ الفصل بقوله: ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله تعالى وآله وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع والتشدق والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. قال أٌعجوبة دهره شيخ الإسلام ابن تيمية : (( ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة فى خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق ب أأنذرتهم وضم الميم من عليهم ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت مجموع الفتاوى )) (16\50) . |
رفع الله قدركم وجزاكم خيرا .
|
اللهم آمين وأنتم أيضاً تقبل الله منكم |
نكمل بكلام آخر للإمام ابن القيّم رحمه الله من كتاب: مدارج السالكين بن منازل إياك نعبد وإياك نستعين ص 368 تدبر القرآن وتعقله هو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر؛ قال الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص : 29] ، وقال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد : 24] ، وقال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ﴾ [المؤمنون : 68] ، وقال تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الزخرف : 3] وقال الحسن : نزل القرآن ليُتدبر ويُعمل به، فاتخذوا تلاوته عملا. فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته: من تدبر القرآن وإطالة التأمل، وجمع منه الفكر على معاني آياته؛ فإنها تُطلع العبد على: معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما. وتَتُلَّ في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبِّت قواعد الإيمان في قلبه، وتشيد بنيانه وتوطد أركانه. وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه. وتُحْضِره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتُشهده عدل الله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه. وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه. وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها. ومفسدات الأعمال ومصححاتها. وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار، وأعمالهم، وأحوالهم، وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة. وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه، وافتراقهم فيما يفترقون فيه. وبالجملة : 1- تعرفه الرب المدعو إليه 2- وطريق الوصول إليه 3- وما له من الكرامة إذا قدم عليه وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى : 1- ما يدعو إليه الشيطان 2- والطريق الموصلة إليه 3- وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه فهذه ستة أمور ضرورية للعبد معرفتها ومشاهدتها ومطالعتها. فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها. وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها. وتُمَيِّز له بين الحق والباطل في كل ما اختلف فيه العالم، فتريه الحق حقا، والباطل باطلا. وتعطيه فرقاناً ونوراً يفرق به بين الهدى والضلال والغي والرشاد. وتعطيه قوةً في قلبه، وحياة وسعة وانشراحا وبهجة وسروراً، فيصير في شأن والناس في شأن آخر. فإن معاني القرآن دائرة على : التوحيد وبراهينه. والعلم بالله وماله من أوصاف الكمال، وما ينزه عنه من سمات النقص. وعلى الإيمان بالرسل، وذكر براهين صدقهم، وأدلة صحة نبوتهم، والتعريف بحقوقهم وحقوق مرسلهم. وعلى الإيمان بملائكته، وهم رسله في خلقه وأمره، وتدبيرهم الأمور بإذنه ومشيئته، وما جُعلوا عليه من أمر العالم العلوي والسفلي. وما يختص بالنوع الإنساني منهم من حين يستقر في رحم أمه إلى يوم يوافي ربه ويقدم عليه. وعلى الإيمان باليوم الآخر، وما أعد الله فيه لأوليائه من دار النعيم المطلق التي لا يشعرون فيها بألم ولا نكد ولا تنغيص. وما أعد لأعدائه من دار العقاب الوبيل التي لا يخالطها سرور ولا رخاء ولا راحة ولا فرح وتفاصيل ذلك أتم تفصيل وأبينه. وعلى تفاصيل الأمر والنهي، والشرع والقدر، والحلال والحرام، والمواعظ والعبر، والقصص والأمثال، والأسباب والحكم والمبادىء والغايات في خلقه وأمره. فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل. وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل. وتحثه على التضمر والتخفف للقاء اليوم الثقيل. وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل . وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل . وتبعثه على الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل . وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل . وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل . وتسهل عليه الأمور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل . وتناديه كلما فترت عزماته وونى في سيره : تقدم الركب، وفاتك الدليل، فاللحاق اللحاق، والرحيل الرحيل . وتحدو به وتسير أمامه سير الدليل . وكلما خرج عليه كمين من كمائن العدو أو قاطع من قطاع الطريق نادته: الحذر الحذر ! فاعتصم بالله واستعن به وقل: حسبي الله ونعم الوكيل . وفي تأمل القرآن وتدبره وتفهمه : أضعاف أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد. وبالجملة : فهو أعظم الكنوز، طلسمه الغوص بالفكر إلى قرار معانيه : نزه فؤادك عن سوى روضاته .... فرياضـه حـل لكـل مـنزه والفهم طلسم لكنز علومـه .... فاقصد إلى الطلسم تحظ بكـنزه لا تخش من بدع لهم وحوادث .... ما دمت في كنف الكتاب وحرزه من كان حارسه الكتاب ودرعه .... لم يخش من طعن العدو ووخزه لا تخش من شبهاتهم واحمل إذا .... ما قـابلتك بنصـره وبعـزه والله ما هاب امـرؤ شبهاتهم .... إلا لضعف القلب منه وعجزه يا ويح تيس ظالـع يبغي مسا .... بقة الهزبر بعـدوه وبجمـزه ودخان زبل يرتقى للشمس يس .... تر عينها لمـا سـرى في أزه وجبان قلب أعزل قد رام يأس .... ر فارساً شاكى السلاح بهزه منقول |
هناك قضية دائمة العراك والجدل بين اتباع منهج أهل السنة والمنهج السلفى وطريقة الأئمة الكبار وبين عوام المسلمين وبعض الصوفية وأهل البدع بل وبعض الإتجاهات الإسلامية فى مفهوم البدعة فأُشكل على أكثر الناس معناها بالضبط فوقعوا فى كثير من المخالفات وشافهنى بعض من ينتمى لأحد الإتجاهات الإسلامية التى تحوى كثير من الأخطاء بأنه لا بأس بالبدعة طالما أنها تجمع الناس كالإحتفال بليلة الإسراء والمعراج وكأنه يريد أن يقول هناك بدعة حسنة هل هناك بدعة حسنة ؟ لشيخ الإسلام ابن تيمية قال شيخ الإسلام ((ومن قال فى بعض البدع أنها حسنة فإنما ذالك إذا قام دليل على أنها مستحبة فأما ما ليس بمستحب ولا واجب فلا يقول أحد من المسلمين أنها من الحسنات التى يتقرب بها إلى الله ))انتهى تأمل كيف ينقل الإجماع يقول هذا لعموم قول النبى صلى الله عليه وسلم ((كل بدعة ضلالة)) وقال فى موضع أخر (( المواظبة على عبادة لم يواظب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة بالإتفاق)) وقد ثبت عن ابن عمر رضى الله عنه قوله(( كل بدعة ضلالة ولو رآها الناس حسنة)) نكمل بتعريف البدعة والتدليل على خطأ ما يفعلونه بأدلة الكتاب والسنة |
نكمل فإن الحامل على هذا الإختلاف والتشاحن عدم انضباط معنى البدعة لدى عوام المسلمين حتى عند بعض من ينتسب للعلم أو عنده تبحر فى بعض العلوم كعلم القراءات مثلاً تجد أحدهم يشدد فى الإنكار على من يحفظ على يده عدم قوله صدق الله العظيم عند الإنتهاء ويرى ترك ذلك تنطع وغلو وقد حدث هذا من بعضهم نقول قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء) |
مستدلين بقول الله تعالى قل صدق الله نعم صدق الله وقول صدق الله توحيد واعتراف وهى من أعظم الحسنات ولو قيلت مرة بعد القراءة أو صدق رسول الله بعد الحديث لا بأس بها كما قال العلماء ولكن المشكلة فى الموظبة على عبادة لم يواظب عليها النبى صلى الله عليه وسلم كما سبق نقل الإجماع عن طريق شيخ الإسلام على بدعية ذلك والإجماع كما يقول العلماء حجة لا يجوز مخالفتها يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما أن فعل النبى صلى الله عليه وسلم سنة فتركه سنة أى أن تركه مقصود وتشريع ليس بدون قصد وهذا ما فهمه الصحابة فقد ثبت عن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضى الله عنهما أنه دخل سمع رجل يثوب فى صلاة الظهرأى يقول الصلاة خير من النوم وكانت عادة العرب القيلولة فى الظهيرة فخرج من المسجد وقال أخرجتنى البدعة فالمحتجون على صواب بدعهم بأنها شيء مطلوب مستحسن نقول له لا أحد البتة أعلم بالدين من الصحابة بل قال الإمام الشافعى علماء الأمة تلامذة الصحابة فهذا فهم ابن عمر لللبدعة مع وجود المقتضى لفعلها أى الحامل والدافع على فعلها وهو نوم الناس ومع ذلك قال هى بدعة لأنها لو كانت سنة أو شيء مستحب لماذا لم يأمر به النبى مع وجود المقتضى لها وانتفاء المانع انتقاء المانع من أن يأمر بها صلى الله عليه وسلم لأنه ذات مرة قام بالصحابة فى رمضان ثلاث ليال ثم فى الرابعة قال خفت أن تفرض عليكم فكان هذا مانع من قيامه طوال الشهر بهم فى جماعة لذا جمعهم عمر فى خلافته وقالوا له بدعة قال نعمت البدع هى بقصد عمر البدعة اللغوية كما بين العلماء حتى لا يكون متمسك لمن يقول هناك بدعة حسنة لماذا حمل العلماء قول عمر رضى الله عنه على اللغة لا الشرع ؟ لأن عمر كان يعلم أن المانع من قيام النبى طوال الشهر لخوفه من أن تفرض علينا وانتفى هذا المانع بموته صلى الله عليه وسلم فلم يكن فعلها بدعة بدليل أنه قام فى جماعة فأصل القيام فى جماعة فى رمضان سنه لنا ثم منعه مانع وانتفى بموته فلم يقصد عمر البدعة الشرعية لأنه ما سن للأمة أمر مخترع من أصله ولا حتى تكملة الشهر بالقيام جماعة كان مخترعاً وهذا الذى انكره الصحابة وهو قبام الشهر كله فأعلمهم عمر بنعم ما فعت |
|
ووضع الإمام ابن كثير رحمه الله قاعدة عظيمة فى مفهوم البدعة مختصرة قال لو كان خيرا ً لسبقونا إليه أى الصحابة والجيل الأول لقول النبى صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ) فلم يكونوا أى خير القرون يحتقلون بميلاد النبى ولا كان النبى صلى الله عليه وسلم يحتفل ولا أبو بكر أشد من أحب النبى ولا عمر فطالما تركوه مع وجود المقتضى وهو حب النبى وانتفاء المانع من فعله دل على بدعته فتأمله وكل خير فى اتباع من سلف وكل شر فى ابتداع من خلف |
ومضى قول ابن عمركل بدعة ضلالة ولو رآها الناس حسنة فليس العبرة باستحسان الناس للإحتفال بالإسراء والمعراج ولا بغيرها العبرة بما جاء عن الشرع وقال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ) فالذى يستحسن شيء تركه النبى والسلف الصالح اتهم الدين بأنه لم يكتمل |
ولا سيما أن بعض هذه البدع كان منشأها من الفاطميين الزنادقة الباطنية الذين أظهروا التشيع وباطنهم الكفر المحض |
مسألة هامة جداً فهم خاطئء وقع فيه بعض الدعاة لأشياء ليست بدعة أفتى ببدعيتها نعيد مفهوم البدعة هى طريقة مخترعة فى الدين تضاهى الطريقة الشرعية يقصد بالسير عليها المبالغة فى التعبد لله تعالى تأمل دائماً يضع العلماء التعريفات قدر طافتهم جامعة مانعة جامعة للمُعرف مانعة لغيره أن يدخل في التعريف فتأمل طريقة مخترعة أى لم يسنها النبى ولا تقاس على ما سنه فى الدين ويقصد بها التقرب لله تعالى فى الدين خرج بها أمور الدنيا والتى لم يقصد بها التعبد لله تعالى نعنى بذلك لو اتفقت عبادة كالصيام مع عادة للناس كفعل كعك العيد فى رمضان فهذه الأمور مباحة وليست من الدين والشرع ولا يقصد أصحابها التعبد لله بها فقط اتفق فعلها مع العبادة فهى ليست بدعة إذ أن مفهوم البدعة لا ينطبق عليها حتى ولو فعُلت أثناء عبادة فالناس اليوم لا يأكلون اللحم بدون أرز فى كل البلاد العربية بل وغيرها فمن ذبح عقيقة وصنع معها أرز هل نقول له قد ابتدعت؟ لأن النبى كانت عقيقته ووليمته لحم لا طبعاً نكمل |
لأنهم لا يتقربون لله تعالى بها ومن الأخطاء المنتشرة جداً قول أحدهم نويت أصلى الظهر أربع ركعات حاضر فإذا أُنكر عليهم لم يتفهموا الأمر ومن يستحسن هذه البدع هو المخطأ لأننا نقول فما معنى حديث كل بدعة ضلالة إذاً ؟ فقد فرغتموه عن محتواه وأبطلتم دلالته فهم أحق بالإنكار عليهم وبيننا وبين من يستحسن البدع بعقله طالما أنها تحوى عبادة وقربى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يشك مسلم فى علمهم وسبقهم فى كل فضيلة لا سيما فى فهم النصوص ( القرآن والسنة) فالنتحاكم إليهم فى هذه المسألة سبق فهم ابن عمر لمعنى البدعة وهذا ابن مسعود رضى الله عنه فقد صح عنه هذا الحديث قال الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمه الله في "سننه" ) : أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنبَأَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ ، فَإِذَا خَرَجَ ، مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قُلْنَا: لَا، بَعْدُ ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ، قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ - إِلَّا خَيْرًا ، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِي أَيْدِيهِمْ حصًا، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً ، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً ، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً، فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً ، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟ ، قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتظارَ أَمْرِكَ ، قَالَ : " أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ ، وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ " ، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ " قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حصًا نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ ، قَالَ: " فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ " ، قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: " وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ فتأمل كيف أنكر عليهم طريقة مبتدعة لم تكن من طريقة النبى ولا أصحابه رغم أنهم ما يفعلون إلا الذكر ومع ذلك أنكر عليهم وهذا ما يرد على طرق الصوفية المبتدعة فى الذكر والشطح وتغلق باب البدع التى هى باب لتبديل الدين فاليوم أنا اخترع طريقة فى الذكر وغذاً الثانى يخترع آخرى حتى يتبدل الدين وقد أغلق الشرع باب تبديل الدين وتغيريه حتى جعل ألفاظ التعبد توقيفية (إرجع للفقرات السابقة) وهذا أى فهم الصحابة هو الفيصل فى كل المسائل بين المسلمين فقد يتفق المسلمون على النص النبوى ويختلفون فى فهمه كما هو الحال لذا قال النبى صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة) قال الإمام البخارى وهم أهل العلم والكلام على البدع هذه هو ما أفتى به أكابر أهل العلم كما أفتى به أكابر الصحابة وهذا المعنى الذى يرسخه العلماء فى كل مسائل الخلاف بين المسلمين يقولون نرجع للكتاب والسنة وأضافوا جملة هامة جداً بفهم سلف الأمة |
فإن قال قائل قد ذكرتم أن الأمور المباحة لا تدخل فى تعريف البدعة فما حكم الأعياد كعيد الأم وعيد العمال وعيد الحب لو كان بين زوجين و.... نقول الأعياد فيها شوب تعبد ليست مباحة خالصة لما فيها من الترفه واللعب والدليل على هذا ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ( ما هذان اليومان ) ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما : يوم الأضحى ، ويوم الفطر تأمل الشاهد من الحديث أبدلكم يعنى قد لغى الشرع هذين اليومين وأحل مكانهما عيد الفطر وعيد الأضحى فدل على أن الأعياد متعبدون بها وتوقيفية على الشرع لأن المبدل يحل محل المبدل منه فلم يكن خكمها الإباحة المحضة كأمور الدنيا المباحة فعند أمور الدنيا قال النبى صلى الله عليه وسلم أنتم أعلم بأمور دنياكم أما الأعياد فمن أمور الدين وقصر النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث آخر الأعياد على العيدين فقال( إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا ) دل على أننا لا نحتفل بأعياد أحد غيرنا كعيد الأم فإنهم اخترعوه لما وجدوا الأم مهملة من أبنائها فجعلوا لها يوماً فى السنة يزورها أولادها ويقدمون لها هدية ونحن بحمد الله فى الإسلام لسنا بحاجة أن نجعل للإم عيداً يوما فى السنة وهذا واضح |
وأخطرأنواع البدع وأبشع البدع العقدية الداخلة فى الحديث (وإياكم ومحدثات الأمورفإن كل بدعة ضلالة ) ف عن أبي نجيحٍ العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودعٍ، فأوصنا، قال: ((أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعةٍ ضلالةٌ))؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. ى رواية قال هم على ما أنا اليوم عليه وأصحابى والتحذير منها وبيان ضلالها من أجل القربات |
ومن الأخطاء الشائعة جداً الخوف المبالع فيه من الحسد والسحر والظن المبالغ فيه أن كل مكروه يحدث للإنسان من الحسد فالحسد والسحر ثابتان فى القرآن لا يستطيع أحد إنكارهما ولهما تأثير ولكن ليس بذاتها ولا بنفس الحاسد والساحر ولكن بإذن الله قال تعالى عن السحر (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) فالخوف الشديد من الحسد مذموم والظن أن كل مكروه يحدث للإنسان من لبس الجن كمن يشكوا ألماً فى ظهره أو صداع أو اكتئاب نفسى فأول ما يظن فى الجن أو السحر وتعلق القلب بذلك خطأ شاع وذاع فقد يكون الأمر تعب عضوى أو نفسى يغفل الناس عنه فالأمراض النفسية خفية وكثيرة جداً بل يقنعه المعالج أو الراقى أحياناً برجم الغيب أنه مسحور أو ملبوس دون ظهور علامات حقيقية وكثير منهم الأمر بالنسبة لهم هوى وجاه وكثير مخلص فى نفعه للمسلمين مع جهله فالأمر هذا نقص فى التوكل وتعلق القلب بالله تعالى ولا يصح التعلق بالأسباب أن أعلم شخص كلما خرج ورجع ووجد نفسه مصدع يقول أصابنى حسد ويبالغ الناس فى إخفاء الأشياء مخافة الحسد نعم الأخذ بالأسباب فى هذا مشروع فقد قال يعقوب عليه السلام لبنيه ( لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) قالوا كان يتفادى الحسد ولكن الكلام على المبالغة والظن أن الحسد لابد أن يقع حتماً عند حسد الحاسد |
فتعريف الحسد هوتمنى زوال النعمة عن المحسود أما العائن فغير الحاسد فالعائن من ينظر للنعمة بإعجاب دون أن يقول اللهم بارك كما فى الحديث وكان هذا جواب عن سؤال للموقع المبارك الإسلام سؤال وجواب هل يشرع الدعاء ، عند خوف الحسد ، بـ : " ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله " ؟ الجواب الحمد لله الصحيح من السنة أن يبرك الإنسان – أي يدعو بالبركة - إذا رأى ما يعجبه ، وخاف على صاحبه من العين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " . رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص 168 والحاكم 4 / 216 وصححه الألباني في " الكلم الطيب " 243 . وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لُبِط به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلاً صريعاً قال : مَن تتهمون به ؟ قالوا : عامر بن ربيعة ، قال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه . رواه ابن ماجه 3509 وأحمد 15550 ومالك 1747. وينظر جواب السؤال رقم (7190) . 2- أما قول بعض الناس إذا أعجبه شيء وخاف عليه من العين " ما شاء الله لا قوة إلا بالله "! ، فقد رود فيه حديث رواه أبو يعلى في مسنده ، كما في المطالب العالية (10/348) ، وتفسير ابن كثير(5/158) ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة ، من أهل أو مال أو ولد ، فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، فيرى فيه آفة دون الموت . وكان يتأول هذه الآية : ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) . غير أن الحديث المذكور ، ضعيف ، مداره على عبد الملك بن زراة ، وهو ضعيف الحديث . وينظر : الأسماء والصفات ، للبيهقي ، ت: عبد الله الحاشدي ، وحاشية المحقق (1/417) . وذهب بعض أهل العلم إلى مشروعية مثل هذا الذكر ، إذا رأى الإنسان ما يعجبه ، إما خوفا من العين والآفة عليه ، أو خوفا على صاحب ذلك الشيء من العجب والفخر ، وتأولوا على ذلك معنى الآية ، كما ذكر في آخر الحديث السابق ، أنه كان يتأول الآية . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " فإذا رأى الإنسان ما يعجبه وخاف من حسد العين فإنه يقول: ما شاء الله تبارك الله، حتى لا يصاب المشهود بالعين، وكذلك إذا رأى الإنسان ما يعجبه في ماله فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ لِئَلاَّ يعجب بنفسه وتزهو به نفسه في هذا المال الذي أعجبه، فإذا قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فقد وكل الأمر إلى أهله تبارك وتعالى " فتاوى نور على الدرب" . وقال أيضا : " الأحسن إذا كان الإنسان يخاف أن تصيب عينه أحداً لإعجابه به أن يقول: تبارك الله عليك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للرجل الذي أصاب أخاه بعين: ( هلا برَّكت عليه ) ، أما ما شاء الله لا قوة إلا بالله فهذه يقولها: من أعجبه ملكه ، كما قال صاحب الجنة لصاحبه قال: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ [الكهف:39] وفي الأثر: [ من رأى ما يعجبه في ماله فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يصبه في ماله أذىً ] أو كلمة نحوها " لقاء الباب المفتوح (235/19). وفي فتاوى اللجنة (1/547) : " وأما العين فهي مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، والعين حق، كما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا ، وحكمها أنها محرمة كالسحر. وأما العلاج للعائن فإذا رأى ما يعجبه فليذكر الله وليبرك، كما جاء في الحديث هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت ، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ويدعو للشخص بالبركة". وينظر أيضا : فتاوى اللجنة (1/109) . والله أعلم . فمن هنا عرفنا معنى الحسد والعين وأن الإنسان قد يؤذى ماله وولده بعينه فالحسد محرم ولكن إذا تم الحسد من الحاسد أو العين من المعجب لا تضر إلا بإذن الله وكم من حاسد لم يضر حسده لأن الأمر لله |
أما موضوع تعليق كل شيء على السحر وفتح باب سوء الظن بالمسلمين أو من بينه وبينه عداوة فمحرم حتى لو كان من إخبارالجن الموكل بالسحر أو اللبس أن فلان هو الذى سحرك أو أرسلنى لأذيتك لأن الجن فاسق فى أحسن أحواله لو كان مسلماً
لأنه بلبسه للمسلم يكون فاسقاً فضلاً عن أن يكون كافر وخبر هؤلاء غير مقبول شرعاً وقد وقعت الصحوة الإسلامية منذ زمن فى بلاء عظيم وهو توجه كثير من الملتزمين لموضوع علاج المس والسحر حتى انشغلوا عن طلب العلم والدعوة بل أوقعهم الشيطان فى مخالفات كثيرة جداً كتسخير الجن والقراءة فى كتب السحر وبعض الشركيات |
وحتى لا ندخل فى تفاصيل تطول بنا ننصح بسماع أربع محاضرات هامة للدكتور الفاضل محمد إسماعيل المقدم وقفة مع الجن وننبه أننا لا نحرم الرقية الشرعية ونفع المسلمين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ننكر ما وقع من بلاء عظيم بسبب ذلك الأشرطة هنا https://ar.islamway.net/collection/1...84%D8%AC%D9%86 |
ويغفل الناس أو يغفلهم الشيطان عن السبب الرئيسى فى البلايا والمصائب وإصابة الإنسان بالحسد والسحر وهو الذنوب والمعاصى وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ و إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فينسيهم الشيطان ذنوبهم ويعلق قلوبهم بالحسد والسحر والمس |
ومن الأخطاء البشعة فى شأن السحر والحسد إعتقاد بعض الناس زوال الحسد بالبخور وحدوة الحصان المعلقة على باب المنزل وأشباهها فإن الشرع الحكيم لم يرشدنا إلى أن هذه أسباب لدفع العين والحسد فدفع الحسد يأتى بالأسباب الشرعية بقراءة المعوذات والرقية الشرعية بها وبالفاتحة وبالأذكار المعروفة والتوكل على الله تعالى والإستعانة به وترك الذنوب والمعاصى لا بتعليق الأحجبة الشركية والتمائم المنهى عنها وكذا السحر فى كل ما سبق وهذا سؤال طرح على العلامة ابن باز مفتى الديار السعودية رحمه الله س: ذكر في الحديث: أن من علق تميمة فقد أشرك. أرجو شرح هذا الحديث. ج: هذا الحديث ورد باللفظ الآتي: عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك رواه أحمد وأبو داود، والتمائم: شيء يعلق على الأولاد من العين، وهي ما تسمى عند بعض الناس بالجوامع وبالحجب والحروز، وقد قال رسول الله ﷺ: من تعلق تميمة فلا أتم الله له وفي رواية: من تعلق تميمة فقد أشرك. والعلة في كون تعليق التمائم من الشرك هي والله أعلم: أن من علقها سيعتقد فيها النفع ويميل إليها وتنصرف رغبته عن الله إليها، ويضعف توكله على الله وحده، وكل ذلك كاف في إنكارها والتحذير منها، وفي الأسباب المشروعة والمباحة ما يغني عن التمائم وانصراف الرغبة عن الله إلى غيره شرك به، أعاذنا الله وإياكم من ذلك. وتعليق التمائم يعتبر من الشرك الأصغر ما لم يعتقد معلقها بأنها تدفع عنه الضرر بذاتها دون الله، فإذا اعتقد هذا الاعتقاد صار تعليقها شركا أكبر. |
ويكره للمسلم طلب الرقية من أحد لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال عن السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب هم الذين لا يسترقون أى يطلوب الرقية من غيرهم فيستحب للمسلم لو أصابه شيء أو ولده أن يرقى نفسه وولده ويستعين بالله ويتوكل عليه من الأخطاء الشائعة والكوارث بين المسلمين تصديق الشائعات ونشرها وعدم التثبت فى خبر الفاسق والإستهانة بالغيبة والتفكه بها وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث فقد أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي ((صَحِيحِهِ)) عَنْسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺإِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ, فَقَالَ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟)) قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ، قَصَّهَا، فَيَقُولُ مَا شَاءَاللَّهُ، فَسَأَلَنَا يَوْمًا, فَقَالَhttp://www.dd-sunnah.net/forum/images/smilies/frown.gif(هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟)) قُلْنَا: لَا. قَالَhttp://www.dd-sunnah.net/forum/images/smilies/frown.gif(لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ -وَالْكَلُّوبُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُنْشَلُ بِهَا اللَّحْمُ وَيُعَلَّقُ- يُدْخِلُه فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُه بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ, وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ.. )). قَالَ ﷺhttp://www.dd-sunnah.net/forum/images/smilies/frown.gif(قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، قَالَا: نَعَمْ، أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ، فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذِبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ, فَيُصْنَعُ بِهِ مَا رَأيتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)). وأوضح وأيسر ذلك فى عصرنا نشر الكذب أو الشائعات بدون تثبت عبر الإنتر نت أو الجلوس إمام الفضائيات المضللة (مدينة إنتاج الكذب الإعلامى ) التى تنشر الكذب على العلماء والدعاة والملتزمين وتصديقها ونشرها لا سيما أن كثير منهم منافقون دعاة على أبواب جهنم يشككون فى الدين نفسه فمما انتشر وذاع الآن من يرى بوست فيسارع بنشره حتى الفيديوا يُحذر أيضاً من التقنية العالية التى تزييف الكلام قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ وقال لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ وقال يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وأحكى لكم قصة حدثت مع الداعية المبارك والشيخ الفاضل مسعد أنور من دعاة مصر حدث أنه كان يتكلم فى قناة الرحمة على ما أذكر عن بلايا الصوفية وخزعبلاتهم الفجة تنفيرا عنها فقص قصة منقولة عنهم أن المريد ذهب للشيخ فقال له زوجتى طلبت منى هريسة فتغوط الصوفى وقال له احملها لزوجتك فتعجب الرجل منكراً على شيخه فقال له لما تصل لزوجتك سيتحول هذا الغائط لهريسة (يعنون أن هذا من كرامات الصوفية) فبتر المغرضون وما أكثر العلمانيين وكارهى الدين فى مصر الفديوا من أول ذهب المريد لشيخه .... على أن هذا حكايه عن طلاب العلم من أهل السنة فالحذر الحذر والتحذير أيضاً على أوسع نطاق عبر الفيس بوك من هذا الخطأ الجسيم وقد حدّثت تائبة علمانية عن دورها ضمن مجموعة كبيرة مموله لنشر فيديوهات تشوه صورة الدعاة كسقطة لسان أو نحوه على نطاق كبير قالت يبلغ ألف منتدى غير الفيس يوك والتويتر حرمة الغيبة التى ليست فى حساباتنا فهذه جملة من الأحاديث الصحيحة فى حرمة الخوض فى عرض المسلم وحرمة غيبته وسنذكر إن شاء الله حرمة الغيبة والأعذار التى تبيح الغيبة وكيفية التحلل منها قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ( لما عرج بى ربى عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون فى أعراضهم ) وقال ( أكثر خطايا ابن آدم فى لسانه) وقال (ليس شيء فى الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان) وقال (من صمت نجا) وقال (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وقال (وهل يكب الناس على وجوههم فى النار إلا حصائد ألسنتهم ) والعياذ بالله من ذلك قال تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضاً ) هذه المعصية التى ليست فى حسابات كثير من المسلمين أنها من الشرع فتراه ربما تورع عن أكل الحرام وعن الزنا ولا يتورع عن أكل لحوم إخوانه فبعض الناس له ذنب يضعف أمامه وربما قوى أمام ذنب آخر فقد جعل الله للمسلم حرمه بأن لا يُغتاب فقال بعضكم بعضاً فانظر أيها المسلم كيف أنت غالى عند الله جعل لك قدراً ومكانه وحرمه وكذلك أخوك المسلم لا يحل غيبته ولا بهتانه وهو الإفتراء عليه لا سيما هدم وغيبة العلماء ( العاملين) كما عرف رسول الله الغيبة لما سُئل عنها فقال ( عن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فقال أرأيت إن كان فى أخى ما أقول قال فقد أغتبته قال فإن لم يكن فيه ما أقول فقال فقد بهته ) أى ظلمته وافتريت عليه وهذه أشد فاليراجع المسلم الأعذار التى ذكرها العلماء للغيبة فيعمل منها ما يحل إن احتاج له وتركه أولى فقد كان الصالحون أمثال الإمام البخارى رحمه الله لا يغتاب أحداً أبداً فقد ذكر العلماء من الأعذار الإستفتاء كأن تقول فلان اشترى منى كذا وخاصمنى فى كذا مثلاً أو النصيحة للمستنصح فقد قالت فاطمة بنت قيس للنبى صلى الله عليه وسلم خطبنى فلان وفلان فقال أما فلان فصعلوك لا مال له وأما فلان فلا يضع العصا عن عاتقه أى ضراب للنساء ومثل المجاهر بالمعصية فقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على حل غيبته لأنه هو الذى اسقط حقه وكالتحذير من أهل البدع كأن أحذروا من فلان فإنه مضلل مثلاً وكالغضب لله (ذكرها الإمام ابن القيم استنباطاً من قصة الثلاثة الذين خُلفوا) وكالتظلم ذكرها الإمام النووى رحمه الله وكالمجازاه كما قال النبى (مطل الغنى ظلم يحل عرضه وعقوبته) عرضه كأن يقول ظلمنى مطلنى (ذكرها العلماء) هذا بعض ما حضرنى الأن والعلم عند الله وليراجع كلام العلماء فى ذلك ويشترط فى هذا كله إخلاص النية لله فلا يتلذذ المسلم بعرض أخيه ويقول أنا أذكر ذلك للموعظة أو غضباً لله ويكون قصده غير ذلك فلا يحل هذا اللحم إلا بالإخلاص نسأل الله العافية والعفو والسلامة فى الدنيا والأخرة وأن يوفقنا الله تعالى بمنه إن كنا إغتبنا مسلماً بإن يلهمه الله العفو عنا أما عن التحلل ممن اغتيبته فهذا الأمر غالباً ما يحدث منه إيغال للصدور وفساد ذات البين وهو مطلوب شرعاً عدم وجوده فهذا دفع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى موضوع أن يفتى بأن يكتفى المغتاب بالدعاء لمن اغتابه وفيه حديث ضعيف وهو (كفارة من اغتبته أن تستغفر له) ضعيف جداً ولم يعتمد عليه شيخ الإسلام بل كما ذكرنا والعلم عند الله فى كل ما قلت ومن كان عنده فضل علم فاليجد به علينا وادعوا الله لى بالنجاة وأسأل الله لكل مسلم النجاة من هذا انشره أيها المسلم لتأجر فقد أُبتلينا بحطام هائل جداً من غثاء الألسنة فى المجالس وعبر الفضائيات وفى النت فسلامة المسلمين أولى من كثرة الثرثرة |
ومن الأخطاء الشائعة جداً فى الزكاة عدة مسائل منها تأخير إخراج زكاة المال لشهر رمضان والخطأ فى حساب النصاب وطريقة الإخراج وغير ذلك نبدأ بتأخير إخراج الزكاة فهذا خطأ فإن العلماء نصوا على أن المال إذا بلغ النصاب وجب فيه الزكاة وسيأتى ذكر النصاب فإذا مر عليه حول (سنة) قمرية أى هجرية وجب الزكاة فى المتبقى منه لو لم ينزل عن النصاب فلو وجبت الزكاة فى أول رجب يجب إخراجها فى أول رجب المقبل ونصوا على تحريم تأخيرها يوم واحد لا كما يفعله البعض من تعمد تأخبر زكاة المال إلى رمضان ظناً منه أن الثواب يكون أكبر فإن الحديث الذى ورد فى فضل الصدقة فى رمضان كان فى صدقة التطوع لا فى الزكاة المفروضة بل هو يأثم بالتأخير نكمل |
أما الخطأ فى حساب النصاب فكان النصاب على عهد رسول الله صلى الله عليه سلم محدد سواءاً كان ذهب دنانير أو فضة دراهم فكان نصاب الذهب ما صح عنه بالذهب ونصابه عشرون مثقالاً. وبالفضة ونصابها مائتا درهم. وكانت هذه هى أموالهم التى يتعاملون بها المثقال هو الدينار وقد وزنه علماء السعودية رحمهم الله فقدر بـــــــ 4,24 جرام ذهب تقريباً فيبلغ العشرون دينار نحو 85 جرام ذهب عيار 24 أى الذهب الخالص فمن كانت تملك هذا المقدار من الحلى وأرادت للإحتياط إخراج ا لزكاة لوجود الخلاف الشديد بين العلماء فى وجوب إخراج زكاة حلى الزينة ولا أجزم بوجوبه لأن كثير من المحققين من العلماء يذهب لعدم الوجوب ولو قلنا بالوجوب أو الإحتياط فلا يجب عليها اخراجه حتى يكون خالصاً عيار 24 يبلغ 85 جرام فيتم حسابها بطريقة حسابية بضرب المقدار الذى تملكه غبى فرض كان 95 جرام فى 21 لو كان العيار 21 ويقسم الكل على 24 فلو كان الناتج 85 فقد بلغ النصاب وأما الفضة فهى بالجرامات 595 جرام فضة خالصة كذلك ليس فيها إضافات التى يضعونها للتماسك وكذا معنى عيار 21 أنه به إضافت نحاس ليتماسك الذهب حين الصنع فالذهب والفضة الذين للتجارة أو الإيجار يجب فبهما الزكاة بلا شك والخلاف فى الزينة أما لو كانا مصوغين دراهم ودنانير كما كان من قبل وكانت هى أموالهم التى يتعاملون فيها فيجب فيها الزكاة لو بلغا النصاب طيب الأن الأموال أصبحت ورقية ولم يوجد نص للعلماء الأكابر كأمثال الأئمة الأربعة رحمهم الله على مثل هذه المسألة لعدم وجودها |
فقام العلماء الأكابر المجتهدون بعد ظهور هذه العملات بالتحقيق والتدقيق فى هذه المسألة وأنا أنقل لكم كلامهم بعد بحثهم فى كلام أهل العلم فقد وجدوا أقرب شيء نص العلماء السابقين عليه يشبه هذه المسألة هى مسألة زكاة عروض التجارة فكيف حسب علماء المذاهب الأربعة زكاة عروض التجارة وقوموها عرض التجارة هو كل سلعة معروضة للبيع أيماكانت أثاث بيوت أراضى ..كل شيء |
وجدوا أن الأئمة الأربعة قوموا زكاة عروض التجارة على الأقل منهما أى من نصاب الذهب أو الفضة لأنه لابد من تقويم لمقدار التجارة ليعرف هل بلغت النصاب أم لا فذهبوا أنها تقوم على أقلهما قد يقول قائل ما معنى أقلهما أليس الذهب أغلى من الفضة نقول غالبا ً ولكن جائت عصور كانت الفضة أغلى من الذهب |
فهم وضعوا هذا القيد ليتماشى مع كل عصر وقالوا لأنه أحظ للفقراء فلو قومنا زكاة العملات الورقية على الذهب لضاع أكثر الفقراء وجاعوا واحتاجوا لأنه بديهى أكثر المسلمين وقتها لن يخرجوا زكاة أموالهم لعدم بلوغها مقدار نصاب الذهب |
أما ما يفتى به البعض متساهلاً أومتأولاً أو متبعاً لأهواء الناس الذين يههون الرخصة وعدم التكليف بأن النصاب يحسب على زكاة الذهب فقد ضيع حق الفقراء وليس هو من الراسخين فى العلم كمن نقلنا قولهم ممن قاس المسألة على كلام الأئمة الأربعة فهم علماء أكابر ونحن نعيش عصر ضلت فيه الفتاوى وعدمنا فقه الخلاف فى المسائل الفقهيية وكيفية التعبد لله فيما اختلف فيه وهذا رابط لموضوعنا حلية طالب العلم عرضنا فيه بحث وافِ فيما يخص فقه الخلاف بين العلماء فاليراجع وعرضنا شرح لأحد علماء الفقه المعاصرين فى الزكاة وغيرها وكيفية حسابها فاليراجع هنا |
الساعة الآن 10:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir