شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   البيــت العـــام (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   من دُرَر... إمامىّ الهدى ومُجددىّ الملة ::أُعجـــــوبتىّ الفُقــــــــهاء::.... مُتجدد (https://ansaaar.com/showthread.php?t=32436)

أبو بلال المصرى 08-03-19 02:28 AM

قال شيخ الإسلام
"إن رضا الرب في العَجلة إلى أوامره"





قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: القلبُ لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه













قال شيخ الإسلام رحمه الله

القلب لا يصلح ولا يفلح ولا يسر ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن
إلا بعبادة ربه وحبه و الإنابة إليه
ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات
لم يطمئن ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده و محبوبه و مطلوبه


وبذلك يحصل له الفرح و السرور و اللذة و النعمة و السكون و الطمأنينة
وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له


لا يقدر على تحصيل ذالك له إلا الله فهو
دائما مفتقر إلى حقيقة
إياك نعبد و إياك نستعين


فهو مفتقر إليه من حيث هو المطلوب المحبوب المعبود
و من حيث هو المستعان به المتوكل عليه
فهو إلهه لا إله له غيره


هو ربه لا رب له سواه
ولا تتم عبوديته إلا بهذين


***


أبو بلال المصرى 08-03-19 02:28 AM

قال الإمام العلامة ابن القيم:
أن ذكر الله - عز و جل - يذهب عن القلب مخاوفه كلها وله تأثير عجيب في حصول الأمن , فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله - عز و جل - إذ بحسب ذكره يجد الأمن ويزول خوفه , حتى كأن المخاوف التي يجدها أمان له , والغافل خائف مع أمنه حتى كأن ما هو فيه من الأمن كله مخاوف , ومن له أدنى حس قد جرب هذا وهذا والله المستعان ."


وقال الإمام ابن القيم رحمه الله :
في القلب خلة و فاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز و جل ، فإذا صار الذكر شعار القلب ، بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة ، و اللسان تبع له ، فهذا هو الذكر الذي يسد الخلة ، و يفني الفاقة ، فيكون صاحبه غنيا بلا مال ، عزيزا بلا عشيرة ، مهيبا بلا سلطان من كتاب : الوابل الصيب .



أبو بلال المصرى 08-03-19 02:30 AM

قال العلامة ابن القيم فى كتا ب مفتاح دار السعادة

فحازم الرأى هو الذى أجتمعت له شئون رأيه وعرف منها خير الخيرين وشر الشرين فأحجم فى موضع الإحجام رأياً وعقلا ً لا جبناً وضعغاً







أبو بلال المصرى 08-03-19 02:30 AM

قال الإمام العلامة شيخ الإسلام ابن القيم فى كتابه الروح
الفرق بين فرح القلب وفرح النفس ظاهر فإن الفرح بالله ومعرفته ومحبته وكلامه من القلب قال تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك} فإذا كان أهل الكتاب يفرحون بالوحي فأولياء الله وأتباع رسوله أحق بالفرح به وقال تعالى: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون} وقال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} قال أبو سعيد الخدري فضل الله القرآن ورحمته أن جعلكم من أهله وقال هلال بن يساف فضل الله ورحمته الإسلام الذي هداكم إليه والقرآن الذي علمكم هو خير من الذهب والفضة الذي تجمعون وقال ابن عباس والحسن وقتادة وجمهور المفسرين فضل الله الإسلام ورحمته القرآن فهذا فرح القلب وهو من الإيمان ويثاب عليه العبد فإن فرحه به يدل على رضاه به بل هو فوق الرضا فالفرح بذلك على قدر محبته فإن الفرح إنما يكون بالظفر بالمحبوب وعلى قدر محبته يفرح بحصوله له
فالفرح
بالله وأسمائه وصفاته ورسوله وسنته وكلامه محض الإيمان وصفوته ولبه وله عبودية عجيبة وأثر القلب لا يعبر عنه فابتهاج القلب وسروره وفرحه بالله وأسمائه وصفاته وكلامه ورسوله ولقائه أفضل ما يعطاه بل هو جل عطاياه والفرح في الآخرة بالله ولقائه بحسب الفرح به ومحبته في الدنيا فالفرح بالوصول إلى المحبوب يكون على حسب قوة المحبة وضعفها فهذا شأن فرح القلب وله فرح آخر وهو فرحه بما من الله به عليه علمه من معاملته والإخلاص له والتوكل عليه والثقة به وخوفه ورجائه به وكلما تمكن في ذلك قوى فرحه وابتهاجه وله فرحة أخرى عظيمة الوقع عجيبة الشأن وهي الفرحة التي تحصل له بالتوبة فإن لها فرحة عجيبة لا نسبة لفرحة المعصية إليها البتة فلو علم المعاصي إن لذة التوبة وفرحتها يزيد على لذة المعصية وفرحتها أضعافا مضاعفة لبادر إليها أعظم من مبادرته إلى لذة المعصية.
وسر هذا الفرح إنما يعلمه من علم سر فرح الرب تعالى بتوبة عبده أشد فرح يقدر ولقد ضرب له رسول مثلا ليس في أنواع الفرح في الدنيا أعظم منه وهو فرح رجل قد خرج براحته التي عليها طعامه وشرابه في سفر ففقدها في أرض دوية مهلكة فاجتهد في طلبها فلم يجدها فيئس منه فجلس ينتظر الموت حتى إذا طلع البدر رأي في ضوئه راحلته وقد تعلق زمامها بشجر فقال من شدة فرحه اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح فالله أفرح بتوبة عبده من هذا براحلته.
فلا ينكر أن يحصل للتائب نصيب وافر من الفرح بالتوبة ولكن هاهنا أمر يجب التنبيه عليه وهو أن لا يصل إلى ذلك إلا بعد ترحات! ومضض ومحن لا تثبت لها الجبال فإن صبر لها ظفر بلذة الفرح وإن ضعف عن حملها ولم يصبر لها لم يظفر بشيء وآخر أمره فوات ما آثره من فرحة المعصية ولذتها فيفوته الأمران ويحصل على ضد اللذة من الألم المركب من وجود المؤذي وفوت المحبوب {فالحكم لله العلي الكبير}.
فصل
وهاهنا فرحة أعظم من هذا كله وهي فرحته عند مفارقته الدنيا إلى الله إذا أرسل إليه الملائكة فبشروه بلقائه وقال له ملك الموت أخرجي أيتها الروح الطيبة كانت في الجسد الطيب أبشري بروح وريحان ورب غير غضبان اخرجي راضية مرضيا عنك
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
فلو لم يكن بين يدي التائب إلا هذه الفرحة وحدها لكان العقل يأمر بآيثارها فكيف ومن بعدها أنواع من الفرح منها الملائكة الذين بين السماء والأرض على روحه ومنه فتح أبوب السماء لها وصلاة ملائكة السماء عليها وتشييع مقربيها لها إلى السماء الثانية فتفتح ويصلي عليها أهلها وشيعها مقربوها هكذا إلى السماء السابعة فكيف يقدر فرحها استؤذن لها على ربها ووليها وحبيبها فوقفت بين يديه وأذن لها بالسجود فسجدت ثم سمعته سبحانه يقول اكتبوا كتابه في غلبين ثم يذهب به فيرى الجنة ومقعده فيها وما أعد الله له ويلقي أصحابه وأهله فيستبشرون به ويفرحون به ويفرح بهم فرح الغائب يقدم على أهله فيجدهم على أحسن حال ويقدم عليهم بخير ما قدم به مسافر هذا كله قبل الفرج الأكبر يوم حشر الأجساد بجلوسه في ظل العرش وشربه من الحوض وأخذه كتابه بيمينه وثقل ميزانه وبياض وجهه وإعطائه النور التام والناس في الظلمة وقطعه جسر جهنم بلا تعويق وانتهائه إلى باب الجنة وقد أزلفت له في لموقف وتلقي خزنتها له بالترحيب والسلام والبشارة وقدومه على منازله وقصوره وأزواجه وسراريه.
وبعد ذلك فرح آخر لا يقدر قدره ولا يعبر عنه تتلاشى هذه الأفراح كلها عنده وإنما يكون هذا لأهل السنة المصدقين برؤية وجه ربهم تبارك وتعالى من فوقهم وسلامه عليهم وتكليمه إياهم ومحاضرته لهم.
وليست هذه الفرحات إلا ** لذى الترحات في دار الرزايا

فشمر ما استطعت الساق واجهد ** لعلك أن تفوز بذي العطايا

وصم عن لذة حشيت بلاء ** الذات خلصن من البلايا

ودع أمنية إن لم تنلها ** تعذب أو تنل كانت منايا

ولا تستبط وعدا من رسول ** أتى بالحق من رب البرايا

فهذا الوعد أدنى من نعيم ** مضى بالأمس لو وفقت رايا
لعل الله ييسر بنقل كلامه من حادى الأرواح وغيره عن الجنة

أبو بلال المصرى 08-03-19 02:31 AM

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:عن وصف الجنة



وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.

فإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران.

وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن.

وإن سألت: عن ملاطها، فهو المسك الأذفر.

وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر.

وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب.

وإن سألت: عن أشجارها، فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب.

وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل.

وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.

وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.

وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون.

وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور.

وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.

وإن سألت: عن سعت أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.

وإن سألت: عن تصفيق الرياح لأشجارها، فإنها تستفز بالطرب من يسمعها.

وإن سألت: عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها.

وإن سألت: عن خيامها وقبابها، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام.

وإن سألت: عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار.

وإن سألت: عن إرتفاعها، فانظر إلى الكواكب الطاع، أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.

وإن سألت: عن لباس أهلها، فهو الحرير والذهب.

وإن سألت: عن فرشها، فبطائنها من استبرق مفروشة في أعلى الرتب.

وإن سألت: عن أرائكها، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فروج ولا خلال.

وإن سألت: عن أسنانهم، فأبناء ثلاثة وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام، أبي البشر.

وإن سألت: عن وجوه أهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر.

وإن سألت: عن سماعهم، فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين.

وإن سألت: عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها الله مما شاء، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان.

وإن سألت: عن حليهم وشارتهم، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان.

وإن سألت: عن غلمانهم، فولدان مخلدون، كأنهم لؤلؤ مكنون.

وإن سألت: وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم، فهن الكواعب الأتراب، اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور، وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور.

تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت، ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا تبسمت، وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين، وإذا حادثته فما ظنك في محادثة الحبيبين، وإن ظمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، يرى وجهه في صحن خدها، كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها [الصيقل: جلاء السيوف، والمقصود هنا تشبيه وجه الحوراء بالمرآة التي جلاها ولمعها منظفها ختى بدت أنظف وأجلى ما يكون]، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم، ولا يستره جلدها ولا عظمها ولا حللها.

لو أطلت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً، ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا وتكبيراً و تسبيحاً، ولتزخرف لها ما بين الخافقين، ولأغمضت عن غيرها كل عين، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، ولآمن كل من رآها على وجه الأرض بالله الحي القيوم، ونصيفها (الخمار) على رأسها خير من الدنيا وما فيها.

ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها، لا تزداد على تطاول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً، ولا يزداد على طول المدى إلا محبةً ووصالاً، مبرأة من الحبل (الحمل) والولادة والحيض والنفاس، مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس.

لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها، ولا يخلق ثوب جمالها، ولا يمل طيب وصالها، قد قصرت طرفها على زوجها، فلا تطمح لأحد سواه، وقصرت طرفه عليها فهي غاية أمنيته وهواه، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته فهو معها في غاية الأماني والأمان.

هذا ولم يطمثها قبله أنس ولا جان، كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً، وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثوراً، وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نوراً.

وإن سألت: عن السن، فأتراب في أعدل سن الشباب.

وإن سألت: عن الحسن، فهل رأيت الشمس والقمر.

وإن سألت: عن الحدق (سواد العيون) فأحسن سواد، في أصفى بياض، في أحسن حور (أي: شدة بياض العين مع قوة سوادها).

وإن سألت: عن القدود، فهل رأيت أحسن الأغصان.

وإن سألت: عن النهود، فهن الكواعب، نهودهن كألطف الرمان.

وإن سألت: عن اللون، فكأنه الياقوت والمرجان.

وإن سألت: عن حسن الخلق، فهن الخيرات الحسان، اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان، فأعطين جمال الباطن والظاهر، فهن أفراح النفوس وقرة النواظر.


وإن سألت: عن حسن العشرة، ولذة ما هنالك: فهن العروب المتحببات إلى الأزواج، بلطافة التبعل، التي تمتزج بالزوج أي امتزاج.

فما ظنك بإمرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءة الجنة من ضحكها، وإذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقل في بروج فلكها، وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة، وإن خاصرته فيالذت تلك المعانقة والمخاصرة:


وحديثها السحر الحلال لو أنه *** لم يجن قتل المسلم المتحرز


إن طال لم يملي وإن هي أوجزت *** ود المحدث أنها لم توجز

إن غنت فيا لذت الأبصار والأسماع، وإن آنست وأنفعت فياحبذا تلك المؤانسة والإمتاع، وإن قبلت فلا شيء أشها إليه من ذلك التقبيل، وإن نولت فلا ألذ وى ألذ ولا أطيب من ذلك التنويل.

هذا، وإن سألت: عن يوم المزيد، وزيارة العزيز الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه، كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر، كما تواتر النقل فيه عن الصادق المصدوق، وذلك موجود في الصحاح، والسنن المسانيد، ومن رواية جرير، وصهيب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وأبي سعيد، فاستمع يوم ينادي المنادي:


يا أهل الجنة

إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيى على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعة، وينهضون إلى الزيارة مبادرين، فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على ظهورها مسرعين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداّ، وجمعوا هناك، فلم يغادر الداعي منهم أحداً، أمر الرب سبحانه وتعالى بكرسية فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم - وحاشاهم أن يكون بينهم دنئ - على كثبان المسك، ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:


يا أهل الجنة

سلام عليكم.

فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام. فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول:


يا أهل الجنة

فيكون أول ما يسمعون من تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة:

أن قد رضينا، فارض عنا، فيقول:


يا أهل الجنة

إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فسلوني فيجتمعون على كلمة واحدة:

أرنا وجهك ننظر إليه.

فيكشف الرب جل جلاله الحجب، ويتجلا لهم فيغشاهم من نوره ما لو لا أن الله سبحانه وتعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة، حتى إنه يقول:

يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟

فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.

فيا لذت الأسماع بتلك المحاضرة.

ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة.

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ [القيامة:22-25].


فحيى على جنات عدن فإنها *** منزلك الأولى وفيها المخيم


ولكننا سبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم


انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح 355-360)].

أبو بلال المصرى 08-03-19 02:32 AM

قال ابن القيم
إعلم أن القلب إذا خلى من الاهتمام بالدنيا والتعلق بما فيها من مال أو رياسة أو صورة وتعلق بالآخرة والاهتمام بها من تحصيل العدة والتأهب للقدوم على الله عز وجل فذلك أول فتوحه وتباشير فجره فعند ذلك يتحرك قلبه لمعرفة ما يرضى به ربه منه فيفعله ويتقرب به إليه وما يسخطه منه فيجتنبه وهذا عنوان صدق إرادته فإن كل من أيقن بلقاء الله وأنه سائله عن كلمتين يسأل عنهما الأولون والآخرون ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين لابد أن يتنبه لطلب معرفة معبوده والطريق الموصلة إليه فإذا تمكن في ذلك فتح له باب الأنس بالخلوة والوحدة والأماكن الخالية التي تهدأ فيها الأصوات والحركات فلا شيء أشوق إليه من ذلك فإنها تجمع عليه قوى قلبه وإرادته وتسد عليه الأبواب التي تفرق همه وتشت قلبه فيأنس بها ويستوحش من الخلق ثم يفتح له باب حلاوة العبادة بحيث لا يكاد يشبع منها ويجد فيها من اللذة والراحة أضعاف ما كان يجده في لذة اللهو واللعب ونيل الشهوات بحيث إنه إذا دخل في الصلاة ود أن لا يخرج منها ثم يفتح له باب حلاوة استماع كلام الله.
فلا يشبع منه وإذا سمعه هدأ قلبه به كما يهدأ الصبي إذا أعطي ما هو شديد المحبة له ثم يفتح له باب شهود عظمة الله المتكلم به وجلاله وكمال نعوته وصفاته وحكمته ومعاني خطابه بحيث يستغرق قلبه في ذلك حتى يغيب فيه ويحس بقلبه وقد دخل في عالم آخر غير ما الناس فيه ثم يفتح له باب الحياء من الله وهو أول شواهد المعرفة وهو نور يقع في القلب يريه ذلك النور أنه واقف بين يدي ربه عز وجل فيستحي منه في خلواته وجلواته ويرزق عند ذلك دوام المراقة للرقيب ودوام التطلع إلى حضرة العلي الأعلى حتى كأنه يراه ويشاهده فوق سمواته مستويا على عرشه ناظرا إلى خلقه سامعا لأصواتهم مشاهدا لبواطنهم فإذا استولى عليه هذا الشاهد غطى عليه كثيرا من الهموم بالدنيا وما فيها فهو في وجود والناس في وجود آخر هو في وجود بين يدي ربه ووليه ناظرا إليه بقلبه والناس في حجاب عالم الشهادة في الدنيا فهو يراهم وهم لا يرونه ولا يرون منه إلا ما يناسب عالمهم ووجودهم ثم يفتح له باب الشعور بمشهد القيومية فيرى سائر التقلبات الكونية وتصاريف الوجود بيده سبحانه وحده فيشهده مالك الضر والنفع والخلق والرزق والإحياء والإماتة فيتخذه وحده وكيلا ويرضى به ربا ومدبرا وكافيا وعند ذلك إذا وقع نظره على شيء من المخلوقات دله على خالقه وبارئه وصفات كماله ونعوت جلاله فلا يحجبه خلقه عنه سبحانه بل يناديه كل من المخلوقات بلسان حاله اسمع شهادتي لمن أحسن كل شيء خلقه فأنا صنع الله الذي أتقن كل شيء فإذا استمر له ذلك فتح عليه باب القبض والبسط فيقبض عليه حتى يجد ألم القبض لقوة وارده ثم يقبض وعاءه بأنوار الوجود فيفنى عن وجوده وينمحي كما يمحو نور الشمس نور الكواكب ويطوي الكون عن قلبه بحيث لا يبقى.

أبو بلال المصرى 08-03-19 02:36 AM

قال الإمام ابن القيم

إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها , ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى وما اتصل به ).



قال ابن القيم

من عرف الله وعرف الناس
آثَرَ معاملة الله على معاملتهم
ومن عرف الله لم يكن أحد أحب إليه منه
ولم تبق رغبة إليه فيما سواه ، إلافيما يقربه إليه ويعينه على سفره إليه










قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى مجلد 14
فلولا أن فى نفوس الناس من جنس ما كان فى نفوس المكذبين للرسل فرعون ومن قبله _ لم يكن بنا حاجة إلى الإعتبار بمن لا نشببه قط... إلى أن قال قال بعض العارفين ( ما من نفس إلا وفيها ما فى نفس فرعون ؛ غير أن فرعون قدر فأظهر وغيره عجز فأضمر) فالنفس مشحونة بحب العلو والرياسة
قال قبلها
ولهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم)








قال ابن القيم/ الفوائد
العقول المؤيدة بالتوفيق ترى ان ما جاء به الرسول هو الحق الموافق للعقل والحكمة
والعقول المضروبة بالخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل وبين الحكمة











قال شيخ الإسلام "مَن أراد السعادة الأبديَّة، فليَلزم عَتبة العبودية"؛










قال ابن القيم http://vb.tafsir.net/images/smilies/rhm.png في ( إعلام الموقعين عن رب العالمين : 3 / 4 ) : وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه ونور ضريحه - يقول : مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فأنكرت عليه وقلت له إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال ؛ فدعهم .

أبو بلال المصرى 08-03-19 02:37 AM


قال ابن القيم رحمه الله تعالى: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : « ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ : مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ رَسُولاً » رواه مسلم. وقال -صلى الله عليه وسلم- : « مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا. غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ » رواه مسلم.
وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين، وإليهما ينتهي. وقد تضمنا الرضى بربوبيته سبحانه، وألوهيته، والرضى برسوله والانقياد له، والرضى بدينه والتسليم له. ومن اجتمعت له هذه الأربعة: فهو الصديق حقا. وهي سهلة بالدعوى واللسان وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان، ولا سيّما إذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها من ذلك: تبين أن الرضى كان لسانه به ناطقا. فهو على لسانه لا على حاله. فالرضى بإلهيته : يتضمن الرضى بمحبته وحده، وخوفه، ورجائه، والإنابة إليه، والتبتل إليه، وانجذاب قوى الإرادة والحب كلها إليه، فعل الراضي بمحبوبه كل الرضى، وذلك يتضمن عبادته والإخلاص له.والرضى بربوبيته : يتضمن الرضى بتدبيره لعبده، ويتضمن إفراده بالتوكل عليه، والاستعانة به، والثقة به، والاعتماد عليه، وأن يكون راضيا بكل ما يفعل به.فالأول : يتضمن رضاه بما يؤمر بهوالثاني : يتضمن رضاه بما يقدر عليه
” وكثير من الناس يرضى بالله ربا ولا يبغي رباً سواه، لكنه لا يرضى به وحده وليا وناصراً. بل يوالي من دونه أولياء. ظناً منه أنهم يقربونه إلى الله، وأن موالاتهم كموالاة خواص الملك. وهذا عين الشرك. بل التوحيد: أن لا يتخذ من دونه أولياء. والقرآن مملوء من وصف المشركين بأنهم اتخذوا من دونه أولياء.وهذا غير موالاة أنبيائه ورسله، وعباده المؤمنين فيه، فإن هذا من تمام الإيمان، ومن تمام موالاته. فموالاة أوليائه لون، واتخاذ الولي من دونه لون. ومن لم يفهم الفرقان بينهما فليطلب التوحيد من أساسه فإن هذه المسألة أصل التوحيد وأساسه.وكثير من الناس يبتغي غيره حكما يتحاكم إليه، ويخاصم إليه، ويرضى بحكمه. وهذه المقامات الثلاث هي أركان التوحيد: أن لا يتخذ سواه رباً، ولا إلهاً، ولا غيره حكماً”.
وأما الرضى بنبيه رسولا : فيتضمن كمال الانقياد له، والتسليم المطلق إليه؛ بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره ألبتة؛ لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكام ظاهره وباطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم، وأحسن أحواله: أن يكون من باب التراب الذي إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور.وأما الرضى بدينه : فإذا قال أو حكم أو أمر أو نهى : رضي كل الرضى، ولم يبق في قلبه حرج من حكمه، وسلم له تسليما، ولو كان مخالفاً لمراد نفسه، أو هواها، أو قول مقلده وشيخه وطائفته.وههنا يوحشك الناس كلهم إلا الغرباء في العالم. فإياك أن تستوحش من الاغتراب والتفرد، فإنه والله عين العزة والصحبة مع الله ورسوله، وروح الأنس به، والرضى به ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا.بل الصادق كلما وجد مس الاغتراب، وذاق حلاوته، وتنَسَّم روحه قال: اللهم زدني اغتراباً ووحشةً من العالم، وأنسا بك. وكلما ذاق حلاوة هذا الاغتراب، وهذا التفرد: رأى الوحشة عين الأنس بالناس، والذل عين العز بهم، والجهل عين الوقوف مع آرائهم وزبالة أذهانهم، والانقطاع: عين التقيد برسومهم وأوضاعهم. فلم يؤثر بنصيبه من الله أحداً من الخلق، ولم يَبِعْ حظه من الله بموافقتهم فيما لا يُجدي عليه إلا الحرمان. وغايته: مودةَ بينهم في الحياة الدنيا. فإذا انقطعت الأسباب، وحَقَّت الحقائق، وبُعثِرَ ما في القبور، وحُصِّل ما في الصدور، وبُليت السرائر، ولم يجد من دون مولاه الحق من قوة ولا ناصر: تبين له حينئذ مواقع الربح والخسران، وما الذي يَخِفُّ أو يرجح به الميزان، والله المستعان، وعليه التكلان .

أبو بلال المصرى 08-03-19 03:03 AM

وقال رحمه الله “ليس الشأن في الإتيان بالطاعة ، وإنما الشأن في حفظها مما يبطلها” انتهى من كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين



يقول ابن القيم : الرضا باب الله الأعظم ،وجنة الدنيا ،ومستراح العابدين ،من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ،ملأ الله صدره غنىً وأمناً .


قال
الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين، وليس لهم حطّ عن رحالهم إلا في الجنة أو النار. والعاقل يعلم أن السفر مبنيٌّ على المشقة وركوب الأخطار

أبو بلال المصرى 08-03-19 03:03 AM

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((قال الشيخ علم الدين البرزالي في ((تاريخه)): وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الإمام العلامة الفقيه الحافظ القدوة، شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الإمام العلامة المفتي شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم، ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي ... – حتى قال -: وقرأ بنفسه الكثير، وطلب الحديث، وكتب الطباق والأثبات، ولازم السماع بنفسه مدة سنين، ثم اشتغل بالعلوم، وكان ذكيًّا كثير المحفوظ؛ فصار إمامًا في التفسير وما يتعلق به، عارفًا بالفقه واختلاف العلماء، والأصول والنحو واللغة، وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية، وما تكلم معه فاضل في فن من الفنون العلمية إلا ظن أن ذلك الفن فنه، ورآه عارفًا به متقنًا له، وأما الحديث فكان حافظًا له متنًا وإسنادًا، مُمَيِّزًا بين صحيحه وسقيمه، عارفًا برجاله متضلعًا من ذلك، وله تصانيف كثيرة وتعاليق مفيدة في الأصول والفروع، كَمَّل منها جملة وبُيِّضت وكُتبت عنه، وجملة كبيرة لم يُكَمِّلها، وجملة كَمَّلها ولكن لم تُبَيَّض.
وأثنى عليه وعلى فضائله جماعة من علماء عصره، مثل القاضي الخُوَيِّي، وابن دقيق العيد، وابن النحاس، وابن الزملكاني، وغيرهم.
ووجدت بخط ابن الزملكاني أنه اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، وأن له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة، والترتيب والتقسيم والتبيين، وكتب على مصنف له هذه الأبيات:
ماذا يقول الواصفون له ... وصفاته جلَّت عن الحصر
هو حجةٌ للهِ قاهرةٌ ... هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية في الخَلْق ظاهرة ... أنوارها أربت على الفجر
وهذا الثناء عليه وكان عمره نحو الثلاثين سنة]))).

أبو بلال المصرى 08-03-19 03:04 AM

الرد على أهل البدع فرض كفاية ومن الجهاد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: < .... ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة , أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة , فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب اليك أو يتكلم في أهل البدع , فقال : اذا قام وصلى واعتكف , فانما هو لنفسه , واذا تكلم في أهل البدع فانما هو للمسلمين , هذا أفضل
فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله , اذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشريعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذالك واجب باتفاق المسلمين , ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين , وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب , فان هؤلاء – أي أهل الحرب – اذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين الا تبعا , وأما أولائك – أي أهل البدع – فهم يفسدون ابتداء
وقال فى موضع إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغى هؤلاء وعدوانهم على ذالك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين
وقال فى موضع

الردود على المعتزلة والقدرية وبيان تناقضهم فيها قهر المخالف , واظهار فساد قوله هي من جنس المجاهد المنتصر , فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى – شيخ البخاري ومسلم – يقول : < الذب عن السنة أفضل من الجهاد

أبو بلال المصرى 08-03-19 03:05 AM

شيخ الإسلام ابن تيمية



كان يمهل أعداءه ثلاث سنين أن يأتوا بحرف عن السلف خلاف ما يقول يرجع إليه



سأله بعض الناس عن أحاديث فقال


ليست فى شيء من كتب المسلمين

قال الإمام المزى ما رأت عينى مثله ولا رأى هو مثل نفسه

وقال الإمام الذهبى عددت مألفات شيخ الاسلام ابن تيميةفبلغت ألف مجلد ,,ثم وجدت له مألفات!!!

رجل لكل العصور

أعجوبة كل العصور



أهتم الغرب بدراسة شخصيته وتأليف فيه الكتب

حتى قال بعضهم ان ابن تيمية وضع الغاما قبل أن يموت

منها ما انفجر ومنها ما لم ينفجر (يقصد دعوات التجديد والاصلاح)



طالب مسلم فى كلية الهندسة بألمانيا حدث عن دكتور ألمانى


قوله توجد نظرية رياضية نقضها عالم مسلم ومعه حق فى نقضها



من هو وكيف عيشته السعيدة

رغم السجن والضيق


قال بن الزملكانى رحمه الله


ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر


هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر


هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر


وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً


العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد


لما اجتمع بالسلطان فى مصر وقال له أنت تطلب الملك

قال ان ملكك وملك المغول لا يساوى عندى فلساً

أوقفه مسكين فطلب شيء فبحث فلم يجد شيء فخلع عمامته وشقها نصفين وأعطاه

رغم ما كانت تأتيه الاموال الكثيرة يوزعها على طلبة العلم الشرعى

أرواح تهيم حـــــول العرش.......... وأخرى تحوم حول الحُش



قال الامام بن القيم صليت مرة الفجر خلف شيخ الاسلام ابن تيمية

فظل يذكر الله حتى انتصف النهار

ثم التفت الى وقال

هذه غدوتى لو لم أتغدى غدوتى سقطت قوتى.

تعريفات هامة

انتصف النهار: فى عرف الفقهاء كالامام بن القيم

قبل الظهر بوقت يسير



يصفه تلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله في " الوابل الصيب ص: 67" عند ذكر الفائدة الرابعة والثلاثون من فوائد الذكر، قال :


( ... وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول :


إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.


وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني إنّ حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة


وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القاعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا


وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله - أي يكرر ذلك -.


وقال لي مرة : المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه


ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : ** فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب }


وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه ،


وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة


فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها ) ا.هـ

وقال شيخ الإسلام

الذكر للقلب كالسمك للماء أرأيت ماذا يحدث لو خرج السمك من الماء

ننصح بسماع اشرطة رجل لكل العصور للدكتور محمد المقدم





فرحم الله الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الامام ابن القيم،المجددين وجزاهما عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

ما وصل شيخ الاسلام للامامة فى الدين الا بالاخلاص والتجرد لله عن حظوظ النفس والتواضع

أبو بلال المصرى 08-03-19 03:05 AM

قال ابن القيم

لا يجتمع الإخلاص في القلب ، ومحبة المدح والثناء

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:21 AM

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى مجلد 16 صـــــــ 346
وأيضا مما يبين أن الإنسان قد يخفى عليه كثير من أحوال نفسه فلا يشعر بها أن كثيرا من الناس يكون في نفسه حب الرياسة كامن لا يشعر به بل إنه مخلص في عبادته وقد خفيت عليه عيوبه . وكلام الناس في هذا كثير مشهور . ولهذا سميت هذه الشهوة الخفية . قال شداد بن أوس : يا بقايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية . قيل لأبي داود السجستاني : ما الشهوة الخفية؟ قال : حب الرياسة . فهي خفية تخفى على الناس وكثيرا ما تخفى على صاحبها . بل كذلك حب المال والصورة فإن الإنسان قد يحب ذلك ولا يدري . بل نفسه ساكنة ما دام ذلك موجودا فإذا فقده ظهر من جزع نفسه وتلفها ما دل على المحبة المتقدمة . والحب مستلزم للشعور فهذا شعور من النفس بأمور وجب لها . والإنسان قد يخفى ذلك عليه من نفسه لا سيما والشيطان يغطي على الإنسان أمورا . وذنوبه أيضا تبقى رينا على قلبه قال تعالى { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } . وفي الترمذي وغيره عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إذا أذنب العبد نكتت في قلبه نكتة سوداء . فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زيد فيها حتى تعلو قلبه . فذلك الران الذي قال الله { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } } . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . ومنه قوله تعالى { وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } . وقال { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون } . فالمتقون إذا أصابهم هذا الطيف الذي يطيف بقلوبهم يتذكرون ما علموه قبل ذلك فيزول الطيف ويبصرون الحق الذي كان معلوما ولكن الطيف يمنعهم عن رؤيته . قال تعالى { وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون } . فإخوان
الشياطين تمدهم الشياطين في غيهم { ثم لا يقصرون } لا تقصر الشياطين عن المدد والإمداد ولا الإنس عن الغي . فلا يبصرون مع ذلك الغي ما هو معلوم لهم مستقر في فطرهم لكنهم ينسونه . ولهذا كانت الرسل إنما تأتي بتذكير الفطرة ما هو معلوم لها وتقويته وإمداده ونفي المغير للفطرة . فالرسل بعثوا بتقرير الفطرة وتكميلها لا بتغيير الفطرة وتحويلها . والكمال يحصل بالفطرة المكملة بالشرعة المنزلة .

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:21 AM

الإخلاص لشيخ الإسلام ابن تيمية
قال فى مجلد 18 مجموع الفتاوى
وأما النية التى هى إخلاص الدين لله فقد تكلم الناس فى حدها وحد الإخلاص كقول بعضهم المخلص هو الذى لا يبالى لو خرج كل قدر له فى قلوب الناس من اجل صلاح قلبه مع الله عز و جل ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله وأمثال ذلك من كلامهم الحسن


أبو بلال المصرى 09-03-19 03:22 AM

الحكم على المسلمين بالكفر بسبب وجودهم فى بلاد لا تحكم بما أنزل الله وهى ما تسمى حكم الديار
قال شيخ الإسلام فى مجلد 18 مجموع الفتاوى
وكون الأرض دار كفر ودار إيمان أو دار فاسقين ليست صفة لازمة لها بل هى صفة عارضة بحسب سكانها فكل أرض سكانها المؤمنون المتقون هى دار أولياء الله فى ذلك الوقت وكل أرض سكانها الكفار فهى دار كفر فى ذلك الوقت وكل أرض سكانها الفساق فهى دار فسوف فى ذلك الوقت فإن سكنها غير ما ذكرنا وتبدلت بغيرهم فهى دارهم
وكذلك المسجد إذا تبدل بخمارة أو صار دار فسق أو دار ظلم أو كنيسة يشرك فيها بالله كان بحسب سكانه وكذلك دار الخمر والفسوق ونحوها إذا جعلت مسجدا يعبد الله فيه جل وعز كان بحسب وكذلك الرجل الصالح يصير فاسقا والكافر يصير مؤمنا أو المؤمن يصير كافرا أو نحو ذلك كل بحسب إنتقال الأحوال من حال إلى حال
وقد قال تعالى وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة الآية نزلت فى مكة لما كانت دار كفر وهى ما زالت فى نفسها خير ارض الله وأحب أرض الله إليه وإنما أراد سكانها فقد روى الترمذى مرفوعا أنه قال لمكة وهو واقف بالحزورة والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أن قومى أخرجونى منك لما خرجت وفى رواية خير أرض الله وأحب أرض الله إلى فبين أنها أحب أرض الله إلى الله ورسوله وكان مقامه بالمدينة ومقام
من معه من المؤمنين أفضل من مقامهم بمكة لأجل أنها دار هجرتهم ولهذا كان الرباط بالثغور أفضل من مجاورة مكة والمدينة كما ثبت فى الصحيح رباط يوم وليلة فى سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا مات مجاهدا وجرى عليه عمله وأجرى رزقه من الجنة وأمن الفتان
وفى السنن عن عثمان عن النبى أنه قال رباط يوم فى سبيل الله خير من ألف فيما سواه من المنازل وقال أبو هريرة لأن أرابط ليلة فى سبيل الله أحب إلى من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود ولهذا كان أفضل الأرض فى حق كل إنسان أرض يكون فيها أطوع لله ورسوله وهذا يختلف بإختلاف الأحوال ولا تتعين أرض يكون مقام الإنسان فيها افضل وإنما يكون الأفضل فى حق كل إنسان بحسب التقوى والطاعة والخشوع والخضوع والحضور وقد كتب أبوالدرداء إلى سلمان هلم إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سليمان أن الأرض لا تقدس احدا وإنما يقدس العبد عمله وكان النبى قد آخى بين سلمان وابى الدرداء وكان سلمان أفقه من أبىالدرداء فى أشياء من جملتها هذا
وقد قال الله تعالى لموسى عليه السلام سأريكم دار الفاسقين وهى الدار التى كان بها أولئك العمالقة ثم صارت بعد هذا دار المؤمنين وهى الدار التى دل عليها القرآن من الأرض المقدسة

وأرض مصر التى أورثها الله بنى إسرائيل فأحوال البلاد كأحوال العباد فيكون الرجل تارة مسلما وتارة كافرا وتارة مؤمنا وتارة منافقا وتارة برا تقيا وتارة فاسقا وتارة فاجرا شقيا
وهكذا المساكن بحسب سكانها فهجرة الإنسان من مكان الكفر والمعاصى إلى مكان الإيمان والطاعة كتوبته وإنتقاله من الكفر المعصية إلى الإيمان والطاعة وهذا أمر باق إلى يوم القيامة والله تعالى قال والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم
قالت طائفة من السلف هذا يدخل فيه من آمن وهاجر وجاهد إلى يوم القيامة وهكذا قوله تعالى والذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم يدخل فى معناها كل من فتنه الشيطان عن دينه أو أوقعه فى معصية ثم هجر السيئات وجاهد نفسه وغيرها من العدو وجاهد المنافقين بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وغير ذلك وصبر على ما اصابه من قول أو فعل والله سبحانه وتعالى أعلم
فتوى ماردين


سئل شيخ الإسلام عن بلد ماردين هل هي بلد حرب أم بلد سلم ؟ وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا ؟ وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر وساعد أعداء المسلمين بنفسه أو ماله , هل يأثم في ذلك ؟ وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا ؟
…الجواب
الحمد لله دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة , سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم والمقيم بها إن كان عاجزا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه , وإلا استحبت ولم تجب ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال , محرمة عليهم , ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريق أمكنهم من تغيب , أو تعريض , أو مصانعة , فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت , ولا يحل سبهم عموما ورميهم بالنفاق , بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة , فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم . وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان ليست بمنزلة دار السلم التي يجري عليها أحكام الإسلام , لكون جندها مسلمين , ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار , بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه أ.هـ

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:23 AM

قال العلامة ابن القيم
سأل النبي الرضا بالقضاء كما في الحديث : ( ... وأسألك الرضا بعد القضاء ) سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : سأله الرضا بعد القضاء لأنه حينئذ تبين حقيقة الرضا وأما الرضا قبله : فإنما هو عزم على أنه يرضى إذا أصابه وإنما يتحقق الرضا بعده

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:24 AM

وقال شيخ الإسلام مجموع الفتاوى.
الحمد لله رب العالمين قاعدة نافعة فى وجوب الاعتصام بالرسالة وبيان ان السعادة والهدى فى متابعة الرسول وأن الضلال والشقاء فى مخالفته وان كل خير فى الوجود إما عام وإما خاص فمنشأه من جهة الرسول وأن كل شر فى العالم مختص بالعبد فسببه مخالفة الرسول أو الجهل بما جاء به وأن سعادة العباد فى معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة
والرسالة ضرورية للعباد لابد لهم منها وحاجتهم اليها فوق حاجتهم الى كل شىء والرسالة روح العالم ونوره وحياته فأى صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور والدنيا مظلمة ملعونة الا ما طلعت عليه شمس الرسالة وكذلك العبد ما لم تشرق فى قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها فهو فى ظلمة وهو من الأموات قال الله تعالى( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها) فهذا وصف المؤمن كان ميتا فى ظلمة الجهل فأحياه الله بروح الرسالة ونور الإيمان وجعل له نورا يمشى به فى الناس واما الكافر فميت القلب فى الظلمات
وسمى الله تعالى رسالته روحا والروح اذا عدم فقد فقدت الحياة قال الله تعالى (وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا) فذكر هنا الأصلين وهما الروح والنور فالروح الحياة والنور النور
وكذلك يضرب الله الأمثال للوحى الذى انزله حياة للقلوب ونورا لها بالماء الذى ينزله من السماء حياة للأرض وبالنار التى يحصل بها النور وهذا كما فى قوله تعالى( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه فىالنار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال )
فشبه العلم بالماء المنزل من السماء لأن به حياة القلوب كما ان

بالماء حياة الأبدان وشبه القلوب بالأودية لأنها محل العلم كما ان الأودية محل الماء فقلب يسع علما كثيرا وواد يسع ماء كثيرا وقلب يسع علما قليلا وواد يسع ماء قليلا وأخبر تعالى أنه يعلو على السيل من الزبد بسبب مخالطة الماء وأنه يذهب جفاء أى يرمى به ويخفى والذى ينفع الناس يمكث فى الأرض ويستقر وكذلك القلوب تخالطها الشهوات والشبهات فاذا ترابى فيها الحق ثارت فيها تلك الشهوات والشبهات ثم تذهب جفاء ويستقر فيها الايمان والقرآن الذى ينفع صاحبه والناس وقال ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فهذا المثل الآخر وهو النارى فالأول للحياة والثانى للضياء
ونظير هذين المثالين المثالان المذكوران فى سورة البقرة فى قوله تعالى مثلهم كمثل الذى استوقد نارا الى قوله او كصيب من السماء الى آخر الآية واما الكافر ففى ظلمات الكفر والشرك غير حى وإن كانت حياته حياة بهيمية فهو عادم الحياة الروحانية العلوية التى سببها سبب الايمان وبها يحصل للعبد السعادة والفلاح فى الدنيا والآخرة فان الله سبحانه جعل الرسل وسائط بينه وبين عباده فى تعريفهم ما ينفعهم وما يضرهم وتكميل ما يصلحهم فى معاشهم ومعادهم وبعثوا جميعا بالدعوة الىالله وتعريف الطريق الموصل اليه وبيان حالهم بعد الوصول اليه...


أبو بلال المصرى 09-03-19 03:27 AM

قال شيخ الإسلام
وروى عنه أنه قال ((وددت أنى قد رايت خلفائى قالوا ومن خلفائك قال الذين يحيون سنتى يعلمونها الناس ))
فهؤلاء ولاة الأمر بعده وهم الأمراء والعلماء وبذلك فسرها السلف ومن تبعهم من الأئمة كالإمام أحمد وغيره مجموع الفتاوى




قال شيخ الإسلام * الحمد على الضراء
يوجبه مشهدان :

أحدهما :
علم العبد بأن الله سبحانه مستوجب لذلك ،
مستحق له لنفسه ،
فإنه أحسن كل شيء خلقه ،
وأتقن كل شيء ،
وهو العليم الحكيم الخبير الرحيم .

والثاني :
علمه بأن اختيار الله لعبده المؤمن
خير من اختياره لنفسه .



10 / 43 .مجموع الفتاوى



أبو بلال المصرى 09-03-19 03:28 AM

قال العلامة ابن القيم فى مدارج السالكين الصدق يكون في ثلاثة أشياء الصدق في الأقوال : استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها . والصدق في الأعمال : استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد . والصدق في الأحوال : استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:30 AM

قال العلامة ابن القيم رحمه الله
اللسان يراد به في القرآن ثلاث معاني يراد به الثناء الحسن ، كقوله تعالى : ( وجعلنا لهم لسان صدق علياً ) والمراد هنا الثناء الحسن . ويراد به اللغة ، كقوله تعالى : ( واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) . ويراد به الجارحة نفسها ، كقوله تعالى : ( لا تحرك به لسانك )






قال
قد جرت سنة الله التي لا تبديل لها أن من آثر مرضاة الخلق على مرضاته : أن يسخط عليه من آثر رضاه ويخذله من جهته ويجعل محنته على يديه فيعود حامده ذاماً ، هذا مع أن رضا الخلق : لا مقدور ولا مأمور ولا مأثور فهو مستحيل . فلا صلاح للنفس إلا بإيثار رضا ربها ومولاها على غيره . المدارج


قال
الرضى يفرغ قلب العبد ويقلل همه وغمه فيتفرغ لعبادة ربه بقلب خفيف من أثقال الدنيا وهمومها . وأن الرضى يخلص العبد من مخاصمة الرب تعالى في أحكامه وأقضيته فإن السخط عليه مخاصمة له فيما لم يرض به العبد . مدارج السالكين




أبو بلال المصرى 09-03-19 03:30 AM

قال شيخ الإسلام بحر العلوم الإمام العلامة ابن تيمية رحمه الله
فى مجموع الفتاوى مجلد 20

فصل
جامع فى تعارض الحسنات أو السيئات أو هما جميعا إذا اجتمعا ولم يمكن التفريق بينهما بل الممكن إما فعلهما جميعا وإما تركهما جميعا
وقد كتبت ما يشبه هذا فى قاعدة الامارة والخلافة وفى أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها وأنها ترجح خير الخيرين وشر الشرين وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما وتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما فنقول
قد أمر الله ورسوله بأفعال واجبة ومستحبة وإن كان الواجب مستحباً وزيادة ونهى عن أفعال محرمة أو مكروهة والدين هو طاعته وطاعة رسوله وهو الدين والتقوى والبر والعمل الصالح والشرعة والمناهج وإن كان بين هذه الأسماء فروق وكذلك حمد أفعالا هي الحسنات ووعد عليها وذم أفعالا هي السئات وأوعد عليها وقيد
الأمور بالقدرة والاستطاعة و الوسع والطاقة فقال تعالى ( فاتقوا الله ما استطعم) وقال تعالى( لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)
وقال تعالى (ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا الا ما أتاها) وكل من الآيتين وإن كانت عامه فسبب الأولى المحاسبه على ما فى النفوس وهو من جنس أعمال القلوب وسبب الثانيه الاعطاء الواجب
وقال( فقاتل فى سبيل الله لا تكلف الا نفسك) وقال( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وقال( يريد الله أن يخفف عنكم )وقال( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) وقال (ما جعل عليكم فى الدين من حرج) وقال( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم )الآيه وقال( وإن كان ذو عسره فنظره إلى ميسرة ) وقال (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) وقال (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لايجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله)
وقد ذكر في الصيام والاحرام والطهارة والصلاة والجهاد من هذا أنواعا
وقال فى المنهيات وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم
اليه وقال (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان الله غفور رحيم ربنا لا تؤاخذنا ان نسيتا أو أخطأنا ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ولو شاء الله لأعنتكم)
وقال تعالى( يسألونك عن الشهر الحرام) الايه
لا زال الكلام موصول

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:31 AM

وقال فى المتعارض( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما)وقال( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وقال (لا جناح عليكم أن تقصروا من الصلاه إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا وقال والفتنه أكبر من القتل )
وقال( فان خفتم فرجالا أو ركبانا وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاه فلتقم طائفة منهم معك) إلى قوله (ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم )
وقال( ووصينا الانسان بوالديه حسنا )إلى قوله (وأن جاهداك لتشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب الي )
ونقول إذا ثبت أن الحسنات لها منافع وإن كانت واجبة كان فى تركها مضار والسيئات فيها مضار وفى المكروه بعض
حسنات فالتعارض إما بين حسنتين لا يمكن الجمع بينهما فتقدم أحسنهما بتفويت المرجوح وإما بين سيئتين لا يمكن الخلو منهما فيدفع اسوأهما باحتمال أدناهما واما بين حسنة وسيئة لا يمكن التفريق بينهما بل فعل الحسنه مستلزم لوقوع السيئة وترك السيئة مستلزم لترك الحسنة فيرجح الأرجح من منفعة الحسنة ومضرة السيئة
فالأول:: كالواجب والمستحب وكفرض العين وفرض الكفاية مثل تقديم قضاء الدين المطالب به على صدقة التطوع
والثانى:: كتقديم نفقة الأهل على نفقة الجهاد الذي لم يتعين وتقديم نفقة الوالدين عليه كما فى الحديث الصحيح أي العمل أفضل قال الصلاة على مواقيتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أى قال ثم الجهاد فى سبيل الله وتقديم الجهاد علىالحج كما فى الكتاب والسنة متعين على متعين ومستحب على مستحب وتقديم قراءة القرآن على الذكر إذا استويا في عمل القلب واللسان وتقديم الصلاة عليهما إذا شاركتهما فى عمل القلب والا فقد يترجح الذكر بالفهم والوجل على القراءة التى لا تجاوز الحناجر وهذا باب واسع
والثالث:: كتقديم المرأة المهاجرة لسفر الهجرة بلا محرم على بقائها
بدار الحرب كما فعلت أم كلثوم التى أنزل الله فيها آية الامتحان يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات وكتقديم قتل النفس على الكفر كما قال تعالى والفتنه أكبر من القتل فتقتل النفوس التى تحصل بها الفتنه عن الايمان لأن ضرر الكفر أعظم من ضرر قتل النفس وكتقديم قطع السارق ورجم الزانى وجلد الشارب على مضرة السرقه والزنا والشرب وكذلك سائر العقوبات المأمور بها فانما أمر بها مع أنها فى الأصل سيئه وفيها ضرر لدفع ما هو أعظم ضررا منها وهى جرائمها إذ لا يمكن دفع ذلك الفساد الكبير الا بهذا الفساد الصغير
وكذلك فى باب الجهاد وإن كان قتل من لم يقاتل من النساء والصبيان وغيرهم حراما فمتى احتيج الى قتال قد يعمهم مثل الرمى بالمنجنيق والتبييت بالليل جاز ذلك كما جاءت فيها السنه فى حصار الطائف ورميهم بالمنجنيق وفى أهل الدار من المشركين يبيتون وهو دفع لفساد الفتنه أيضا بقتل من لا يجوز قصد قتله
وكذلك مسأله التترس التى ذكرها الفقهاء فان الجهاد هو دفع فتنه الكفر فيحصل فيها من المضرة ما هو دونها ولهذا اتفق الفقهاء على أنه متى لم يمكن دفع الضرر عن المسلمين إلا بما يفضي الى قتل اولئك المتترس بهم جاز ذلك وأن لم يخف الضرر لكن
لم يمكن الجهاد الا بما بما يفضي الى قتلهم ففيه قولان
ومن يسوغ ذلك يقول قتلهم لأجل مصلحة الجهاد مثل قتل المسلمين المقاتلين يكونون شهداء ومثل ذلك إقامة الحد على المباذل وقتال البغاة وغير ذلك ومن ذلك إباحة نكاح الأمة خشية العنت وهذا باب واسع أيضا
وأما الرابع ::فمثل أكل الميتة عند المخمصة فان الأكل حسنة واجبة لا يمكن إلا بهذه السيئة ومصلحتها راجحة وعكسه الدواء الخبيث فان مضرته راجحة على مصلحته من منفعة العلاج لقيام غيره مقامه ولأن البرألا يتيقن به وكذلك شرب الخمر للدواء
فتبين أن السيئة تحتمل فى موضعين دفع ما هو أسوأ منها اذا لم تدفع الا بها وتحصل بما هو أنفع من تركها اذا لم تحصل الا بها والحسنة تترك فى موضعين اذا كانت مفوتة لما هو أحسن منها أو مستلزمة لسيئة تزيد مضرتها على منفعة الحسنة هذا فيما يتعلق بالموازنات الدينية
وأما سقوط الواجب لمضرة في الدنيا واباحة المحرم لحاجة فى الدنيا كسقوط الصيام لأجل السفر وسقوط محظورات الاحرام
وأركان الصلاة لأجل المرض فهذا باب آخر يدخل فى سعة الدين ورفع الحرج الذي قد تختلف فيه الشرائع بخلاف الباب الأول فان جنسه مما لا يمكن اختلاف الشرائع فيه وان اختلفت فى أعيانه بل ذلك ثابت في العقل كما يقال ليس العاقل الذى يعلم خير من بشر إنما العقل الذى يعلم خير الخيرين وشر الشرين وينشد ... ان اللبيب اذا بدى من جسمه ... مرضان مختلفان داوى الأخطرا ...

لا زال الكلام موصول

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:32 AM

وهذا ثابت في سائر الأمور فان الطبيب مثلا يحتاج الى تقوية القوة ودفع المرض والفساد أداة تزيدهما معا فانه يرجح عند وفور القوة تركه إضعافا للمرض وعند ضعف القوة فعله لان منفعة ابقاء القوة والمرض إولى من اذهابها جميعا فان ذهاب القوة مستلزمة للهلاك ولهذا استقر فى عقول الناس انه عند الجدب يكون نزول المطر لهم رحمه وإن كان يتقوى بما ينتبه أقوام على ظلمهم لكن عدمه اشد ضررا عليهم ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه على عدم السلطان كما قال بعض العقلاء ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحد بلا سلطان
ثم السطان يؤاخذ على ما يفعله من العدوان ويفرط فيه من الحقوق مع التمكن لكن اقول هنا اذا كان المتولي للسلطان العام او بعض فروعة كالامارة والولاية والقضاء ونحو ذلك اذا كان لا يمكنه اداء واجباته وترك محرماته ولكن يتعمد ذلك مالا يفعله غيره قصدا وقدرة جازت له الولاية وربما وجبت وذلك لان الولاية اذا كانت من الواجبات التى يجب تحصيل مصالحها من جهاد العدو وقسم الفىء واقامة الحدود وامن السبيل كان فعلها واجبا فاذا كان ذلك مستلزما لتولية بعض من لا يستحق واخذ بعضى مالا يحل واعطاء بعض من لا ينبغي ولا يمكنه ترك ذلك صار هذا من باب مالا يتم الواجب او المستحب الا به فيكون واجبا اومستحبااذا كانت مفسدته دون مصلحة ذلك الواجب او المستحب بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم ومن تولاها اقام الظلم حتى تولاها شخص قصدة بذلك تخفيف الظلم فيها ودفع أكثره باحتمال أيسره كان ذلك حسنا مع هذه النية وكان فعله لما يفعله من السيئة بنية دفع ما هو اشد منها جيدا
وهذا باب يختلف باختلاف النيات والمقاصد فمن طلب منه ظالم قادر والزمه مالا فتوسط رجل بينهما ليدفع عن المظلوم كثرة الظلم واخذ منه واعطى الظالم مع اختياره ان لا يظلم ودفعه ذلك لو امكن كان محسنا ولو توسط اعانه للظالم كان مسيئا وانما الغالب فى هذه الاشياء فساد النية والعمل اما النية فبقصده السلطان والمال وأما العمل فبفعل المحرمات وبترك الواجبات لا لاجل التعارض ولا لقصد الانفع والاصلح
ثم الولايه وان كانت جائزة او مستحبة أو واجبة فقد يكون في حق الرجل المعين غيرها اوجب او احب فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوبا تارة واستحابا أخرى
ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق على خزائن الأرض لملك مصر بل ومسألته أن يجعله على خزائن الارض وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم) به الآية وقال تعالى عنه( يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) الآية ومعلوم أنه مع كفرهم لابد أن يكون لهم عادة وسنة فى قبض الاموال وصرفها على حاشية الملك وأهل بيته وجنده ورعيته ولا تكون تلك جارية على سنة الأنبياء وعدلهم ولم يكون يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فان القوم لم يستجيبوا له لكن فعل الممكن من العدل والاحسان ونال بالسلطان من اكرام المؤمنين من أهل بيته مالم يكن يمكن أن يناله بدون ذلك وهذا كله داحل فى قوله ( فاتقوا الله ما استطعتم )
فاذا ازدحم واجبان لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما لم يكن الآخر فى هذه الحال واجبا ولم يكن تاركه لأجل فعل الأوكد تارك واجب فى الحقيقة
وكذلك اذا اجمتع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما الا بفعل أدناهما لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرما فى الحقيقة وان سمى ذلك ترك واجب وسمى هذا فعل محرم باعتبار الاطلاق لم يضر ويقال في مثل هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو لضرورة أو لدفع ما هو أحرم وهذا كما يقال لمن نام عن صلاة أو نسيها إنه صلاها فى غير الوقت المطلق قضاء
هذا وقد قال النبى (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها اذا ذكرها فان ذلك وقتها لاكفارة لها الا ذلك )

لا زال كلامه

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:33 AM

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ولكن قل أن تجد ذا سلطان أو مال إلا وهو مبطأ عن طاعة الله متبع هواه فيما آتاه الله وفيه نكول حال الحرب والقتال فى سبيل الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فبهذه يكتسب المهانة والذم دنيا وأخرى





من نفيس أقوال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه "زاد المعاد":


" يؤدب الله عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بأدنى زلة أو هفوة، فلا يزال مستيقظا حذرا.
وأما من سقط من عينه وهان عليه فإنه يخلي بينه وبين معاصيه، وكلما أحدث ذنبا أحدث له نعمة، والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه ولا يعلم أن ذلك عين الإهانة، وأنه يريد به العذاب الشديد، والعقوبة التي لا عاقبة معها "

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:35 AM

قال ابن عبد الهادى رحمه الله فى كتابه العقود الدرية فى مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية (ولا أعلم أحداً من متقدمى الأمة ولا متأخريها جمع مثل ما جمع ولا صنف نحو ما صنف ولا قريباً من ذلك مع أن أكثر تصانيفه إنما أملاها من حفظه وكثير منها صنفها فى الحبس وليس عنده ما يحتاج إليه من الكتب)
قال الإمام الذهبى رحمه الله ( جمعت مصنفات شيخ الإسلام تقى الدين ابن تيمية فوجدتها ألف مصنف ثم رأيت له مصنفات أخر





)

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:35 AM

كلام هام لشيخ الإسلام ابن تيمية عن حرمة الإحتجاج بالقدر على المعاصى وتفسير احتجاج آدم لموسى بالقدر
قال فى كتابه المتحف منهاج السنة
فالعبد مأمور بأن يصبر على المصائب ويستغفر من المعايب ومن هذا الباب حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام قد أخرجاه في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه وروي بإسناد جبر عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (احتج آدم وموسى وفي لفظ أن موسى قال يا رب أرني آدم الذي أخرجنا من الجنة بخطيئته فقال موسى يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وكتب لك التوراة بيده فبكم تجد فيها مكتوبا وعصى آدم ربه فغوى قبل أن أخلق قال بأربعين سنة قال فحج آدم موسى فحج آدم موسى) فهذا الحديث ظن فيه طوائف أن آدم احتج بالقدر على الذنب وأنه حج موسى بذلك فطائفة من هؤلاء يدعون التحقيق والعرفان يحتجون بالقدر على الذنوب مستدلين بهذا الحديث وطائفة يقولون الاحتجاج بهذا سائغ في الآخرة لا في الدنيا وطائفة يقولون هو حجة للخاصة المشاهدين للقدر دون العامة وطائفة كذبت هذا الحديث كالجبائي وغيره وطائفة تأولته تأويلات فاسدة مثل قول بعضهم إنما حجة لأنه كان قد تاب وقول آخر كان أباه والابن لا يلوم أباه وقول بعضهم كان الذنب في شريعة واللوم في أخرى وهكذا كله تعريج عن مقصود الحديث فإن الحديث إنما تضمن التسليم للقدر عند المصائب فإن موسى لم يلم آدم لحق الله الذي في الذنب وإنم لامه لأجل ما لحق الذرية من المصيبة ولهذا قال أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة وقال لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة وهذا روي في بعض طرق الحديث وإن لم يكن في جميعها وهو حق فإن آدم كان قد تاب من الذنب وموسى أعلم بالله من أن يلوم تائبا وهو أيضا قد تاب حيث قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي (سورة القصص). وقال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (سورة الأعراف). وقال فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك (سورة الأعراف). وأيضا فإن المذنبين من الآدميين كثير فتخصيص آدم باللون دون الناس لا وجه له وأيضا فآدم وموسى أعلم بالله من أن يحتج أحدهما على الذنب بالقدر ويقبله الآخر فإن هذا لو كان مقبولا لكان لإبليس الحجة بذلك أيضا ولقوم نوح وعاد وثمود وفرعون وإن كان من احتج على موسى بالقدر لركوب الذنب قد حجه ففرعون أيضا يحجه بذلك وإن كان آدم إنما حج موسى لأنه رفع اللوم عن المذنب لأجل القدر فيحتج بذلك عليه إبليس من امتناعه من السجود لآدم وفي الحقيقة هذا إنما هو احتجاج على الله وهؤلاء هم خصماء الله القدرية الذين يحشرون يوم القيامة إلى النار حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد....




أبو بلال المصرى 09-03-19 03:37 AM

حرمة القول بأن الإنسان خليفة الله فى الأرض

قال شيخ الإسلام فى منهاج السنة

والذين نازعوهم في هذه الحجة قالوا الخليفة يقال لمن استخلفه غيره ولمن خلف غيره فهو فعيل بمعنى فاعل كما يقال خلف فلان فلانا كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في الصحيحين من جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا وفي الحديث الآخر اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم أصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا
قال تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات سورة الأنعام 165 وقال تعالى ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون سورة يونس 14 وقال تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة سورة البقرة 30 وقال يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق سورة ص 26 أي خليفة عمن قبلك من الخلق ليس المراد أنه خليفة عن الله وأنه من الله كإنسان العين من العين كما يقول ذلك بعض الملحدين القائلين بالحلول والاتحاد كصاحب الفتوحات المكية وأنه الجامع لأسماء الله الحسنى وفسروا بذلك قوله تعالى وعلم آدم الأسماء كلها سورة البقرة 31 وأنه مثل الله الذي نفى عنه الشبه بقوله ليس كمثله شيء سورة الشورى 11 إلى أمثال هذه المقالات التي فيها من تحريف المنقول وفساد المعقول ما ليس هذا موضع بسطه
والمقصود هنا أن الله لا يخلفه غيره فإن الخلافة إنما تكون عن غائب وهو سبحانه شهيد مدبر لخلقه لا يحتاج في تدبيرهم إلى غيره وهو سبحانه خالق الأسباب والمسببات جميعا بل هو سبحانه يخلف عبده المؤمن إذا غاب عن أهله ويروى أنه قيل لأبي بكر يا خليفة الله فقال بل أنا خليفة رسول الله وحسبي ذاك

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:38 AM

قال شيخ الإسلام فى كتابه منهاج السنة ((وهكذا من غلا فى الزهد والورع حتى خرج عن الحد الشرعى ينتهى به أمره إلى الرغبة الفاسدة وانتهاك المحارم كما قد رؤى ذلك وجرب )) قلت قد نٌقل هذا عن غلاة التكفير

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:38 AM

قال فى مدارج السالكين


لا شيء أحب إلى الله من مراغمة وليه لعدوهِ ، وإغاظته له ، وقد أشار سبحانه إلى هذه العبودية في مواضع من كتابه . قال تعالى (
وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً
) . سمى المهاجر الذي يهاجر إلى عبادة الله مراغماً يرام به عدو الله وعدوه ، والله يحب من وليه مراغمة عدوه وإغاظته ، كما قال تعالى (
ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
) .

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:40 AM

قال فى مدارج السالكين
ما كان طالب الصراط المستقيم طالب أمر أكثر الناس ناكبون عنه ، مريداً لسلوك طريق موافقُه فيها في غاية القلة والعزة ، والنفوس مجبولة على وحشة التفرد ، وعلى الإنس بالرفيق ، نبه الله سبحانه على الرفيق في هذه الطريق وأنهم هم (الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ) ، ليزول عن الطالب للهداية وسلوط الصراط وحشة تفرده عن أهل زمانه وبني جنسه ، فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له ، فإنهم هـم الأقلـون قدراً ، وإن كانـوا الأكثرين عدداً






قال
من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلته ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره فخدمته وذلت له






قال شيخ الإسلام
* فأصل بدعتهم [ الشيعة ] مبنية على الكذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وتكذيب الأحاديث الصحيحة ،

ولهذا لا يوجـد في فرق الأمة
من الكذب أكـثر مما يوجـد فيهم ،

بخلاف الخوارج
فإنه لا يعـرف فيهم من يكذب .


13 / 31 .مجموع الفتاوى





أبو بلال المصرى 09-03-19 03:41 AM

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فى الرد على الشيعة فى كتابه المتحف منهاج السنة
فهم [ أى الشيعة ] دائماً يعمودن إلى الأمور المعلومة المتواترة ينكرونها وإلى الأمور المعدومة التى لا حقيقة لها يثبتونها فلهم أوفر نصيب من قول الله تعالى [ ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ً أو كذب بالحق ] فهم يفترون الكذب ويكذبون بالحق

أبو بلال المصرى 09-03-19 03:42 AM

قال شيخ الإسلام فى منهاج السنة
وذلك أن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذاأدبرت فأما إذا أقبلتفإنها تُزين ويُظن أن فيها خيرا فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء صار ذلك مبيناً لهم مضرتها وواعظاً لهم أن يعودوا في مثلها كما أنشد بعضهم

الحرب أول ما تكون فتية........تسعى بزينتها لكل جهول

حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ......ولت عجوزا غير ذات حليل

شمطاء ينكر لونها وتغيرت..... مكروهة للشم والتقبيل


وقال بعدها..

وهذا كله مما يبين أن ما أمر الله به من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو اصلح الأمور للعباد فى المعاش والمعاد وأن من خلبف ذالك متعمدا أو مخطئاً لم يحصل بفعله صلاح بل فساد


أبو بلال المصرى 09-03-19 03:44 AM

ال بعدها فى نفس الكتاب عن الفتن فتن الشبهات أى إنحراف القلب عن العقيدة الصحيحة وما ينجم عن ذلك من أهوال

وذلك أن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق فبالهدى يُعرف الحق وبدين الحق يُقصد الخير وُيعمل به
فلابد من علم بالحق وقصد له وقدرة عليه والفتنة تضاد ذلك فإنها تمنع معرفة الحق أو قصده أو القدرة عليه فيكون فيها من الشبهات ما يلبس الحق بالباطل حتى لا يتميز لكثير من الناس أو أكثرهم ويكون فيها من الأهواء والشهوات ما يمنع قصد الحق وإرادته ويكون فيها من ظهور قوة الشر ما يضعف القدرة على الخير ولهذا ينكر الإنسان قلبه عند الفتنة فيرد على القلوب ما يمنعها من معرفة الحق وقصده ولهذا يقال فتنة عمياء صماء ويقال فتن كقطع الليل المظلم التى يتبين ظهور الجهل فيها وخفاء العلم ....
انتهى كلامه رحمه الله
فمثلاً فتنة الشبهات [وهى فساد العقيدة التى جاء بها النبى]
الشيعة كمثال جعلت الشيعة يكفرون المسلمين ويستحلون دمهم وعرضهم وجعلت المسلمين عندهم أكفر من اليهود وقتلهم أولى
ومناصرة الكفار عليهم أولى وقد كانت إبادة المسلمين فى بغداد مليون وستمائة ألف بسبب شيعى واحد وإبادة المسلمين اليوم فى العراق وسوريا سببه فتنة الشبهات وهى العقيدة الباطلة التى يستخدمها الشيطان فى قتل المسلمين باسم الإسلام وحب آل البيت والثأر للحسين


أبو بلال المصرى 09-03-19 03:44 AM


أبو بلال المصرى 14-03-19 12:30 PM


أبو بلال المصرى 14-03-19 12:32 PM

قال من أعظم الأشياء ضررًا على العبد بطالته وفراغه، فإن النفس لا تقعد فارغة، بل إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ولا بد.

أبو بلال المصرى 14-03-19 12:36 PM

متابع

أبو بلال المصرى 14-03-19 12:38 PM

قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى كتابه المتحف منهاج السنة فى رده على الشيعة

فى تعليقه على حديث صلح الحديبية ودفاعه عن الصحابة
قال
وفي صحيح البخاري أنه قال لعلي
امح رسول الله قال لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله
وسهل بن حنيف يقولد
لو استطعت أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لردته وعمر يناظر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول إذا كنا على الحق وعدونا على الباطل وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار وأنت رسول الله حقا فعلام نعطي الدنية في ديننا ثم إنه رجع عن ذلك وعمل له أعمالا
وأبو بكر أطوعهم لله ورسوله لم يصدر عنه مخالفة في شئ قط بل لما ناظره عمر بعد مناظرته للنبي صلى الله عليه وسلم أجابه أبو بكر بمثل ما أجابه النبي صلى الله عليه وسلم من غير أن يسمع جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا من أبين الأمور دلالة على موافقته للنبي صلى الله عليه وسلم ومناسبته له واختصاصه به قولا وعملا وعلما وحالا إذ كان قوله من جنس قوله وعمله من جنس عمله وفي المواطن التي ظهر فيها تقدمه على غيره في ذلك فأين مقامه من مقام غيره هذا يناظره ليرده عن

أمره وهذا يأمره ليمحو اسمه وهذا يقول لو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته وهو يأمر الناس بالحلق والنحر فيتوقفون
ولا ريب أن الذي حملهم على ذلك حب الله ورسوله وبغض الكفار ومحبتهم أن يظهر الإيمان على الكفر وأن لا يكون قد دخل على أهل الإيمان غضاضة وضيم من أهل الكفر ورأوا أن قتالهم لئلا يضاموا هذا الضيم أحب إليهم من هذه المصالحة التي فيها من الضيم ما فيها
لكن معلوم وجوب تقديم النص على الرأي والشرع على الهوى فالأصل الذي افترق فيه المؤمنون بالرسل والمخالفون لهم تقديم نصوصهم على الآراء واهوائهم على الشرع

وأصل الشر من تقديم الرأي على النص والهوى على الشرع فمن نور الله قلبه فرأى ما في النص والشرع من الصلاح والخير وإلا فعليه الانقياد لنص رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه وليس له معارضته برأيه وهواه
كما قال صلى الله عليه وسلم
إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري فبين أنه رسول الله يفعل ما أمره به مرسله لا يفعل من تلقاء

نفسه وأخبر أنه يطيعه لا يعصيه كما يفعل المتبع لرأيه وهواه وأخبر أنه ناصره فهو على ثقة من نصر الله فلا يضره ما حصل فإن في ضمن ذلك من المصلحة وعلو الدين ماظهر بعد ذلك وكان هذا فتحا مبينا في الحقيقة وإن كان فيه ما لم يعلم حسن ما فيه كثير من الناس بل رأى ذلك ذلا وعجزا وغضاضة وضيما
ولهذا تاب الذين عارضوا ذلك رضي الله عنهم كما في الحديث رجوع عمر وكذلك في الحديث أن سهل بن حنيف اعترف بخطئه حيث قال والله ورسوله أعلم وجعل رأيهم عبرة لمن بعدهم فأمرهم أن يتهموا رأيهم على دينهم فإن الرأي يكون خطأ كما كان رأيهم يو الحديبية خطأ وكذلك علي الذي لم يفعل ما أمره به والذين لم يفعلوا ما أمروا به من الحلق والنحر حتى فعل هو ذلك قد تابوا من ذلك والله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات
والقصة كانت عظيمة بلغت منهم مبلغا عظيما لا تحمله عامة النفوس وإلا فهم خير الخلق وأفضل الناس وأعظمهم علما وإيمانا وهم الذين بايعوا تحت الشجرة وقد رضي الله عنهم وأثنى عليهم وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار

أبو بلال المصرى 14-03-19 12:39 PM

قال شيخ الإسلام فى منهاج السنة

وفي الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل : أي الناس أكرم ؟ فقال : " أتقاهم " . فقالوا : ليس عن هذا نسألك . فقال : " يوسف نبي الله ، ابن يعقوب نبي الله ابن إسحاق نبي الله ابن إبراهيم خليل الله "
وآل إبراهيم الذين أمرنا أن نسأل لمحمد وأهل بيته من الصلاة مثل ما صلى الله عليهم ، ونحن - وكل مسلم - نعلم أن آل إبراهيم أفضل من آل علي ، لكن محمد أفضل من إبراهيم . * ولهذا ورد هنا سؤال مشهور ، وهو أنه إذا كان محمد أفضل ، فلم قيل : كما صليت على إبراهيم * ، والمشبه دون المشبه به .

وقد أجيب عن ذلك بأجوبة : منها : أن يقال : إن آل إبراهيم فيهم الأنبياء ، ومحمد فيهم . قال ابن عباس : محمد من آل إبراهيم . فمجموع آل إبراهيم بمحمد أفضل من آل محمد ، ومحمد قد دخل في الصلاة على آل إبراهيم ، ثم طلبنا له من الله ولأهل بيته مثل ما صلى على آل إبراهيم ، فيأخذ أهل بيته ما يليق بهم ، ويبقى سائر ذلك لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، فيكون قد طلب له من الصلاة ما جعل للأنبياء من آل إبراهيم . والذي يأخذه الفاضل من أهل بيته لا يكون مثلما يحصل لنبي ، فتعظم الصلاة عليه بهذا الاعتبار ، - صلى الله عليه وسلم - . وقيل : إن التشبيه في الأصل لا في القدر .


الساعة الآن 05:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant