العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت موسوعة طالب العلم

بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-12, 09:44 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
عقيدتي نجاتي
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عقيدتي نجاتي


البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 8290
المشاركات: 1,600 [+]
بمعدل : 0.37 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 16
نقاط التقييم: 188
عقيدتي نجاتي مدهشعقيدتي نجاتي مدهش

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عقيدتي نجاتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم

شهر الله المحرَّم ـ سننٌ ومحدثاتٌ ـ
الشيخ أبو عبد المعز محمد بن علي فركوس حفظه الله




الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإنَّ مِن شَرَفِ الشهر الأوَّل من شهور السَّنَة القمرية أَنْ نسبه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إلى ربِّه، ونَعَتهُ بذلك في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمِ»(١)، والمعلوم أنه لا يضيفُ اللهُ إليه إلاَّ خواصّ مخلوقاته على سبيل التشريف والتفضيل، قال السيوطي -رحمه الله-: «سُئلت: لم خُصَّ المحرَّمُ بقولهم: شهر الله -تبارك وتعالى- دون سائر الشهور، مع أنَّ فيها ما يساويه في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؟ ووجدت ما يجاب به: بأنَّ هذا الاسم إسلاميٌّ دون سائر الشهور في الجاهلية، فكان اسم المحرَّم في الجاهلية: صفرَ الأول، والذي بعده صفر الثاني، فلمَّا جاء الإسلام سمَّاه الله -عزَّ وجلَّ- المحرَّم، فأضيف إليه عزَّ وجلَّ بهذا الاعتبار، وهذه فائدةٌ لطيفةٌ رأيتها في «الجمهرة»(٢)، «ويُكره أن يُسمَّى المحرَّم صفرًا؛ لأنَّ ذلك من عادة الجاهلية» كما ذكر النووي(٣)، ولعلَّ من عادتهم أنهم يطلقون على المحرَّم وصفر لفظ «الصفرين» من باب التغليب لا لكون المحرَّم اسمًا جديدًا حادثًا، قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: «إنَّ اسم «شهر المحرم» كان في الجاهلية يُسمَّى «صفر الأول» وأنَّ تسميتَه محرَّمًا من اصطلاح الإسلام، وقد ذهب إلى هذا بعض أئمَّة اللغة، وأحسب أنه اشتباه؛ لأنَّ تغيير الأسماء في الأمور العامَّة يدخل على الناس تلبيسًا لا يقصده الشارع، ألا ترى أنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لما خطب حَجَّة الوداع، فقال: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قال الراوي (الصحابي نفيع بن الحارث الله المحرَّم ومحدثـات)، فسكتنا حتى ظننَّا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه، فقال: «أَلَيْسَ بِذِي الحِجَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ …»(٤)، ثمَّ ذكر أثناء الخطبة الأشهر الحُرُم فقال: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، فلو كان اسم المحرَّم اسمًا جديدًا لوضَّحه للحاضرين الواردين من الآفاق القاصية، على أنَّ حادثًا مثل هذا لو حدث لتناقله الناس، وإنما كانوا يطلقونه عليه وصفر لفظ «الصفرين» تغليبًا»(٥) بتصرف.

هذا، وليس لأول شهر الله المحرَّم نصٌّ شرعي صحيحٌ يُثبت تخصيصه بالذِّكر والدعاء والعمرة والصيام لأول يومٍ من السَّنَة بنية افتتاح السَّنة الهجرية بالصيام، ولا اختتامها بالصيام عند نهاية السَّنة بِنِيَّةِ توديع العام الهجري، فما ورد من أحاديث في هذا الشأن فموضوعة ومختلقة على النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم،(٦) كما لم يثبت في الشرع إحياءُ ليلةِ أوَّلِ يومِ المحرَّم بالصلاة والذِّكر والدعاء ونحو ذلك، قال أبو شامة -رحمه الله-: «ولم يأت شيءٌ في أول ليلةِ المحرَّم، وقد فتشت فيما نقل من الآثار صحيحًا وضعيفًا، وفي الأحاديث الموضوعة فلم أر أحدًا ذكر فيها شيئًا، وإني لأتخوَّف -والعياذ بالله- من مُفترٍ يختلق فيها»(٧).

ويقع في شهر الله المحرَّم يومٌ جليل القدر هو يوم عاشوراء المبارك، وحُرمته قديمة، إذ فيه نَجَّى اللهُ تعالى موسى الله المحرَّم ومحدثـات وبني إسرائيل من ظلم فرعون وجنوده، وأغرقه الله وقومه، فقد ورد في الصحيحين من حديث ابن عباس الله المحرَّم ومحدثـاتا قال: «قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المدينةَ فوجد اليهود صيامًا يومَ عاشوراء، فقال لهم: «مَا هَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» قالوا: «هذا يوم عظيمٌ أنجى اللهُ فيه موسى وقومَه، وغرَّق فرعونَ وقومَه، فصامه موسى شكرًا فنحن نصومه»، فقال: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ» فصامه وأمر بصيامه»(٨).

ومن فضائله أنَّ صيامه يُكفِّر السَّنة الماضية، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَحْتَسِبُ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»(٩).

ويُستحبُّ أن يُصام معه التاسع؛ لأنَّ هذا آخرُ أمرِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم حيث قال: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»(١٠)، مخالفةً لليهود الذين كانوا يُفرِدونه بالصوم.

ومن أحكامه نسخ وجوب صيام عاشوراء إلى الاستحباب بحديث ابن عمر الله المحرَّم ومحدثـاتا قال: «صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ»(١١)، وفي حديث عائشة الله المحرَّم ومحدثـاتا: «..فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ»(١٢)، قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله-: «مع العلم بأنه ما تُرِكَ استحبابه، بل هو باقٍ، فدلَّ على أن المتروك وجوبه.. بل تأكُّدُ استحبابِهِ باقٍ ولا سيَّما مع استمرار الاهتمام به حتى في عام وفاته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم حيث قال: «لَئِنْ عِشْتُ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ وَالعَاشِرَ»، ولترغيبه في صومه، وأنه يكفِّر سَنَةً، وأيُّ تأكيد أبلغ من هذا؟»(١٣).

لذلك لا يصحُّ اعتقاد وجوب صيام يوم عاشوراء، ولا اعتقاد بوجوب أو استحباب قضائه لمن فاته صيامه، ولا تخصيص صوم التاسع فقط دون العاشر، كما لم يرد عن النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابه الله المحرَّم ومحدثـات في هذا اليوم إلاَّ صيامه إذ ليس في يوم عاشوراء شيءٌ من شعائر الأعياد ولا من شعائر الأحزان ولا التوسعة على العيال، ولا ضرب الصدور ونتف الشعور ولا شقّ الجيوب وإراقة الدماء، فكلُّ ذلك مخالف للسُّنَّة النبوية المطهرة، قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- :«والمعتمد عند أهل الإسلام أنه لا يصحُّ في يوم عاشوراء حديث، لا فيه ولا في ليلته، وكلُّ حديثٍ يروى في ذلك وفي التوسعة على العيال في يوم عاشوراء فهو موضوعٌ لا يصحُّ، ولا يثبت فيه سوى صيامه ويوم قبله؛ لأنه يومٌ نجَّى الله -عزَّ وجلَّ- فيه نبيَّه موسى الله المحرَّم ومحدثـات»(١٤).

قلت: وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(١٥)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ»(١٦).

ومن المؤسِف -حقًّا- أن لا يلتزم المسلمون باتباع المشروع ويبادرون إلى اتخاذ أول شهر الله المحرَّم عيدًا متعلّقًا بدخول السَّنة الهجرية على غرار السَّنَة الميلادية، ويجعلون من ذلك وسيلة للاحتفال بالتاريخ السنوي وإحيائه -تعظيمًا له- بالذِّكر والذكريات، والخُطب والدروس والمحاضرات، والشِّعر والأمسيات، فنية وموسيقية وثقافية، وتبادل الأماني والتهاني، وغير ذلك ممَّا أحدثه الناس فيه مع ظهور بصمات التشبُّه بأهل الكتاب.

ومن زاوية أخرى، فإنَّ الوقائع الجليلة والأحداث الشريفة التي جمعتها سيرة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم العطرة، كبعثته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إلى الناس بشيرًا ونذيرًا، ونزول الوحي عليه، ومعجزة القرآن الكريم وسائر معجزاته، وليلة الإسراء والمعراج، وهجرته من مكة إلى المدينة، وحصول المعارك والغزوات، وإقامة دولة الإسلام، وعلوّ راية الجهاد في سبيل الله، وانتشار الدعوة إلى الله في الآفاق وغيرها من الحوادث العظيمة الواقعة في زمانه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لا تضفي الصبغة الشرعية على الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية في الأول من شهر الله المحرَّم من كلِّ عامٍ جديدٍ على أنه عيد وعطلة للمسلمين بالاعتياد والتكرار؛ ذلك لأن المعلوم -شرعًا- أنَّ الأعياد والمواسم الدينية معدودة من مسائل العبادة، والعبادات -من حيث حكمُها- توقيفيةٌ تحتاج إلى دليل يشرعها كما هو مقرَّر في القواعد الشرعية، لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الجاثية: 18]. وقولِه تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى: 21]. ولقولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(١٧)، ولا يشفع للاحتفال بأول شهر المحرَّم أصل من كتاب الله ولا سنة رسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولم يُؤثَر ذلك عن صحابته الكرام، ولا عن التابعين لهم بإحسان.

ولا مجال لإدخال الأعياد والاحتفالات بمثل هذه المناسبات في باب شكر الله تعالى أو تعظيم نبيِّه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم؛ لأنَّ شكر الله ليس بالاشتراك معه في التشريع والحكم، وقد قال تعالى: ﴿وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 26]. وإنما شكر الله بطاعته وعبادته على وَفق شرعه وتعظيم النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في اتباع سُنَّته، وطاعته فيما أمر به وزجر عنه، والتسليم لأحكامه والتأسِّي به في مظهره ومخبره، وعدم الابتداع في الدِّين، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]، وقال سبحانه: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: 31]، قال ابن كثير -رحمه الله-: «هذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كُلِّ من ادعى محبةَ الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذبٌ في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمديَّ والدِّين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»… وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قومٌ أنهم يحبُّون الله فابتلاهم الله بهذه الآية: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾»(١٨).

ثمَّ إنه -من زاوية ثالثة- لا يخفى أنَّ الأول من شهر الله المحرم هو بداية التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري، كذا أرَّخه الصحابة الكرام الله المحرَّم ومحدثـات بالإجماع في الدولة العمرية(١٩) مخالفين في ذلك بداية التقويم السنوي للنصارى حيث أرَّخوه من يوم ولادة المسيح عيسى الله المحرَّم ومحدثـات، ومع ذلك لم تكن هجرة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في شهر المحرَّم وإنما بدأت هجرته من مكة إلى المدينة في أوائل شهر ربيع الأول من السنة الثالثة عشر لبعثته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ووصل إلى قُباء لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول يوم الاثنين كما صرَّح به أهل الحديث والسيرة(٢٠).

ومنه يتبيَّن أنَّ شهر المحرَّم لم يكن موعدَ هجرته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وإنما كان ابتداء العزم على الهجرة في ذلك الشهر على أقوى الأقوال كما صرَّح بذلك الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بقوله: «وإنما أخروه من ربيع الأول؛ لأنَّ ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرَّم، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة فكان أول هلال استهلّ بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرَّم فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم»(٢١).

ومن زاوية رابعة فإنَّ من الحقِّ والعدل أن يقتدي المسلمون بالرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ويَتَّعِظُوا بسيرته، وينتفعوا بما جرى في زمانه من وقائع عظيمة وحوادث شريفة، ويستخرجوا منها الدروس والعبر على مدار السنة، تتجسَّد معانيها الروحية في قوالب صادقة تقوِّم سيرة المسلم وسلوكه وخلقه باستنارته من مشكاة النبوة، لا أن تحصر سيرته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والانتفاع بأحداثها في الاحتفالات والخطب في أيام محدَّدة الوقت في السنة تمرُّ مجرَّد ذكريات، وتتكرَّر كلّ عامٍ على وجه الاعتياد، وسرعان ما تدخل في طَيِّ النسيان مع مرور تلك الأيام من غير ملاحظة الأثر الإيماني والخُلُقي على سلوك المسلمين وسيرتهم، بل بالعكس ترى الكثير يتدافعون للانتقال من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر طلبًا لمساكنة أهل الكفر والاسترزاق على وَفقهم والعيش في ديارهم بحرية بهيمية، ومشاكلتهم في عاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم وأنماط حياتهم، فأين يا ترى الأثر الإيماني والعملي لذكرى هجرة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الذي هاجر من بلاد الشرك إلى بلاد الإيمان والإسلام؟!!

إنَّ اهتمام السلف الصالح والتابعين لهم بإحسان بسيرة المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم العطرة وحوادثها العظيمة إنما كان بدراستها واستخراج الدروس والعبر منها، ويتجلَّى الانتفاع والاتعاظ بها طوال أيام السنة ولياليها، وتتجسد معانيها العالية -تكريسًا– في سلوكهم وسيرتهم اقتداءً به صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في قيمه، والسير على منواله، والتأسِّي به في دعوته إلى توحيد المرسِل، وتوحيد متابعة الرسول، وفعل ما أمر الشرع به وترك ما نهى عنه عملاً بقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ»(٢٢)، وفي حديث آخر: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ»(٢٣)، مع موافقة الشرع فيما يحبه ويرضاه، وفيما يسخطه ويكرهه ويبغضه ولا يرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات والذوات كما هو معلومٌ من عقيدة الولاء والبراء، وهي من لوازم الشهادتين وشرط من شروطها. قال تعالى: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ [آل عمران: 28]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51]، وقال تعالى: ﴿لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة: 22]، وغيرها من الآيات.

تلك هي الهجرة الباطنية القلبية التي تلازم المسلم في حياته ولا تنفكُّ عنه وتليها -عملاً- هجرة بدنية ظاهرة محتوية للهجرة القلبية، وهي هجرة المسلم من بلاد الشِّرك إلى بلاد الإسلام وجوبًا على غير القادر على إظهار شعائر الإسلام في بلاد الكفر ولا الولاء والبراء، ولا هو من المستضعفين الذين لا تسعهم الهجرة أو كان ممَّن تحول دون هجرته الظروف السياسية والجغرافية.

فهما هجرتان إلى الله ورسوله، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ»(٢٤)، قال ابن القيم -رحمه الله- في الهجرة: أنها «هجرتان:

- هجرة إلى الله بالطلب والمحبة والعبودية والتوكُّل والإنابة والتسليم والتفويض والخوف والرجاء والإقبال عليه وصدق اللجوء والافتقار في كلِّ نَفَس.

- هجرة إلى رسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في حركاته وسكناته الظاهرة والباطنة بحيث تكون موافقةً لشرعه الذي هو تفضيل محابِّ الله ومرضاته، ولا يقبل الله من أحد سواه»(٢٥).

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.



الجزائر في: 22 من ذي الحجة 1430ﮬ
الموافق ﻟ: 09 ديسمبر 2009م


------------------
١- أخرجه مسلم كتاب «الصيام»: (1/520)، رقم: (1163)، وأبو داود كتاب «الصوم»، باب في صوم المحرم: (2429)، والترمذي كتاب «الصلاة»، باب ما جاء في فضل صلاة الليل: (438)، وأحمد في «مسنده»: (2/344)، من حديث أبي هريرة الله المحرَّم ومحدثـات.
٢- «الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج» للسيوطي: (3/352).
٣- «الأذكار» للنووي: (364).
٤- أخرجه البخاري كتاب «العلم»، باب قول النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ»: (1/25)، ومسلم كتاب «القسامة والمحاربين والقصاص»: (2/799)، رقم: (1679)، من حديث أبي بكرة واسمه: نفيع بن الحارث الله المحرَّم ومحدثـات.
٥- «معجم المناهي اللفظية» لبكر بن عبد الله أبو زيد: (341-342).
٦- فمن ذلك حديث موضوع: «من صام آخِرَ يومٍ من ذي الحجة وأول يوم من المحرَّم، ختم السنة الماضية وافتتح السنة المقبلة بصوم، جعل اللهُ له كفارة خمسين سنة». [انظر: «اللآلي المصنوعة» للسيوطي: (2/108)، «تنزيه الشريعة» للكناني (2/148)، «الفوائد المجموعة» للشوكاني (96).].
٧- «الباعث على إنكار البدع والحوادث» لأبي شامة (239).
٨- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صيام يوم عاشوراء: (1/478)، ومسلم في «الصيام»: (1/504)، رقم: (1130)، من حديث ابن عباس الله المحرَّم ومحدثـاتا.
٩- أخرجه مسلم كتاب «الصيام»: (1/519)، رقم: (1162)، وأبو داود كتاب «الصيام»، باب في صوم الدهر تطوعًا: (2425)، وأحمد في «مسنده»: (5/297)، من حديث أبي قتادة الأنصاري الله المحرَّم ومحدثـات.
١٠- أخرجه مسلم كتاب «الصيام»: (1/505)، رقم: (1134)، وأحمد في «مسنده»: (1/236)، من حديث ابن عباس الله المحرَّم ومحدثـاتا.
١١- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب وجوب صوم رمضان: (1/453)، وأحمد في «مسنده»: (2/4)، من حديث ابن عمر الله المحرَّم ومحدثـاتا.
١٢- أخرجه البخاري كتاب «الصوم»، باب صيام يوم عاشوراء: (1/478)، ومسلم كتاب «الصيام»: (1/501)، رقم: (1125)، من حديث عائشة الله المحرَّم ومحدثـاتا.
١٣- «فتح الباري» لابن حجر: (4/247).
١٤- «تصحيح الدعاء» لبكر أبو زيد: (109).
١٥- متفق عليه: أخرجه البخاري كتاب «الصلح»، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود: (2/5)، ومسلم كتاب «الأقضية»: (2/821)، رقم: (1718)، من حديث عائشة الله المحرَّم ومحدثـاتا.
١٦- أخرجه أبو داود كتاب «السنة»، باب في لزوم السنة: (4607)، والترمذي كتاب «العلم»، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع: (2676)، وأحمد في «مسنده»: (4/126)، من حديث العرباض بن سارية الله المحرَّم ومحدثـات، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (9/582)، وابن حجر في «موافقة الخُبْر الخَبَر»: (1/136)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2735)، وحسَّنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (938).
١٧- أخرجه مسلم كتاب «الأقضية»: (2/822)، رقم: (1718)، من حديث عائشة الله المحرَّم ومحدثـاتا.
١٨- «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير: (1/358).
١٩- «البداية والنهاية» لابن كثير: (3/177).
٢٠- انظر: «البداية والنهاية» لابن كثير: (3/177، 190)، «فصول في سيرة الرسول» لابن كثير: (80)، «مختصر سيرة الرسول» لمحمد بن عبد الوهاب: (2/166).
٢١- «فتح الباري» لابن حجر: (7/268).
٢٢- أخرجه البخاري كتاب «الإيمان»، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده: (1/9)، من حديث عبد الله بن عمرو الله المحرَّم ومحدثـاتا.
٢٣- أخرجه ابن حبان في «صحيحه»: (196)، وعبد بن حميد في «مسنده»: (338)، والعدَني في «الإيمان»: (26)، وابن منده في «الإيمان»: (318)، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة»: (545)، من حديث عبد الله بن عمرو الله المحرَّم ومحدثـاتا. وصحّحه الألباني في تحقيق كتاب «الإيمان» لابن تيمية (3).
٢٤- أخرجه البخاري كتاب «بدء الوحي»، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: (1/3)ومسلم كتاب «الإمارة»: (2/920)، رقم: (1907)، من حديث عمر بن الخطاب الله المحرَّم ومحدثـات.
٢٥- «طريق الهجرتين» لابن القيم: (20).

*********
المصدر



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





aiv hggi hglpvQ~l skk ,lp]eJhj










توقيع : عقيدتي نجاتي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ((اللَّهمَّ اْغفرْ لِواْلدَيَّ واْرْحمْهُماَ وَأسْكنْهُماَ الْفِرْدوْسَ اْلأَعْلَىْ)) نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 16-04-18 الساعة 01:35 AM
عرض البوم صور عقيدتي نجاتي   رد مع اقتباس
قديم 16-11-12, 11:03 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
علي السلفي
اللقب:
<font color="#FF00000">العبــد الفقيــر</font>
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية علي السلفي


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 87
المشاركات: 4,403 [+]
بمعدل : 0.89 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 28
نقاط التقييم: 615
علي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميععلي السلفي اسمه معروف عند الجميع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
علي السلفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عقيدتي نجاتي المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

جزاك الله خيرا










توقيع : علي السلفي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لمن ضاقت به الدنيا

عرض البوم صور علي السلفي   رد مع اقتباس
قديم 19-11-12, 10:52 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
عزتي بديني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 5178
المشاركات: 4,486 [+]
بمعدل : 0.97 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 26
نقاط التقييم: 510
عزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمر

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عزتي بديني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عقيدتي نجاتي المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

جزاك الله خيرا وأحسن إليك .










عرض البوم صور عزتي بديني   رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 02:11 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
بمعدل : 1.07 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 27
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عقيدتي نجاتي المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس
قديم 13-09-18, 08:56 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,724 [+]
بمعدل : 0.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عقيدتي نجاتي المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

للرفع ،،










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 :
الشـــامـــــخ, عبق الشام

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 01:17 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant