عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-16, 04:02 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
بمعدل : 1.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت الـلـغـة العــربـيـة

خواطر تدريسي النحوَ

خواطر تدريسي النحوَ

مع إشراق عام 1437 من الهجرة ابتدأتُ أولَ مرة تدريس النحو من أول سلمه (سبق أن درّسته إكمالا لمنهج غيري فقط) وكان الكتاب المقرر : الآجرومية، لن أتحدث عن الكتاب لشهرته ولكن سأذكر بعض الخواطر حول تجربتي في تدريس النحو وما رأيته من إنجاز من الطالبات وما يواجهنه أيضا من صعوبة.

في أول لقاء لي بهن وبعد الترحيب سألتهنّ عمدا هذا السؤال وقد كنت متوقعة الجواب:
ما رأيكنّ في النحو؟ خواطر تدريسي النحوَ
صعب
لا أحبه
لا يمكن أن أفهمه
لا أطيقه
...إلخ
خواطر تدريسي النحوَ

لم أستأْ من هذه الإجابات لأنها مبنية على خلفيات أساءت للنحو كثيرا، وأهمها وأخطرها هي الطريقة الجافة والمعلبة التي يُدرَّس فيها النحو، ومن ثَمَّ قطعه عن معاني القرآن والسنة، فهذا أسوأ ما تعرض له علم النحو.

لهذا عزمت متوكلة على الله أن أعيد المياه إلى مجاريها وأضع النقاط على الحروف، مع أن باعي قصير في النحو لكني لا أحتقر نيتي وقد قال الله تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}

وطريقتي باختصار تتلخص في عدة أمور:
1- جمع الأبواب المترابطة.
2- ربط كل باب بما قبله إن وجد رابط.
3- استخراج مواطن الاتفاق ومواطن الافتراق بين الأبواب المتشابهة.
4- التطبيق المباشر في الإعراب على القرآن الكريم وربط الإعراب بالمعنى (وهنا تدخل البلاغة).
5- تدريب الطالبة أولا في الإعراب على طريقة تمييز نوع الكلمة (اسم / فعل / حرف) ثم في المستوى الثاني يكون الإعراب على حسب نوع الجملة (اسمية / فعلية).

وبإذن الله سأشرح طريقتي بالتفصيل في موضوع آخر.

والآن بفضل الله انتهينا من باب المرفوعات وزلفنا إلى باب المنصوبات، وقمنا في هذه المرحلة بإعراب ما يقارب نصف جزء عم وسورة الفاتحة إعرابا مفصلا، مبنيا -بيني وبين طالباتي- على أسلوبين:
1- السؤال.
2- الحوار.

وبفضل الله عز وجل كان هناك تقدم قوي لدى الطالبات بل حتى لدي أنا وهذا إنجاز كبير؛ إذ الطالب يتخرج في الجامعة وهو لا يحسن إعراب سورة الفاتحة أو ما هو أقل منها! والسبب هو الفصل الرهيب بين النحو ومصدره الذي هو القرآن، والفصل بين الإعراب والمعنى، والاعتماد على الجمل المصنوعة!.

وبحق لقد لاحظت من طالباتي أثناء الإعراب مشاعر منوعة تبتدئ بالتخوّف والتردد والاستصعاب والتحيّر في تمييز الكلمة أو تمييز موقعها خاصة في الضمائر، ثم ما تلبث أن تتحول المشاعر إلى اندهاش وفرح وابتهاج بسبب الوصول إلى غاية النحو.

وسأذكر مثالا واحدا في ذلك عند إعراب الفاتحة.
عند كل جملة أسأل: ما نوع الجملة؟ وعلى ضوءها نعرب، فإن كانت الجملة فعلية سنبحث حينها عن الفعل والفاعل، وإذا كانت اسمية فسنبحث عن المبتدأ والخبر.
عند البسملة {بسم الله الرحمن الرحيم}
سألت الطالبة: ما نوع الجملة؟
قالت: اسمية خواطر تدريسي النحوَ .
قلت: إذن هاتي المبتدأ والخبر! خواطر تدريسي النحوَ .
فتحيرت الطالبة؛ إذ لا توجد أي كلمة مرفوعة، والجملة مبدوؤة بجار ومجرور، فأجابت مرتجلة: بسم الله: مبتدأ خواطر تدريسي النحوَ .
ثم أرجعتها إلى حقيقة المبتدأ فتذكرتْ وتراجعتْ عن الجواب، وتحيّر كل الفصل في إعراب الجملة خواطر تدريسي النحوَ .
فسألتهن: نحن حين نقول: (بسم الله) عند ابتداء أي فعل ما الذي يقع في نفوسنا؟
استشعري المعنى، عيشي المعنى.
فقلن:
آكل بسم الله
أقرأ باسم الله
أخرج باسم الله
ألبس باسم الله ... إلخ

إذن هناك فعل محذوف في الجملة، وعليه فالجملة فعلية، إذن سنبحث عن الفعل والفاعل أولا.

(وكلاهما محذوفان، تقديره: أبدأ أنا، وهناك قول آخر وهو تقدير: ابتدائي بسم الله فتكون الجملة اسمية، لكن لا أدخل طالباتي المبتدئات في كثرة الأقوال.)

وبحق اندهش الطالبات لهذا المعنى وكيف أنه كان غائبا عن أذهاننا؟! مع أننا في كل أعمالنا نقول: بسم الله.

حسنا
أحب أن أقول لأخواتي الطالبات وخاصة من يجدن صعوبة: الصبرَ الصبرَ والاستعانةَ الاستعانةَ، النحو ما هو إلا حديقة غنّاء، فحتى تزهر وتثمر لابد من صبر المزارع على الحرث، وحينها سيتفيأ ظلال المعاني وسيحمد تعبه الذي بذله في حرثها. والحرث مدته قصيرة بينما الإيناع والإزهار هو الدائم.

الزمي القرآن وتدربي على الإعراب بينك وبين نفسك ومع زميلاتك ومراجعة كتب إعراب القرآن وتذكري غايتك من دراسة النحو، فمن كان غايته فهم القرآن وعلم الله منه صدق النية سييسر له الطريق، وأيضا لابد أن نخلع من نفوسنا تلك الصورة الشوهاء للنحو، فهو علم جليل ولن يفلح أي طالب علم إلا إذا توشّح به، فمن ملك زمام النحو سيملك زمام جُلَّ العلوم بإذن الله، والتاريخ شاهد.

وفقني الله وإياكن لما يحب ويرضى خواطر تدريسي النحوَ

تألق
خواطر تدريسي النحوَ


الموضوع الأصلي: خواطر حول تدريسي النحوَ || الكاتب: تألق || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





o,h'v p,g j]vdsd hgkp,Q j]vdsd










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة تألق ; 21-02-16 الساعة 04:18 PM
عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس