عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-12, 05:59 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
الصقار الحر
اللقب:
محاور مشارك
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 8073
المشاركات: 480 [+]
بمعدل : 0.11 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 12
نقاط التقييم: 12
الصقار الحر على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الصقار الحر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الصقار الحر المنتدى : بيت شبهات وردود
افتراضي

[2]شبهة الرافضي في قوله تعالى " إنك لا تسمع الموتى"




يقول الرافضي







فتح الباري بشرح صحيح البخاري
لابن حجر العسقلاني
المجلد التاسع-ص41
قوله-فجعل يناديهم باسمائهم واسماء ابائهم يافلان ابن فلان-
وفي روايه حميد ابن انس فنادى ياعتبه ابن ربيعه وياشيبه ابن ربيعه ويااميه ابن خلف ويااباجهل بن هشام
اخرجه ابن اسحاق واحمد وغيرهما وكذا وقع عند احمد ومسلم من طريق ثابت عن انس فمسمى الاربعه لكن قدم واخر وسياقه اتم قال في اوله-تركهم ثلاثه ايام حتى جيفوا
فذكر وفيه زياده


فسمع عمر صوته فقال يارسول الله اتناديهم بعد ثلاث وهل يسمعون؟
ويقول الله تعالى-انك لا تسمعالموتى- فقال والذي نفسي بيده ماانتم باسمع لمااقول منهم لكن لايستطيعون ان يجيبوا
وفي بعضه نظر لان اميه ابن خلف لم يكن في القليب لاه كان ضخما فانتفخ فالقوا عليه من الحجاره والتراب ماغيبه وقد اخرج ذلك ابن اسحاق من حديث عائشه لكن يجمع بينهما بانه كان قريبا من القليب فنودي فيمن نودي لكونه كان من جمله روسائهم
وفي ص42
وقال السهيلي مامحصله ان نفس الخبر مايدل على خرق العاده للنبي-ص- لقول الصحابه له-اتخاطب اقواما قد جيفوا؟ فاجابهم قال واذا جاز ان يكونوا في تلك الحاله
عالمين جاز ان يكونوا سامعين وذلك اما باذنان روسهم على قول الاكثر او باذنان قلوبهم قال وقد تمسك بهذا الحديث من يقول ان السوال يتوجه على الروح والبدن ورده من قال انما يتوجه على الروح فقط بان الاسماع يحتمل ان يكون لاذن الراس ولاذن القلب
فلم يبق فيه حجه
قلت-والكلام لابن حجر الان-اذا كان الذي وقع حيئذمن خوارق العاده للنبي -ص- حينئذ لم يحسن التمسك به في مساله السؤال اصلا وقد اختلف اهل التأويل في المراد بالموتى في قوله تعالى
-انك لاتسمعالموتى- وكذا المراد-من في القبور-
فحملته عائشه على الحقيقه وجعلته اصلا احتاجت معه الى تأويل قوله-ماانتم باسمع لمااقول منهم- وهذا قول الاكثر
وقيل هو مجاز والمراد بالموتى وبمن في القبور
شبهوا بالموتى وهم احياء والمعنى من هم في حال الموتى او في حال من سكن القبر
وعلى هذا لايبقى في الايه دليل على مانفته عائشه والله اعلم


والان النتيجه المرجوه من هذا الامر
ان الذين قالوا وحملوا هذه الايه على الظاهر-انك لا تسمعالموتى-وكذا المراد-ممن في القبور-
ان الذين حملوه على الظاهر
لايمكن لهم الا ان يأولوا كلام النبي-ص---ماانتم باسمع منهم---

وهذا مستحيل لان الحديث صحيح والتأويل انما يحصل للقران لا للحديث

والحديث النبوي هو من يفسر الاية لا الحديث يجتاج الى تأويل لان هذا صعب مستصعب على الامه وهذا خلاف المتعارف
فاذن نأول الايه ونقول كما قال ابن حجر
والذين حملوا الايه على التاويل
المراد بالموتى---هم الكفار شبهوا بالموتى وهم احياء
ومن في القبور--هم حالهم كمن سكن القبر



(انتهى كلام الرافضي)



الرد


أن كون الموتى يسمعون أو لا يسمعون إنما هو أمر غيبي من أمور البرزخ التي لا يعلمها إلا الله عز وجل فلا يجوز الخوض فيه بالأقيسة والآراء وإنما يوقف فيه مع النص إثباتا ونفيا وسترى المؤلف رحمه الله تعالى ذكر في الفصل الأول كلام الحنفية في أنهم لا يسمعون وفي الفصل الثاني نقل عن غيرهم مثله وحكى عن غير هؤلاء أنهم يسمعون وليس يهمني أن هؤلاء قلة وأولئك الكثرة فالحق لا يعرف بالكثرة ولا بالقلة وإنما بدليله الثابت في الكتاب والسنة مع التفقه فيهما وهذا ما أنا بصدده إن شاء الله تعالى فأقول :
استدل الأولون بقوله تعالى : { وما أنت بمسمع من في القبور } ( فاطر : 22 ) وقوله : { إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين } ( النمل : 80 والروم 52 ) وأجاب الآخرون بأن الآيتين مجاز وأنه ليس المقصود ب ( الموتى ) وب ( من في القبور ) الموتى حقيقة في قبورهم وإنما المراد بهم الكفار الأحياء شبهوا بالموتى " والمعنى من هم في حال الموتى أو في حال من سكن القبر " كما قال الحافظ ابن حجر على ما يأتي في الرسالة ( ص 72 ) .
فأقول : لا شك عند كل من تدبر الآيتين وسياقهما أن المعنى هو ما ذكره الحافظ رحمه الله تعالى ( 1 ) وعلى ذلك جرى علماء التفسير لا خلاف
( 1 ) وقد بين ذلك بيانا شافيا العلامة محمد الأمين الشنقيطي في كتابه " أضواء البيان " ( 6/416 - 421 ) .
بينهم في ذلك فيما علمت ولكن ذلك لا يمنع الاستدلال بهما على ما سبق لأن الموتى لما كانوا لا يسمعون حقيقة وكان ذلك معروفا عند المخاطبين شبه الله تعالى بهم الكفار الأحياء في عدم السماع فدل هذا التشبيه على أن المشبه بهم - وهم الموتى في قبورهم - لا يسمعون كما يدل مثلا تشبيه زيد في الشجاعة بالأسد على أن الأسد شجاع بل هو في ذلك أقوى من زيد ولذلك شبه به وإن كان الكلام لم يسق للتحدث عن شجاعة الأسد نفسه وإنما عن زيد وكذلك الآيتان السابقتان وإن كانتا تحدثتا عن الكفار الأحياء وشبهوا بموتى القبور فذلك لا ينفي أن موتى القبور لا يسمعون بل إن كل عربي سليم السليقة لا يفهم من تشبيه موتى الأحياء بهؤلاء إلا أن هؤلاء أقوى في عدم السماع منهمكما في المثال السابق وإذا الأمر كذلك فموتى القبور لا يسمعون . ولما لاحظ هذا بعض المخالفين لم يسعه إلا أن يسلم بالنفي المذكور ولكنه قيده بقوله : " سماع انتفاع " يعني أنهم يسمعون ولكن سماعا لا انتفاع فيه ( 1 ) وهذا في نقدي قلب للتشبيه المذكور في الآيتين حيث جعل المشبه به مشبها فإن القيد المذكور يصدق على موتى الأحياء من الكفار فإنهم يسمعون حقيقة ولكن لا ينتفعون من سماعهم كما هو مشاهد فكيف يجوز جعل المشبه بهم من موتى القبور مثلهم في أنهم يسمعون ولكنهم لا ينتفعون من سماعهم مع أن المشاهد أنهم لا يسمعون مطلقا ولذلك حسن التشبيه المذكور في الآيتين الكريمتين فبطل القيد المذكور .
ولقد كان من الممكن القول بنحو القيد المذكور في موتى القبور لو كان هناك نص قاطع على أن الموتى يسمعون مطلقا إذن لوجب الإيمان به
( 1 ) انظر ( ص 45 - 46 ) من كتاب " الروح " المنسوب لابن القيم رحمه الله تعالى فإن فيه غرائب وعجائب من الروايات والآراء كما سنرى شيئا من ذلك فيما يأتي : وانظر ( ص 87 ) .
والتوفيق بينه وبين ما قد يعارضه من النصوص كالآيتين مثلا ولكن مثل هذا النص مما لا وجود له بل الأدلة قائمة على خلافه وإليك البيان :
الدليل الأول : قوله تعالى في تمام الآية الثانية : { ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين } فقد شبههم الله تعالى - أعني موتى الأحياء من الكفار بالصم أيضا فهل هذا يقتضي في المشبه بهم ( الصم ) أنهم يسمعون أيضا ولكن سماعا لا انتفاع فيه أيضا أم أنه يقتضي أنهم لا يسمعون مطلقا كما هو الحق الظاهر الذي لا خفاء فيه . وفي التفسير المأثور ما يؤيد هذا الذي نقول فقال ابن جرير في " تفسيره " ( 21/36 ) لهذه الآية :
" هذا مثل معناه : فإنك لا تقدر أن تفهم هؤلاء المشركين الذين قد ختم الله على أسماعهم فسلبهم فهم ما يتلى عليهم من مواعظ تنزيله كما لا تقدر أن تفهم الموتى الذين سلبهم الله أسماعهم بأن تجعل لهم أسماعا .
وقوله : { ولا تسمع الصم الدعاء } يقول : كما لا تقدر أن تسمع الصم الذين قد سلبوا السمع إذا ولوا عنك مدبرين كذلك لا تقدر أن توفق هؤلاء الذين قد سلبهم الله فهم آيات كتابه لسماع ذلك وفهمه " .
ثم روى بإسناد الصحيح عن قتادة قال :
" هذا مثل ضربه الله للكافر فكما لا يسمع الميت الدعاء كذلك لا يسمع الكافر { ولا تسمع الصم الدعاء . . } يقول : لو أن أصم ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما سمع " . وعزاه في " الدرر " ( 5/114 ) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم دون ابن جرير
وقد فسر القرطبي ( 13/232 ) هذه الآية بنحو ما سبق عن ابن جرير وكأنه اختصره منه .
فثبت من هذه النقول عن كتب التفسير المعتمدة أن الموتى في قبورهم لا يسمعون كالصم إذا ولوا مدبرين



وهذا هو الذي فهمته السيدة عائشة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا واشتهر ذلك عنها في كتب السنة هو ايضا الذي فهمه عمر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وغيره من الصحابة لما نادى النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أهل القليب على ما يأتي بيانه قريبا إن شاء الله تعالى .
الدليل الثاني : قوله تعالى : { ذلك الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير . إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبك مثل خبير } . ( فاطر 13 و14 ) .
قلت : فهذه الآية صريحة في نفي السمع عن أولئك الذي كان المشركون يدعونهم من دون الله تعالى وهم موتى الأولياء والصالحين الذين كان المشركون يمثلونهم في تماثيل وأصنام لهم يعبدونهم فيها وليس لذاتها كما يدل على ذلك آية سورة ( نوح ) عن قومه : { وقالوا : لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ولا يعوق ونسرا } ففي التفسير المأثور عن ابن عباس وغيره من السلف : أن هؤلاء الخمسة أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم ( أي علم تلك الصور بخصوصها ) عبدت . رواه البخاري وغيره . ونحوه قوله تعالى : { والذين اتخذوا من دونه أوليائه ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ( الزمر/3 ) فإنها صريحة في أن المشركين كانوا يعبدون الصالحين ولذلك اتخذوهم وسائط بينهم وبين الله تعالى قائلين : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) ولاعتقادهم بصلاحهم كانوا ينادونهم ويعبدونهم من دون الله توهما منهم أنهم يسمعون ويضرون وينفعون ومثل هذا الوهم لا يمكن أن يقع فيه أي مشرك مهما كان سخيف العقل لو كان لا يعتقد فيمن يناديه الصلاح والنفع والضر كالحجر العادي مثلا وقد بين هذا العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فقال في كتابه " إغاثة اللفهان " ( 2/222 - 223 ) .
" وتلاعب الشيطان بالمشركين في عبادة الأصنام له أسباب عديدة تلاعب بكل قوم على قدر عقولهم .
فطائفة دعاهم إلى عبادتها من جهة تعظيم الموتى الذين صوروا تلك الأصنام على صورهم كما تقدم عن قوم نوح نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ولهذا لعن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة المتخذين على القبور المساجد ونهى عن الصلاة إلى القبور ( 1 ) . . فأبى المشركون إلا خلافه في ذلك كله إما جهلا وإما عنادا لأهل التوحيد ولم يضرهم ذلك شيئا . وهذا السبب هو الغالب على عوام المشركين .
وأما خواصهم فإنهم اتخذوها - بزعمهم - على صور الكواكب المؤثرة في العالم عندهم وجعلوا لها بيوتا وسدنة وحجابا وحجبا وقربانا ولم يزل هذا في الدنيا قديما وحديثا ( ثم بين مواطن بيوت هذه الأصنام وذكر عباد الشمس والقمر وأصنامهم وما اتخذوه من الشرائع حولها ثم قال 2/224 ) :


" فوضع الصنم إنما كان في الأصل على شكل معبود غائب فجعلوا الصنم على شكله وهيأته وصورته ليكون نائبا منابه وقائما مقامه وإلا
( 1 ) انظر كتاب : " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " .
فمن المعلوم أن عاقلا لا ينحت خشبة أو حجرا بيده ثم يعتقد أنه إلهه ومعبوده " .
قلت : ومما يؤيد أن المقصود بقوله في الآية المتقدمة ( لا يسمعوا دعاءكم } إنما هم المعبودون من دون الله أنفسهم وليست ذوات الأصنام تمام الآية : { ويوم القيامة يكفرون بشرككم } والأصنام لا تبعث لأنها جمادات غير مكلفة كما هو معلوم بخلاف العابدين والمعبودين فإنهم جميعا محشورون قال تعالى : { ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول : ءأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا } . ( الفرقان/17 - 18 ) وقال : { يوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا : سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون } ( سبأ /40 - 41 ) وهذا كقوله تعالى : { وإذا قال الله : يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ؟ قال : سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق } الآية ( المائدة/116 ) وخير ما فسر به القرآن إنما هو القرآن والسنة وليس فيهما - فيما أعلم - ما يدل على أن الله يحشر الجمادات أيضا فوجب الوقوف عند هذه الآية الصريحة فيما ذكرنا .



وقد يقول قائل : إن هذا الذي بينته قوي متين ولكنه يخالف ما جرى عليه كثير من المفسرين في تفسير آية سورة ( فاطر ) وما في معناها من الآيات الأخرى فقالوا : إن المراد بها الأصنام نفسها وبناء على ذلك عللوا قوله تعالى فيها : { لا يسمعوا دعاءكم } بقولهم : " لأنها جمادات لا تضر ولا تنفع " .
فأقول : لا شك أنت هذا بظاهره ينافي ما بينت ولكنه لا ينفي أن يكون لهم قول آخر يتماشى مع ما حققته فقال القرطبي ( 14/336 ) عقب التعليل المذكور آنفا وتبعه الشوكاني ( 4/333 ) وغيره ما معناه :
" ويجوز أن يرجع { والذين تدعون من دونه . . . } وما بعده إلى من يعقل ممن عبدهم الكفار كالملائكة والجن والأنبياء والشياطين والمعنى أنهم يجحدون أن يكون ما فعلتموه حقا وينكرون أنهم أمروكم بعبادتهم كما أخبر عن عيسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بقوله : { ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق } " . وقد ذكرا نحوه في تفسير آية ( الزمر ) المتقدمة .
قلت : وهو أولى من تفسيرهما السابق لأنه مدعم بالآيات المتقدمة بخلاف تفسيرهما المشار إليه فإنه يستلزم القول بحشر الأصنام ذاتها وهذا مع أنه لا دليل عليه فإنه يخالف الآيات المشار إليها ولهذا قال الشيخ عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله - في كتابه " قرة عيون الموحدين " ( ص 107 - 108 ) في تفسير آيتي ( فاطر ) ما نصه :
" ابتدأ تعالى هذه الآيات بقوله : { ذلكم الله ربكم له الملك } يخبر الخبير أن الملك له وحده والملوك وجميع الخلق تحت تصرفه وتدبيره ولهذا قال : { والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير } فإن من كانت هذه صفته فلا يجوز أن يرغب في طلب نفع أو دفع ضر إلى أحد سوى الله تعالى وتقدس بل يجب إخلاص الدعاء - الذي هو أعظم أنواع العبادة - له وأخبر تعالى أن ما يدعوه أهل الشرك لا يملك شيئا وأنهم لا يسمعون دعاء من دعاهم ولو فرض أنهم يسمعون فلا يستجيبون لداعيهم وأنهم يوم القيامة يفكرون بشركهم أي ينكرونه ويتبرؤون ممن فعله معهم . فهذا الذي أخبر به الخبير الذي { لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء } وأخبر أن ذلك الدعاء شرك به وأنه لا يغفره لمن لقيه فأهل الشرك ما صدقوا الخبير ولا أطاعوه فيما حكم به وشرع بل قالوا : إن الميت يسمع ومع سماعه ينفع فتركوا الإسلام والإيمان رأسا كما ترى عليه الأكثرين من جهلة هذه الأمة " .
فتبين مما تقدم وجه الاستدلال بقوله تعالى : { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم } على أن الصالحين لا يسمعون بعد موتهم وغيرهم مثلهم بداهة بل ذلك من باب أولى كما لا يخفى فالموتى كلهم إذن لا يسمعون . والله الموفق .
الدليل الثالث : حديث قليب بدر وله روايات مختصرة ومطولة أجتزئ هنا على روايتين منها :
الأولى : حديث ابن عمر قال :
" وقف النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة على قليب بدر فقال : هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ ثم قال : " إنهم الآن يسمعون ما أقول " فذكر لعائشة فقالت : إنما قال النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : إنهم الآن يعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت : { إنك لا تسمع الموتى } حتى قرأت الآية .
أخرجه البخاري ( 7/242 - فتح الباري ) والنسائي ( 1/693 ) وأحمد ( 2/31 ) من طريق أخرى عن ابن عمر وسيأتي بعضه في البحث ( ص 68 71 ) .
والأخرى : حديث أبي طلحة أن نبي الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه وقالوا : ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم : يا فلان ابن فلان : ويا فلان ابن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ قال : فقال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها ؟ فقال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : " والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " . قال قتادة : أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما .
أخرجه الشيخان وغيرهما وقد خرجته في التعليق الآتي ( ص 54 ) من الكتاب .
ووجه الاستدلال بهذا الحديث يتضح بملاحظة أمرين :
الأول : ما في الرواية الأولى منه من تقييده نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سماع موتى القليب بقوله : " الآن " ( 1 ) فإن مفهومه أنهم لا يسمعون في غير هذا الوقت . وهو المطلوب . وهذه فائدة هامة نبه عليها العلامة الآلوسي - والد المؤلف رحمهما الله - في كتابه " روح المعاني " ( 6/455 ) ففيه تنبيه قوي على أن الأصل في الموتى أنهم لا يسمعون ولكن أهل القليب في ذلك الوقت قد سمعوا نداء النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وبإسماع الله تعالى إياهم خرقا للعادة ومعجزة للنبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة كما سيأتي .عن بعض العلماء الحنفية وغيرهم من المحدثين . وفي " تفسير القرطبي " ( 13/232 ) :




" قال ابن عطية ( 2 ) : فيشبه أن قصة بدر خرق عادة لمحمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في أن
رد الله إليهم إدراكا سمعوا به مقاله ولولا إخبار رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ لمن بي من الكفرة وعلى معنى شفاء صدور المؤمنين " .





قلت : ولذلك أورده الخطيب التبريزي في " باب المعجزات " من " المشكاة " ( ج 3 رقم 5938 -








( 1 ) ولها شاهد صحيح في حديث عائشة الآتي ( ص 70 ) عند المؤلف رحمه الله تعالى .


( 2 ) هو عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي الغرناطي مفسر فقيه أندلسي عارف بالأحكام والحديث . توفي سنة ( 542 ) له " المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز " طبع منه جزءان في المغرب




يتبع













عرض البوم صور الصقار الحر   رد مع اقتباس