[أبو بلال المصرى]

قال

تقول ايضا الكاتبة الشيعة د. مها مزهر المرشدي :
ومن الأمور التي وجه لها الشيخ محمد الخالصي جانباً كبيراً من النقد في كتابه علماء الشيعة هو ما يقع فيها بعض المسلمين عموماً من الغلو في الانبياء أو الائمة أو غيرهم من الصالحين فقد بين ان الغلو من الظواهر التي كانت منتشرة قبل الإسلام.
ولذلك عندما جاء الإسلام حارب الغلو الذي كان راسخاً في الأديان فقد أكد القرآن الكريم على التوحيد ونفي الغلو أكثر من أي شيء آخر وأمر نبيه صلى الله عليه واله وسلم أن يعلن إلى أمته وأن يقول (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ) ويوعز الشيخ انتشار الغلو إلى دخول بعض من ألفت قلوبهم الغلو في الإسلام من نصارى ومجوس وغيرهم لما رأوا المعجزات على يد الرسول والائمة الاطهار وإلى الوعاظ الجهلة والذين نعتهم الشيخ الخالصي بـ (جهلة المعممين) الذين اتخذوا المنبر وسيلة للارتزاق حيث يرددون الاحاديث الضعيفة التي تدعو الى الغلو ويشيعون العقائد الضالة كعقائد الشيخية وغيرهم وطالب بإصلاحها من قبل الدولة والمجتهدين لما لها من أثر في الدعوة إلى الإسلام ويعده السبب في انتشار الجهل بين الناس فيقول الشيخ محمد الخالصي في ذلك : (في زماننا المعاصر وجهت أكبر ضربة للمسلمين في إيران بواسطة اخفاء حقائق الدين واستبدال الخرافات بها وذلك في الحملة التي تولاها السيد كاظم الرشتي تلميذ الاحسائي).
ومن صور الغلو التي أنكرها الشيخ محمد الخالصي هو القول بأن لا فرق بين الله تعالى وبين النبي محمد والائمة إلا أنهم عباده والقول بأن النبي صلى الله عليه واله وسلم هم وجه الله تعالى والقول بأن الكون لم يخلق لولا النبي والإمام علي والقول بأنهم علة الخلق والقول بأن النبي والائمة اذا شاءوا أن يموتوا ماتوا والقول بأن الأئمة كليون وأنهم يملؤون العالم بوجودهم كما تزعم الشيخية والقول بأن علم الأئمة ذاتي أو انه يشمل كل العلوم أو أنه وراثي غير مكتسب والقول بإنكار المعاد والمعراج الجسمانيين وأن الناس يحشرون يوم القيامة بالبدن الهورقليائي أي الجوهري الغير عنصري وأن النبي قد عرج بالبدن الهورقليائي ، فعد الشيخ محمد الخالصي ذلك كفر والحاد وأن المعاد كما نصت عليه الشريعة الإسلامية والقرآن يكون بالجسم والروح.
ويعد الشيخ ما ذكر ألواناً للغلو الذي روج له الغلاة واتباعهم الذين هم في نظر الشيخ محمد الخالصي بعيدين كل البعد عن توحيد الائمة لله الذي نزل به القرآن الكريم وقرره النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كما ظهر جلياً في كتابه موقفه من الخرافات والتي نبه على أهمية محاربتها ويرى الشيخ محمد الخالصي آن اصلاح حال الأمة لا يتحقق الا بأمور أهمها ازالة الخرافة التي سيطرت على عقول كثير من الناس.
المصدر :
الشيخ محمد محمد مهدي الخالصي ودوره الفكري والسياسي ص410 ـ 412