عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-13, 08:17 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو معاذ السُنّي
اللقب:
محاور مشارك
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2013
العضوية: 9687
العمر: 66
المشاركات: 165 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 12
نقاط التقييم: 41
ابو معاذ السُنّي على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ابو معاذ السُنّي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر

بسم الله الرحمن الرحيم



أيها الاخوة والأخوات وكذلك الزملاء المتواجدين هنا وهناك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم اما بعد . فإليكم قصّتي مع الدين وطريقة تعرّفي على الله جل وعلا وتعظّم . هذه سلسلة ستأتيكم في حلقات ان شاء الله سوف اشرح فيها لكم تفاصيل رحلة طويلة وشاقّة وشيّقة عشتها بنفسي . سوف اتطرّق للعناصر الرئيسيّة والمنعطفات الكبيرة التي واجهتني في الحياة وتلاعبت بي من شك الى ثبات ومن ظن الى يقين ثم الى انتكاس , ومن الشرك الى الإلحاد والكفر عياذا بالله من ذلك . الى ان هداني الله الى الحق بفضله ومنّه وكرمه فله الحمد عدد خلقه وزنة عرشه ورضى نفسه ومداد كلماته . ستجدون اغلب حواراتي وجدالي مع البسطاء والمثقفين ورهبان الطاويين والبوذيين في الصين وصولاً الى قسس النصارى واحبار اليهود ..


انها رحلة مع الإيمان ... ولا اظّنها إلاّ ستعجبكم .


ويعلم الله اني في حياء كبير من ذكرها ولكن قلتُ في نفسي لعلّ الله ينفع بها شخصاً ما . او قد تكون فيها عبرة وربما يجد احد طرف خيط لهدايته او نقطة ينطلق منها . فالبركة من عند الله .



اسأل الله ان ييسّر عليكم قراءتها وان ينفع بها .




الحلقة الأولى






في عام 1380 هـ وهو التاريخ


الموافق لعام 1959م تقريبا خرجتُ لهذا العالم الجديد بلا حولٍ ولا قوّة .



وكان في هذا الوقت قد بدأت حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تظهر عندنا وبدأ الناس على استحياء يتعرّفون على التوحيد ...!! نعم



يتعرفون على توحيد الله جلّ جلاله .



فقد كان الشرك هو الغالب على المجتمع , كان الشرك بالله سبحانه وتعالى هو المهيمن عى ثقافة المجتمع الذي نشأتُ فيه وكان الذبح لغير الله يُقام كل يوم وكل ليلة وكان دعاء غير الله شيئا عادياً بل هو الظاهر وكان حاضرا عند كل حاجة للدعاء تقريبا .... !!!!.


وكانت اسماء الأولياء المعروفين عندنا كانت تلك الاسماء تتردّد بيننا اكثر من اسم الرسول عليه الصلاة والسلام ولا ابالغ ان قلتُ انها كانت تتكرر على مسامعنا اكثر من اسماء اله الحسنى . إذ ان كل مجموعة لهم اكثر من ولي يدعونهم وينذرون لهم ويلجأون اليهم وقت حاجاتهم ..



كان الجهل منتشرا والأمة في ظلام دامس , فلم يكن في القبيلة كلها سوى ثلاثة اشخاص فقط يستطيعون القراءة والكتابة


وكان ابي رحمه الله تعالى أحد اولئك الثلاثة الذين كانوا يتصدرون المجتمع في معاملاتهم المكتوبة رغم رداءة الخط واللحن في القراءة .


كان ابي رحمه الله هو الوحيد تقريبا في القرية الذي يحرّم الشرك علناً ويحاربه عمليأ ( على الاقل بالكلام ) فقد كان يتخاصم مع من يدعون غير الله او ينذرون للأولياء والصالحين كما يقولون عنهم . لقد كان الفكر الصوفي منتشرا بكل ما أوتي من عنفوان وحين بدأت الدّعوة الى التوحيد قام كل طرف يدافع عن مكانته ومركزه في المجتمع , وكنا في تلك الفترة نعيش بين فكرين متضادين وهما التوحيد والشرك .


ولكن دعاة التوحيد كانوا قليلون جدا ففي قريتنا لا يوجد سوى ابي وثلّة قليلة من الأهل صامتة لا يحرّكون ساكنا , أما الباقون وهم الغالبية الساحقة فكلهم على النقيض مع ابي رغم انهم اخوته وابناء عمه أي اقرباءنا ولكنهم كانوا خصماء لدودين شرسين لا يرعون في انسان إلاّ ولا ذمّة .


كان ابي رحمه الله يعاني من تعنّت الذين يستخدمون الجن وينذرون لها فقد كانوا يبغضونه اشد البغض ويترصدون له , ويشمتون فيه ويتعاونون ضده . وطبعاً يعملون مثل ذلك مع من هو على شاكلة ابي فلم يكن ذلك الحقد وذلك الكره لشخص ابي لا ابدا وانما كان كرههم للدين وحقدهم على التوحيد بالذات . وكنتُ ارقب هذا الوضع عن كثب


وكان في عقلي سؤالا يلازمني دائما وهو


(( يا ترى من هو الذي على حق ...!!؟؟ ))



فكل أب يكون صادقا في نظر ابناءه , ولكن الأكثرية التي نعيش فيها تقول بعكس ما يقوله أبي . فهل يُعقل ان يكون أبي وحده على صواب والباقين كلهم على خطأ ...؟؟



وكان هذا الوسواس يلازمني كثيرا ولا يكاد يفارقني .



وما زاد الطين بلّة ولعب في عقلي هو انه إذا ضاعت ابلنا او اغنامنا مثلا مع ابل واغنام باقي اهل القرية او القبيلة فكان القوم ينذرون أو يتوسّلون للأولياء ان تعود اليهم ابلهم او بقرهم أو ما ارادوه , وسبحان الله ترجع ضالتهم اليهم بينما نحن إما لا تعود أو تعود ناقصة او تعود متأخّرة جداً وكان مثل هذا يحدث كثرا ويتكرر دائما .!!!!!


ذات مرّة ضاعت لنا بقرة صغيرة ( تبيعة ) ومعها بقرة لأحدهم في منطقة كثيفة الاشجار وبها ذئاب وضباع كثيرة وقد افتقدنا ابقارنا الضالة في وقت المغرب . فأنذر صاحب البقرة وزوجته بأن يذبحا خروفا لأحد الأولياء بأن لا يصيب بقرتهما أي مكروه , فقد كانت تلك البقرة حاملا وعلى وشك الولادة ونحن بدورنا كنا ندعو الله بأن يرجّع الينا بقرتنا فالابقار كانت هامة وضرورية للحياة . المهم اليكم المفاجأة .
انقضى الليل وفي صبيحة اليوم التالي وجدنا أن الذئاب والضباع قد اكلت بقرتنا بينما البقرة الثانية سليمة وقد اصبح معها عجلاً صغيراً سليما لم يمسّه أمه سوء . هههههه


وكان المدهش هو انه لا يوجد حتى أي اثر لاقدام الضباع والذئاب حول البقرة الناجية .. واما بقرتنا فقد اصبحت عظاما بالقرب من بقرة الذين أشركوا بالله وانذروا لغير الله . وقد ضجّ الناس بهذا الحدث وسمع به القاصي والداني , واصبح الناس ينذرون لذلك الولي اذا ارادوا شيئا . وتأتي اهميّة الحدث من كون بقرتنا اصغر فهي اقوى على الهرب ومع ذلك اكلتها الضواري اما البقرة الثانية فكانت منهكة من اثر الولادة ومع ذلك لم يصبها سوء مع ابنها الصغير ...
وقد قالوا ان سبب بقائها هو نذرهم للسيّد والولي الذي توسّلوا به فحماها لهم ... سبحان الله


وقد أثّر فيّ هذا الحدث كثيرا وبقي معي سنوات طوال وكاد يفسد عقلي . وكنتُ اتمنى فهمه ولم افهمه الاّ بعد 21 سنة تقريبا . وسوف اشرحه لاحقاً ان شاء الله .


ومثل هذه الاحداث كان يصعب بل يشق عليّ فهمها آذ ذاك .


كنتُ في صراع لا يعلمه الّا الله . ولم تكن امي رحمها الله تستطيع ان تجيبني على كل اسئلتي المحرجة , ولم اكن قادرا على سؤال ابي فالنظام العام هو القبلي الصارم وحتى لو استطعت سؤاله فلم يكن متعلّما كفاية وانما لديه نعمة التوحيد والعقيدة وحسب . ولم اكن قادرا على تفسير الأمور تفسيرا منطقيّا عاقلاً.


لقد كان البعض يدّعو الصوفية وكانوا يأتون بالخوارق والاعمال الغريبة جداً ويسمونها كرامات , وكنا ننظر اليهم بتوقير خاص وهيبة وخوف ورهبة . ولكن شدّ انتباهي شيئا وهو ان البعض منهم ليسوا صالحين كما ينبغي ومع ذلك يأتون ( بالكرامات ) والعجائب . فبعضهم مثلاً كان لا يصلي ولا يعرف طريق المسجد ومع ذلك كان يضع رجله في النار أمام نواظرنا ثم يكوي بها المرضى ونحن نشم رائحة اللحم يحترق من جسد المريض ثم يشفى المريض ,,, والبعض منهم كان يزني أي مشهور بالزنا ومع ذلك يذهبون اليه يطلبون منه اشياء كثيرة وغالبا يحصلون عليها , مثل شفاء العُقم والعثور على الضالة او تصريف السيل او الشفاء من بعض الأوبئة مثل ( داء الكلب ) الذي كان منتشرا ... الخ .


وهنا احب ان اوضّح ان الذين كانوا يدّعون الصوفيّة عندنا لم يكونوا يعرفون عنها شيئا سوى اسم الولي الذي يتبعونه مثل السيد الرفاعي وابن علوان وابو مسواك والجيلاني وغيرهم فربما انهم كانوا اولياء من المتصوّفة اقول ربما لاني لا اعرفهم فهم من العراق ومصر واليمن وحتى من عندنا وقد ماتوا من قبل اما الذين كنت اعرفهم ويدّعون الصوفية فعليّ الطلاق ما هم حولها ولا حتى لهم علاقة بها .



المهم في عام 1391 هـ افتتحت اوّل مدرسة نظاميّة ودخلتها متعطّشاً لعلي اجد اجوبة على اسئلة كثيرة تدور في عقلي منذ طفولتي . وكان عمري حينها حوالي 11 عاماً كنتُ قد أمضيت حوالي الثمان سنوات منها في رعي الغنم حيث تكوّنت في رأسي افكار شتّى وسوف اذكرها تباعا ان شاء الله في الحلقات التالية .




وارجو ممن له سؤال مخصص او توجيه او نصيحة فلا يبخل بها علي .


الى اللقاء



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





vpgjd lu hgYdlhk ,;dt uvtjE hgpr 1










توقيع : ابو معاذ السُنّي

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 12-11-13 الساعة 08:49 AM
عرض البوم صور ابو معاذ السُنّي   رد مع اقتباس