عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-14, 08:57 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
أبو فراس السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو فراس السليماني


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 11232
المشاركات: 1,339 [+]
بمعدل : 0.35 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 34
أبو فراس السليماني على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
أبو فراس السليماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو فراس السليماني المنتدى : بيت فـرق وأديـان
افتراضي

إله ابن الفارض ( 1 )



يؤمن هذا الصوفي ببدعة الاتحاد، أو الوحدة سمها بما شئت.
بصيرورة العبد رباً، والمخلوق خلاقاً،
والعدم الذاتي الصرف وجوداً واجباً،

وإذا شئت الحق في صريح من القول،
فقل: هو مؤمن ببدعة الوحدة،
تلك الأسطورة التي يؤمن كهنتها


بأن الرب الصوفي تعين بذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله
في صور مادية، أو ذهنية،
فكان حيواناً وجماداً وإنساً وجناً وأصناماً وأوثاناً.
وكان وهما وظناً وخيالاً،


وكانت صفاته وأسماؤه وأفعاله،
عين ما لتلك الأشياء من صفات وأسماء وأفعال؛


لأنها هيَ هوَ في ماهيته ووجوده المطلق أو المقيد،
وكل ما يقترفه البغاة من خطايا،
وما تنهش الضاريات من لحوم، أو تعرق من عظام،
فهو فعل الرب الصوفي، وخطيئته وجرمه!!



وإخالك الآن تود لو تُسَوَّى بي الأرض،
أو تدهمني – على غِرةٍ صاعقة،
إذ يجري على لسان الحق ذكر ابن الفارض منعوتاً بالزندقة
وتعجب أن يكون سلطان العشق الصوفي زنديقاً!!


وما عليَّ – برحمة الله – مما تود،
ولن يمنعني عجبك في ذهوله
من أن أحكم على ابن الفارض بما ارتضاه هو ديناً له
وتدبر ما سأنقل لك عنه من تائيته،
فلعل يزول عجبك،


جَلَتْ في تجلِّيها الوجودَ لناظري ** ففي كلِّ مَرْئِيٍّ أرآها برؤيةِ


يزعم أن الذات الإلهية هتكت عنه حُجَبَ الغيرية،
وجَلَتْ له الحق المُغَيَّب،
فرأى حقيقة الله متعينة بذاتها في كل مظاهر الوجود،
رأى هذا الكون المادي بكل ما يدب عليه،
أو يغتال الحياة والأعراض في غياهب ليله الساجي، ومغاوره المظلمة،
رآه هو عين الله وماهيته، ورأى وجوده عين وجوده،


فما ثَمَّ من شيء عند ابن الفارض إلا وهو الله،
بل ما للرب – رب ابن الفارض- وجود
سوى وجود تلك الصور المادية،
أو الذهنية المنطبعة عن شيء متحقق، أو متَوهم، أو متخيل.


أما وقد نَعَق بهذا البهتان،


فليفترِ لنفسه ما يترتب على الإيمان به؛
لهذا راح يزعم أنه بذاته اتحد بذات ربه،
فكانت الثنائية في الاسم،
وكانت الوحدة في الحقيقة والوجود،
وأنه في جَلْوَة تلك الوحدة
يشهد في ذاته وصفاته وأفعاله ذات الله وصفاته وأفعاله،
وعن هذا يعبر.




*******************

( 1 ) ابن الفارض هو عمر بن أبي الحسين علي بن المرشد بن علي شرف الدين
الحموي الأصل المصري المولد، توفي سنة 632هـ،
ولم نتحدث عمن سبقه من الصوفية كالحلاج أو البسطامي مثلاً،
لأننى اخترت أن أنقل عمن يجمع الصوفية جميعاً سلفاً وخلفاً على تقديسهم،
أما الحلاج وغيره فيطعن فيه رياء ونفاقاً بعض الصوفية فتركته،
حتى لا يكون لهم رياء معذرة










توقيع : أبو فراس السليماني

عرض البوم صور أبو فراس السليماني   رد مع اقتباس