عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-19, 10:49 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
أبو روميساء
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2018
العضوية: 11910
المشاركات: 60 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 6
نقاط التقييم: 22
أبو روميساء على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
أبو روميساء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو روميساء المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر
افتراضي

{ لوثـــات شيعيــة /5/ في مقبرة النجف }


نظرت من الشباك المذهّب إلى الداخل ... فرأيت كومة من الدنانير من جميع الفئات .. بارتفاع مترين ... تحيط بالقبر من جميع الجهات .. والناس يفعلون مثل أمي .. يدخلون أياديهم داخل الشباك ويقذفون بالأموال والقطع الذهبية.. إنها أكوام من(( النذور والقرابين )) .. لم أرى مثل هذا المنظر إلا في مغارة علي بابا ... أمـّـا السدنــة فهم قائمين حول القبر يحثون الناس بيأس على استلام النذور يدويّـا .. ولايفلحون إلا في حالات قليلة .. ومع بعض المساكين الغشماء ..
أدينا الطقوس الكفرية حول القبــر من تقبيل وتمسّح ودعاء إلى الغاية القصوى من التضرع .. والأصوات حولنا تعلو (( دخيلك ياعلي بن أبي طالب ))..(( دخيلك ياأبو الحسنين )) .. كنت أردد هذه السخافات تأثراً بمن هم حولي .. كان جسدي يفعل مثلهم ولساني يردد مثلهم .. ولكن قلبي يُنكــر ويتسائل ويقول .. (( هذه أشياء غريبة .. لم أتعلمها في المدرسة )).. ولكن التيّار حولي جارف .. فأحاول أن أبعد الأفكار عني وأقول (( لا .. لا .. هذه وساوس من الشيطان )) ... وأستمــر في طقوسي (( دخيلك ياعلي بن أبي طالب ))..(( دخيلك ياأبو الحسنين )) ...


قليل من المرضى مربوطين بسلاسل حول القبــر مثل الكلاب .. لايعون ماحولهم .. بل وأحيانا يتم ضربهم بلا رحمة ولا شفقة .. لازلت أذكر تلك المرأة المسكينة وقد تناوب على ضربها أخوها وأحد أولادها في صحن المرقد ..لأنهم تأذوا منها وأنها (( ماتقعد راحة )) وأنهم ماخلوا إمام إلا وربطوها فيه بلا فائدة .. بل إن ولدها تلفظ عليها بألفاظ قذرة .. جعلت خالي (( أبو ياسر )) يستشيط غضبا .. وقفت واجما وأنا أراه مع بعض الموجودين يحاولون تخليصها .. فنالهم من الكلام البذيء مانالها ..



حجزنا لنا مكانا للنوم في صحن المرقد .. والناس منتشرون حولنا وكأننا في حديقة عامـّة .... أكل وشرب وفرفشة .. وطواف على القبر وتقبيل الشبابيك والجدران ... فقط هذا هو عمل الجميع .. طوال مدة رحلتنا لم نعرف ولم نسمع شيئا إسمه أذاناً ولا صلاة .. لامن الزوّار ولا من القائمين على المراقـــد ...إنها آخر شيء يمكن أن يفكر فيه الإنسان الشيعي إلا القليلون جداًّ..!!


بعد تناول الطعام همس أبي لخالي ... ماتخلينا نزور فلان وفلان ..و..و .....وهم من أقربائنا المدفونين في مقبرة (( وادي السلام )) وهي مقبرة النجف .. أكبر مقبرة في العراق .. مئات الشيعة يدفنون فيها يوميا من جميع أنحاء العالم ... إنها المقبرة المقدسة لدينا ...وهي بمثابة جنة الخلــد ..
ذهبوا إلى خارج المرقد وأخذوني معهم .. سرنا مسافة غير بعيدة على الأقدام حتى وصلنا إلى أحد المحلات .. إنه محل (( سيّد دخيــّــل )) الذي يقوم بدفن أمواتنا .. فعائلتنا شبه متعاقدة معه .. كان يحصل على كل ميـّت من العائلة على مبلغ محترم .. رحّـب بنا السيد جداً (( شلونكم .. هلا بيكم .. خو ماكو شي )) .. كانت أساريره تبرق فهو يظن أن عندنا جنازة .. سيحصل منها على نصيب دسم .. فقال له والدي .. (( لا الحمدلله ماكو شي ولكن نريد نزور فلان ونريدك تودينا على قبره )) .....


قطّـب جبين السيّد قليلا.. فهو لم يحصل على جنازة دسمة وإنما على زيارة أقل دسومة ...ولكن لابأس .. فكل شيء له نصيب .. ذهب بنا إلى المقبرة ووقف عند أحد القبور .. وأشار بيده هذا فلان .. كانت أغلب القبور مجصصة ومكتوب عليها أسماء أصحابها وفي بعض الأحيان صورهم .. وكتابات من الشعر ...


بينما كان والدي وخالي أبو ياسر يقرؤون الفاتحة بثواب فلان .. كنت ألاحظ أن قبر قريبنا لايوجد عليه أي كتابة أو إسم .. بعد قليل ذهبنا إلى قبر آخر وثالث ... لاحظت أيضا أن قبور أصحابنا بلا أسماء ولا كتابات .. هنا سأل والدي (( سيــّـد دخيـّل )) وهو بمثابة إلاهنـــا الذي نعبـــده من دون الله .. (( سيــّــد .. مو كأن المنطقة متغيرة )) .. فأجاب وكأنه يخفي شيئا ..(( نعم القبور كثرت .. وصارلكم مــدّة ماطبيتوا للنجف )) ..


أحسست بأن هناك شيئا ما ...فمالذي يحاول أن يخفيه السيــّد ... !!!!


.............. يتبع










عرض البوم صور أبو روميساء   رد مع اقتباس