عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-14, 08:58 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
أبو فراس السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو فراس السليماني


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 11232
المشاركات: 1,339 [+]
بمعدل : 0.35 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 34
أبو فراس السليماني على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
أبو فراس السليماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو فراس السليماني المنتدى : بيت فـرق وأديـان

وأُشهِدتُ غَيبي، إذ بدت، فوجدتُني ** هنالك إياها بجلوةِ خلوتي


شهد "هوية" الوجود الإلهي، أو باطنَه، "إِنِّـيَّةَ" وجوده هو، أو ظاهره،
فلم يجد للرب وجوداً سوى وجوده
ولا لذاته كياناً متقوماً غير كيانه،
فهتف في جَذَل البُشْرَى: أنا الله!!


بَـيْد أنه خشي أن يتوهم أحد أن هذا الشهود وهم طارئ،
أو حال عارض أو صورة من حلم أسْبَل لها فكره وعينه،

خشي هذا، فقال:

ففي الصحوِ بعد المحوِ لم أكُ غَيرها** وذاتي بذاتي،إذ تَحَلـَّت، تَجَلـَّتِ


والصحو في دين الصوفية هو رجوع العارف إلى الإحساس
بعد سكرته بواردٍ قوي،
وفيه يشهد العارف المغايرة بين الذات الإلهية ومظاهرها أو صفاتها،
يشهد أن الكون ليس هو الذات الإلهية،
وإنما هو تجليات أسمائها وصفاتها، ومجال لأفعالها.


أما المحو في دينها فهو امِّحَاء الكثرة والغيرية،
والخَلْقية المتنوعة المتعددة. وفناء السَّوِيَّة،
وتجلي الوحدة المطلقة،
فيرى الصوفي الخلقَ عين الحق، والمربوبَ عينَ الرب.


فَثَمَّتَ إذن فرق عند الصوفية بين الصحو والمحو،


ولكن ابن الفارض أبى أن يؤمن بهذا الفرق المبتدع،
فهتك الستر، ومزق القناع؛
ليكشف لك في قول صريح عن حقيقة معتقد الصوفية،
ومضى مسرعاً يلهث؛
ليدرك فكرك قبل أن يؤمن بذلك الفرق بين الصحو وبين المحو!!


وليؤكد لك أنَّ دين الصوفية قائم من أول مرة
على الإيمان بأن الله سبحانه هو عين خلقه!!


على نفي كل مغايرة
– مطلقة، أو مقيدة، إضافية، أو نسبية –
بين الخالق والخلق،
سواء في ذلك حال الصوفي في الصحو،
وحاله في المحو،










توقيع : أبو فراس السليماني

عرض البوم صور أبو فراس السليماني   رد مع اقتباس