عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-13, 08:56 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
ابو معاذ السُنّي
اللقب:
محاور مشارك
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2013
العضوية: 9687
العمر: 66
المشاركات: 165 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 12
نقاط التقييم: 41
ابو معاذ السُنّي على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ابو معاذ السُنّي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو معاذ السُنّي المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم








الحلقة الثانية عشر







في الحلقة السابقة رأيتم التحوّل في اسلوب التعامل مع الافكار , فقد كنتُ سابقاً اتعامل معها وهي لا تزال ( خام ) بلا تدقيق عاقل ولا تنقيح ذاتي .




لقد منّ الله عليّ الآن بأن أنظر الى الأمور بطريقة مغايرة . وهذا ما جعلني اكتشف ان الأمر الواحد يمكن ان تنظر اليه من عدّة جوانب , وقد تراه بأشكال متباينة وبصور مختلفة عن التي كوّنتها أنت عنه سلفا .



إن ما منّ الله به عليّ اقدر اسمّيه ب ( العدل والحياديّة ) .




وحين يُنْصِفُ الشخص الناسَ حتى من نفسه فتلك هي قمّة الشجاعة وحين يستطيع الإنسان ان ينظر الى الأمور التي تعنيه هو , ومرتبطة به هو , حين يستطيع ان ينظر اليها وكأنّه ليس له دخل بها , فان ذلك يكسبه القدرة على الحكم على تلك الأمور بدون تدخّل لعواطفه ولا اتّباع لهواه . لا اريد ان اكثر عليك ايها القارئ من هذه الفلسفة ولكنّها مقدّمة كانَ لا بدّ منها وأرجو منك التحمّل والصبر .




وقد قرأتُ ذات مرة في احد الكتب نسيتُ اسمه الآن وما اكثر ما نسيتُ , قرأتُ في ذلك الكتاب أن الإنسان يستطيع ان يتخلّص من أي سلوك سيّئ أو أي صفة قبيحة توجد فيه , يستطيع التخلّص منها بثلاث خطوات بسيطة وهي :




1 – ان يعلم أن تلك الخصلة فيه .


2 – أن يبغضها ويمْقتها بقلبه .


3 – أن يبذل الجهد لمقاومتها .




وكذلك إذا عكسنا الخطوات الثلاث اعلاه واضفنا عليها الدّعاء فسوف نحصل عل طريقة سهلة جدا لإكتساب أي صفة حسنة أو خصلة طيّبة أو سلوك نريد ان يكون فينا ونرغب في أن نتّصف به .



تلك النّظرية ساعدتني بعد توفيق الله سبحانه وتعالى . فقد تدرّبتُ على عمليّة التحدّث مع النفس بصدق وصراحة وتعلّمتُ كيفيّة مجابهة نفسي بالحق والواقع , وأن ألْزمها بالحق حين تحيد يميناً او شمالاً .


ولا داعي لشرح ذلك الآن فهو ليس من صلب الموضوع .




متصفّحي الكريم



قبل ان ندخل سويّا في متاهات الشُّبهات الكثيرة التي كنتُ اعانيها , وقبل أن نلج الى التناقضات التي تراكمتْ على ظهري وأثقلت كاهلي , قبل ذلك كله يجب ان تعلم شيئا ولا أظنّك إلاّ تعرف ذلك الشيء وهو :




إنّ الدين او التديّن إذا قام على أسس رجراجة فانه ينهار بسرعة .



اقصد إذا تديّن الشخص بسبب ظروف عاطفية او ماليّة او غيرها فإنه سرعان ما يترك دينه ويتخلّى عنه إلاّ من رحم ربي .



وقد قال الشاعر :



صلّى المصلّي لأمرٍ كان يقصده **** فلمّا انتهى الأمرُ لا صلّى ولا صامَ




وربما انك تتذكّر أني حين رجعتُ الى المملكة وتفاجأتُ بوفاة اخي انتابتني نوبة عاطفيّة واحزان جعلتني ارجع الى الدين وان إلْجأ الى الله بسبب ظروفي وليس لإيمان صادق وثابت ويقين نابع من القلب .


وحين اندملت الجراح عاد الحال كما هو وربمّا اسوأ .



أو كما يُقال (( عادة حليمة لعادتها القديمة ))



أي رجعتُ الى ما كنتُ عليه من الحيرة والتيه . عِدْتُ الى التّذبذب والتأرجح . فلا يزال هناك كم هائل من الشبهات والوساوس التي كانت تنتابني . نعم هدأت عندي عواصف الإلحاد ولكنّها هناك كامنة في مخبأها موجودة في زوايا فكري , وكان إيماني فارغاً بلا يقين ولا جزم .



فكنتُ تارة اعتقد ان هناك رب وخالق لهذا الكون , وتارة اخرى يكون شعوري العكس , تارة اعتقد ان الاسلام صحيح وفجأة اجد نفسي منكرة لصحّته . وذلك التأرّجح كان يحدث حسب ظروف تحرّكه .



فمثلاً حين ارى عطف الأم على ابنها فإني اشعر ان ذلك الشعور لابدّ ان يكون خلقه رب رحيم ودود رؤوف . وإذا وجدتُ معوّقاً أو مريضا منهكاً فإني اجد في نفسي شعورا يقول لي لا يوجد إله وليس في هذه الدنيا سوى الطبيعة وتفاعلاتها . كنتُ تارة يمين وأخرى شمال .



وهكذا كنتُ مثل ريشة في مهبط طائرات عمودية ( هيلوكبتر ) .



لم استطع ان امارس شعائر الاسلام بلا اقتناع صادق , ولم استطع الاقتناع لمجرّد تصديق الآخرين , ولم اجد في نفسي التأكّد من صحة الدين ولم اجد الأدلّة التي تقنعني ... وقد يقول قائل :


الم يكفك القرآن الكريم وما فيه من الآيات ..!؟؟



فأرد عليه بقولي أن القرآن لكي يقوم بدوره في الهداية , يجب ان يكون المرء مؤمناً بأن القرآن صحيح وأنه منْزل من عند الله على النبي محمد عليه الصلاة والسلام , وبعدها سيأتي القرآن بالمعجزات . اما وانه لا يزال في ريبة ولا يزال متشكك حتى في وجود الخالق فهذا لا يزال في ضلال بعيد . وسيكون ابعد من ان يفهم القرآن . اقرأ قول الله تعالى :



وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ
[فصلت : 44]




كنتُ بعض الأحيان ( والله العظيم ) اقول لو اشتُرِطَ عليّ ان افهم الحقّ في مسألة وجود الله وارساله الرسل والبعث .. لو اشترطوا علي ان اذا عرفت ذلك حقاً فالشرط هو قتلي والله كنتُ سأوافق ... اقسم بالله لم اكن لأتردّد . ان اعرف الحق ثمّ اشنق او اصلب او اقطّع وأفرم شورما .




إن مسألة معرفة الله هي أهم واعظم مسألة في حياة الانسان .




ولما لهذه المسألة من أهميّة وتحتاج الى براهين قويّة وحقائق جليّة لذلك أجّلتُ بحثها مع نفسي لأسباب تتعلّق بالمعطيات . أي ان معلوماتي لا تزال ناقصة في هذه النّقطة الهامة . وكذلك لا يزال أدائي في الحوار مع الذات فتيّا , لم اتمكّن منه تمكّنا شديدا . ولكني عزمتُ بكل قوّتي على ان اضع ذالك الموضوع الرئيس تحت النقاش مع نفسي ووعدتُ بالإنصاف والحياديّة المُطْلقة ,,,,




ولكن متى ستُتاح لي الفرصة لذلك ...!!!؟؟




كنتُ اجمع المعلومات , وأضمها الى بعضها , فكل ما حصلتُ على معلومة او قُصاصة لها علاقة بالموضع ( نفيا أو اثباتاً ) فإني اضمّها الى المعلومات السابقة لتشكّل ملفا واحدا وقرّرت ان اتفرّغ له ولو بعد حين .




في نهاية عام 1406 هـ وبفضل الله وتوفيقه , حصلتُ على بعثة الى الولايات المتحدة الأمريكيّة لأكمال دراستي في المساحة المتقدّمة والمسح بالاقمار الصناعية . كانت مدّة البعثة عام وشهرين . ولن اذكر شيئا مما جرى هناك سوى موقفين فقط تتعلّقان بالموضوع . واذا سنحت الفرصة فيما بعد فسوف اذكر بعض الحوارات التي دارت بيني وبين بعض القسس النصارى واليهود وكذلك بعض الشواذ ( المثليين ) أعزّكم الله



واما الآن فإلى الموقفين ...!!



الموقف الأول هو : أن عمّي أبو زوجتي رفض ان تسافر زوجتي معي . رفض عمّي بحجّة ان الأمريكان كُفّار ولا يستطيع ان يسمح لإبنته بالسفر الى ارض الكفّار ..!!!



فبقيتُ اعزب مع سبق الاصرار والتّرصد .!!



ولو كان الحال حينها كما هو هذه الأيام لأبلغتُ cia وقلتُ لهم ان عمي يتعامل مع الشيخ اسامة بن لادن رحمه الله ... انتقاما من عمي .ههههههه




وللحق الآن أنا اشكر عمّي على صلابته , واني أتفهم موقفه جيّدا ..!!




الموقف الثاني هو عبارة عن قصّة حصلتْ لي هناك في امريكا , ورغم ما فيها من عبرة , وحتى الآن لم استوعب الذي جرى فيها ولم افهمه , فسأتركها مستقلّة بذاتها حتي لا تؤثر على سرد الموضوع الاساسي وللقارئ الكريم الرأي في تلك القصّة , فهي كالخيال .. الى حدٍ ما ..


الى ذلك الحين اترككم في رعاية الله وحفظه .










توقيع : ابو معاذ السُنّي

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 29-11-13 الساعة 09:35 AM
عرض البوم صور ابو معاذ السُنّي   رد مع اقتباس