[أبو بلال المصرى]

قول الله تعالى

ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين
يخبر الله تعالى أنه لو أن نبيه كذب عليه فى بعض الأقاويل لفعل به ما ذكر من قتله ولا يحجزه تعالى أحد عن قتله
وكذلك لو كان الصحابة قد حرفوا الكتاب فقد تقولوا على الله ولفعل بهم هذا
تأمل الأية ثم لقطعنا منه الوتين
وتأمل ولن تجد لسنة الله تبديلاً
فسنة الله التى لا تتبدل:: محو من افترى عليه الكذب وقتله
فكيف بعد هذا يا شيعى تزعم أن الصحابة والسنة افتروا على الله الكذب؟
ومعلوم أنهم عاشوا وعمروا وفتحوا الدنيا وقهروا الأعداء كلهم وحطموا أعظم امبراطوريات الدنيا وعاشوا سادة ما سلط الله عليهم أحد

ثم تأمل قوله تعالى
أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته


ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته

بعد ذكر الإفتراء عليه الكذب أى أن الله يحق الحق بعد إفتراء الكذب عليه ويمحو الباطل
فهل محى الله ما حرفوه

أم أنه يتلى منذ ألف وأربعمائة سنة معظم فى الدنيا كلها مهتم به وبإعجازه العلمى الذى أبهر العالم وجعلهم يسلمون ؟
يقول إمام الهدى العلامة ابن القيم رحمه الله

ومن أسمائه تعالى «المؤمن» وهو في أحد التفسيرين: المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم. فهو الذي صدق رسله وأنبياءه فيما بلغوا عنه، وشهد لهم بأنهم صادقون بالدلائل التي دل بها على صدقهم، قضاء وخلقا. فإنه سبحانه أخبر، وخبره الصدق. وقوله الحق:
أنه لا بد أن يرى العباد من الآيات الأفقية والنفسية: ما يبين لهم أن الوحي الذي بلغه رسوله حق.
ومن كماله المقدس اطلاعه على كل شيء وشهادته عليه بحيث لا يغيب عنه وجه من وجوه تفاصيله ولا ذرة من ذراته باطنا وظاهرا ومن هذا شأنه كيف يليق بالعباد أن يشركوا به وأن يعيدوا معه غيره وأن يجعلوا معه إلها آخر وكيف يليق بكماله أن يقر من يكذب عليه أعظم الكذب ويخبر عنه بخلاف ما الأمر عليه ثم ينصره على ذلك ويؤيده ويعلي كلمته ويرفع شأنه ويجيب دعوته ويهلك عدوه ويظهر على يديه من الآيات والبراهين والأدلة ما تعجز عن مثله قوى البشر وهو مع ذلك كاذب عليه مفتر ساع في الأرض بالفساد
ومعلوم أن شهادته سبحانه على كل شيء وقدرته على كل شيء وحكمته وعزته وكماله المقدس يأبى ذلك كل الإباء ومن ظن ذلك به وجوزه عليه فهو من أبعد الخلق من معرفته وإن عرف منه بعض صفاته كصفة القدرة وصفة المشيئة
والقرآن مملوء من هذه الطريق وهي طريق الخاصة بل خاصة الخاصة هم الذين يستدلون بالله على أفعاله وما يليق به أن يفعله وما لا يفعله من كتاب مدارج السالكين
يا له من إمام