" كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ قَارِئًا يَنَامُ اللَّيْلَ فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَنَامَ عَنْ حِزْبِهِ , فَرَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ جَارِيَةً وَقَفَتْ عَلَيْهِ كَأَنَّ وَجْهَهَا الْقَمَرُ الْمُسْتَتِمُّ وَمَعَهَا رَقٌّ فِيهِ كِتَابٌ فَقَالَتْ: أَتَقْرَأُ أَيُّهَا الشَّيْخُ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَتْ: فَاقْرَأْ هَذَا الْكِتَابَ , قَالَ: فَأَخَذْتُهُ مِنْ يَدِهَا فَفَتَحْتُهُ فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ:
أَلْهَتْكَ لَذَّةُ نَوْمٍ عَنْ خَيْرِ عَيْشٍ ... مَعَ الْخَيْرَاتِ فِي غُرَفِ الْجِنَانِ
تَعِيشُ مُخَلَّدًا لَا مَوْتَ فِيهَا ... وَتَنْعَمُ فِي الْخِيَامِ مَعَ الْحِسَانِ
تَيَقَّظْ مِنْ مَنَامِكَ إِنَّ خَيْرًا ... مِنَ النَّوْمِ التَّهَجُّدَ بِالْقُرَانِ
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إِلَّا ذَهَبَ عَنِّي النَّوْمُ "
__________________________
من سلسلة منامات الدار الآخرة