عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-17, 09:55 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,724 [+]
بمعدل : 0.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت الحــوار العقـائــدي


مقدمة :-
التشيّع فكرة سياسية .. لا علاقة لها بالدين ..
ظهر التشيع .. ليس بسبب الصلاة و الصوم .. أو الحلال والحرام ..
وإنما لتحديد هوية الخليفة والحاكم .. ولأي عشيرة ينتسب !
ويمكن تقسيم الشيعة الى قسمين رئيسيين :- شيعة صادقين .. وشيعة كذابين !!
-----------------------------------------------------------------
الشيعة الصادقون :-
هم الذين شايعوا علياً وأولاده قولاً وفعلاً .. وجاهروا بمبادئهم .. ولم يغيّروها ..
ولا يؤمنون بأسلوب الحيلة والكذب والمخادعة .. ولو بإسم الضرورة والتقية ..
وأفضل مثال لهم .. هم الشيعة الزيدية ..
وهم يعترفون من البداية بأن هدفهم سياسي بحت .. وهو أن يكون الحاكم علوياً .. من ولد علي و فاطمة ..
فهم يؤمنون بأفضلية علي على باقي الصحابة من دون وجود وصية ، ويؤمنون بخلافة أي رجل من ولد فاطمة يمتلك الشروط المطلوبة ويجاهد في سبيل الله ، ولا يجلس في بيته ويُرخي ستره متخاذلاً ( بحار الأنوار للمجلسي ج47 ص128 ) ، ولا وجود عندهم لوصية أو نص إلهي ، أو تسلسل إثناعشري ، أو عصمة للأئمة ، و بالتالي لا يكفّرون الصحابة .
وهذا كان مذهب أولاد وأحفاد الإمام الحسن أيضاً ( نفس المصدر ص 156 الهامش ) .
-----------------------------------------------------------------
سئل الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي (الإثنا عشرية يحرفون دينهم ظروفهم) عن معنى حديث الغدير ، فقال :-
" والله لو يعني بذلك رسول الله الإمارة والسلطان لأفصح لهم بذلك ،، كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة والصيام والحج ،، فإن رسول الله كان أنصح للمسلمين ، لقال: (أيها الناس هذا ولي أمركم والقائم عليكم من بعدي) ،، ولئن كان الله ورسوله إختار علياً ، ثم ترك علي أمرهما ، لكان أعظم الناس خطيئة وجرماً " .
ثم أكد حفيد الإمام علي أن أباه وجده لم يخبراه بوجود وصية ، فقال :-
" لقد أساء آباؤنا وأمهاتنا إن كان ما تقولون (في الوصية) حقاً ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه " ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 13/69 ) .
-------------------------------------------------------------------
وفقه الزيدية أقرب إلى الفقه الحنفي السني منه إلى الفقه الشيعي ( الشيعة في الميزان لجواد مغنية (إثناعشري) ص 36 ) .
وهم أصحاب الثورات الشيعية الحقيقية في التاريخ .. مثل ثورة زيد بن علي .. ولهذا سموا بالزيدية .. وكذلك ثورة محمد النفس الزكية وأخوته ..
وكانوا جميعاً يُنكرون ما يردده الروافض (الشيعة الكذابون) من غلو في آل البيت . فيقولون :- " إتقوا الله ، ما عندنا إلا ما عند الناس " ( ص34 ) .
" لا، والله، ما ترك علي بن أبي طالب كتاباً " ( ص270 ) .
" ما لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا " ( ص271 ) .
" بأي شيء كان الحسين أحق بها من الحسن ؟ إن الحسين كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن (الأكبر) من ولد الحسن " ( ص281 ) .
وكانوا يؤكدون عدم وجود إمام مفترض الطاعة ( منصوص عليه من الله ورسوله ) ، حتى جدهم علي بن أبي طالب لم يكن في نظرهم إماماً منصوصاً عليه ( ص272 ) .
ويستهزأون من الروافض ، ويقولون لهم :- أهذا في جفركم الذي تدّعون ؟ ( ص272 ) .
وأنكروا أن هناك إمامة منصوص عليها لجدهم علي بن أبي طالب ( ص 271 ، 272 ) .

--------------------------------------------------------------
الشيعة الكذابون :-
وهم الذين شايعوا علياً وأولاده بالقول فقط .. ثم خذلوهم في ساحات المعارك ..
وقد سماهم زيد بن علي بن الحسين بالروافض .. لأنهم شجعوه في البداية .. ثم رفضوه عندما أعلن ثورته ، وترضى عن أبي بكر وعمر (تاريخ الطبري 5/ 498 ، عمدة الطالب لإبن عنبه ص 256 ) ..
وهم يجيزون لأنفسهم الإستخدام المفرط للكذب والخداع .. بإسم التقية ..
يقول أحد شيوخهم/ عباس القمي :-
" التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين ، فمن تركها فقد خالف دين الإمامية وفارقه . والروايات في التقية أكثر من أن تذكر . فروي ان التقية ترس المؤمن ولا ايمان لمن لا تقية له وان تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له . وقال الصادق (ع) : عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ليكون سجيته مع من يحذره ، وعنه " ع " لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا ، والتقية في كل شئ حتى يبلغ الدم ، فإذا بلغ الدم فلا تقية ، وعنه " ع " قال : كلما تقارب هذا الامر كان أشد للتقية ، وقال لنعمان ابن سعيد : من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من العز ، وان عز المؤمن في حفظ لسانه ، ومن لم يملك لسانه ندم . قال الرضا " ع " : لا دين لمن لا ورع له ، ولا ايمان لمن لا تقية له ، ان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية قبل خروج قائمنا ، فمن تركها قبل خروج قائمنا فليس منا " ( الكنى والألقاب لعباس القمي 1/ 141 – 142 ) .

ولا يخجلون من ذكر ذلك في كتبهم .. لقناعتهم بأن العامة (أهل السنة) مغفلون ولا يقرأون إلا قليلاً (!!) ..
فبما إنهم تنظيم سياسي هدفه الإستيلاء على الأرض .. وبما إن الكذب جائز لديهم للوصول الى هذا الهدف ..
تراهم يغيّرون أفكارهم .. مع تغيّر الظروف السياسية .. كما سنرى ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الإمامة السياسية
والمقصود بها : الخلافة والحُكم والسلطان ..
بالنسبة للشيعة الصادقين .. لم يغيّروا مبدأهم في ذلك .. كانوا ومازالوا يصرّون على أن يكون الخليفة علوياً .. من ولد فاطمة .. من دون وصية أو نص من الله ورسوله ..
أما الشيعة الكذابين .. فقد زعموا إن لكل نبي وصي .. وإن الله ورسوله قد أوصيا بالخلافة لعلي بن أبي طالب .. وبالتالي من أنكر ذلك (99،99 % من المسلمين) هو كافر فاسق مغتصب !!
وأول من دعا الى ذلك .. عبد الله بن سبأ .. فكان يهيج الناس على الخليفة عثمان بن عفان ، ويُعين عليه ، وكان يقول : " لكل نبي وصي ، وكان علي وصي الرسول " . ثم قال: " محمد خاتم الأنبياء ، وعلي خاتم الأوصياء ، ومن أظلم ممن لم يُجز وصية رسول الله " . وقال: " إن عثمان أخذها بغير حق ، فانهضوا في هذا الأمر وحرّكوه وابدؤوا بالطعن على أمرائكم " . ( تحف العقول للحراني ( شيعي إمامي ) ص 118 ) .
وبهذا يعتبر السبئية هم أصل الروافض ورؤسائهم (فتح الباري لإبن حجر 9/ 144 ، نيل الأوطار للشوكاني 8/ 6) .
----------------------------------------------------------------------------
ولكنهم في نفس الوقت .. لا يريدون خليفة علوياً فعلاً .. بل يريدون السلطة لأنفسهم .. وأن يكون الواجهة العلوية مجرد صورة تخدع العوام !!
وسوف نرى إن هذا السيناريو الشيطاني (المطالبة بحاكم علوي ليكون مجرد شماعة لهم) .. يفسّر العديد من تصرفاتهم العجيبة الغريبة المتناقضة ..
فهم الذين شجعوا علياً لقتال معاوية .. ثم خذلوه لاحقاً .. حتى شتمهم وسماهم (أشباه الرجال) .. راجع نهج البلاغة ..
وعندما قُتِل .. أنكروا موته .. وزعموا إنه غائب .. وسيعود !!
وهل هناك أفضل من فكرة (الإمام الغائب) .. لتكون (واجهة) لممارسات الكذابين ؟!
فقال إبن سبأ لما بلغه قتل علي :
" والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة ، لعلمنا أنه لم يمت ، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه " .
فلما بلغ ابن عباس ذلك قال : " لو علمنا أنه يرجع لما تزوجنا نساءه ، ولا قسمنا ميراثه " (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج5 ص7) ..
-------------------------------------------------------------------------------
وهم الذين بايعوا الحسن بن علي .. ثم إنقلبوا عليه .. عندما أراد الصلح مع معاوية ..
وهم الذين شجعوا الحسين على الثورة .. ثم إنضموا الى جيش إبن زياد .. وقتلوا الحسين وقطعوا رأسه !!
وهم الذين شجعوا زيد بن علي .. ثم رفضوه .. لأنه مدح أبا بكر وعمر .. فسماهم : الروافض ..
وهم الذين رفضوا الإنضمام الى ثورة محمد النفس الزكية (من أحفاد الحسن) ..
وهكذا نرى .. كلما أراد أهل البيت وشيعتهم الصادقين القيام بثورة .. خذلهم الشيعة الكذابون !!
-------------------------------------------------------------------------------
ولهذا نجد العداوة شديدة جداً بين الزيدية والرافضة ..
من سيرة زعماء الزيدية :-
الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب :-
يروى أن الحسن المثنى قال لرجل من الرافضة : إن قتلك قربة إلى الله ، فقال : إنك تمزح ، فقال : والله ما هو مني بمزاح .
وقال الحسن المثنى أيضاً لرجل من الرافضة : أحبونا في الله ، فإن عصينا الله فأبغضونا ، فلو كان الله نافعاً أحدا بقرابته من رسول الله بغير طاعة لنفع أباه وأمه.
وقال الحسن المثنى : دخل عليّ المغيرة بن سعيد – المتهم بالزندقة - فذكر من قرابتي وشبهي برسول الله (الإثنا عشرية يحرفون دينهم ظروفهم) - ثم لعن أبا بكر وعمر ، فقلت : يا عدو الله ، أعندي ! ثم خنقتُه - والله - حتى دلع لسانه . وكانت شيعة العراق يمنّون الحسن المثنى بالإمارة والخلافة، مع أنه كان يبغضهم ديانة!! ( راجع / سير أعلام النبلاء للذهبي (سني) 4/ 486 – 487 ) .
والمقصود بشيعة العراق هنا هم الكذابون الروافض ، وهذه عادتهم : يشجعون أهل البيت على الثورة ثم يخذلونهم .
وقال الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب لرجل من الرافضة: " والله لئن أمكننا الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم، ثم لا نقبل منكم توبة ".
فقال رجل: " لم لا يقبل منهم توبة؟ "
قال: " إن هؤلاء إن شاؤوا صدقوكم، وإن شاؤوا كذبوكم ! وزعموا أن ذلك يستقيم لهم في التقية. ويلك، إن التقية إنما هي باب رخصة للمسلم، إذا اضطر إليها وخاف من ذي سلطان أعطاه غير ما في نفسه يدرأ عن ذمة الله عز وجل، وليس بباب فضل!! إنما الفضل في القيام بأمر الله وقول الحق. وأيم الله، ما بلغ من التقية أن يجعل بها لعبد من عباد الله أن يضل عباد الله !! " (تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 13/ 69 ) ..
فالشيعة الصادقون لا يستخدمون التقية إلا نادراً ، ويفضّلون قولة الحق . أما الكذابون فإن التقية عندهم تسعة أعشار الدين !
----------------------------------------------------------------------
من سيرة عبد الله بن الحسن المثنى :- سئل عبد الله بن الحسن عن أبي بكر وعمر ، فقال: صلى الله عليهما ، ولا صلى على من لم يصل عليهما . وقال : ما أرى أن رجلاً يسب أبا بكر وعمر تتيسر له توبة أبداً .
وقال : والله ، لا يقبل الله توبة عبد تبرأ من أبي بكر وعمر ، وإنهما ليعرضان على قلبي فأدعو الله لهما ، أتقرب به إلى الله عز وجل .
شوهد عبد الله بن حسن توضأ ومسح على خفيه ، فقيل له: تمسح ؟ فقال : نعم ، قد مسح عمر بن الخطاب ، ومن جعل عمر بينه وبين الله فقد استوثق .
سئل عبد الله بن الحسن عن المسح على الخفين ، فقال: إمسح ، فقد مسح عمر بن الخطاب . فقيل له: إنما أسألك أنت تمسح ؟ قال : ذاك أعجز لك ! حين أخبرك عن عمر وتسألني عن رأيي ! فعمر كان خير مني وملء الأرض مثلي . قيل : يا أبا محمد ، إن ناساً يقولون إن هذا منكم تقية . فقال : ونحن بين القبر والمنبر ، اللهم إن هذا قولي في السر والعلانية فلا تسمعن قول أحد بعدي .
قال : من هذا الذي يزعم أن علياً كان مقهوراً ؟ وأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمره بأمور لم ينفذها ؟! فكفى إزراءاً على علي ومنقصة بأن يزعم قوم أن رسول الله ( الإثنا عشرية يحرفون دينهم ظروفهم ) أمره بأمر فلم ينفذه !
شوهد عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ذكر قتل عثمان ، فبكى حتى بلّ لحيته وثوبه .
قيل لعبد الله بن الحسن: هل في أهل قبلتنا كفار ؟ قال : نعم ، الرافضة .
شوهد عبد الله بن الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة : والله ، إن قتلك لقربة ، لولا حق الجوار .
راجع ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 27/ 373 – 377 ) .
و سئل عبدالله بن الحسن عن المسح على الخفين ؟ فقال : قد مسح قوم صالحون ، ونحن أهل البيت لا نمسح .. وعن أكل الجري أحلال هو أم حرام ؟ فقال : حلال ، إلا أنا أهل البيت نعافه .. وعن شرب النبيذ ؟ فقال : حلال ، إلا أنا أهل البيت لا نشربه (الكافي للكليني 1/ 349 ) .
------------------------------------------------------------------------
ومن أساليب الكذابين الشيطانية .. أنهم يلتفون حول أهل البيت .. وينشرون حولهم الشائعات .. كما حصل مع جعفر الصادق رحمه الله ..
فقد إلتف حوله رافضة الكوفة .. وزعموا إنه إمامهم المعصوم ، والجدير بالخلافة .. مما أثار ضغينة الخليفة ضده .. فقد إستدعاه أكثر من مرة الى القصر .. ليجيبه على تقارير أمنية موجهة ضده .. وكان جعفر في كل مرة يُقسم بالله العظيم إنه بريء من كل ما يقوله الرافضة الكذابون حوله ( راجع البحار للمجلسي ج47 ص168 ص174 ص196 ص201 ) ..
ومن رؤساء الرافضة آنذاك .. رجل يدعى أبو الخطاب !
أبو الخطاب محمد بن مقلاص ( نفس المصدر السابق ج47 ) :-
كان في البداية تلميذاً محضياً عند جعفر الصادق ، فقد كان يحمل مسائل شيعة الكوفة إليه ويعود بجواباته ( ص346 ) .
وعندما إشتكى منه الناس لشتمه الصحابة ، لم يصدّق جعفر الصادق ذلك ودافع عنه! ( ص111 ) .
ثم إزداد أبو الخطاب غلواً ، فتبرأ الصادق منه ولعنه ( ص336 ، 338 ).
ولكن بعد فوات الأوان ، فقد إستطاع أبو الخطاب أن يؤثر هو وأتباعه في أهل الكوفة ، حتى قال بعضهملا:- لبيك جعفر ، لبيك معراج ( ص378 ).
وقد أفسد أبو الخطاب أهل الكوفة ، فصاروا لا يُصلون المغرب حتى يغيب الشفق . فقد سئل الصادق :- أأؤخر المغرب حتى تستبين النجوم ؟ فقال :- خطابية ( يعني أنها بدعة من أبي الخطاب ) ، إن جبرئيل نزل بها ( صلاة المغرب ) على محمد (ص) حين سقط القرص ( قرص الشمس، وهو ما يفعله السنة ) (الإستبصار للطوسي 1/ 262 ، التهذيب للطوسي 2/ 28 ، البحار للمجلسي 80/ 65 ، رجال الكشي 2/ 577 ، البحار 53/ 39 الهامش ) .
وبقي تأثيره حتى ما بعد وفاة الإمام الحسن العسكري ( ص334 ) .
والعجيب أن الإثناعشرية يقولون أن الإمام يستطيع تمييز المؤمن من المنافق بمجرد النظر إليه !! ( ص118 ) ، فكيف إنخدع الصادق بأبي الخطاب هذا في البداية ؟!
----------------------------------------------------------------------
وهكذا ضرب الشيعة الكذابون .. عصفورين بحجر واحد .. من جهة زرعوا شقاقاً لا يلتحم بين أهل البيت والسلطة الحاكمة .. ومن جهة أخرى .. يوهمون الناس بأنهم شيعة أهل البيت حقاً ، وأنهم وحدهم المخلصون لهم ، والمتكلمون نيابة عنهم !!
وبهذا إلتصق إسم الرافضة الكذابين بأهل البيت الكرام .. وهم منهم براء !!
وكان أئمة أهل البيت يعرفون هذه الحقيقة المرة .. ولكن .. ما باليد حيلة !!
فقد قال جعفر الصادق يوماً لأحد أصحابه :-
" إنهم (الإمامية الروافض) يتكلمون بكلام إن أنا أقررتُ به ورضيتُ به أقمتُ على الضلالةِ ، وإن برئتُ منهم شُقَّ عليَّ ، نحن قليل وعدونا كثير " (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 435 ، جامع الرواة للأردبيلي ، طرائف المقال للبروجردي 2/ 555 ، معجم رجال الحديث للخوئي 18/ 41 )
-----------------------------------------------------------------------
ونفس السيناريو تقريباً حصل مع موسى الكاظم .. فقد إلتف حوله الرافضة وأشاعوا بين الناس بأنه الإمام المعصوم الذي إختاره الله تعالى لقيادة المسلمين دينياً ودنيوياً .. وبذلك دقّوا إسفيناً بينه وبين الخليفة العباسي هارون الرشيد .. بعد أن كان من أعز أصدقائه ..
وليس هذا فحسب .. فقد تآمر البرامكة مع أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق .. على الوشاية بعمهم موسى الكاظم عند هارون الرشيد بأنه فعلاً يجمع المال والسلاح للإستيلاء على الحُكم ..
فما كان من الرشيد إلا أن يأمر بسجن الكاظم .. حتى مات في سجنه رحمه الله .. (راجع/ الإرشاد للمفيد ج2 ص237 ) ..
ومن أشهر الشيعة الكذابين .. الذين نشروا الإشاعات حول الكاظم .. هو هشام بن الحكم .. ولهذا كان علي الرضا بن موسى الكاظم يكرهه كثيراً .. ويحمّله مسؤولية موت أبيه الكاظم في سجن الرشيد ..
وممن أثار الوشايات ضد الكاظم رجل رافضي خبيث في ذلك الزمان، يدعى هشام بن الحكم، يعتبر فيلسوف الإمامية ! حيث أنه أول من فتق الكلام في مفهوم الإمامة . وكان يردد أنه من لطف الله تعالى أن يعيّن للمسلمين إماماً معصوماً لكي لا يختلف الناس ، ويُشير إلى موسى الكاظم. وقد رجاه الكاظم أن يسكت ، فرفض هشام .
ولهذا كان علي الرضا بن موسى الكاظم يكرهه ويحمّله مسؤولية ما حصل لأبيه الكاظم ، فقال الرضا (ع) لشيعته :- " أما كان لكم في الكاظم (ع) عظة؟ ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بالكاظم (ع) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم ؟ أترى الله يغفر له ما ركب منا ؟ " (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 561 ، قرب الإسناد للحميري القمي ص 381 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ، البحار 48/ 196 – 52/ 111 ، معجم رجال الحديث للخوئي 20/ 315 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 534 ) .

-------------------------------------------------------------------------
وفي زمن الخليفة المأمون العباسي .. صنعوا له سيناريو مشابه .. حيث حرضوه على أخيه الأمين .. وإستدرجوه الى خراسان .. وفرضوا حوله حصاراً إعلامياً .. بحيث لا يسمع من أخبار الدولة .. إلا ما يريدونه أن يسمع .. وهم يتولون شؤون الدولة بدلاً عنه .. ولولا علي الرضا رحمه الله .. الذي فضح مؤامرتهم ، وأخبر المأمون بما يجري ، فأسرع عائداً الى بغداد .. لبقيت الخلافة العباسية بأيدي المجوس .. ولأصبحت إيران هي عاصمة الخلافة منذ ذلك الوقت !!! وإليكم تفاصيل القصة :-
علي الرضا يُنقذ عرش المأمون :-
كانت خطة الوزير الفضل بن سهل (المجوسي بن المجوسي) هي إبقاء المأمون في خراسان ، و(إحتواء) الخلافة العباسية ، وجعلها مُلكاً فارسياً بغلاف عباسي ..
وقد حاول أبو مسلم الخراساني ذلك سابقاُ مع أبي جعفر المنصور ، والبرامكة مع هارون الرشيد .. فلم يُفلحوا .
إن الفضل بن سهل كاد أن يُفلح هذه المرة ، عندما إستطاع (مع الفضل بن الربيع) إشعال الصراع بين الأمين والمأمون ، وإستدراج المأمون إلى خراسان .. حتى بعد القضاء على الأمين ، وتسمية المأمون خليفة للمسلمين .. فأنزل المأمون قصراً حجبه فيه عن أهل بيته وقواده ، وأخذ الفضل يستبد بالسلطة .. ولكن حصلت إنتفاضة لأهل البيت وبني هاشم عموماً على هذا النفوذ الفارسي . وكان أول من ثار هو إبن طباطبا العلوي الحسيني (مع أبي السرايا) في الكوفة (الكامل لإبن الأثير 6/ 302) .
وثار نصر بن شبث العقيلي (من أحفاد عقيل بن أبي طالب) في الجزيرة . وقد قيل له: بايع لخليفة من آل علي بن أبي طالب . فقال : أبايع لبعض أولاد السوداوات فيقول إنه هو خلقني ورزقني ؟!. قالوا: فبايع لأحد من بني أمية ، فقال: لقد ولّى أمرهم . إنما هواي مع بني العباس ، ولكنني أقاتلهم لأنهم فضلوا العجم على العرب (الكامل لإبن الأثير 6/ 308) .
وثار زيد بن موسى الكاظم في البصرة ، و إبراهيم بن موسى الكاظم في اليمن (نفس المصدر 6/ 310) ، والحسين بن الحسن الأفطس في مكة ، ومحمد الديباج بن جعفر الصادق (نفس المصدر 6/ 311) . وأخيراً إنتفض أهل بغداد (عاصمة الخلافة) وبايعوا أحد أولاد المهدي العباسي (نفس المصدر 6/ 321) .
كل هذا حصل ، والمأمون في خراسان لا يدري بذلك ، بسبب الحصار الفارسي عليه ! حتى جاء علي الرضا (الذي عيّنه المأمون ولياً للعهد) فأخبره بالثورات ضده ، وأن عرشه على وشك الإنهيار ، وأن وزيره (الفضل بن سهل) يكذب عليه ويكتم عنه الأخبار .. فقرر المأمون العودة إلى بغداد بسرعة للحفاظ على الخلافة (الكامل لإبن الأثير 6/ 346 ) .
بعدها بقليل مات الرضا .. وقيل مسموماً .. فمن دس له السم ؟!

---------------------------------------------------------------------
ولغرض إفشال هذا المخطط الرافضي .. بدا لخلفاء بني العباس لاحقاً .. أن يجعلوا أئمة أهل البيت .. يقيمون معهم داخل قصور الخلافة في سامراء .. وبذلك يمنعوا الرافضة من التحلّق حولهم ونشر الإشاعات .. ولكي لا يؤخذ أهل البيت بجريرة الكذابين .. كما حصل مع الكاظم رحمه الله ..
وهكذا عاش علي الهادي بن محمد الجواد .. وإبنه الحسن العسكري .. معززين مكرمين داخل القصور الفارهة ..
يقول أحد شيوخ الرافضة :- " ولم يتعرض الهادي لحبس أو قتل ، بل كان في عز وكرامة ساكناً في بعض دور الخلافة مع خدمه وذويه طوال حياته " ( شرح الكافي للمازندراني 7/ 307 الهامش ) .
ولكن الكذابين واسعو الحيلة ! فهم لا يريدون من أهل البيت سوى إسمهم .. لجعله شعاراً (فارغاً) يستخفوا به عقول الناس البسطاء ويستعبدونهم بهذه الطريقة ..
فإختاروا من بينهم .. نواباً ووكلاء للمعصوم !! يتصرفون بإسمه ..
وعلى رأس هؤلاء .. رجل غاية في المكر والإحتيال .. مجهول الأصل .. يسمونه : عثمان بن سعيد العمري .. ولا أظن إن هذا هو إسمه الحقيقي .. لأن الروافض .. وخلال أكثر من ألف سنة .. لم يتعرفوا الى الآن على إسم أجداده .. رغم تعظيمهم له وتخليدهم لذكراه !!!
ذلك الرجل .. كان تاجراً للزيت .. وكان متآمراً مع شيعة قم .. التي كانت معقل الشيعة الكذابين .. في وقت كان معظم سكان إيران .. إما سنة .. أو شيعة صادقون (زيدية) ..
فكان يضع أموالهم وأسئلتهم في جرار الزيت .. ثم يُدخلها سامراء .. بعدها يخرج بقصاصات فيها الأجوبة .. مع ختم يزعم إنه ختم الإمام المعصوم !
راجع سيرته في البحار للمجلسي ج51 ص344 ..
-----------------------------------------------------------------
ولكي يستغفل عقول المغفلين .. كان ذلك الرجل يخترع (معجزة) .. مفادها بأن الإمام قد علم ما في الأكياس .. قبل أن يفتحها !! وكان لهذه الحيلة (السخيفة) تأثير السحر في أتباعهم !! وإعتبروها دليلاً قوياً على عظمة الإمام ، ونائبه !!
هذا إضافة الى الختم (الشريف !) .. الذي لم يجرؤ أحد منهم على التشكيك فيه !!
ولهذا لا نستغرب اليوم .. عندما نراهم مبهورين بروايات الأساطير والخرافات وخوارق العادات .. التي يرويها شيوخهم .. والتي ينبغي ألا تنطلي على أغبى الأغبياء !!
لكنها سياسة .. وليست دين !!
فرجل الدين عندهم .. يرويها ليزيد من نفوذه .. ومن طاعة مليشياته له ..
والأتباع يصدّقونها .. لأنها تعطيهم إحساساً وهمياً .. بأنهم أقوياء .. وأنهم على حق !!
والحمد لله على ثبات العقل والدين ..
---------------------------------------------------------------
ثم مات الحسن العسكري .. دون أن يكون له ولد !
وذهب شيعة قم كالعادة الى سامراء .. قيل لهم إن العسكري قد مات .. وجلس أخوه جعفر مكانه ..
لكن .. ومن أول إجتماع بين الطرفين .. لم يقبلا به .. لأنه رفض خرافاتهم وأباطيلهم ..(راجع/ البحار ج51 سيرة الإمام الثاني عشر)
فإلى أين يذهبون ؟
هنا جاء دور شيطان الإنس .. بياع الزيت ! حيث إتفق مع رافضة قم .. بأن يشيعوا بين الشيعة بأن هناك ولد (سري) للحسن العسكري .. هو محمد المهدي .. وإنه في غيبة .. خوفاً من عمه جعفر الكذاب (هكذا صاروا يلقبونه !) الذي حرض السلطة العباسية ضد هذا المولود الجديد ..
راجع تلك الأحداث في البحار للمجلسي ج51 سيرة المهدي الغائب ..
-----------------------------------------------------------
لكن الإمام السياسي يحتاج الى وسيلة إتصال بأتباعه .. وإلا كيف يقودهم ؟؟
فقالوا بوجوب وجود (سفير) أو (نائب) للمعصوم الغائب .. يستلم أموال شيعته وأسئلتهم .. ويُخرج له (رقاع) أو (توقيعات) بخط المعصوم وختمه !!
ومن أفضل لهذه المهمة من تاجر الزيت ؟!
وبهذا أصبح عثمان بن سعيد أول (سفير) للمهدي الغائب .. ثم إبنه محمد .. ثم حسين بن روح النوبختي .. ثم علي بن محمد السيمري .. على مدى 70 سنة تقريباً ..
وقد إنتبه بعض أذكياء الشيعة الى هذه اللعبة .. فإدعى إنه النائب عن الإمام .. وحصل صراع بينهم .. مثل قصة الشلمغاني ! (نفس المصدر السابق : البحار ج51) ..
هناك كتاب عند الروافض إسمه : التكليف ، ألفه (سكرتير) النوبختي (ص 358 ) . ولكن المصيبة أن هذا السكرتير – وإسمه إبن أبي العزاقر الشلمغاني – إنقلب ضد سيده النوبختي وفضحه وقال: هذا الرجل منصوب لأمر من الأمور لا يسع العصابة العدول عنه فيه !!
وقال : ما دخلنا مع النوبختي في هذا الأمر إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه ، لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف ! ( ص 359 ) .
فإضطر النوبختي إلى تكذيبه وأصدر التوقيعات بإسم المهدي بلعنه وتكفيره (ص 376 ) وأرسل كتاب التكليف إلى علماء قم لكي يمحّصوه ويقيّموه! (ص 358 ، ص 375) .
وللعلم ، فإن خطر الشلمغاني إزداد ، لأنه – إضافة إلى كونه سكرتير النوبختي - كان من علمائهم ، وكانت كتبه ومؤلفاته تملأ بيوتهم (الغيبة الصغرى للمالكي ص 47 ) .
والشلمغاني قد تحدى النوبختي علناً قائلاً :- أجمعوا بيني وبينه حتى آخذ يده ويأخذ بيدي ، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه ، وإلا فجميع ما قاله فيّ حق ! عندها تمت الوشاية به لدى الخليفة العباسي بأنه زنديق ومرتد ، فأمر بقتله ، وإستراح الرافضة منه ( ص 373 ) .

-----------------------------------------------------------
ومن الجدير بالذكر .. إن (سفراء) المهدي إختاروا بغداد لتكون مركزاً لعملياتهم .. وليس مدينتهم قم (التي يسمونها : عش آل محمد) !!
وهذا دأبهم في كل بلد يريدون السيطرة عليه :- يضعون لهم مقراً منعزلاً آمناً .. بينما يركزّون على العاصمة والمدن الكبرى ، ويحرصون على الهجرة إليها والسكن فيها ، ولو في بيوت من الصفيح .. فإن نجحتْ خطتهم .. كان إستيلاؤهم على العاصمة والمدن الكبرى سهلاً لطول تواجدهم فيها .. وإن فشلوا .. لجأوا الى قاعدتهم الصغيرة الآمنة البعيدة عن الأنظار .. وتجد هذا السيناريو في :-
إيران : طهران .. وقم .
العراق : بغداد .. والنجف .
الشام : دمشق وبيروت .. وجنوب لبنان .
اليمن : صنعاء .. وصعدة .
-----------------------------------------------------------------------------
ولكن المحزن أن ترى هذا السيناريو الواضح .. لم يخطر ببال العديد من المسؤولين في بلادنا ! فسمحوا للروافض أن يهاجروا الى العواصم بكميات كبيرة .. بذريعة الفقر والمظلومية والبحث عن المأوى بسلام وأمان !! ثم بعد 20 الى 50 سنة .. يزعمون إنهم من أبناء العاصمة وإنهم أصحاب الأرض الحقيقيين !! (للمزيد إقرأ أجمل كتاب في هذا الموضوع : (وجاء دور المجوس) ، بأجزائه الثلاثة .. ففيه فوائد كثيرة ، وأخبار غابت عن ذهن الكثيرين) ..
رحم الله عمر بن الخطاب .. الذي إنتبه الى ذلك .. فقد أراد أن تكون المدينة المنورة .. بمنأى عن كل أعجمي دخيل .. وإن أصبح مسلماً ..
فعندما طُعِن ، قال لإبن عباس :- " قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة " . وكان العباس أكثرهم رقيقا .
فقال :- " إن شئت فعلت " أي إن شئت قتلنا .
قال :- " كذبتَ (أي أخطأتَ) ، بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم " (صحيح البخاري ج4 ص205) ..
-------------------------------------------------------------
بعد مرور حوالي 70 سنة من (الغيبة الصغرى) .. حدثتْ مفاجأة أخرى .. فقد سيطر الملوك البويهيين على إيران .. وبدأوا يدخلون العراق ..
وبنو بويه .. وإن كانوا شيعة .. إلا إنهم غير مستعدين للتنازل عن مُلكهم .. من أجل نائب للإمام .. ولا حتى للإمام نفسه !
فقد أراد أحد بني بويه أن يحول الخلافة (من العباسيين) إلى أحد العلويين .. لولا أن أحد خواصه أشار عليه بقوله " إنك اليوم مع خليفة تعتقد أنت وأصحابك أنه ليس من أهل الخلافة ، ولو أمرتهم بقتله لقتلوه مستحلين دمه ، ومتى أجلست بعض العلويين خليفة ، كان معك من تعتقد أنت وأصحابك صحة خلافته ، فلو أمرهم بقتلك لفعلوا " (الكامل لإبن الاثير ج8 ص452) ..
وبما إن الرافضة لهم سياسة بلا دين .. فلا مانع من أن يضحوا بدينهم وإمامهم وسفيره .. بل عن عقيدتهم الإمامية التي توجب وجود إمام بين ظهرانيهم يقودهم ديناً ودنيا .. فقالوا سنة 329 هجرية :- قد دخل المهدي في غيبة كبرى ، ولن يراه أحد (البحار للمجلسي ج51 ص361) ..
كل هذا من أجل إرضاء البويهيين .. في مقابل أن يسمح البويهيون للرافضة بنشر أفكار الإمامية الإثناعشرية ..
أي إن الرافضة تنازلوا عن دينهم وعقائدهم التي أثاروا الفتن بسببها .. من أجل مكسب سياسي ..
-----------------------------------------------------------
وبعد هذا التنازل .. بات واضحاً إن الشيعة الكذابين .. قد أوقعوا أنفسهم في ورطة (شرعية) !!
فلم يعد لهم قائد سياسي يتصلون به وبأخذون منه التعليمات والإرشادات !! لذلك أعلن أكثرهم إن باب الجهاد وإقامة الحدود مسدود الى حين ظهور الغائب .. وبعضهم أجاز إقامة الحدود للضرورة .. وهكذا إختلفوا في ذلك إختلافاً كبيراً .. (راجع كتاب/ تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه .. لأحمد الكاتب) ..
----------------------------------------------------------------------------------
ووصل الإختلاف الى أشده .. عندما سيطر الصفويون على إيران !
كان مؤسس الدولة الصفوية .. الشاه إسماعيل الصفوي .. رجلاً طموحاً يعرف حقيقة الروافض .. لذلك فرض المذهب الإثناعشري على الناس .. وأجبرهم عليه بحد السيف .. وقرّب علماء الإثناعشرية ومراجعهم الدينية .. دون أن يعطيهم سلطة سياسية .. التي جمعها بيده فقط ..
ثم جاء بعده إبنه .. الشاه طهماسب .. الذي كان ساذجاً .. الى درجة إنه إستدعى أحد شيوخ الإثناعشرية من الشام .. وهو المحقق إبن عبد العال الكركي .. وسلّمه مقاليد السلطة .. الدينية والدنيوية .. بإعتباره نائب المهدي !!
فتدخّل الكركي في أمور السياسة .. حتى ضاق به الوزراء وحاشية البلاط ذرعاً .. فتآمروا ضده .. وقتلوه بالسم !!
(راجع سيرة الكركي في مقدمة كتابه/ الخراجيات) ..
---------------------------------------------------------------------------------
هنا إنتبه أحبار الروافض الى إن الشروط (المستحيلة) التي إبتدعوها في (الإمامة) .. مثل النص والعصمة .. أصبحت عائقاً لهم لإقامة دولتهم الدينية !
فمن أين يأتون .. في زماننا هذا .. برجل منصوص عليه بإسمه من الله ورسوله .. ومعصوم من الخطأ والنسيان والسهو .. لينصبوه قائداً وإماماً لهم ؟؟؟؟
----------------------------------------------------------------------------------
عندها ، جاء خميني .. وأحيا فكرة (ولاية الفقيه) .. وهي تعني أن يتولى (الإمامة السياسية والدينية) أحد رجال الدين الشيعة .. يختارونه من بينهم .. لأن فترة (الغيبة الكبرى) طالت .. والظروف السياسية تسمح بقيام دولة شيعية دينية .. فلماذا الإنتظار الى حين ظهور المعصوم ؟؟
وبهذا تخلى الرافضة عن أهم شرطين للإمام في مذهبهم .. وهما : الوصية والعصمة !
لأن هذا الولي الفقيه ليس معصوماً (بإعتراف الجميع) .. وليس هناك نصاً مقدساً بإسمه .. بل ينتخبه أحبار وشيوخ الإثناعشرية .. بطريقة أشبه بالشورى ..
وبهذا نرى إن الله تعالى .. قد أجبر الرافضة على القبول بما كانوا يرفضونه سابقاً .. وهو الإمام غير المعصوم الذي يُنتخب بالشورى ..
---------------------------------------------------------------------------------
ويشترط الإثناعشرية في (الولي الفقيه) أن يمتلك المؤهلات المطلوبة لذلك المنصب .. وهي أن يكون ضليعاً في الفقه والإجتهاد .. وكذلك ضليعاً في أمور السياسة المحلية والعالمية .. ولهذا يسمونه : (المجتهد الجامع للشرائط) .. (راجع/ الإجتهاد والتقليد للخميني/ مقدمة التحقيق ص17) ..
------------------------------------------------------------------------------
الخلاصة :-
يمكن تلخيص التغيّر الذي حصل في مفهوم (الإمامة السياسية/ الخلافة) عند الرافضة الاثناعشرية كما يلي :-
(المرحلة الأولى) (وجوب النص والعصمة) : الله هو الذي يختار إماماً سياسياً معصوماً .. ولا يجوز إنتخابه عن طريق الشورى ..
(المرحلة الثانية) (الغيبة الصغرى) : المعصوم الغائب هو الذي يختار سفيراً أو نائباً له .. ليكون همزة الوصل بين الإمام وبين شيعته ..
(المرحلة الثالثة) (الغيبة الكبرى) : الإنتظار ، والقبول بأي حاكم شيعي الى حين ظهور المهدي الغائب ..
(المرحلة الرابعة) ( التخلي عن النص والوصية والعصمة ) : يتم إنتخاب أحد رجال الدين .. لمنصب الولي الفقيه .. ويتولى قيادة الشيعة الى حين ظهور المهدي ..

يتبع ....



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





hgYekh uavdm dpvt,k ]dkil psf /v,til hgsdhsdm hgYekh dpvt,k ]dkil /v,til










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس