إله ابن عجيبة ( 1 )
وهذا الذي تجرَّع الفاطمية الخبيثة
ينقل في شرحه لحكم بن عطاء الله
هذه الأبيات:
أرَبٌّ وعبد، ونَفْيُ ضِدِّ؟ ** قلت له : ليس ذاك عندي
فقال : ما عندكم؟ . فقلنا ** وجودُ فَقْدٍ، وفَقْدُ وَجْدِ
توحيد حَقٍّ بترك حَقٍّ ** وليس حَقٌّ سوايَ وَحْدي
ويشرحها بقوله:
"ومعناها الإنكار على من أثبت الفرق،
بأن جعل للعبودية محلاً مستقلاً منفصلاً
عن أسرار معاني الربوبية، قائماً بنفسه،
ولا شك أن العبودية تضاد أوصاف الربوبية على هذا الفرق،
وأنت تقول في توحيد الحق: لا ضد له، فقد نقضت كلامك.
ولذلك قال : ونفي ضد؟!
فالواو بمعنى: مع، وهو داخل في الإنكار.
أي : أيوجد رب. وعبد مستقل،
مع نفي الضد للربوبية،
والعبودية تُضَادُّ أوصافَ الربوبية ؟ !
والحق أن الحق تعالى تجلى بمظاهر الجمع في قوالب الفرق،
ظهر بعظمة الربوبية في إظهار قوالب العبودية،
فلا شيء، معه " ( 2 )
يريد الفاطمي الخبيث أن يقول:
نحن نؤمن بأن الربوبية لا ضد لها،
فإذا آمنا بوجود عبودية تغاير الربوبية في الذات والصفات،
فقد تناقضنا ونقضنا ما قلناه،
فالذي ينبغي الإيمان به هو الوحدة المطلقة،
هو أن العبدَ عينُ الرب
حتى لا نناقض قولنا:
إن الرب لا ضدَّ له!! ( 3 )
وحسبك هذا من العِلْج الفاطمي!.
******************
( 1 ) هو أحمد بن عجيبة الإدريسي الفاسي نسبة إلى فاس بالمغرب
توفي في منتصف القرن الثالث الهجري
( 2 ) ص 209 وما بعدها إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة
( 3 ) يقول جولد زيهر: "عمد الصوفية إلى إقحام آرائهم في القرآن والحديث بطريق التأويل،
وهكذا ورثوا الإسلام تركة فيلون"
ص 140 العقدية والشريعة.