عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-14, 09:20 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
أبو فراس السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو فراس السليماني


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 11232
المشاركات: 1,339 [+]
بمعدل : 0.35 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 34
أبو فراس السليماني على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
أبو فراس السليماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو فراس السليماني المنتدى : بيت فـرق وأديـان
افتراضي

ادعاء الجيلي الربوبية العظمى



"لي الملكُ في الدارينِ،لم أرَ فيهما ** سوايَ، فأرجو فضلَه،أو فأخشاهُ

وقد حُزْتُ أنواعَ الكمالِ، وإنني ** جمالُ جلالِ الكل،ما أنا إلا هو"

هذا قول الجيلي.


والله يقول :
{ ولله ملك السموات والأرض
والله على كل شيء قدير }


ولكن الجيلي يفتري أن له وحده ملك الدنيا والآخرة
وأنه ليس للوجود رب سواه،
ولا ليوم الدين ملك غيره،
وأنه الغني بذاته،
فلا تنفح قلبه رغبةٌ في نعمة من أحد؛ لأنه الوهَّاب للنعم.
ولا تلفح نفسه رهبةٌ من سلطان؛ لأنه ملك الكل ومالكهم !!


ولم يكتف الجيلي بهذا،


بل مضى يعدِّد أنواع الخلق،
وصور الوجود المادي والحسي والروحي والمعنوي؛
ليزعم بعدها أنه هو عينها ذاتاً ووجوداً،
فلا يتوهم واهم أن شيئاً ما في الوجود يغاير الجيلي،
أو يخرج عن حقيقة ذاته،


فقال:

"فمهما ترى من معدنٍ ونباتِهِ ** وحَيْوانهِ معْ إنسهِ وسجاياهُ

ومهما ترى من أبحرٍ وقفارِهِ ** ومن شجرٍ، أو شاهقٍ طالَ أعلاهُ

ومهما ترى من صورةٍ معنويةٍ ** ومن مَشْهدٍ للعينِ طابَ مُحَيَّاهُ

ومهما ترى من هيئة مَلَكِيَّةٍ ** ومن منظرٍ إبليسُ قد كانَ معناهُ

ومهما ترى من شهوةٍ بشريةٍ ** لِطَبْعٍ، وإيثارٍ لحقٍ تعاطاهُ

ومهما ترى من عرشهِ ومحيطهِ ** وكرسيهِ، أو رَفْرَفٍ عَزَّ مَجْلاهُ

فإنِّيَ ذاكَ الكلُّ، والكلُّ مَشْهَدي** أنا المُتَجَلِّي في حقيقته، لا هُو

وإنيَ ربٌّ للأنامِ وسيدٌ ** جميعُ الورى إِسمٌ، وذاتي مُسَمَّاهُ ( 1 )



أرأيت إلى الجيلي بأية وثنية ينعق؟
وبأية مجوسية يدين؟


أرأيت إليه في قوله:
"أنا المتجلي في حقيقته لا هو ؟"

يا للجيلي!!
يحكم على الوجود الحق بالعدم الصرف !!

أرأيت إليه في زعمه أنه "رب للأنام وسيد" ؟!

أرأيت إليه – وقد جُنَّت شهوة الزندقة فيه –
يفتري أن الشهوات أحدى مُقَوِّمات الوجود الإلهي،
وأنها في دنسها عين وجوده ؟!

وأن إبليس في غَيِّه وتمرده
هو عين الرب الأعظم ؟!


وأن كل اسم في الوجود هو اسم الله سبحانه،
لأنه عين كل مسمى.

وأن كل صفة لكائن ما، هي لله صفة،
لأنه عين الموصوف بها ؟

فعلامَ يدل كل هذا، أو أثارة واحدة منه؟



وإن تعجب، فعجب تقديس الصوفية للجيلي،
وتبرئة ساحته مما يحكم به الحق والعدل عليه!!

إنها محاولة الرياء الجبان انهتك ستره،
فيلوذ بالبراءة حتى من نفسه،
لتسنح له الفرصة مرة أخرى،
فيجهز على الضحية.


إن تلك الزندقة الجيلية يتوارثها صوفي عن صوفي،

فحق عليهم قول الله :
{ أتَوَاصَوْا به ؟!
بل هم قومٌ طاغون }.


كيف يجعله الصوفية قطباً
عرجت روحه إلى الحق تستلهمه الوحي،
وهو القائل ؟!:

"لي الملكُ والملكوتُ نَسْجي وصنعتي
لي الغيبُ. والجبروتُ منِّي منشاهُ"( 2 )

******************
( 1 ) ص 32 وما بعدها جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي ط 1293هـ

( 2 ) ص 23 جـ1 الإنسان الكامل










توقيع : أبو فراس السليماني

عرض البوم صور أبو فراس السليماني   رد مع اقتباس