عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-14, 08:56 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
أبو فراس السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو فراس السليماني


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 11232
المشاركات: 1,339 [+]
بمعدل : 0.35 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 34
أبو فراس السليماني على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
أبو فراس السليماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو فراس السليماني المنتدى : بيت فـرق وأديـان
افتراضي

الفصل الثاني



آلهة الصوفية



يفتري الصوفية – فمالهم من سجية غير ذلك –
أنهم الذين يعرفون الله معرفة لا يمس يقينها ريب،
ولا يشوب جلال الحق فيها شبهة،


ويصمون المسلمين بعمى البصيرة ( 1 ) ، وعَمَه العقل،
وخطل الفكر، وجمود العاطفة، وفساد الذوق،
وخمود جذوة الحياة في الشعور،
والإغراق العميق السحيق في المادية الصماء،
والجمود الأحمق على عبادة التاريخ،



وما زالت تلك دعواهم.

فما الرب الذي يعبدونه وإذا شئت إحكام الدقة،
فسلهم: ما الرب الذي اختلقوه، ثم عبدوه ؟


ناشدتك الله

– إن مسَّك فيما أقول وهم ريبة،
أو فتنك منهم عن الحق غزل ابتسامة،
أو ترنيمة عاشقة بتسبيحة أو دعاء،

ناشدتك الله إلا ما قرأت شيئاً من كتبهم،
لتعرف رب الصوفية الأعظم.


اقرأ من الفتوحات، أو الفصوص، أو ترجمان الأشواق،
أو عنقاء مغرب، أو مواقع النجوم، وكلها لابن عربي.

اقرأ من الإنسان الكامل للجيلي،
اقرأ من تائية ابن الفارض وشرحها للنابلسي أو القاشاني،
اقرأ من الطبقات والجواهر والكبريت الأحمر للشعراني،


اقرأ من الإبريز للدباغ،
اقرأ من كتاب الجواهر، والرماح وهما للتيجانية،
وروض القلوب المستطاب لحسن رضوان،

بل اقرأ حتى مجموع الأوراد الذي يتعبدون به الآن
ودلائل الخيرات، "وأحزاب" الكهنة منهم في العشايا والأسحار.


إن الصوفية تنعت ابن عربي
بأنه "الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر" وتخر له ساجدة،

والجيلي بأنه "العارف الرباني والمعدن الصمداني"


وابن الفارض بأنه "سلطان العاشقين"

والشعراني بأنه "الهيكل الصمداني والقطب الرباني"


فما أدعوك إذن إلى تلاوة كتب
تنقم منها الصوفية دلائل الحق، وإشراق الهدى،

بل إلى كتب تقدسها الصوفية على اختلاف نوازعهم،
وتباين أهوائهم، ويجلونها
– ولا أعدو الصدق إذا قلت يعبدونها

ويرونها الأفق الأسمى لنور التوحيد،
والمنبع السلسال لفيوض الربانية!!


فإن قرأت شيئاً من تلك الكتب،
فتدبر بعده آية واحدة من كتاب الله،
واقذف بنور الحق الإلهي على دياجير الباطل الصوفي،


وثـَمَّتَ يروعك، ويستفز الغِضابَ الثوائر من لعناتك
أن تجد الصوفية تدين برب يتجسد في أحقر الصور،
وتتعين "هُوِيَّتُه وإنِّيَّتُه ( 2 ) في أنتن الجيف،
وتتمثل حقيقته الوجودية صور أوهام في الذهن الكليل،
وظنون حيرى في الفكر الضليل، وتهاويل أسطورية في الخيال.



ألم تُؤَله الصوفية في دين كاهنها التلمساني
رِمَّة كلب تقزز من صديدها الدود ؟! ( 3 )


ومعذرة يا سماحة الشيخ،

فوالذي هدى المسلمين إلى دينه الحق، وأوجب الجهاد دونه،
ما قلت إلا الحق للحق، وما رميت إلا بالحق،
وإن شئت فمرحباً بموعد نلتقي فيه للمحاجة،
فاختر ما شئت من أمكنة،
وإن يكن قبة البدوي!!


وهاك من النصوص ما يكشف لك في جلاء عن معتقدات الصوفية،
وسأختار من النصوص ما لا يمكر به التأويل،

من كتب تتخذها الصوفية شرعة لها ومنهاجاً في الدين،
وتجعل أوثان مَنْ افتروها مطافات تستروح عندها – كما تزعم –
نسائم الجنة، وعبير الخلود، ورَوْح الله،


وتضرع إلى جلاميدها الصُّم
أن تهب للروح السكينة، وللقلب اليقين المطمئن،

وأن تمد الوجود بالحياة الفياضة بالخير واليُمْن والبركة،
وأن تكشف لعبادها حقيقة الربوبية والإلهية ليعرجوا إلى الاتحاد بها،



وترجو ما ينخر في عظامها من سوس،
وينهش لحومها من دود،
أن يصرف كهان الصوفية في أقدار الله،
وأن يجعل لهم السلطان على قضائه،
وأن يُحَلِّق بهم فوق الذرى السامقات
من أقداس الربانية !!




*******************

( 1 ) يقول نيــكلسون: "والصوفية لا يفتئون يعلنون أنهم أمة الله المختارة"
ص 117 الصوفية في الإسلام، ترجمة نور الدين شريبة.

( 2 ) الهوية عندهم هي الحقيقة الباطنة للذات الإلهية،
والإنية هي حقيقتها الظاهرة في مجاليها المتنوعة

( 3 ) مر التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق،
فقال له رفيق له – وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود - :
أهذا أيضاً هو ذات الله ؟ مشيراً إلى جثة الكلب.
فقال التلمساني: نعم. الجميع ذاته، فما من شيء خارج عنها .
انظر 145 مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية.










توقيع : أبو فراس السليماني

عرض البوم صور أبو فراس السليماني   رد مع اقتباس