عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-13, 07:41 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
ابو معاذ السُنّي
اللقب:
محاور مشارك
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2013
العضوية: 9687
العمر: 66
المشاركات: 165 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 12
نقاط التقييم: 41
ابو معاذ السُنّي على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ابو معاذ السُنّي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو معاذ السُنّي المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






الحلقة الثامنة




الدين الإسلامي هو دين الله الحق , وهو دين الفطرة


والإسلام دين قوي , يبدأ بمعانقة روح الانسان ثم يلامس شغاف قلبه فيتمسّك بها بقوّة ثم يتغلغل في فكر المسلم ويتجذّر ويتشعّب حتى يكون في كل مناحي حياة المسلم , واعتقد ان الاسلام يدخل حتى في تكوين كل خليّة من خلايا جسد المسلم . إن الإسلام حياة متكاملة لمن يعتنقه .


ولكن كل تلك القوّة وكل ذلك التغلغل وكل ما ذكرته فيما مضى وكل ما ذكره غيري عن الدين الإسلامي من القوّة والصفاء والوضوح والنّقاء




...... كل ذلك ينهار فوراً إذا اختلّ التوحيد .....




وهذه وجهة نظري الشخصيّة منطلقة من تجارب ذاتيّة



فقد رأيتُ انه متى ما اختلّتْ العقيدة

التوحيد


أقول إذا اعتل التوحيد فأن الاسلام يصبح جِرما فارغاً تتلاعب به كيفما شئتَ . نعم قد يبقى شكل الاسلام العملاق وتبقى كثير من صفات الاسلام السامية ولكنها تكون خاوية , لا معنى لها .



والغريب أن الإنسان لا يشعر بذلك .!!!



وأقصد بالانسان هنا أي الشخص الذي كان مسلما ثمّ اختلّ توحيده


أعني توحيده لله ... الواحد الأحد , الله الذي لم يلد ولم يولد ....


وقد ذكرتُ لك ايها القارئ الكريم في الحلقة الماضية اني كنتُ من المدافعين عن الاسلام , وكنتُ حينها ملحداً , وهذا يعني أنه لم يختل عندي التوحيد فحسب , بل اندمر واندرس وذاب وذهب ......



فكيف كنتُ ادافع عن الاسلام وبأي صفة ولماذا .... !!!؟؟




بكل بساطة لم أكن ادافع عن الدين الاسلامي .!!!


وما كنتُ افعله هو الدفاع عن نفسي ( أنا) .



لم يكن دفاعي نابعاً من إيمان وغَيْرة على الدين . وانما دفاعي كان يكمن في النقاط التالية .



( الذات ) ( الغلبة ) ( الظهور ) ( التسلية )




ولا اظن ان دفاعي حينها يخرج عن تلك النقاط الاربع , وان خرج عنها فيخرج الى ما هو أسوأ منها . وهذا تماما ما نجده عند الكثيرين من المحاورين الآن من بعض الفِرَق والديانات الأخرى ..!!




وهذه مصيبة وطامّة تصيب المرء من حيث لا يلقي لها بالاً , وتستمر معه فتحجب عنه الحق وتعميه , وتعيقه عن الوصول الى الحقيقة .



وهو مستمر في غيّه , إما يكابر وإما لا يعلم .!!




ولأضرب لكم مثالاً ليقرّب اليكم المسألة .



لو أني اشجّع نادٍ لكرة القدم . وقرأتَ أنتَ في احدى الصحف أنّ ذلك النادي تعاقد مع أحد اللاعبين الممتازين , ولكنّ ذلك اللاعب مشهور بتعاطيه للمخدّرات . وأتيتَ لتعيب عليّ ذلك فأني سأهب فورا وسأدافع عن النادي وعن إدارته وكم هي نزيهة , ولن يفوتني الدفاع عن طهر ذلك اللاعب وكيف ان ما قيل عنه ما هو إلاّ كذبة لفّقها الاعلام وسافعل كل ما بوسعي لأردّ لك الصاع صاعين . وقد أكيل لك من صنوف الشتائم والسب كيلاً .....!!!




لماذا كل ذلك ... هل هو إيماناً مني بالنادي ..!!؟؟




كلّا ,,,




ما ذاك سوى نوع من الدفاع عن الذات ..!!



فأنت حين ذكرتَ النادي الذي أشجّعه ( أنا ) فقد لامستَ شيئا من شخصيّتي فأسرعتُ اليك أدافع عن ( ذاتي ) وليس عن النادي . !!




وربما أني قد سمعتُ او عرفتُ بأن ذلك اللاعب يتعاطى المخدرات فعلا كما ذكرت أنت , وله منكرات أخرى كثيرة ربما انت لا تعلمها . فسوف انفي ما تعرفه وأخفي عنك مالا تعلمه ... كل ذلك طمعاً في أن يفوز ( النادي ) فأحصل ( أنا ) على شيء من



( النصر ) ( والتسلية ) ( الغلبة )



أتمنّى ان يكون المثال اعلاه واضحاً , فالكثير من الذين يدافعون عن معتقدهم لا يدافعون عنها ابتغاء الحق وطلبا للحقيقة . وانما يدافعون بغية الفوز والشعور بالتّفوّق على الخصم ......


اقول الكثير منهم .



ومن مثالي السابق أرى أن الصواب هو : أن لو كنتُ صادقاً في حبي لذلك النادي وأدافع عنه حقاً , لتأكّدتُ من الخبر جيّدا ثم ذهبتُ الى إدارة النادي واستعلمتُ منها وابديتُ لها رأي ووضّحت لها الحق .....!!!




وسوف يكون لي تصرّفي الشخصي حيال ذلك الحال

واعتذر عن المثال بأندية كرة القدم فقد اضطررتُ لسهولة ملاحظة المثال فقط


المهم إن الذي ينشد الحق , تراه يعترف بما لديه من تقصير ويثني على ما عند الخصم من مزايا , ويحاول ان يستخدم ما يعرفه هو وما يؤمن به هو ويستخدم عقله وحواسه وما فهمة فعلاً . وينظر للاشياء بعدل وانصاف .



أذكر في إحدى المرات تجادلتُ مع أخ سوادني , وفّقه الله , وقد كان مصليّا صائما خاشعا لله تقيّا ( احسبه كذلك والله حسبه ) . تجادلتُ معه في أن التعرّف على الله شيء صعب للغاية

فلماذا جعل الله التعرف علهي بهذه الصعوبة والمشقّة .؟؟



فقال لي :


التعرّف على الله ليس صعباً وانه لمن ابسط الأشياء ويمكن .....



فقاطعته فوراً قائلا : لو كان ذلك كما تقول فعلاً , وأن التعرف على الله بسيط لما كان هناك مليار ونصف مسيحي ومليارين بوذي واكثر من ذلك كفار والعديد من الناس تائهون ...... !!!!!!!!!!!!!!!



ولاحظوا معي مقاطعتي له . جعلتني اخسر فكرته التي كان يريد ايصالها لي . فحين قال ان التعرف على الله امر بسيط ,



لَمْ اسأله كيف .!!



وهنا يبدو لكم واضحاً باني لم اكن اريد ان اتعرّف على الله سبحانه وتعالى فعلاً , وانما كنتُ اريد الكلام والجدل والحوار . ربما ان مقاطعتي له كلّفتي الكثير من السنين حتى عرفت انه كان فعلاً صادقا . ولكن لماذا



لم اصمت حتى ينتهي أو اسأله كيف , او دلّني أو اشرح لي .... !!



كلّا ... ما كان مني سوى ان سخرتُ منه وقاطعته , وهكذا اضعتُ فرصة هيئها الله لي . وهكذا كل انسان لا يريد ان يرى الحق وفضّل العمى على الهدى . وكان ذلك الحوار بعد عودتي للمملكة العربية السعودية .




فقد اكملنا الدراسة بشقيها اللغوي والتخصّصي وكانت مدتهما جميعا سنتين وشهرين تقريباً . تخللتْها عدّة زيارات لسويسرا حيث تعرّفتُ على شخص سويسري هناك واتّفقتُ معه على ان نشترك سويّا في شراء مطعم في جنيف وكانت معرفتي به جاءت عن طريق ابنته التي كانت تزاملني في نفس المدرسة التي كنتُ ادرس فيها اللغة الانجليزيّة , وكنتُ قد طلبتُ الزواج منها ووافقت هي وأسرتها , وبهذا كنتُ سأحصل على الجنسيّة السويسرية . وما أن انتهت فترة الدّراسة في بريطانيا حتى انطلقتُ الى جنيف لإتمام باقي الإتفاقيّة بشأن المطعم والزواج .



لم تكن الاتصالات الهاتفيّة حينها متوفّرة كما هي عليه الحال الآن .


لم تكن هناك جوالات ولا انترنت ... وهذا ما سيفاجئكم في الحلقة القادمة



حيث خبأ لي القدر صدمة لم تخطر على بال ولم تكن في الحسبان .



لحين ذلك يحفظكم الله .










توقيع : ابو معاذ السُنّي

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 25-11-13 الساعة 08:08 AM
عرض البوم صور ابو معاذ السُنّي   رد مع اقتباس