عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-13, 01:13 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
ابو معاذ السُنّي
اللقب:
محاور مشارك
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jan 2013
العضوية: 9687
العمر: 66
المشاركات: 165 [+]
بمعدل : 0.04 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 12
نقاط التقييم: 41
ابو معاذ السُنّي على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ابو معاذ السُنّي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو معاذ السُنّي المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الحلقة الرابعة



ايها القارئ الكريم قبل ان نرحل سويّا الى الصين يجب ان تعرف الظروف التي مررتُ بها في بداية بلوغي سن التكليف فهذا سيعطيك صورة متكاملة عن كل نواحي شخصيّتي , وسامحنى على الإطالة فقد :



توفّيَت أمي رحمها الله وعمري حوالي 13 سنة , واعتبر أن وفات أمي هي اكبر صدمة عاطفيّة واجهتني على الإطلاق . تدهورت حالتنا الاجتماعيّة والماليّة وكل شيء تقريباً فقد كانت اسرتنا تتكون من أم واب وخمسة أولاد . لم يكن في الاسرة بنات وقد تسبب ذلك في مضاعفة مصيبتنا . فللبنات دور فعّال وهام في تماسك الاسرة والحفاظ عليها .



كنتُ أوسط اخوتي فاللذان كانا اكبر مني تركا القرية والتحقا بالشرطة والجيش وبقيتُ أنا واثنين كانا طفلين صغيرين لم يصلا حتى سن الدراسة بعد . وما كادت الجراح ان تندمل حتى توفّي ابي رحمه الله بعد ثلاث سنوات تقريباً , وهنا تشتّتت الأسرة وأصبحنا أيتاما بالكامل .



لم أروِ هذه القصّة لأستجدي الشفقة ولا لأثير مشاعر أحد , وانّما سردتها كما قلتُ آنِفاً لكي يعلم القارئ الظروف القاسيّة وحالة الشتات التي مررتُ بها وقد أثّرتْ بي تلك الحال مثل ما اثّرت بي الظروف الفكرية والاضطرابات العقديّة . فهذه هي العوامل الأساسيّة التي تؤثّر في الشخص . وهنا هو بيت القصيد الذي اريد ان يعرفه القارئ الكريم .



في نهاية عام 1399 هـ لم استطع ان اكمل الدراسة فاضطررتُ الى ان التحق بأحد المعاهد العسكرية , تاركاً خلفي اخوتي الصغار عند خالتي حفظها الله . وقد تخرّجتُ من ذلك المعهد بعد سنتين حيث أتممتُ دراسة اللغة الانجليزية الى جانب تخصّصي في الطبوغرافيا ولله الحمد والمنّة .



وفي عام 1402 هـ حصلتُ على بعثة الى الصين .



ولن اتحدّث عن شيء في الصين سوى عن الجانب الدّيني فقط .



الى أن وصلتُ الصين وكان عمري حينها 22 سنة لم اكن اعبد الله من منطلق إيمان ثابت نابع من يقين . بل كنتُ فقط مصدّقا لما يُقال لي . ولم اكن اتوقّع ان اجد مجتمعا كاملاً يعبدون إلهًاً غير الله . فحتى المشركين الذين كنتُ اعرفهم كانوا يعرفون ان هناك رب وهو الله سبحانه وتعالى ويلجأون اليه وقت الشدّة والاضطرار . وكذلك الامريكان الذين درستُ عندهم الانجليزية رغم انهم يشركون بالله إلاّ ان الله موجود حتى وان قالوا ان عيسى هو الله أو ابن الله
( تعالى الله عن ذلك) فهذا يبقي وجود الله ولكن بصورة مشوّشة . المهم الذي اقصده هو أنهم يعترفون بوجود الله بطريقة أو بأخرى .



أما حين وصلنا الى الصين فقد اختلف الحال تماما . انهم فقط يقدّسون بوذا ويفعلون كل شيء اقتداءً ببوذا وامتثالاً لتعاليم بوذا . وهناك فرق آخرى وهي لا تقل عن هذا الصنف غرابة .


والغريب أن أوّل ما وصلنا منحتنا وزارة الدفاع عندهم جولة سياحيّة مجانيّة على حسابهم كهديّة منهم . واليكم المفاجأة .



أوّل مَعْلَم سياحي زرناه هو شجرة يابسة على رأس جبل يقولون ان بوذا استظل تحتها وهي عبارة عن شجرة يابسة منذ آلاف السنين ولم يؤثّر فيها ذلك وهي مقدّسة عندهم يتبرّكون بها ويدعون دعوات مختلفة كل حسب حاجته ....!!



أما المعلم الثاني فقد كان مَعْبَدا ( دَير ) بوذي صغير ولكنه قديم ومن هنا تأتي أهميّته السياحيّة . في ذلك الدير وجدنا راهبا متنسّكاً طاعناً في السن ضعيف البنية , ليس عليه لباس سوى على العورة المغلّظة وهو ساكت ينظر الى الافق طول وقته , ومن اعطاه شيئا يؤكل أكله . ويقولون ان عمره 70 سنة قضى منها ثلاثين على ذلك الحال ..!!!


ثلاثون عاماً ..!! وهو على تلك الحال ..!!
لا بدّ ان يكون ذلك الرجل مصدّقا لما يعتقده سواء كان ذلك المعتقد صحيحاً او خاطئا .!!



هل كانتْ صدْفة ان نبدأ جولتنا السياحيّة بهذين المَعْلمين الدينيّين ..!!؟

على كل حال هذين الموقفين جعلاني اركّز على الدين وابدأ ادقّق في كل شيء . واظنّك ايها القارئ لا تزال تتذكّر السؤال الذي كان يحيّريني منذ البداية . وهو :

(( من هو الذي على الحق ..!!؟؟ ))



ذلك السؤال قد كبر الآن اكثر واصبح بدل (( من هو ... )) اصبح الآن :



(( من هم الذين على الحق ..!!؟؟ ))



وبدأت الوساوس تغزوا رأسي , وبدأتْ التساؤلات تتكاثر وتتوارد .



يا الله ... ياااااااااااا الله ..



وسبب الحيرة والإشكال كان على النحو التالي :



نحنُ المسلمين نرى انفسنا اننا على حق وكذلك النّصارى يرون انهم على حق ثم البوذيين يرون انهم على حق وكذلك الكنفوشوسيين هم ايضا يرون انهم على الحق ........ الخ .


والغريب انهم جميعا يحصلون على كل ما يريدون من متطلبات حياتهم وتراهم ايضا يحصلون على نتائج ( دعواتهم ). ولابسّط المسألة قليلاً



لقد كان الذين يدعون الأولياء ويسألونهم حاجاتهم في قريتي الصغيرة كانوا يحصلون على سؤلهم . أو لنقل اغلبها . وكذلك المسمين يسألون الله سبحانه وتعالى ويحصلون في الاغلب على ما سألوه , وكذلك النصارى يسألون عيسى فتجد انهم يحقّقون مطالبهم . وهنا البوذيون يمدّون ايدهم سواء لبوذا او لمن يعتقدونه وتماما هم مثل غيرهم يحصلون على ما يريدون . !!


ألا تلاحظ معي هذه الشبهة ... الأ ترى انها تداعب العقل .!؟؟



وكذلك كلّهم لهم تأويلاتهم إذا تأخّرت مطالبهم او نقصت او زادت .!!!



أنا أدعو الله فإذا لم يجبني اقول يمكن لاني عاصي لله . وكذلك النصراني إذا سأل عيسى ولم يحصل على سؤله فإنه يقول ربما لانه عاصي لعيسى


وهذا هو ما يقوله البوذي والسيخي واليهودي وسواهم .



حتى الذين بلا دين يحصلون على ما يريدون ...!!!




ايها القارئ الكريم





إذا كنتَ قد قرأت هذه الاسطر وخاصّة الأخيرة منها فإني اطلب منك التريّث والمتابعة , أطلب منك على الاقل ان تقرأ الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة . وذلك لتعرف الاجوبة على كل تلك التساؤلات .



لقد كانت تدور في رأسي كل تلك الشبهات والتّساؤلات . وهذا ما جعلني ما اخرج من دير الّا لأذهب لمعبد . اسأل هذا وأتناقش مع ذاك . لقد كان عامل اللغة سببا في ذهابي للراهب الواحد عدّة مرات . لقد قضيتُ كثيراً من الليالي وانا ساهر اتحدّث مع نفسي واسأل يا ترى ...


أين الحق ومع من هو الحق ...!!



آسف على الإطالة والى اللقاء في الحلقة القادمة .










توقيع : ابو معاذ السُنّي

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ابو معاذ السُنّي   رد مع اقتباس