الموضوع: شبهات وردود ج3
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-13, 10:38 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
الصقار الحر
اللقب:
محاور مشارك
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 8073
المشاركات: 480 [+]
بمعدل : 0.11 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 12
الصقار الحر على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الصقار الحر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الصقار الحر المنتدى : بيت شبهات وردود
افتراضي

( الأول ) في سبب وروده .

( الثاني ) في معنى الأحرف .

( الثالث ) في المقصود بها هنا .

( الرابع ) ما وجه كونها سبعة ؟

( الخامس ) على أي شيء يتوجه اختلاف هذه السبعة ؟

( السادس ) على كم معنى تشتمل هذه السبعة ؟

( السابع ) هل هذه السبعة متفرقة في القرآن ؟

( الثامن ) هل المصاحف العثمانية مشتملة عليها ؟

( التاسع ) هل القراءات التي بين أيدي الناس اليوم [ ص: 22 ] هي السبعة أم بعضها ؟

( العاشر ) ما حقيقة هذا الاختلاف وفائدته ؟

فأما سبب وروده على سبعة أحرف فللتخفيف على هذه الأمة وإرادة اليسر بها ، والتهوين عليها شرفا لها وتوسعة ورحمة وخصوصية لفضلها ، وإجابة لقصد نبيها أفضل الخلق وحبيب الحق حيث أتاه جبريل فقال له : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال : أسأل الله معافاته ومعونته وإن أمتي لا تطيق ذلك ولم يزل يردد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف ، وفي الصحيح أيضا : إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف ، وكما ثبت صحيحا : إن القرآن نزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف ، وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد ، وذلك أن الأنبياء - عليهم السلام - كانوا يبعثون إلى قومهم الخاصين بهم ، والنبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - بعث إلى جميع الخلق أحمرها وأسودها عربيها وعجميها ، وكانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم لغاتهم مختلفة وألسنتهم شتى ويعسر على أحدهم الانتقال من لغته إلى غيرها ، أو من حرف إلى آخر ، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك ولا بالتعليم والعلاج ، لا سيما الشيخ والمرأة ، ومن لم يقرأ كتابا كما أشار إليه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة . فلو كلفوا العدول عن لغتهم والانتقال عن ألسنتهم لكان من التكليف بما لا يستطاع ، وما عسى أن يتكلف المتكلف وتأبى الطباع ; ولذلك اختلف العلماء في جواز القراءة بلغة أخرى غير العربي على أقوال ، ثالثها إن عجز عن العربي جاز وإلا فلا ، وليس هذا موضع الترجيح فقد ذكر في موضعه .

( قال الإمام أبو محمد عبد الله بن قتيبة ) في كتاب المشكل : فكان من تيسير الله تعالى أن أمر نبيه - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - بأن يقرئ كل أمة بلغتهم وما جرت عليه عادتهم فالهذلي يقرأ ( عتى حين ) يريد ( حتى ) هكذا يلفظ بها ويستعملها ، والأسدي يقرأ ( تعلمون وتعلم وتسود وألم إعهد إليكم ) ، والتميمي يهمز والقرشي لا يهمز ، والآخر يقرأ قيل لهم ، وغيض الماء بإشمام الضم مع الكسر ، و بضاعتنا ردت بإشمام الكسر مع [ ص: 23 ] الضم و ما لك لا تأمنا بإشمام الضم مع الإدغام .

( قلت ) : وهذا يقرأ ( عليهم وفيهم ) بالضم والآخر يقرأ ( عليهمو ، ومنهمو ) بالصلة ، وهذا يقرأ قد أفلح ، و قل أوحي و خلوا إلى بالنقل والآخر يقرأ ( موسى ، وعيسى ، ودنيا ) بالإمالة وغيره يلطف ، وهذا يقرأ ( خبيرا و بصيرا ) بالترقيق ، والآخر يقرأ ( الصلاة ، والطلاق ) بالتفخيم إلى غير ذلك ( قال ابن قتيبة ) : ولو أراد كل فريق من هؤلاء أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشيا وكهلا لاشتد ذلك عليه وعظمت المحنة فيه ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة وتذليل للسان وقطع للعادة فأراد الله برحمته ولطفه أن يجعل لهم متسعا في اللغات ومتصرفا في الحركات كتيسيره عليهم في الدين ، ( وأما ) معنى الأحرف فقال أهل اللغة : حرف كل شيء طرفه ووجهه وحافته وحده وناحيته والقطعة منه ، والحرف أيضا واحد حروف التهجي كأنه قطعة من الكلمة .

( قال ) الحافظ أبو عمرو الداني : معنى الأحرف التي أشار إليها النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - ها هنا يتوجه إلى وجهين : أحدهما أن يعني أن القرآن أنزل على سبعة أوجه من اللغات ; لأن الأحرف جمع حرف في القليل ، كفلس وأفلس ، والحرف قد يراد به الوجه ، بدليل قوله تعالى : يعبد الله على حرف الآية ، فالمراد بالحرف هنا الوجه ، أي : على النعمة والخير وإجابة السؤال والعافية ، فإذا استقامت له هذه الأحوال اطمأن وعبد الله ، وإذا تغيرت عليه وامتحنه بالشدة والضر ترك العبادة وكفر ، فهذا عبد الله على وجه واحد ; فلهذا سمى النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - هذه الأوجه المختلفة من القراءات والمتغايرة من اللغات أحرفا على معنى أن كل شيء منها وجه .

( قال ) والوجه الثاني من معناها أن يكون سمى القراءات أحرفا على طريق السعة كعادة العرب في تسميتهم الشيء باسم ما هو منه وما قاربه وجاوره وكان كسبب منه وتعلق به ضربا من التعلق ، كتسميتهم الجملة باسم البعض منها ; فلذلك سمى النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - القراءة حرفا ، وإن كان كلاما كثيرا من أجل أن منها حرفا قد غير نظمه ، أو كسر ، أو قلب إلى غيره ، أو أميل [ ص: 24 ] أو زيد ، أو نقص منه على ما جاء في المختلف فيه من القراءة فسمى القراءة ، إذ كان ذلك الحرف فيها حرفا على عادة العرب في ذلك واعتمادا على استعمالها .

( قلت ) : وكلا الوجهين محتمل إلا أن الأول محتمل احتمالا قويا في قوله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : سبعة أحرف أي : سبعة أوجه وأنحاء . والثاني محتمل احتمالا قويا في قول عمر - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - في الحديث : سمعت هشاما يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - ، أي : على قراءات كثيرة وكذا قوله في الرواية الأخرى سمعته يقرأ فيها أحرفا لم يكن نبي الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أقرأنيها ، فالأول غير الثاني كما سيأتي بيانه ، ( وأما ) المقصود بهذه السبعة فقد اختلف العلماء في ذلك مع إجماعهم على أنه ليس المقصود أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه ، إذ لا يوجد ذلك إلا في كلمات يسيرة نحو أف ، و جبريل ، و أرجه ، و هيهات ، و هيت ، وعلى أنه لا يجوز أن يكون المراد هؤلاء السبعة القراء المشهورين ، وإن كان يظنه بعض العوام ; لأن هؤلاء السبعة لم يكونوا خلقوا ولا وجدوا ، وأول من جمع قراءاتهم أبو بكر بن مجاهد في أثناء المائة الرابعة كما سيأتي ، وأكثر العلماء على أنها لغات ، ثم اختلفوا في تعيينها فقال أبو عبيد : قريش ، وهذيل ، وثقيف ، وهوازن ، وكنانة ، وتميم ، واليمن . وقال غيره خمس لغات في أكناف هوازن : سعد ، وثقيف ، وكنانة ، وهذيل ، وقريش ، ولغتان على جميع ألسنة العرب ، وقال أبو عبيد أحمد بن محمد بن محمد الهروي : يعني على سبع لغات من لغات العرب أي أنها متفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن .

( قلت ) : وهذه الأقوال مدخولة ، فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم اختلفا في قراءة سورة الفرقان كما ثبت في الصحيح وكلاهما قرشيان من لغة واحدة وقبيلة واحدة ، ( وقال ) بعضهم : المراد بها معاني الأحكام : كالحلال والحرام ، والمحكم والمتشابه ، والأمثال ، والإنشاء ، والإخبار . ( وقيل ) الناسخ والمنسوخ ، والخاص والعام ، والمجمل والمبين ، والمفسر ( وقيل ) الأمر ، والنهي ، والطلب ، [ ص: 25 ] والدعاء ، والخبر ، والاستخبار ، والزجر ( وقيل ) الوعد ، والوعيد ، والمطلق ، والمقيد ، والتفسير ، والإعراب ، والتأويل .

( قلت ) : وهذه الأقوال غير صحيحة ، فإن الصحابة الذين اختلفوا وترافعوا إلى النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - كما ثبت في حديث عمر وهشام وأبي وابن مسعود وعمرو بن العاص وغيرهم لم يختلفوا في تفسيره ولا أحكامه ، وإنما اختلفوا في قراءة حروفه ، ( فإن قيل ) فما تقول في الحديث الذي رواه الطبراني من حديث عمر بن أبي سلمة المخزومي أن النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - قال لابن مسعود : " إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد ، وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف حلال وحرام ، ومحكم ومتشابه ، وضرب أمثال ، وآمر وزاجر ، فأحل حلاله وحرم حرامه ، واعمل بمحكمه وقف عند متشابهه ، واعتبر أمثاله ، فإن كلا من عند الله وما يذكر إلا أولو الألباب ؟ " ( فالجواب ) عنه من ثلاثة أوجه :

( أحدها ) أن هذه السبعة غير السبعة الأحرف التي ذكرها النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - في تلك الأحاديث وذلك من حيث فسرها في هذا الحديث فقال : حلال وحرام إلى آخره وأمر بإحلال حلاله وتحريم حرامه إلى آخره ، ثم أكد ذلك بالأمر بقول آمنا به كل من عند ربنا ، فدل على أن هذه غير تلك القراءات .

( الثاني ) أن السبعة الأحرف في هذا الحديث هي هذه المذكورة في الأحاديث الأخرى التي هي الأوجه والقراءات ، ويكون قوله حلال وحرام إلى آخره تفسيرا للسبعة الأبواب والله أعلم .

( الثالث ) أن يكون قوله حلال وحرام إلى آخره لا تعلق له بالسبعة الأحرف ولا بالسبعة الأبواب ، بل إخبار عن القرآن ، أي هو كذا وكذا واتفق كونه بصفات سبع كذلك ، ( وأما ) وجه كونها سبعة أحرف دون أن لا كانت أقل أو أكثر ، فقال الأكثرون : إن أصول قبائل العرب تنتهي إلى سبعة ، أو إن اللغات الفصحى سبع وكلاهما دعوى ، وقيل : ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص ، بل المراد السعة والتيسير وأنه لا حرج عليهم في قراءته بما هو من لغات العرب من حيث إن الله تعالى [ ص: 26 ] أذن لهم في ذلك والعرب يطلقون لفظ السبع والسبعين والسبعمائة ولا يريدون حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص ، بل يريدون الكثرة والمبالغة من غير حصر ، قال - تعالى - : كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ، و إن تستغفر لهم سبعين مرة ، وقال - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - في الحسنة : إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وكذا حمل بعضهم قوله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : الإيمان بضع وسبعون شعبة ، وهذا جيد لولا أن الحديث يأباه ، فإنه ثبت في الحديث من غير وجه أنه لما أتاه جبريل بحرف واحد قال له ميكائيل : استزده . وإنه سأل الله تعالى التهوين على أمته فأتاه على حرفين فأمره ميكائيل بالاستزادة ، وسأل الله التخفيف فأتاه بثلاثة ولم يزل كذلك حتى بلغ سبعة أحرف . وفي حديث أبي بكرة : فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهت العدة فدل على إرادة حقيقة العدد وانحصاره ولا زلت أستشكل هذا الحديث وأفكر فيه وأمعن النظر من نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله علي بما يمكن أن يكون صوابا إن شاء الله ، وذلك أني تتبعت القراءات صحيحها وشاذها وضعيفها ومنكرها ، فإذا هو يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها ، وذلك إما في الحركات بلا تغيير في المعنى والصورة : نحو ( البخل ) بأربعة ( ويحسب ) بوجهين ، أو بتغير في المعنى فقط نحو فتلقى آدم من ربه كلمات ، وادكر بعد أمة ، و ( أمه ) ، وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو ( تبلوا وتتلوا ) و ( ننحيك ببدنك لتكون لمن خلفك ) و ننجيك ببدنك ، أو عكس ذلك نحو ( بصطة وبسطة ) و ( الصراط والسراط ) ، أو بتغيرهما نحو ( أشد منكم ، ومنهم ) و ( يأتل ويتأل ) و ( فامضوا إلى ذكر الله ) ، وإما في التقديم والتأخير نحو ( فيقتلون ويقتلون ) ( وجاءت سكرت الحق بالموت ) ، أو في الزيادة والنقصان نحو ( وأوصى ووصى ) و ( الذكر والأنثى ) فهذه سبعة أوجه لا يخرج الاختلاف عنها ، وأما نحو اختلاف الإظهار ، والإدغام ، والروم ، والإشمام ، والتفخيم ، والترقيق ، والمد ، والقصر ، والإمالة ، والفتح ، والتحقيق ، والتسهيل ، والإبدال ، والنقل مما يعبر [ ص: 27 ] عنه بالأصول ، فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ والمعنى ; لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ، ولئن فرض فيكون من الأول .

ثم رأيت الإمام الكبير أبا الفضل الرازي حاول ما ذكرته فقال : إن الكلام لا يخرج اختلافه عن سبعة أوجه :

( الأول ) اختلاف الأسماء من الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والمبالغة وغيرها .

( الثاني ) اختلاف تصريف الأفعال وما يسند إليه من نحو الماضي والمضارع والأمر والإسناد إلى المذكر والمؤنث والمتكلم والمخاطب والفاعل والمفعول به .

( الثالث ) وجوه الإعراب .

( الرابع ) الزيادة والنقص .

( الخامس ) التقديم والتأخير .

( السادس ) القلب والإبدال في كلمة بأخرى وفي حرف بآخر .

( السابع ) اختلاف اللغات من فتح وإمالة وترقيق وتفخيم وتحقيق وتسهيل وإدغام وإظهار ، ونحو ذلك .

ثم وقفت على كلام ابن قتيبة وقد حاول ما حاولنا بنحو آخر فقال : وقد تدبرت وجوه الاختلاف في القراءات فوجدتها سبعة :

( الأول ) في الإعراب بما لا يزيل صورتها في الخط ولا يغير معناها نحو هؤلاء بناتي هن أطهر لكم و ( أطهر ) ، ( وهل نجازي إلا الكفور ) و نجازي إلا الكفور و ( البخل والبخل ، وميسرة وميسرة ) .

( والثاني ) الاختلاف في إعراب الكلمة وحركات بنائها بما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها نحو ربنا باعد و ( ربنا باعد ) و إذ تلقونه و ( تلقونه ) و بعد أمة و ( بعد أمه ) .

( والثالث ) الاختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ولا يزيل صورتها نحو ( وانظر إلى العظام كيف ننشرها ) و ننشزها و إذا فزع عن قلوبهم و ( فزع ) .

( والرابع ) أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها ومعناها نحو طلع نضيد في موضع ، وطلح منضود في آخر .

( والخامس ) أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتاب ولا يغير معناها نحو ( إلا ذقية واحدة ) و صيحة واحدة و كالعهن المنفوش و ( كالصوف ) .

( والسادس ) أن يكون الاختلاف بالتقديم والتأخير نحو : ( وجاءت سكرة الحق بالموت ) في : [ ص: 28 ] سكرة الموت بالحق .

( والسابع ) أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقصان نحو ( وما عملت أيديهم ) و عملته ، و إن الله هو الغني الحميد و ( هذا أخي له تسع وتسعون نعجة أنثى ) .

ثم قال ابن قتيبة : وكل هذه الحروف كلام الله تعالى نزل به الروح الأمين على رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - انتهى .

( قلت ) : وهو حسن كما قلنا إلا أن تمثيله ب ( طلع نضيد وطلح منضود ) لا تعلق له باختلاف القراءات ، ولو مثل عوض ذلك بقوله : بضنين بالضاد و ( بظنين ) بالظاء و ( أشد منكم ) و أشد منهم لاستقام ، وطلع بدر حسنه في تمام ، على أنه قد فاته كما فات غيره أكثر أصول القراءات : كالإدغام ، والإظهار ، والإخفاء ، والإمالة ، والتفخيم ، وبين بين ، والمد ، والقصر ، وبعض أحكام الهمز ، كذلك الروم ، والإشمام ، على اختلاف أنواعه وكل ذلك من اختلاف القراءات وتغاير الألفاظ مما اختلف فيه أئمة القراء وكانوا يترافعون بدون ذلك إلى النبي - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم - ، ويرد بعضهم على بعض كما سيأتي تحقيقه وبيانه في باب الهمز والنقل والإمالة ، ولكن يمكن أن يكون هذا من القسم الأول فيشمل الأوجه السبعة على ما قررناه .

( وأما ) على أي شيء يتوجه اختلاف هذه السبعة ، فإنه يتوجه على أنحاء ووجوه مع السلامة من التضاد والتناقض كما سيأتي إيضاحه في حقيقة اختلاف هذه السبعة .

( فمنها ) ما يكون لبيان حكم مجمع عليه كقراءة سعد بن أبي وقاص وغيره ( وله أخ أو أخت من أم ) فإن هذه القراءة تبين أن المراد بالإخوة هنا هو الإخوة للأم ، وهذا أمر مجمع عليه ; ولذلك اختلف العلماء في المسألة المشتركة وهي زوج وأم ، أو جدة واثنان من إخوة الأم وواحد أو أكثر من إخوة الأب والأم ، فقال الأكثرون من الصحابة وغيرهم بالتشريك بين الإخوة ; لأنهم من أم واحدة وهو مذهب الشافعي ومالك وإسحاق وغيرهم ، وقال جماعة من الصحابة وغيرهم بجعل الثلث لإخوة الأم ولا شيء لإخوة الأبوين لظاهر القراءة الصحيحة ، وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه الثلاثة وأحمد بن حنبل وداود [ ص: 29 ] الظاهري وغيرهم .

( ومنها ) ما يكون مرجحا لحكم اختلف فيه ، كقراءة ( أو تحرير رقبة مؤمنة ) في كفارة اليمين فيها ترجيح لاشتراط الإيمان فيها كما ذهب إليه الشافعي وغيره ولم يشترطه أبو حنيفة - رحمه الله - .

( ومنها ) ما يكون للجمع بين حكمين مختلفين يطهرن و ( يطهرن ) بالتخفيف والتشديد ينبغي الجمع ، وهو أن الحائض لا يقربها زوجها حتى تطهر بانقطاع حيضها وتطهر بالاغتسال .

( ومنها ) ما يكون لأجل اختلاف حكمين شرعيين كقراءة وأرجلكم بالخفض والنصب ، فإن الخفض يقتضي فرض المسح والنصب يقتضي فرض الغسل فبينهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل المسح للابس الخف والغسل لغيره ، ومن ثم وهم الزمخشري حيث حمل اختلاف القراءتين في إلا امرأتك رفعا ونصبا على اختلاف قولي المفسرين ، ( ومنها ) ما يكون لإيضاح حكم يقتضي الظاهر خلافه كقراءة ( فامضوا إلى ذكر الله ) ؛ فإن قراءة فاسعوا يقتضي ظاهرها المشي السريع وليس كذلك ، فكانت القراءة الأخرى موضحة لذلك ورافعة لما يتوهم منه .

( ومنها ) ما يكون مفسرا لما لعله لا يعرف مثل قراءة ( كالصوف المنفوش ) .

( ومنها ) ما يكون حجة لأهل الحق ودفعا لأهل الزيغ كقراءة ( وملكا كبيرا ) بكسر اللام وردت عن ابن كثير وغيره وهي من أعظم دليل على رؤية الله تعالى في الدار الآخرة .

( ومنها ) ما يكون حجة بترجيح لقول بعض العلماء كقراءة ( أو لمستم النساء ) إذ اللمس يطلق على الجس والمس ، كقوله تعالى : فلمسوه بأيديهم أي : مسوه . ومنه قوله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : لعلك قبلت ، أو لمست . ومنه قول الشاعر :

وألمست كفي كفه طلب الغنا

( ومنها ) ما يكون حجة لقول بعض أهل العربية كقراءة ( والأرحام ) بالخفض ، و ( ليجزى قوما ) على ما لم يسم فاعله مع النصب .

( وأما ) على كم معنى تشتمل هذه الأحرف السبعة ، فإن معانيها من حيث وقوعها وتكرارها شاذا وصحيحا لا تكاد تنضبط من حيث التعداد ، بل يرجع ذلك كله إلى معنيين :

( أحدهما ) ما اختلف لفظه واتفق [ ص: 30 ] معناه ، سواء كان الاختلاف اختلاف كل ، أو جزء ، نحو ( أرشدنا ) و اهدنا و العهن و ( الصوف ) و ( ذقية ) و صيحة و خطوات ، و ( خطوات ) و هزوا و ( هزا وهزؤا ) ، كما مثل في الحديث : هلم ، وتعال ، وأقبل .

( والثاني ) ما اختلف لفظه ومعناه نحو ( قال رب ) وقل رب و لنبوئنهم و ( لنثوينهم ) و يخدعون و ( يخادعون ) و ( يكذبون و يكذبون ) و ( اتخذوا ) واتخذوا و كذبوا و ( كذبوا ) و لتزول و ( لتزول ) . وبقي ما اتحد لفظه ومعناه مما يتنوع صفة النطق به كالمدات وتخفيف الهمزات والإظهار والإدغام والروم والإشمام وترقيق الراءات وتفخيم اللامات ، ونحو ذلك مما يعبر عنه القراء بالأصول ، فهذا عندنا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ ، أو المعنى ; لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا وهو الذي أشار إليه أبو عمرو بن الحاجب بقوله : والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء : كالمد ، والإمالة ، وتخفيف الهمز ونحوه ، وهو وإن أصاب في تفرقته بين الخلافين في ذلك كما ذكرناه فهو واهم في تفرقته بين الحالتين نقله وقطعه بتواتر الاختلاف اللفظي دون الأدائي ، بل هما في نقلهما واحد وإذا ثبت تواتر ذلك كان تواتر هذا من باب أولى ، إذ اللفظ لا يقوم إلا به ، أو لا يصح إلا بوجوده وقد نص على تواتر ذلك كله أئمة الأصول كالقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني في كتابه الانتصار وغيره ، ولا نعلم أحدا تقدم ابن الحاجب إلى ذلك والله أعلم . نعم هذا النوع من الاختلاف هو دخل في الأحرف السبعة لا أنه واحد منها .


حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف



عند الشيعة


رواه الحر العامليفي الوسائل :" عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليهوآله ) : أتاني آتٍ من الله فقال : إنّ اللهيأمرك أن تقرأ القرآن على حرفواحد فقلت : يا ربّ ، وسّع على أُمّتي فقال : إنّ اللهيأمرك أن تقرأ القرآنعلى حرف واحد ، فقلت : يا ربّ ، وسّع على اُمّتي ، فقال :إن الله يأمرك أنتقرأ القرآن على سبعةأحرف"(وسائل الشيعة ج6 ص 164، باب وجوب القراءة فيالصلاة وغيرها بالقراءاتالسبعة المتواترة دون الشواذ والمروية)
وروى المجلسي في بحار الأنوار:90/3، عن أميرالمؤمنين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في حديث: (إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسامكل منها شاف كاف ، وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص. وفي القرآن ناسخومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، وخاص وعام ، ومقدم ومؤخر ، وعزائم ورخص ، وحلال وحرام ،وفرائض وأحكام ومنقطع معطوف ، ومنقطع غير معطوف ، وحرف مكان حرف ، ومنه ما لفظه خاص، ومنه ما لفظه عام محتمل العموم ، ومنه مالفظه واحد ومعناه جمع ، ومنه ما لفظه جمعومعناه واحد ، ومنه ما لفظه ماض ومعناه مستقبل، ومنه ما لفظه على الخبر ومعناهحكاية عن قوم أخر ، ومنه ما هو باق محرف عن جهته ، ومنه ما هو على خلاف تنزيله ،ومنه ما تأويله في تنزيله ، ومنه ما تأويله قبل تنزيله ، ومنه ما تأويله بعد تنزيله، ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة أخرى ، ومنه آيات نصفها منسوخ ونصفهامتروك على حاله ، ومنه آيات مختلفة اللفظ متفقة المعنى ، ومنه آيات متفقه اللفظمختلفة المعنى ، ومنه آيات فيها رخصة وإطلاق بعدالعزيمة..الخ.),انتهى..




هذه روايات عند الشيعة تقول :
عن ابن ابي حميد قال دخلت على ابي عبدالله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فأخرج الى مصحفا قال فتصفحته فوقع بصري على موضع منه فإذا مكتوب هذه جهنم التي كنتم بها تكذبان فاصليا فيها
لا تموتان فيها ولا تحييان [1]


[1] بحار الانوار 92/48
عن احمد بن محمد بن ابي نصر قال دفع الى ابو الحسن مصحفا وقال لا تنظر فيه ففتحته وقرأت فيه لم يكن الذين كفروا ,فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم واسماء آبائهم قال فبعث الى ابعث الى المصحف [2]
[2] اصول الكافي 2/631

يتبع










عرض البوم صور الصقار الحر   رد مع اقتباس