عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-12, 09:49 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
عقيدتي نجاتي
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عقيدتي نجاتي


البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 8290
المشاركات: 1,600 [+]
بمعدل : 0.37 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 16
نقاط التقييم: 188
عقيدتي نجاتي مدهشعقيدتي نجاتي مدهش

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عقيدتي نجاتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم

أسباب تسلط الذل على المسلمين( فلسطين مثالاً )
فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . [ آل عمران : 102 ] . ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا . [ النساء : 1 ] . ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا . [ الأحزاب : 70 - 71 ] . أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . وبعد :
فقد روى الإمام أبو داوود في " سننه " ، والإمام أحمد في " مسنده " ، وغيرهما بإسنادين يقوي أحدهما الآخر ، عن النبي - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - أنه قال : ( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
في هذا الحديث الصحيح بيان للعلاج والدواء لهذا الذي حل بالمسلمين من الذل الذي سيطر عليهم أجمعين ، إلا أفرادًا قليلين منهم لا يزالون يتمسكون بالعروة الوثقى لا انفصام لها . لقد بين الرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - في هذا الحديث المرض الذي إذا حل بالمسلمين أذلهم الله ، ثم وصف لهم الدواء والخلاص من هذا الداء ، فقد قال - عليه الصلاة والسلام - في مطلع هذا الحديث : ( إذا تبايعتم بالعينة ) . بيع العينة لا نريد الكلام عنه إلا بإيجاز ، هو : بيع من البيوع الربوية التي ابتلي بها كثير من الناس في العصر الحاضر ، وهو إنما ذكره الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - على سبيل التمثيل وليس على سبيل التحديد ، مما يقع فيه المسلمون فيستحقون به وبسببه أن يذلهم الله - تبارك وتعالى - ، ذكر بعض الأمثلة في نص هذا الحديث :
أولها : بيع العينة ، ثم ثنى رسول الله - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - على ذلك فقال : ( وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ) . وهذا كناية عن تكالب المسلمين على جمع الدنيا وعلى الاهتمام بزخارفها ، ذلك الذي يصرفهم عن القيام بكثير من الواجبات الشرعية ، وضرب على ذلك مثلاً واحدًا - أيضًا - ، فقال - عليه الصلاة والسلام - في تمام الحديث : ( وتركتم الجهاد في سبيل الله ) . ( إذا تبايعتم بالعينة ) . أي : تعاملتم بالمعاملات المحرمة ومنها العينة . ( وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع ) . أي : انصرفتم عن القيام بواجباتكم الدينية إلى الاهتمام بالأمور الدنيوية ، وكسب المال بأي طريق كان ، وأدى ذلك بكم إلى ترك الجهاد في سبيل الله . ماذا يكون عقاب هذه الأمة حينما تقع في هذه الأمور التي لم يشرع ربنا - عز وجل - شيئًا منها !؟
قال - عليه الصلاة والسلام - من باب التحذير : ( سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، وهذا الذل المسلط على المسلمين أمرٌ لا يخفى على كل ذي عقل ، وهنا يحتاج الأمر إلى كثير من البيان ، وحسبنا تذكيرًا ما أصاب المسلمين في احتلال اليهود لفلسطين - فضلاً - عن البلاد الشامية الأخرى ، التي لا تزال الفتن فيها تترى ، ولا يزال الحكام غير المسلمين أو الحكام المسلمون جغرافيون يعيثون فيها فسادًا ، كل ذلك ذلٌ سلطه الله - تبارك وتعالى - على المسلمين ، وليس ذلك ظلم منه ، وحاشاه !
فإن ربنا - عز وجل - لا يظلم الناس شيئًا ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون ، ربنا - عز وجل - يقول : ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ . [ النساء : 160 ] . فالله - عز وجل - لما سلط الذل علينا فبظلمٍ منا ، فهو ظلم واضح في كثير من الأمور ، وقد ضرب الرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - لنا هذه الأمثلة الثلاثة : التبايع بما حرم الله . التكالب على حطام الدنيا . ترك الجهاد في سبيل الله . فكانت النتيجة أن يسلط الله علينا ذلك الذل المخيم بصورة مجسدة مجسمة في بلادنا العزيزة فلسطين ، وإذا كان هذا الذل ؛ فما الخلاص منه !؟ وما النجاة منه !؟
الدواء الناجع للخروج من الذل والمهانة : يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي وصفه ربنا في القرآن بحق حين قال : ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ . [ التوبة : 128 ] . قال - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - في تمام الحديث : ( سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، فهذا هو العلاج ، قد وصفه الرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - واضحًا مبينًا في خاتمة هذا الحديث حيث قال : ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
وحينما أروي لكم هذا الحديث وأعلق بعض هذه التعليقات عليه لا آتيكم بشيء جديد ؛ لأن المسلمين جميعًا على ما بينهم من اختلافات في العقائد وفي الفروع - كما يقولون - ، كلهم مجمعون على أن سبب الذل الذي حل بالمسلمين إنما هو تركهم لدينهم ، وكلهم يقولون : إن العلاج هو الرجوع إلى الدين ، هذا كله أمر معروف لديهم أجمعين . لكن الشيء الذي أريد أن نذكِّر به ، وقد يكون أمرًا جديدًا بالنسبة لبعض الناس ، ولكنه هو الحق مثلما أنكم تنطقون ، هذا الشيء هو : لِمَ وصف الرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - الدواء لهؤلاء المسلمين المستذلين بسبب ما ارتكبوا من مخالفات لدينهم ، وصف لهم الدواء بأن يرجعوا إلى دينهم !؟
فما هو هذا الدين - هنا بيت القصيد في كلمتي هذه - ما هو هذا الدين الذي هو علاج المسلمين بنص هذا الحديث ، والمسلمون - كما ذكرنا - كلهم يقولون : على المسلمين أن يعملوا بدينهم ، لكن ما هو هذا الدين !؟
إن الشيء المؤسف أن هذا الدين الإسلامي قد أخذ مفاهيم عديدة جدًا في مسألة التاريخ الطويل من بعد السلف الصالح - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - ، ليس فقط في الأمور الفقهية التي يصفونها بأنها فرعية ؛ بل حتى في المسائل الاعتقادية ، وكلنا يعلم حديث الرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - الذي أخبرنا بافتراق المسلمين إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة ، حين قال : ( تفرقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ، وتفرقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : من هم يا رسول الله !؟ قال : هم الجماعة ) . هذه هي الرواية الصحيحة ، وهناك رواية أخرى في سندها شيء من الضعف ، ولكن يوجد ما يشهد لها ، ألا وهي قوله - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - : ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) .
وفي الواقع هذه الرواية ليس فيها شيءٌ جديد بالنسبة للرواية الأولى إلا التوضيح والترتيب ، فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حين قال في وصف الفرقة الناجية : ( هي الجماعة ) . فسرها في الرواية الأخرى بأنها هي التي تكون على ما كان عليه الرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - وأصحابه .
إذًا : فالرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - يخبرنا في هذا الحديث أن المسلمين سيتفرقون إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وهذه الفرق كلها ضالة إلا فرقة واحدة ، صفتها : ما كان عليه الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه ، نحن اليوم نعيش في خضم هذا الاختلاف الكثير والكثير جدًا ، الذي ورثناه طيلة هذه السنين الطويلة المديدة ، وكل من هذه الفرق ليس فيها طائفة تتبرأ من الإسلام ، ليس فيها طائفة تقول : ديننا غير الإسلام ، كلهم يقولون : ديننا الإسلام ، ومع ذلك - أيضًا - يقولون كلهم : علاج المسلمين هو تمسكهم بالدين .
إذًا : هذا الدين الذي تفرق فيه المسلمون إلى ثلاث وسبعين فرقة - أي : تفرقوا في فهمه هذا التفرق الشديد - إذا كان الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - قد جعل العلاج إنما هو بالرجوع إلى هذا الدين ، فبأي مفهوم ينبغي أن يفهم هذا الدين حتى يكون هو العلاج كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )
لا نذهب بكم بعيدًا في ضرب الأمثلة ، فها نحن في المثال الأول الذي نصبه الرسول - عليه الصلاة والسلام - أول هذا الحديث ، حيث قال : ( إذا تبايعتم بالعينة ) ، بيع العينة : المذاهب اليوم مختلفة فيه ، فمنهم من يبيحه ، ومنهم من يحرمه ، والرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - في هذا الحديث يجعل من أسباب مرض المسلمين واستحقاقهم الذل أنهم يتبايعون بالعينة ، فإذًا بأي منهج وبأي مفهوم للدين يجب أن نفهم هذا الدين حتى يكون عبادة وسببًا لخلاصنا من هذا الذل الذي سيطر علينا !؟
إن بيع العينة الذي ذكره الرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - في شرح هذا الحديث قد استباحه بعض المسلمين ، ولا أعني الجهلة والعامة ، وإنما أعني الخاصة وبعض المؤلفين والمصنفين من القدامى والمحدَثين ، ذكروا أن بيع العينة بيع حلال ، وهو داخل في عموم قوله تعالى : ﴿ وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا . [ البقرة : 275 ] . لكن هذا الحديث يبين لنا أن بيع العينة ليس مشروعًا بل هو محرم ، ولذلك جعله سببًا من أسباب استحقاق المسلمين للذل .
إذًا : معنى هذا الحديث أنه لا يجوز بيع العينة ، فإذا أردنا أن نرجع إلى ديننا ليعزنا ربنا - عز وجل - ، ويرفع الذل الذي سيطر علينا ، فنبيح بيع العينة أم نحرمه !؟ لابد أن نحرمه ، وهذا التحريم جاء في حديث ، لكن تحليله جاء في بعض الروايات وبعض الأقوال .
إذًا : حينما قال الرسول - أسباب تسلط الذل المسلمين فلسطين - في آخر الحديث : ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، إنما يعني الدين المذكور في القرآن والمفصل في حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، الدين كما قال - عز وجل - : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ . [ آل عمران : 19 ] ، وقال : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . [ المائدة : 3 ] . وقال : ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ . [ آل عمران : 85 ] . إلى آخر الآيات .
إذًا : الدين الذي هو العلاج هو الاستسلام ، لكن الإسلام قد فهم على وجوه شتى في الأصول - في العقائد - فضلاً عن الفروع .




كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





Hsfhf jsg' hg`g ugn hglsgldk F tgs'dk - lehghW D !










توقيع : عقيدتي نجاتي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ((اللَّهمَّ اْغفرْ لِواْلدَيَّ واْرْحمْهُماَ وَأسْكنْهُماَ الْفِرْدوْسَ اْلأَعْلَىْ)) نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 16-04-18 الساعة 01:09 AM
عرض البوم صور عقيدتي نجاتي   رد مع اقتباس