شبكــة أنصــار آل محمــد - موقف الصوفية من العلم الشرعي

السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم .
موقف الصوفية من العلم الشرعي :
لقد نفر الصوفية الناس عن العلم الشرعي بوصفهم له بأوصاف منفرة حيث وصفه بعضهم بأنه آفة المريد ووصفه البعض منهم بانه مفرق الاهتمامات ووصف بعضهم بأنه ركون إلى الدنيا وانحطاط من الحقيقة إلى العلم ووصفه بعضهم بانه موحش ووصفه بعضهم بأنه حجاب .
وإليك أخي القارئ الكريم النصوص الدالة على ذلك من بطون كتبهم :
فقد وصف أبو بكر الوراق ( 1) كتابة الحديث والاهتمام به بأنه من آفات التي يجب أن يبتعد عنها المريد فقال :
[ آفة المريد ثلاث : التزويج وكتابة الحديث والأسفار ] (2 )
ويقول الجنيد :
[ إذا لقيت الفقير _ أي الصوفي _ فالقه بالرفق ولا تلقه بالعلم فإن الرفق يؤنسه والعلم يوحشه ]. (4)
واعتبر بعض المتصوفة طلب الحديث النبوي بأنه ركون إلى الدنيا حيث قال :
[ إذا طلب الرجل الحديث أو سافر في طلب المعاش أو تزوج فقد ركن إلى الدنيا ]. ( 5)
ووصف بعض المتصوفة العلم بأنه حجاب عن الله حيث قال أبو زيد البسطامي :
[ أشد المحجوبين عن الله ثلاثة : الزاهد بزهده والعابد بعبادته والعالم بعلمه ] ( 6) .
ولقد صرح أحد كبار المتصوفة بأن المتصوفة لم يتعلموا العلم ولم يحرصوا على دراسته فقال :
[ اعلم أن ميل أهل التصوف إلى الإلهية دون التعليمية ولذلك لم يتعلموا ولم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون بل قالوا الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة وقطع العلائق كلها الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة وقطع العلائق كلها والإقبال على الله تعالى بكنة الهمة وذلك بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم يخلو نفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض والرواتب ولا يقرن همه بقراءة القرآن ولا بالتأمل في نفسه ولا يكتب حديثاً ولا غيره ولا يزال يقول : " الله الله الله " إلى أن ينتهي إلى حال يترك تحريك اللسان ثم يمحو عن القلب صورة اللفظ ] (7) .
أقول أنا أبو عبيدة: (8)
فالنصوص المتقدمة كلها توضح لنا موقف المتصوفة من العلم وتثبت لنا بأن المتصوفة من ألد الأعداء لعلمي الكتاب والسنة حيث إن النصوص المتقدمة صرحوا فيها بعدائهم للقرآن والسنة بنهيهم وتحذيرهم عن طلب الحديث النبوي وتلاوة كتاب الله عز وجل فهل هناك جريمة أكبر من الذي يحذر عن تلاوة القران وكتابة الحديث النبوي وطلب العلم عموماً .
ولم يقدم زعماء الصوفية على هذا الجهل منهم بل أقدموا عليه عن تخطيط وتدبير ومكر ومكيدة لأنهم يعلمون جيداً بأن أباطيلهم لا يمكن أن يقبلها الناس إلا إذا كانوا جهالاً لا يعلمون شيئا عن الكتاب والسنة فعلم الكتاب والسنة نور لأن بالعلم ينكشف للناس حقائق طرقهم وزيف أقوالهم وبالعلم يتبين المنكر وبالعمل به يتم الإنكار وقد علم الصوفية بأن الإنكار أصبح حجر عثرة أمامهم وأعاق طريقهم والمنكر لا يمكن إن يعرف إلا عن طريق العلم ولذا نفروا الناس عنه ودعوهم إلى الابتعاد عنه وشغلوهم بحلقات الرقص ونوادي الوجد والسماع ولبس الخرقة والتزام الخلوات المظلمة وغير ذلك من بدعتهم المنكرة .
(( حث الإسلام على العلم والإعلاء من شأنه ))
لقد حث الإسلام على العلم وأعلى من شأنه ومما يدل على ذلك الأدلة الآتية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
أقول : فأول سورة نزلت من القرآن جاء الأمر فيها بالقراءة وهي سورة العلق حيث قال الحق : { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم } (9) .
وقد أمر الله سبحانه بالعلم قبل العمل فقال : { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } (10) .
وقد اخبر نا الله سبحانه وتعالى بأن أولى الناس بخشيته الله سبحانه وتعالى هم العلماء فقال : { كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء } (11) .
وقد أنكر الله سبحانه وتعالى إن يستوي العاملون والجاهلون فقال الحق : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } (12) .
وأما الأدلة من السنة في الحث على طلب العلم وفضله فكثيرة جداً وإليك أخي القارئ نبذة منها :
الحديث الأول :
حديث معاوية رضي الله عنه قال : سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : [ من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين , وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرها من خالفهم حتى يأتي أمر الله ] (13) .
الحديث الثاني :
الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ] (14) .
الحديث الثالث :
الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ] (15) .
الحديث الرابع :
الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال : ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : [ اللهم علمه الكتاب ] (16).
أقول أنا أبو عبيدة :
فالآيات والأحاديث السابقة كلها تفيد بأن الإسلام دعا على العلم ورفع شأن العلم وشأ أهله , ووعد على طلبة الأجر العظيم والثواب الجزيل , وأن كل دعوة إلى الابتعاد عن العلم والتنفير منه ما هي إلا محادة لله ولرسوله وتدمير وقتل لمواهب الأمة الإسلامية لأن ما من أمة ابتعدت عن العلم إلا وانتشر فيها الجهل وأي أمة انتشر فيها الجهل فإنها تدمر وتصبح لقمة سائغة لأعدائها .
ولم يدع الصوفية إلى الابتعاد عن العلم الصحيح إلا ليصبح الناس جهلة حتى تسهل قيادتهم إلى حيث يشاءون وينشرون فيهم أفكارهم الخرافية الوهمية التي لا تستطيع أن تثبت أمام الحقائق العلمية ولذا نرى دائماً زعماء الطريقة الصوفية يحاربون علم الكتاب والسنة لأنهم يعلمون يقيناً بأنهم لا وجود لهم ولا لأفكارهم الضالة إذا فهم الناس دينهم كما أنزل على محمد من عند الله عز وجل لأن أفكار بني صوفان لا يمكن إن تعيش إلا في الظلام الحالك كالسباع التي لا تخرج ليلاً
لتبحث عن فريستها فكذلك الصوفية يريدون ان يبقى الناس جهالاً حتى يسهل إخضاعهم لهذه الأفكار المنحرفة .
************************************************** *****************************************
************************************************** *****************************************

(1) " هذه هي الصوفية " لعبد الرحمن الوكيل (ص.20).
(2) هو محمد بن عمر الحكيم أصله من ترمذ وأقام ببلخ لقي أحمد خضرويه وصحبه له كتب كثيرة مشهورة في أنواع الرياضيات والمعاملات والآداب . أنظر " طبقات الصوفية " للسلمي (221).
(3) " الرسالة القشيرية " (2/436).
(4) " الرسالة القشيرية " ( 2/545) ط دار التأليف _ مصر .
(5) " تراجم الصوفية " للمناوي ( 2/215).
(6) " تراجم الصوفية " للمناوي (2/247).
(7) " إحياء علوم الدين " للغزالي (3/21).
(8) هو لقب لأخوكم فهَّاد السلفي [ الكاتب في المنتدى ].
(9) العلق : (1-5).
(10) محمد : (19).
(11) فاطر : (28).
(12) الزمر (9).
(13) البخاري مع الفتح (/164).
(14) " جامع الترمذي " مع " تحفة الأحوذي " (7/405).
(15) نفس المرجع (7/405).
(16) البخاري مع الفتح (1/ 169).

منقول للفائده