شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت شبهات وردود (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=13)
-   -   الرد على شبهات الرافضة (https://ansaaar.com/showthread.php?t=24502)

الصقار الحر 07-06-12 06:22 PM

تحريف القرآن عند الشيعة

العلامة المجلسي يقول بتواتر القول بتحريف القرآن

http://dhr12.com/images/w_b/1169295644.jpg


من نماذج تحريف القران عند الرافضة

http://dhr12.com/images/w_b/1169295081.jpg

قول الشيعة بوجود أخ للقرآن الكريم

http://dhr12.com/images/w_b/1169291045.jpg


اعتقاد الشيعة بتحريف تسعمائة حرف من القرآن

http://dhr12.com/images/w_b/1169289775.jpg


ثاني المفسرين الشيعة علي بن إبراهيم القمي يقول بأن القرآن محرف

http://dhr12.com/images/w_b/1169287883.jpg

شيخهم المفيد يقول بتواتر القول بتحريف القرآن عند الشيعة

http://dhr12.com/images/w_b/1169294334.jpg


الفيض الكاشاني يقر بأن اعظم علماء الشيعة قالوا بتحريف القرآن

http://dhr12.com/images/w_b/1169290937.jpg


التحريف من ضروريات مذهب الشيعة

http://dhr12.com/images/w_b/1169288977.jpg


كتاب فصل الخطاب ( مخطوط )

http://dhr12.com/images/w_b/1169287055.jpg


يتبع

الصقار الحر 07-06-12 06:23 PM

تحريف القرآن عند الشيعة

المرجع الشيعي الخوئي يعتقد بالتحريف

http://dhr12.com/images/w_b/1169288004.jpg
http://www.alburhan.com/chapters_pic/alkafythref.jpg
http://www.alburhan.com/chapters_pic/alkafythref.jpg

http://www.alburhan.com/chapters_pic/safai.jpg

كتاب ( الانوار الوضيّة )

http://dhr12.com/images/w_b/1-60-2.jpg



نموذج من نماذج التحريف - آية الكرسي كما نزلت عند الشيعة


http://dhr12.com/images/w_b/75.jpg



تحريف القرآن - خطير جدا - 1



http://dhr12.com/images/w_b/1-52-1.jpg
http://dhr12.com/images/w_b/1-52-2.jpg










يتبع

الصقار الحر 07-06-12 06:25 PM

تحريف القرآن عند الشيعة

تحريف القرآن - خطير جدا - 2


http://dhr12.com/images/w_b/1-52-5.jpg




قولهم بمصحف فاطمة وأنها حجة الله


http://dhr12.com/images/w_b/1169230816.jpg



كتاب الانوار الوضيّة يشهد بالتحريف وهو كتاب معاصر


http://dhr12.com/images/w_b/1-49-1.jpg
http://dhr12.com/images/w_b/1-49-2.jpg








حتى النحل اصبح من أئمة !!!!

http://dhr12.com/images/w_b/1169294397.jpg


اقرأ آية الكرسي كما نزلت عند الشيعة

http://dhr12.com/images/w_b/1169289834.jpg
الخميني وتحريف القرآن

http://dhr12.com/images/w_b/1169294498.jpg

النوري الطبرسي يقول : إن في القرآن آيات سخيفة

http://dhr12.com/images/w_b/1169294155.jpg

الصقار الحر 07-06-12 10:38 PM

[5]يقول الرافضي حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين هل تنطبق على الصحابة ؟ والردعليه
اقول هذا الحديث الذي ورد في صحاح القوم بسند صحيح


وهذا هو


عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديينمن بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ
الراوي: - المحدث: ابن تيمية- المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/493
خلاصة حكم المحدث: صحيح





عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدينمن بعدي عضوا عليها بالنواجذ
الراوي: - المحدث: الالباني- المصدر: صفة الفتوى - الصفحة أو الرقم: 55
خلاصة حكم المحدث: صحيح




----------------------



-والان اقول انا اتفق معكم على هذا الحديث ولنأتي الى ماقاله عملائكم حول هذا الحديث وحول المصداق الذي يجب ان يتوفر فيهم











===================



التبيان في ايمان القران
ص364
وهذان الاصلان هما غاية كمال العبد وبهما سعادته وفلاحه وبهما وصف النبي-ص- خلفاءه فقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديينمن بعدي



فالراشد ضد الغاوي والمهدي ضد الضال وهو الذي زكت نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح وهو صاحب الهدى ودين الحق


ولايشتبه الراشد المهدي بالضال الغاوي الا على اجهل خلق الله واعماهم قلبا وابعدهم من حقيقه الانسانية ولله در القائل


جامع العلوم والحكم
لابن رجب
الجزءالثاني-ص120
وقوله فمن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديينمن بعدي عضوا عليها بالنواجذ-

هذا اخبار منه -ص- بماوقع في امته بعده من كثره الاختلاف في اصول الدين وفروعه وفي الاقوال والاعمال والاعتقادات وهذا موافق لماروى عنه من افتراق امته على بضع وسبعين فرقه وانها كلها في النار الا فرقه واحده وهي من كان على ما هو عليه واصحابة كذالك في هذا الحديث امر عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدينمن بعده



والسنه هي الطريقه المسلوكة فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاءه الراشدون من الاعتقادات والاعمال والاقوال وهذه هي السنه الكتمله ولهذا كان السلف قديما لايطلقون اسم السنه الا على مايشمل ذلك كله وروى معنى ذلك الحسن والاوزاعي

والنتيجة من هذه الاحاديث حتى نصل الى المطلوب

اولا---فالراشد ضد الغاوي والمهدي ضد الضال وهو الذي زكت نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح وهو صاحب الهدى ودين الحق



ثانيا----
والسنه هي الطريقه المسلوكة فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاءه الراشدون من الاعتقادات والاعمال والاقوال وهذه هي السنه الكتمله ولهذا كان السلف قديما لايطلقون اسم السنه الا على مايشمل ذلك كله وروى معنى ذلك الحسن والاوزاعي



اعلام الموقعين
لابن القيم الجوزي
المجلد الثالث-ص530
ماخالف فيه عنر ابابكر
الوجه الثاني -ان خلاف عمر لابي بكر اشهر من ان يذكر كما خالفه في سبي اهل الرده فسباهم ابوبكر وخالفه عمر وبلغ عمر خلافه الى ردهن حرائر الى
اهلهن الا من ولدت لسيدها منهن ونق حكمه
ومن جملتهن خوله الحنفيه ام محمد بن علي فأين هذا من فعل المقلدين بمتبوعهم وخالفه في ارض العنوة فقسمها ابوبكر ووقفها عمر وخالفه في المفاضلة في العطاء فرأى ابوبكر التسوية ورأى عمر المفاضله ومن ذلك مخالفته له في الاستخلاف وصرح بذلك فقال ان استخلفتم فقد استخلف ابوبكر وان لم استخلف فان رسول الله -ص- لم يستخلف قال ابن عمر فوالله ماهو الا ان ذكر رسول الله -ص- فعلمت انه لايعدل برسول الله احد وانه غير مستخلف فهكذا يفعل اهل العلم حين تتعارض عندهم سنه رسول الله-ص- وقول غيره لا يعدلون بالسنه شيئا سواها لاكما يصرح به المقلدون صراحا وخلافا له في الجد والاخوة معلوم ايضا

انتهى كلام الرافضي

الجــــــــــــواب

"حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين"

حديث صحيح، فقد صححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي. واعلم أنه لا يجوز لأحد أن يحدث ما يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان الخلفاء حريصين على التمسك بالهدي النبوي في صغير الأمور وكبيرها. ولكن إذا نزلت نازلة ولم يجدوا فيها نصا عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم يجتهدون فيها كما حصل في مسألة جمع القرآن ومسألة العول. وقد ذكر المباركفوري في شرح الترمذي عند هذا الحديث أن الخلفاء لم يعملوا إلا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الإضافة إليهم فهي إما لعملهم أو لاستنباطهم واختيارهم إياها.

يتبع










الصقار الحر 07-06-12 10:40 PM

لقد اختلف السلف الصالح رضوان الله عليهم، لكن اختلافهم في الرأي لم يكن سببا لافتراقهم، انهم اختلفوا لكنهم لم يتفرقوا، لان وحدة القلوب كانت اكبر من ان ينال منها شيء، انهم تخلصوا من العلل النفسية وان اصيب بعضهم بخطأ الجوارح، وكان الرجل الذي بشر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة بطلعته عليهم واخبرهم انه من اهل الجنة، هو الذي استكنهوا امره وعمله فتبين انه لاينام وفي قلبه غل على مسلم.

الاختلاف والخلاف وعلم الخلاف:
الاختلاف والمخافة ان ينهج كل شخص طريقا مغايرا للآخر في حاله او في قوله. والخلاف اعم من «الضد» لان كل ضدين مختلفان، وليس كل مختلفين ضدين ولما كان الاختلاف بين الناس في القول قد يفضي الى التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة، قال تعالى:
«فاختلف الاحزاب من بينهم…» «مريم:37»
« ولا يزالون مختلفين» «هود:118»
«انكم لفي قول مختلف» «الذاريات:8»
«ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون» «يونس:93».
وعلى هذا يمكن القول بان «الخلاف والاختلاف يراد به مطلق المغايرة في القول او الرأي او الحالة او الهيئة او الموقف. وامال ما يعرف لدى اهل الاختصاص ب« علم الخلاف» فهو علم يمكن من حفظ الاشياء التي استنبطها امام من الائمة، وهدم ما خالفها دون الاستناد الى دليل مخصوص، اذ لو استند الى الدليل، واستدل به لاصبح مجتهدا واصوليا، والمفروض في الخلافي الا يكون باحثا عن احوال ادلة الفقه، بل حسبه ان يكون متمسكا بقول امامه لوجود مقتضيات الحكم اجمالا عند امامه كما يظن هو، وهذا يكفي عنده لاثبات الحكم، كما يكون قول امامه حجة لديه لنفي الحكم المخالف لما توصل اليه امامه كذلك.

الجدل و«علم الجدل»:
اذا اشتد اعتداد احد المخالفين او كليهما بما هو عليه من قول او رأي او موقف، وحاول الدفاع عنه واقناع الآخرين به، أو حملهم عليه سميت تلك المحاولة بالجدل.
فالجدل في اللغة «المفاوضة على سبيل المنازع والمغالبة» مأخوذ من «جدلت الحبل» اذا فتلته وأحكمت فتله، فان كل واحد من المتجادلين يحاول ان يفتل صاحبه ويجدله بقوة واحكام على رأيه الذي يراه.
و أما «علم الجدل» فهو : علم يقوم على مقابلة الادلة لاظهار ارجح الاقوال الفقهية(4).
وعرّفه بعض العلماء بأنه «علم يقتدر به على حفظ أي وضع يراد ولو باطلا وهدم أي وضع يراد ولو حقا»(5).
ويظهر في هذا التعريف أثر المعنى اللغوي للجدل، لأنه على هذا علم لا يتعلق بأدلة معينة، بل هو قدرة أو ملكة يؤتاها الشخص ولو لم يحط بشيء من الكتاب والسنة ونحوهما.

الشقاق:
فاذا اشتدت خصومة المتجادلين وآثر كل منهما الغلبة بدل الحرص على ظهور الحق ووضوح الصواب، وتعذر أن يقوم بينهما تفاهم أو اتفاق سميت تلك الحالة بـ«الشقاق» و«الشقاق» أصله: ان يكون كل واحد في شق من الارض أي نصف او جانب منها، فكأن ارضا واحدة لا تتسع لهما معا وفي التنزيل (وأن خفتم شقاق بينهما)(النساء: 35) أي خلافا حادا يعقبه نزاع يجعل كل واحد منهما في شق غير شق صاحبه، ومثله قوله تعالى (فانما هم في شقاق)( البقرة 137).

المقبول والمردود من الاختلاف:
قضت مشيئة الله تعالى خلق الناس بعقول ومدارك متباينة الى جانب اختلاف الالسنة والالوان والتصورات والافكار وكل تلك الامور تفضي الى تعدد الآراء والاحكام وتختلف باختلاف قائليها واذا كان اختلاف السنتنا وألواننا ومظاهر خلقنا آية من آيات الله تعالى، فان اختلاف مداركنا وعقولنا وما تثمره تلك المدارك والعقول آية من آيات الله تعالى كذلك ودليل من أدلة قدرته البالغة وإن اعمار الكون وازدهار الوجود وقيام الحياة لا يتحقق أي منها لو أن البشر خلقوا سواسية في كل شيء، وكل ميسر لما خلق له (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم)(هود 118، 119).
ان الاختلاف الذي وقع في سلف هذه الامة ولا يزال واقعا جزء من هذه الظاهرة الطبيعية فان لم يتجاوز الاختلاف حدوده بل التزمت آدابه كان ظاهرة ايجابية كثيرة الفوائد.

بعض فوائد الاختلاف المقبول:
وكما اسلفنا فانه اذا التزمت حدود الاختلاف وتأدب الناس بآدابه كان له بعض الايجابيات منها:
أ انه يتيح اذا صدقت النوايا التعرف على جميع الاحتمالات التي يمكن ان يكون الدليل رمى اليها بوجه من وجوه الادلة.
ب وفي الاختلاف بالوصف الذي ذكرناه رياضة للاذهان وتلاقح للآراء وفتح مجالات التفكير للوصول الى سائر الافتراضات التي تستطيع العقول المختلفة الوصول اليها.
ج تعدد الحلول أمام صاحب كل واقعة ليهتدي الى الحل المناسب للوضع الذي هو فيه بما يتناسب ويسر هذا الدين الذي يتعامل مع الناس من واقع حياتهم.
تلك الفوائد وغيرها يمكن ان تتحقق اذا بقي الاختلاف ضمن الحدود والآداب التي يجب الحرص عليها ومراعاتها، ولكنه اذا جاوز حدوده، ولم تراع آدابه فتحول الى جدال وشقاق كان ظاهرة سلبية سيئة العواقب تحدث شرخا في الامة وفيهما ما يكفيها فيتحول الاختلاف من ظاهرة بناء الى معاول للهدم.


أقسام الخلاف من حيث الدوافع:
1 -خلاف املاه الهوى: قد يكون الخلاف وليد رغبات نفسية لتحقيق غرض ذاتي أو امر شخصي وقد يكون الدافع للخلاف رغبة التظاهر بالفهم او العلم او الفقه. وهذا النوع من الخلاف مذموم بكل اشكاله ومختلف صوره لان حظ الهوى فيه غلب الحرص على تحري الحق والهوى لا يأتي بخير فهو مطية الشيطان الى الكفر، قال تعالى:
(أفكلما جاءك رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)«البقرة 87». وبالهوى جانب العدل من جانبه من الظالمين.
(فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا) «النساء 135»، وبالهوى ضل وانحرف الضالون.
(قل لا أتبع اهواءكم قد ضللت إذن وما أنا من المهتدين) «الانعام 56» والهوى ضد العلم ونقيضه، وغريم الحق، ورديف الفساد، وسبيل الضلال:
(ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)«ص 26».
(ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن)«المؤمنون 71».
(وان كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم)«الانعام 116».
وانواع الهوى متعددة وموارده متشعبة وان كانت في مجموعها ترجع الى «هوى النفس وحب الذات» فهذا الهوى منبت كثير من الاخطاء وحشد من الانحرافات ولا يقع انسان في شباكه حتى يزين له كل ما من شأنه الانحراف عن الحق والاسترسال في سبيل الضلال حتى يغدو الحق باطلا والباطل حقا والعياذ بالله. ويمكن رد خلاف أهل الملل والنحل ودعاة البدع في دين الله تعالى الى آفة الهوى ومن نعم الله على عبده ورعايته سبحانه أن يكشف له عن مدى ارتباط مذاهبه وأفكاره ومعتقداته بهوى نفسه، قبل أن تهوي به في مزالق الضلال ، حتى يضيء المولى سبحانه مشاعل الايمان في قلبه فتكشف زيف تلك المذاهب أو الافكار أو المعتقدات ذلك لان حسنها في نفسه لم يكن له وجود حقيقي بل هو وجود ذهني او خيالي او صوري صوره الهوى وزينه في النفس ولو كان قبيحا في واقعه أو لا وجود له الا في ذهن المبتلى به.
ولاكتشاف تأثير الهوى في فكرة ما طرق كثيرة: بعضها خارجي وبعضها ذاتي.
أ - فالطرق الخارجية لاكتشاف أن الهوى وراء الفكرة موضع الاختلاف أن تكون مناقضة لصريح الوحي من كتاب وسنة ولا ينتظر ممن يزعم في نفسه الحرص على الحق أن يلهث وراء فكرة تناقض كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ومما يكشف كون الفكرة وليدة الهوى: تصادمها مع مقتضيات العقول السليمة التي يقبل الناس الاحتكام اليها فف7كرة تدعو الى عبادة غير الله او تحكيم غير شريعته في حياة الناس وفكرة تدعو الى اباحة الزنا او تزيين الكذب او تحض على التبذير لايمكن ان يكون لها مصدر غير الهوى ولا يدعو لها الا من بيد الشيطان زمامه.
ب - اما الطرق الذاتية لاكتشاف ما اذا كان الهوى محضن الفكرة فتكون بنوع من التأمل والتدبر في مصدر تلك الفكرة ومساءلة النفس بصدق حول سبب تبنيها لتلك الفكرة دون غيرها، وما تأثير الظروف المحيطة بصاحب الفكرة ومدى ثباته عليها ان تبدلت؟ وهل هناك من ضغوط وجهت المسار دونما شعور؟ ثم الغوص في اعماق الفكرة نفسها، فان كانت قلقة غير ثابتة، تتذبذب بين القوة والضعف تبعا لمشاعر معينة، فاعلم أنها وليدة الهوى ونزغ من الشيطان فاستعذ بالله السميع العليم، واحمده على أن بصرك بالحقيقة قبل ان يسلسل قيادك لهوى النفس.
2 -خلاف املاه الحق: قد يقع الخلاف دون ان يكون للنفس فيه حظ او للهوى عليه سلطان فهذا خلاف أملاه الحق، ودفع اليه العلم واقتضاه العقل، ورفضه الايمان، فمخالفة أهل الايمان لاهل الكفر والشرك والنفاق خلاف وواجب لا يمكن لمؤمن مسلم أن يتخلى عنه، او يدعو لازالته لانه خلاف سداه الايمان ولحمته الحق.
وكذلك اختلاف المسلم مع اهل العقائد الكافرة والملحدة، كاليهودية والنصرانية والوثنية والشيوعية، ولكن الاختلاف مع أهل تلك الملل وهذه العقائد لا يمنع من الدعوة الى ازالة اسبابه بدخول الناس في دين الله افواجها وتخليهم عن دواعي الخلاف من الكفر والشرك والشقاق والنفاق وسوء الاخلاف والالحاد والبدع والترويج للعقائد الهدامة.
3 -خلاف يتردد بين المدح والذم: ولا يتمحض لاحدهما، وهو خلاف في امور فرعية تتردد احكامها بين احتمالات متعددة يترجح بعضها على بعضها الآخر بمرجحات وأسباب سنأتي على ذكرها ان شاء الله ومن أمثلة هذا التقسيم: اختلاف العلماء في انتقاض الوضوء من الدم الخارج من الجرح، والقيء المتعمد، واختلافهم في حكم القراءة خلف الامام وقراءة البسملة قبل الفاتحة والجهر بـ «آمين» وغير ذلك من امثلة تضيق عن الحصر وهذا النوع من الاختلاف مزلة الاقدام، اذ يمكن فيه ان يلتبس الهوى بالتقوى، والعلم بالظن والراجح بالمرجوح والمردود بالمقبول ولا سبيل الى تحاشي الوقوع في تلك المزالق الا بأتباع قواعد يحتكم اليها في الاختلاف، وضوابط تنظمه ، وآداب تهيمن عليه، والاّ تحول الى شقاق وتنازع وفشل، وهبط المختلفان فيه عن مقام التقوى الى درك الهوى، وسادت الفوضى، وذر الشيطان قرن
.

يتبع


الصقار الحر 07-06-12 10:40 PM

اختلاف الصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمكن ان يؤدي الى الاختلاف بالمعنى الذي ذكرناه ذلك لان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجع الجميع باتفاق ومردهم في كل أمر يحزبهم، ومفزعهم في كل شأن، وهاديهم من كل حيرة، فاذا اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في شيء ردوه اليه عليه الصلاة والسلام فبين لهم وجه الحق فيه، وأوضح لهم سبيل الهداية، وأما الذين ينزل بهم من الأمور مالا يستطيعون رده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعدهم عن المدينة المنورة، فكان يقع بينهم الاختلاف كاختلاف في تفسير ما يعرفونه من كتاب الله، او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتطبيقه على ما نابهم من احداث وقدا لا يجدون في ذلك نصا فتختلف اجتهاداتهم ... هؤلاء اذا عادوا الى المدينة، والتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم عرضوا عليه ما فهموه من النصوص التي بين أيديهم او ما اجتهدوا فيه من القضايا فإما ان يقرهم على ذلك فيصبح جزءا من سنته صلى الله عليه وسلم وإما أن يبين لهم وجه الحق والصواب فيطمئنون لحكمه صلى الله عليه وسلم ويأخذون به ويرتفع الخلاف، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
أ ما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الاحزاب: «لا يصلين أحد العصر الا في بني قريظة» فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها، أي : ديار بني قريظة.
وقال بعظهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا منهم»(9) وظاهر من هذا الحديث الشريف ان الصحابة رضوان الله عليهم انقسموا الى فريقين في موقفهم من أداء صلاة العصر: فريق أخذ بظاهر اللفظ (كما يقول المناطقة) أوم بما يسميه أصوليو الحنفية بـ «عبارة النص». وفريق استنبط من النص معنى خصصه به.
وتصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم للفريقين دليل على مشروعية كل من المذهبين.
فالمسلم اذن، له أن يأخذ بظاهر النص وله ان يستنبط من المعاني ما يحتمله النص وبمكن التدليل عليه ولا لوم على من بذل جهده وكان مؤهلا لهذا النوع من الجهد. فالفريق الثاني من الصحابة رضوان الله عليهم فهموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انما اراد أن يأمرهم بالمبالغة في الاسراع ولذلك اعتبروا أن اداءهم الصلاة قبل الوصول الى بني قريظة لا ينافي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة في بني قريظة ما دامت الصلاة لن تؤخرهم عن الوصول. ومن الطريف أن ابن القيم رحمه الله أورد اختلاف الفقهاء في تصويب أي من الفريقين، وبيان الافضل من فعل كل منهما، فمن قائل: ان الافضل فعل من صلى في الطريق فحاز قصب السبق في أداء الصلاة في وقتها وتلبية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قائل : ان الافضل فعل من أخرها ليليها في بني قريظة ...(10).
قلت: وما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعنف واحدا منهما فكان على الفقهاء رحمهم الله ان يسعهم ذلك من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وألا يخوضوا في أمر قد تولى، عليه الصلاة والسلام، حسمه والانتهاء منه.
ب ومن امثلته كذلك ما أخرجه ابو داود والحاكم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: (احتلمت في ليلة باردة في غزة ذات السلاسل(11) فأشفقت ان اغتسلت ان أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنفي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي (ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما) «النساء 29» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا»(12).

التأويل وأنواعه:
لسنا بصدد ذكر كل ما اختلف فيه الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده بين آخذ بظاهر النص، وبين متدبر ومقلب له على مختلف وجوهه، ومستنبط لشتى المعاني منه، فذلك امر يطول وتقصر دونه المجلدات فضلا عن هذا البحث ذلك لانهم رضوان الله عليهم قد فهموا من تلك الوقائع أن هذا الدين يسر، وأن الشرع متسع للطريقتين ومقر للمنهجين ...
والمجتهدون الحذقة، والفقهاء المهرة هم الذين يجتهدون في بيان ما يحقق كليات الشريعة، ويوصل الى مقاصدها، فأحيانا يكون ذلك بالاخذ بظاهر اللفظ وأحيانا يكون بالاخذ بما وراء ظاهر اللفظ وهو ما يعرف بالتأويل ولعل من المفيد أن نلقي الضوء على هذا الموضوع مستعرضين بايجاز انواع التأويل وضوابطه ..
يأتي التأويل من الاخذ بما وراء ظاهر اللفظ ويكون عبارة عن :

1 -تأويل قريب:
وهو ما يمكن معرفته بأدنى تأمل مع احتمال اللفظ له مثل : اعتبار التصدق بمال اليتيم، او التبرع به لغيره، او اتلافه مساويا لأكله، او ما أولى بالتحريم الذي دل عليه قوله تعالى:
(ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا ...)«النساء 10».

يتبع


الصقار الحر 07-06-12 10:41 PM

ومنه: اعتبار التبول في اناء ثم صب البول في الماء الراكد مساويا للتبول المباشر فيه الذي ورد النهي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم : «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يغتسل منه»(13)، باعتبار أن كلا العملين مؤد لتلوث الماء واثارة الوسوسة.

2 -تأويل بعيد:
وهو ما يحتاج لمعرفته والوصول اليه مزيد من التأمل مع كون اللفظ يحتمله وذلك كاستنباط ابن عباس رضي الله عنهما، أن اقل الحمل ستة اشهر من قوله تعالى:
(وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) «الاحقاف: 15» مع قوله تعالى: (والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة)«البقرة 233».
وكاستدلال الامام الشافعي على كون الاجماع حجة بقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)«النساء 115».
وكذلك استدلال الاصوليين بقوله تعالى:
(فاعتبروا يا أولي الابصار)«الحشر 20».. على حجية القياس، وكونه دليلا شرعيا. فهذه استنتاجات وان بدت يسيرة يتعذر الوصول اليها ما لم يكن الانسان جوال الفكر ثاقب النظر كما تحتاج الى تأمل وتدبر لا يتيسران لعامة الناس.

3
-تأويل مستبعد:
وهو ما لا يحتمله اللفظ وليس لدى المؤول على تأويله أي نوع من انواع الدلالة وذلك نحو تفسير بعضهم قول الله تعالى:
(وعلامات وبالنجم هم يهتدون) «النحل 16» بأن النجم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم والعلامات هم الائمة . وكتفسير بعضهم قوله تعالى: (وما تغني الآيات عن قوم لا يؤمنون) «يونس 101» بأن الآيات هم الائمة والنذر هم الانبياء.
وكتفسير آخرين قوله تعالى:
(عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم) «النبأ 1 2» بالامام علي رضي الله عنه، وأنه هو النبأ العظيم.(14).

ضوابط التأويل:
ويتبين مما ذكرنا أن التأويل يحتاج بالاضافة الى القدرة على التدبر والتأمل الى ما يدل عليه ويلجئ اليه، والا فان الاخذ بالظواهر أسلم، ولا يطرق باب التأويل الا في الامور الاجتهادية، وأما في المسائل الاعتقادية فلا مجال للاجتهاد فيها، فان الاخذ بظواهر النصوص مع تفويض المعاني المرادة منها، وما قد تدل عليه من كيفيات هو الاسلام دائما وهو موقف السلف رضوان الله عليهم.
وعند الاضطرار الى التأويل لا بد من فهم النص وتحليله، ومعرفة سائر أوجه دلالته التي تشهد لها اللغة، وتدعمها مقاصد الشريعة، وتساعد عليها كليّاتها وقواعدها العامة، ولذلك كان الحكم باعتبار النص على ظاهره او تحليله لمعرفة ما يستلزمه من وجوه الدلالات من أهم ضروب الاجتهاد الفقهي والاعتبار الشرعي المأمور به في قوله تعالى (فاعتبروا يا أولي الابصار) «الحشر 20».
ان ابن عباس رضي الله عنهما عند بيانه ضوابط التفسير قد ذكر أنه على أربعة أوجه:
فوجه تعرفه العرب بكلامه.
ووجه لا يعذر أحد بجهالته.
ووجه يعلمه العلماء.
ووجه لا يعلمه الا الله.
وعلى ذلك فان التأويل وقد اتضح فيما تقدم معناه وأنواعه قد ظهرت الصلة الوثقى بينه وبين التفسير فقد جاء كل منهما في موضع الآخر في كثير من استعمالات الشارع الحكيم، وذلك في نحو قوله تعالى:
(وما يعلم تأويله الا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به)«ال عمران 7».
فقد ذهب معظم المفسرين الى أن المراد بالتأويل هنا التفسير والبيان ومنهم: الطبري الذي نقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف.
كذلك ورد في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «الله فقهه في الدين، وعلمه التأويل» استعمل التأويل بمعنى التفسير والبيان، وان كان بعض العلماء، كالراغب الاصفهاني في مفرداته قد اعتبر التفسير أعم من التأويل، كما أنه نبه الى أن التفسير اكثر ما يستعمل في بيان الالفاظ وشرحها، وأن التأويل يكثر استعماله في بيان المعاني والجمل.
كما أشار كذلك الى أن التأويل يغلب اطلاقه على استنباط المعاني من نصوص الكتاب والسنة أما التفسير فيتناول استنباط المعاني منها ومن غيرها.
ولعل هذه الصلة الوثقى بين الاصطلاحين في استعمال الكتاب والسنة لهما خاصة تبيح لنا استعارة الضوابط التي وضعها أهل الاختصاص للتفسير كضوابط للتأويل كذلك.
ان مما لاشك فيه أنه قد وردت في كتاب الله أمور قد استأثر الله تعالى بعلمها، كمعرفة حقائق الاسماء والصفات، وتفاصيل الغيب ونحو ذلك ... كما أن هناك أمورا اخرى اطلع عليها نبيه صلى الله عليه وسلم واختصه بمعرفتها ... ولاشك أن مثل هذه الامور ليس لأحد أن يخوض فيها بتفسير او تأويل .. بل عليه ان يلزم حدود ما ورد فيها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وهناك قسم ثالث : وهو عبارة عن العلوم التي علمها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم مما اودع في كتابه، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتعليمها وبيانها . وهذا القسم يشتمل على نوعين:
الاول : وهو ما لا يجوز الخوض فيه الا بطريق السمع، كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ وغيره.

يتبع



الصقار الحر 07-06-12 10:42 PM

الثاني: ما يؤخذ بطريق النظر والاستدلال، وهذا ايضا لأهل الاختصاص فيه موقفان:
أ - فقسم منه اختلفوا في جواز تأويله، كآيات الاسماء والصفات. ومذهب السلف: منع التأويل وهو الصحيح.
ب - وقسم اتفقوا على جوازه، وهو استنباط الاحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية وهو المسمى بـ «الفقه».
هذا وقد وضع العلماء للتأويل والتفسير شروطا منها:
أولا: الا يرفع التأويل ظاهر المعنى المفهوم من اللفظ حسب القواعد اللغوية، وأعراف العرب في التخاطب بهذه الالفاظ.
ثانيا: الا يناقض نصا قرآنيا.
ثالثا: الا يخالف قاعدة شرعية مجمعا عليها بين العلماء والائمة.
رابعا: وجوب مراعاة الغرض الذي سبق النص له من خلال سبب النزول او الورود.
أما انواع التأويل الباطلة والمردودة، فيمكن ادراجها ضمن الاقسام التالية:
الاول: التأويل والتفسير الصادران عن غير المؤهل لذلك ممن ليس لديه تحصيل علمي كاف في اللغة والنحو وبقية لوازم التأويل.
الثاني: تأويل المتشابهات بدون سند صحيح.
الثالث: التأويلات التي من شأنها ان تقرر مذاهب فاسدة مخالفة لظواهر الكتاب والسنة، او لما اجمع عليه المسلمون.
الرابع: التأويل مع القطع بأن مراد الشارع ذلك ، دون دليل.
الخامس: التأويل القائم على الهوى، كتأويلات الباطنية وامثالهم.
وهذه التأويلات المردودة كلها تندرج تحت ما سبق أن ذكرناه من التأويل المستبعد.

أهل الاجتهاد من الصحابة:
ونظرا لاهمية الاجتهاد وخطورته، وما يترتب عليه من آثار لم يكن يمارسه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الاكفاء القادرون.
وحين يمارسه غيرهم فيخطئ كان عليه الصلاة والسلام ينكر ذلك ولا يقر أحدا عليه.
اخرج ابو داود والدارقطني من حديث جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر في رأسه، ثم احتلم فسأل اصحابه : هل تجدون رخصة لي في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات. فلما قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر بذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: «قتلوه قتلهم الله، ألا سألوه اذا لم يعلموا فانما شفاء العي السؤال، انما كان يكفيه أن يتيمم، ويعصر او يعصب شك من راوي الحديث على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده ...»(15) فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يعذر المفتين هنا من اصحابه بل عنّفهم وعاب عليهم أنهم افتوا بغير علم واعتبرهم بمثابة القتلة لأخيهم، واوضح ان الجواب علي من كان مثلهم في «العي» أي الجهل والتحير السؤال لا المسارعة الى الفتوى ولو بغير علم والذي نبه اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حول ضرورة السؤال هو ما ورد في القرآن العظيم نفسه في قوله تعالى:
(فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) «النحل 43».
واخرج الامام احمد والشيخان وأبو داود والنسائي والطبراني عن اسامة بن زيد قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلا قلا : لا إلا اله الله، فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أقال لا إلا اله الله وقتلته؟!» قلت يا رسول انما قالها خوفا من السلاح. قال «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا؟ من لك بلا إلا اله الله يوم القيامة؟» فمازال يكررها حتى تمنيت ان لم أكن اسلمت قبل ذلك اليوم.(16)
ففي الحديث الاول انكر رسول الله « ص» على الصحابة أخذهم بعموم الادلة الدالة على وجوب استعمال الماء لواجده بغض النظر عن حالته فهم لم ينتبهوا الى قوله تعالى:
(وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا)«المائدة60» ولم يسألوا وهم ليسوا من أهل النظر.
واما حديث اسامة فيفهم منه كأنه رضي الله عنه تأول قول الله تعالى:
(... فلم يك ينفعهم ايمانهم لمّا رأوا بأسنا ...) «غافر 85».
واعتبر الآية نافية للنفع في الدنيا والآخر وأنها عامة في الحالين وليست خاصة بالآخر، كما هو ظاهر من الآية الكريمة، ولعل ذلك ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يعنفه.
تلك بعض فتاوى الصحابة رضوان الله عليهم التي لم يقرهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم (17).
لقد كان الناس يستفتونه ، عليه الصلاة والسلام، في الوقائع فيفتيهم، وترفع اليه القضايا فيقضي فيها(18) ويرى الفعل الحسن فيستحسنه ويثني على فاعله ويرى الفعل المغاير فينكره، ويتعلم منه اصحابه رضوان الله عليهم ذلك، ويرويه بعضهم لبعضهم الآخر فيشيع بين الآخرين، وقد يختلفون فيتحاورون فيما اختلفوا فيه بدافع الحرص، دون أن يجاوزا ذلك الى التنازع والشقاق، وتراشق الاتهامات وتبادل الطعون لأنهم بالرجوع الى كتاب الله تعالى، والى رسوله صلى الله عليه وسلم يحسمون أي خلاف دون ان تبقى اية رواسب يمكن ان تلقي ظلالها على اخوّتهم.

يتبع

الصقار الحر 07-06-12 10:43 PM

معالم ادب الاختلاف في عصر النبوة:
نستطيع على ضوء ما سبق ان نلخص معالم «ادب الاختلاف» في هذا العصر بما يلي:
1 كان الصحابة رضوان الله عليهم يحاولون الا يختلفوا ما أمكن فلم يكونوا يكثرون من المسائل والتفريعات(24) بل يعالجون ما يقع من النوازل في ظلال هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ومعالجة الامر الواقع عادة لا تتتيح فرصة كبيرة للجدل فضلا عن التنازع والشقاق.
2 اذا وقع الاختلاف رغم محاولات تحاشيه سارعوا في ردّ الامر المختلف فيه الى كتاب الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم وسرعان ما يرتفع الخلاف.
3 سرعة خضوعهم والتزامهم بحكم الله ورسوله وتسليمهم التام الكامل به.
4 تصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمختلفين في كثير من الامور التي تحتمل التأويل، ولدى كل منهم شعور بأن ما ذهب البيه اخوه يحتمل الصواب كالذي يراه لنفسه، وهذا الشعور كفيل بالحفاظ على احترام كل من المختلفين لأخيه، والبعد عن التعصب للرأي.
5 الالتزام بالتقوى وتجنب الهوى، وذلك من شأنه ان يجعل الحقيقة وحدها هدف المختلفين حيث لا يهم أي منهما ان تظهر الحقيقة على لسان او على لسان اخيه.
6 التزامهم بآداب الاسلام من انتقاء اطايب الكلم وتجنب الالفاظ الجارحة بين المختلفين مع حسن استماع كل منهما للآخر،
7 تنزههم عن المماراة ما أمكن وبذلهم اقصى انواع الجهد في موضوع البحث مما يعطي لرأي كل من المختلفين صفة الجد والاحترام من الطرف الآخر ويدفع المخالف لقلوبه او محاولة تقديم الرأي الافضل منن.
تلك هي ابرز معالم «ادب الاختلاف» التي يمكن ايرادها .. استخلصناها من وقائع الاختلاف التي ظهرت في عصر الرسالة.

الاختلاف في عصر الصحابة وآدابه:


اختلافهم في وفاته عليه الصلاة والسلام:
فقد كان اول اختلاف بينهم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام حول حقيقة وفاته صلى الله عليه وسلم فان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه اصر على ان رسول الله لم يمت واعتبر القول بوفاته ارجافا من المنافقين توعدهم عليه حتى جاء أبو بكر رضي الله عنه وقرأ على الناس قوله تعالى:
(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا، وسيجزي الله الشاكرين) «آل عمران 144» وقوله تعالى:
(انك ميت وانهم ميتون) «الزمر 30». فسقط السيف من يد عمر وخر الى الارض واستيقن فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي، وقال عن الآيات التي تلاها أبو بكر «كأني ، والله ، لم أكن قرأتها قط»(25).
ويروي ابن عباس رضي الله عنهما عن سيدنا عمر رضي الله عنه انه قال في خلافته:
«ا يا ابن عباس هل تدري ما حملني على مقالتي التي قلت حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: قلت: لا أدري يا أمير المؤمنين انت اعلم. قال : فانه والله ان كان الذي حملني على ذلك الا اني كنت اقرأ هذه الآية: (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) «البقرة 143». فوالله ان كنت لاظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبقى في امته حتى يشهد عليها بآخر اعمالها، فانه الذي حملني على ان قلت ما قلت»(26) فكأنه رضي الله عنه قد اجتهد في معنى الآيات الكريمة، وفهم ان المراد منها: الشهادة في الدنيا، وذلك يقتضي بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الى آخر ايامها.

2 اختلافهم في دفنه عليه الصلاة والسلام:
ثم اختلفوا في المكان الذي ينبغي ان يدفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قائلا: «ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع اصحابه. فقال أبو بكر رضي الله عنه: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما قبض نبي الا دفن حيث يقبض» فرفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه، فحفر له تحته»(27).
فهذان امران خطيران زال الخلاف فيهما بمجرد الرجوع الى الكتاب والسنة.

3 اختلافهم في خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فقد اختلفوا فيمن تكون الخلافة فيهم، أفي المهاجرين ام في الانصار؟ أتكون لواحد ام لأكثر؟ كما وقع الاختلاف حول الصلاحيات التي ستكون للخليفة، أهي الصلاحيات نفسها التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته حاكما واماما للمسلمين أم تنقص عنها وتختلف؟!

يتبع


الصقار الحر 07-06-12 10:43 PM

يقول ابن اسحاق: «ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم انحاز هذا الحي من الانصار الى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة واعتزل علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة، وانحاز بقية المهاجرين الى أبي بكر وانحاز معهم اسيد بن حضير في بني عبدالاشهل»(28) واوشكت فتنة كبرى ان تقع ولو وقعت لما كان ذلك بالامر المستغرب كثيرا فالفراغ الذي تتركه شخصية عظمى من رسول الله صلى الله عليه وسلم في امة كان لها النبي والقائد لا يمكن ان يملأ بسهولة ولاسيما ان فيهم رجالا، مثل : عمر كان قد وقر في أذهانهم استحالة موته صلى الله عليه وسلم في تلك الظروف فكل فرد في الامة كان يحبه عليه الصلاة والسلام اكثر مما يحب نفسه التي بين جنبيه وهم الذين كانوا يبتدرون قطرات وضوئه عليه الصلاة والسلام قبل ان تسقط على الارض فلا تكاد تسقط الا في يد احدهم وما من امة على الارض احبت نبيها وقائدها محبة الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان كان احدهم لا يستطيع ان يملأ عينيه من النظر اليه من حبهم له وهيبته التي ملأت قلوبهم وجوانحهم رغم تواضعه الشديد وان وقع الصدمة بوفاته عليه الصلاة والسلام كان حريا بأن يفقد الكثيرين منهم صوابهم بل وقد فعل ولا غرو في ذلك فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم اليد الحانية التي حملت اليهم عز الدنيا وسعادة الآخرة. ومع ذلك فقد تعالوا على مض الحزن وألم الفراق، وتلوا قوله الله تعالى :( ومامحمد الا رسول قد خلت من قبله الرسول أفإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)«آل عمران 144» ثم توجهوا لاحتواء الامر وحفظ الرسالة الخالدة، والحيلولة دون أسباب الفتنة.
صحيح أن هناك زعامة واقعية كانت لأبي بكر لم لعمر رضي الله عنهما، ولم يكن من المسلمين من تنقطع الاعناق اليه مثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فأبو بكر كان وزير الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه ورفيق هجرته ووالد زوجته الاثيرة لديه وهو الذي لم يكن يفارقه في أي امر مهم. وعمر رضي الله عنه هو من هو؟ فقد كان في اسلامه عزة للمسلمين وفي هجرته ارغام لانوف المشركين وفي رأيه تأييد من رب العالمين … وكثيرا ما ورد «… جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابو بكر وعمر» و«ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر» و«غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر» … وهذا كله قد يخفف من الكارثة التي زلزلت الاقدام والقلوب بيد أن الاحساس بالفراغ في مثل هذه المواقف قد يتجاوز الفضائل والمناقب، ويؤدي الى ارتباك ليس من السهل احتواؤه والسيطرة عليه وهنا فان الرجال الذين تربوا في ظلال النبوة قد حكمتهم آدابها في سائر الاحوال … حال الاتفاق وحال الاختلاف .. وفي كل شأن من شؤون الحياة هذه الداب كانت كفيلة بدء سائر الاخطار المحتملة، والحفاظ على الرسالة، وحماية وحدة الامة وتسيير الامور بشكل مماثل لما كانت تسير عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرواة « أتى آت الى أبي بكر وعمر فقال : ان هذا الحي من الانصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة قد انحازوا اليه فان كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل ان يتفاقم امرهم».
جاء هذا الخبر الى الشيخين ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجهز ولم يدفن بعد قال عمر: فقلت لأبي بكر: انطلق بنا الى اخواننا هؤلاء من الانصار حتى ننظر ما هم عليه. ولندع سيدنا عمر يروي بقية ما حدث، حيث قال : ... ان الانصار خالفونا واجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة فاطلقنا نؤمهم، حتى لقينا منهم رجلان صالحها فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم وقال : أين تريدون يا معشر المهاجرين. قلنا : نريد اخواننا هؤلاء من الانصار قالا: فلا عليكم الا تقربوهم يا معشر المهاجرين، اقضوا امركم. قال : قلت : والله لنأتينهم فانطلقنا حتى اتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فاذا بين ظهرانينا رجل مزمل فقلت: من هذا الرجل ؟ فقالوا : سعد بن عبادة، فقلت ماله؟ فقالوا: وجع فلما جلسنا نشهد خطيبهم ... ثم ذكر مآثر الانصار وفضائلهم، وما يدل على أنهم أولى بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيرهم.
وهنا لابد من وقفة فالانصار اهل البل وهم فيها الغالبية المطلقة كما يقال اليوم وهم الذين آووا ونصروا وتبوؤوا الدار والايمان وفتحوا للاسلام قلوبهم قبل بيوتهم وليس هناك مهاجر واحد الا ولأخ له من الانصار عليه فضل كبير ولو كان في أمر الخلافة نص قاطع من كتاب الله او سنة رسوله عليه الصلاة والسلام لانتهى الامر بذكره والاحتكام اليه وارتفع الخلاف ولكن ليس هناك شيء من ذلك فلم يبق الا التحلي بكل خصال الحكمة والحنكة، وأدب الاختلاف والحوار العقلاني الهادئ القائم على إثارة أنبل المشاعر وافضلها لدى كل من الطرفين، لتجاوز العقبة، واحتواء الأزمة، والخروج منها، وذلك ما كان يقول سيدنا عمر.
يتبع



الصقار الحر 07-06-12 10:44 PM

ولما سكت أي خطب الأنصار أردت أن أتكلم وقد زورت (هيأت وحسنت) في نفسي مقالة أعجبتني. فقال أبو بكر: على رسلك يا عمر؛ فكرهت أن أغضبه، وهو كان أعلم مني وأوقر فوالله ما ترك كلمة أعجبتني من تزويري الا قالها في بديهته، أو مثلها أو أفضل حتى سكت، ومما قال رضي الله عنه: «أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم به أهل» واشاد بهم وبما قدموا لدينهم ولإخوانهم المهاجرين، وذكر من فضائلهم ومآثرهم مالم يذكره خطباؤهم، ثم بدأ في إخراج الأمر من الاطار الذي وضعه خطيب الأنصار فيه، فالأمر ليس قاصرا على المدين وحدها فالجزيرة العربية اليوم كلها تستظل بظل الإسلام، وإذا كان المجاهرون القاطنون في المدينة يمكن أن يسلموا لإخوانهم الأنصار بالخلاف، ويعرفوا لهم فضلهم، فإن بقية العرب لن تسلم لغير قريش، وما لم تتوحد الكلمة فلن يكتب لرسالة الإسلام تجاوز الحدود والانتشار خارج الجزيرة، إذن فمصلحة الدعوة تقتضي أن يكون الخليفة من قريش لتستمر الرسالة، وتتحد الكلمة، وتجتمع القلوب، ويستمر المد الإسلامي، ثم خيرهم بين أحد قرشيين لا يماري أحد في فضل أي منهما: عمر وأبي عبيدة، ونزع نفسه من الأمر.
يقول سيدنا عمر: «ولم أكره شيئا مما قاله غيرها أي: غير ترشيحه لعمر وأبي عبيدة وكان والله ان أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر...».
ثم قام من الأنصار خطيب آخر يريد ان يرجع الأمر إلى الإطار الأول الذي وضعه خطيبهم الأول فيه.. فقال: «... منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش» قال عمر: «فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف»(29) فقلت: «ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته، ثم بايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار»(30) وقد كاد سعد بن عبادة مرشح الأنصار رضي الله عنه أن يقتل في الزحام «فقد تدافع الناس لمبايعة أبي بكر حتى كادوا يقتلون سعدا دون أن ينتبهوا له»(31).
وهكذا استطاع الصحابة رضوان الله عليهم حسم هذا الخلاف دون أن تبقى في النفوس رواب الإحن، وتوحدت كلمة المسلمين للمضي برسالة الحق الى حيث شاء الله لها أن تنتشر.

4 اختلافهم حول قتال مانعي الزكاة:
كان هذا الأمر رابع الأمور الخطيرة التي اختلف فيها الصحابة، واستطاعوا التغلب عليها بما تحلّوا به من صدق النية الى جانب أدب الاختلاف؛ فبعد أن بويع أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت بعض القبائل حديثة العهد بالإسلام عنه، وتابع بعض من كان ادّعى النبوة، مثل: مسيلمة الكذاب وغيره، كما امتنعت بعض القبائل عن اداء الصلاة والزكاة، وامتنعت بعض القبائل عن اداء الزكاة فقط، وكان سبب امتناع بعضهم عن أداء الزكاة أنفة واستكبارا أن يدفعوا لأبي بكر رضي الله عنه، وسوّل الشيطان لبعضهم بتأويل فاسد، حيث زعموا أنها، في أصل الشريعة، لا تدفع لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه هو المخاطب بأخذها، ومجازاتها عليها بالتطهير والتزكية، والدعاء لهم في قول الله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم)(التوبة: 103) ونسي المانعون للزكاة أو تناسوا أن هذا الخطاب لم يكن مقصورا على الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل يتناول من يلي الأمر بعده عليه الصلاة والسلام لأنه خطاب له صلى الله عليه وسلم بصفته حاكما وإماما للمسلمين؛ فإن أخذ الزكاة من أهلها وتسليمها لمستحقيها من الأمور الداخلة ضمن تنظيم المجتمع وإدارته كإقامة الحدود ونحوها، تنتقل مسؤوليتها الى القائمين بأمر المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نيابة عن الأمر.
كما أن كل مسلم كان يبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يبايعه على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، مما لا يترك مسوّغا للتفريق بينهما، وحرصا من الخليفة الأول على استمرار مسيرة الإسلام يقرر ابو وبكر الصديق رضي الله عنه قتلاهم لحملهم على التوبة وأداء الزكاة، والعودة إلى حظيرة الإسلام، والالتزام بكل ما بايعوا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (32)، وإزاء الموقف الذي اتخذه الخليفة الأول يقع الخلاف بينه وبين عمر رضي الله عنهما الذي تراءى له للوهلة الأولى عدم جواز مقاتلة مانعي الزكاة. يقول أبو هريرة رضي الله عنه: «لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر من العرب، فقال عمر: فكيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقها وحسابه على الله تعالى»؟ فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فوالله ما هو إلاّ أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه للقتال فعرفت أنه الحق»(33).
يتبع

الصقار الحر 07-06-12 10:45 PM

وقال ابن يزيد: «افترضت الصلاة والزكاة جميعا لم يفرق بينهما وقرأ: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) (التوبة: 11). وأبى أن يقبل الصلاة إلاّ بالزكاة، وقال: رحم الله أبا بكر ما كان افقهه يريد بذلك إصراره على مقاتلة من فرق بين الصلاة والزكاة »(34). وكان سبب الخلاف بين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما أن سيدنا عمر ومن معه تمسكوا بظاهر لفظ الحديث، واعتبروا مجرد دخول الإنسان الإسلام بإعلان الشهادتين عاصما لدمه وماله ومحرّما لقتاله. أما الصديق رضي الله عنه فقد تمسك بقوله صلى الله عليه وسلم «إلاّ بحقها» واعتبر الزكاة حق المال الذي تفقد بالامتناع عن أدائه عصمة النفس والمال، كما فهم من اقتران الصلاة والزكاة في معظم آي الكتاب، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنهما مثلان لا فرق بينهما.
وما داموا متفقين على أن الامتناع عن الصلاة دليل ارتداد واتباع لمدعي النبوة، فإن الامتناع عن الزكاة ينبغي أن يعتبر كدليل ارتداد يقاتل مرتكبه، وبذلك استطاع الصديق رضي الله عنه أن يقنع بقية الصاحبة بصواب اجتهاده في وجوب قتال مانعي الزكاة(35). واعتبارهم مرتدين ما لم يتوبوا، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة... وبذلك ارتفع الخلاف في هذه المسألة الشائكة، واتفقت الكلمة على قتال مانعي الزكاة، كما اتفقت على قتال المرتدين ردة كاملة، وحفظ الإسلام من محاولات العبث والإتيان عليه ركنا ركنا بعد أن أخفقوا في الإتيان عليه كاملا، ولولا هذا الموقف من الصدّيق ثم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قامت للإسلام قائم ولا نحصر في المدينة ومكة وأرز إليهما، وسادت الرّدة والفتنة سائر أرجاء الجزيرة(36).

5 اختلافهم في بعض المسائل الفقهية:
إذا تركنا الأمور الخطيرة التي احتويت، وبحثنا في غيرها نجد ما لا ينقضي منه العجب في أدب الاختلاف وتوقير العلماء بعضهم بعضها، فمما اختلف فيه الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما غير ما ذكرنا.. سبي أهل الرّدة، فقد كان أبو بكر يرى سبي نساء المرتدين على عكس ما يراه عمر الذي نقض في خلافته حكم ابي بكر في هذه المسألة، وردهن إلى أهليهن حرائر إلاّ من ولدت لسيدها منهن، ومن جملتهن كانت خولة بنت جعفر الحنفية أم محمد بن علي رضي الله عنهما.
كما اختلفا في قسمة الاراضي المفتوحة: فكان ابو بكر يرى قسمتها وكان عمر يرى وقفها ولم يقسمها.
وكذلك اختلفا في المفاضلة في العطاء ، فكان ابو بكر يرى التسوية في الأعطيات حين كان يرى عمر المفاضلة وقد فاضل بين المسلمين في أعطياتهم.
وعمر لم يستخلف على حين استخلفه أبو بكر، كما كان بينهما اختلاف في كثير من مسائل الفقه(37)، ولكن الخلاف ما زاد كلا منهما في أخيه إلاّ حبا، فأبو بكر حين استخلف عمر قال له بعض المسلمين: «ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى من غلظته؟ قال: أقول: اللهم إني استخلفت عليهم خير أهلك»(38).
وحين قال أحدهم لعمر رضي الله عنه: «أنت خير من أبي بكر. أجهش بالبكاء وقال: والله لليلة من ابي بكر خير من عمر وآل عمر»(39).
تلك نماذج من الاختلافات بين الشيخين، اختلفت الآراء وما اختلفت القلوب، لأن نياطها شدّت باسباب السماء فما عاد لتراب الأرض عليها من سلطان.
يتبع



الصقار الحر 07-06-12 10:45 PM

بين عمر وعلي:
وقد كان بين عمر وعلي رضي الله عنهما بعض الاختلافات، ولكن في نطاق أدب رفيع. فقد أرسل عمر رضي الله عنه مرة إلى امرأة مغيبة (زوجها غائب) كان يدخل عليها فأنكر ذلك، فارسل اليها، فقيل لها أجيبي عمر. فقالت: يا ويلاه ما لها ولعمر؟ فبينما هي في الطريق (إليه) فزعت فضربها الطلق، فدخلت دارا فألقت ولدها، فصاح الصبي صيحتين ثم مات. فاستشار عمر صحب النبي صلى الله عليه وسلم فاشار عليه بعضهم: أنه ليس عليك شيء، إنما أنت وال مؤدب، وصمت علي رضي الله عنه، فاقبل عليه عمر وقال: ما تقول؟ قال: إن كانوا قالوا برأيهم فقد أخطأ رأيهم، وإن كانوا قالوا في هواك فلم ينصحونا لك، أرى أن ديته عليك، فإنك أنت أفزعتها، والقت ولدها بسببك؛ فأمر عمر أن يقسم عقله (دية الصبي) على قومه(40). وهكذا نزل عمر على رأي علي رضي الله عنهما ولم يجد غضاضة في العمل باجتهاده وهو أمر المؤمنين، وقد كان في رأي غيره له منجاة.

بين عمر وعبد الله بن مسعود:
عبد الله بن مسعود من اقرأ اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكتاب الله، ومن أعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان كثير من الصحابة يعدونه من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لكثرة ملازمته له، قال أبو موسى الأشعري:
بين ابن عبّاس وزيد بن ثابت:
وحتى نتلمس المزيد من أدب الاختلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم نعرض القضايا الخلافية، فنقول: كان ابن عباس رضي الله عنهما يذهب كالصدّيق وكثير من الصحابة إلى أن الجد يسقط جميع الإخوة والأخوات في المواريث كالادب، وكان زيد بن ثابت كعلي وابن مسعود وفريق آخر من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يذهب إلى توريث الإخوة مع الجد ولا يحجبهم به، فقال ابن عباس يوما: ألا يتقي الله زيد، يجعل ابن الابن ابنا ولا يجعل أب الأب أبا!: وقال: لوددت أني وهؤلاء الذين يخالفوني في الفريضة نجتمع، فنضع أيدينا على الركن، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين...(48).
تلك أمثلة من اختلافات الصحابة الفقيهة، نوردها لا لنعمق الهوة ونؤصل الاختلاف بل لتنحصر ضالتنا في استقراء آداب نلتقي عليها في حل خلافاتنا الفقهية حتى يغدو أسلوب حياة لنا في تعاملنا مع الناس.
إن ابن عباس رضي الله عنهما الذي بلغت ثقته بصحة اجتهاده وخطأ اجتهاد زيد هذا الحد الذي رأيناه، رأى زيد بن ثابت يوما يركب دابته فأخذ بركابه يقود به، فقال زيد: تنحّ يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فيقول ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا. فقال زيد: أرني يدك. فأخرج ابن عباس يده، فقبلها زيد وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا.(49) وحين توفي زيد قال ابن عباس: «هكذا يذهب العلم»(50) وفي رواية البيهقي في سننه الكبرى «هكذا ذهاب العلم، لقد دفن اليوم علم كثير»(51). وكان عمر رضي الله عنه يدعو ابن عباس للمعضلات من المسائل مع شيوخ المهاجرين والأنصار من البدريين وغيرهم(52).
والحق لو أننا حاولنا تتبع القضايا الخلافية بين الصحابة في مسائل الفقه، وسلوكهم في عرض مذاهبهم لسودنا في ذلك كتبا، وهذا ليس مبتغانا هنا إنما نورد نماذج فقط نستشف منها الآداب التي تربى عليها جيل الصحابة رضوان الله عليهم، لتدل على مدى التزامهم بآداب الاختلاف في الظروف كلها.

يتبع

الصقار الحر 07-06-12 10:46 PM

سمات أدب الاختلاف في عهد الخلافة الراشدة:
من خلال استعراضنا لقضايا الاختلاف نلحظ أن الهوى لم يكن مطيّة أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأن الخلافات التي أفرزت تلك الآداب لم يكن الدافع إليها غير تحري الحق، وهذا غيض من فيض من معالم الاختلاف بين الصحابة بعد عهد الرسالة وانقطاع الوحي:

1- كانوا يتحاشون الاختلاف، وهم يجدون عنه مندوحة، فهم يحرصون الحرص كله على عدمه.
2- وحين يكون للخلاف اسباب تبرره من مثل وصول سنة في الأمر لأحدهم لم تصل للآخر، أو اختلافهم في فهم النص، أو في لفظة كانوا واقفين عند الحدود يسارعون للاستجابة للحق، والاعتراف بالخطأ دون أي شعور بالغضاضة، كما كانوا شديدي الاحترام لأهل العلم والفضل والفقه منهم، لا يجاوز أحد منهم قدر نفسه، ولا يغمط حق أخيه، وكل منهم يرى أن الرأي مشترك، وأن الحق يمكن أن يكون فيما ذهب إليه، وهذا هو الراجح عنده، ويمكن أن يكون الحق فيما ذهب إليه أخوه، وذلك هو المرجوح، ولا مانع يمنع أن يكون ما ظنه راجحا هو المرجوح، ولا شيء يمنع أن يكون ما ظنه مرجوحا هو الراجح.
3- كانت أخوة الإسلام بينهم أصلا من أصول الإسلام الهامة التي لا قيام للإسلام دونها، وهي فوق الخلاف أو الوفاق في المسائل الاجتهادية.
4- لم تكن المسائل الاعتقادية مما يجري فيه الخلاف، فالخلافات لم تكن تتجاوز مسائل الفروع.
5- كان الصحابة رضوان الله عليهم قبل خلافة عثمان رضي اله عنه منحصرين في المدينة، وقليل منهم في مكة، لا يغادرون إلاّ لجهاد نحوه، ثم يعودون فيسهل اجتماعهم، ويتحقق إجماعهم في كثير من الأمور.
6- كان القراء والفقهاء بارزين ظاهرين كالقيادات السياسية، وكل له مكانته المعروفة التي لا ينازعه فيها منازع، كما أن لكل شهرته في الجانب الفقهي الذي يتقنه، مع وضوح طرائقهم ومناهجهم في الاستنباط وعليها بينهم ما يشبه الاتفاق الضمني.
7- كانت نظرتهم إلى استدراكات بعضهم على بعض أنها معونة يقدمها المستدرك منهم لأخيه وليست عيبا أو نقدا.

) و(5) يراجع مفتاح السعادة (2/599) طبعة دار الكتب الحديثة بمصر، والعريفات للجرجاني (66) طبعة الحلبي

(9) انظر صحيح البخاري بهامش شرحه فتح الباري (7/313)، وإرشاد الساري والعيني (8/254) ومتن البخاري (5/47) في كتاب المغازي ويستحسن مراجعته في باب صلاة الخوف، ومسلما في «كتاب الصلاة».

(10) في كتابه «إعلام الموقعين

11) موضع في مشارف الشام.
(12) انظر سنن أبي داود، الحديث (334) باب «إذا خالف الجنب البرد» وأخرجه البخاري معلقا انظر فتح الباري (1/385) ونيل الأوطار (1/324).

(13) متفق عليه على ما في الجامع الصغير (2/501) كما أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد والترمذي وابن ماجه على ما في الفتح الكبير (3/352).
(14) انظر أصول الكافي (1/216).
(15) سنن أبي داود «باب في المجروح التيمم» الحديث (336) واخرجه ابن ماجه الحديث رقم (572) وصححه ابن السكن، وانظر نيل الأوطار (1/323).
(16) قد ورد باختلاف في بعض الفاظه فانظره في البخاري (7/398).
(17) وقد احصى ابن حزم جملة كبيرة من فتاوى الصحابة التي لم يقرهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وانظرها في الإحكام (6/84 85) وراجع (2/126 127).
(18) تراجع حجة الله البالغة (1/298).

(24) تحسن مراجعة فتح الباري (13/219 228).
(25) تنظر الإحكام (2/125) وتفسير ابن كثير (4/52) وتحسن مراجعة تفسير الطبري (24/302) وسيرة ابن هشام (2/655).
(26) سيرة ابن هشام (2/661، 666) وقد نقل عنه أنه قال نحو ذلك عند مبايعة الصديق في المسجد.
(27) المصدر السابق وسنن الترمذي الحديث (1018).

(28) سيرة ابن هشام (2/656).
(30) تنظر سيرة ابن هشام (2/656 661).
(31) المرجع السابق
(32) يراجع البخاري بهامش الفتح (3/212).
(33) المرجع السابق (3/211).
(34) تفسير الطبري (10/62).
(35) تستحسن مراجعة تفاصيل مناظرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وتفاصيل أقوال العلماء في ذلك في نيل الأوطار، باب الحث على الزكاة والتشديد في منعها (4/175 وما بعدها).
(36) يستحسن مراجعة ذلك وتفاصيل ما حدث في كتب التاريخ مثل البداية والنهاية (6/311) ومابعدها.
(37) انظر الإحكام (6/76).
(38) انظر طبقات ابن سعد (3/199) والكامل (2/292).
(39) انظر حياة الصحابة (1/646).
(40) اخرج مسلم هذا الأثر في باب (دية الجنين) رقم (1682) وابو داود والنسائي وابن حبان وغيرهم فانظر تعليقنا في المحصول (2/ق1/76) و(ق2/377).
(48) يراجع تخريجنا لهذا الاثر من كتب الآثار بحاشيتنا على المحصول (2/ق2/76) وينظر كذلك (2/ق1/ 181).
(49) كما في كنز العمال (7/37) وحياة الصحابة (3/30) وفيها ينظر تصحيحه وبقية مراجعه.
(50) انظر إعلام الموقعين(1/18).
(51) سنن البيهقي (6/211) والمحصول (2/ق2/77).
(52) مصنف عبد الرزاق (11/28) رقم (30489) والمحصول (2/ق1/217) وما بعدها.


يتبع








يتبع

الصقار الحر 07-06-12 10:53 PM

يقول الرافضي عمر بن الخطاب نهى عن متعة الحج والرد

الجـــــــــــواب


أولاً : نهي عمر بن الخطاب عنها لم يكن على وجه التحريم ، بل ثبت عن عمر رضي
الله عنه كما في النسائي - مناسك الحج - باب القران - لما قال الضبي بن معبد إني
أحرمت بالحج والعمرة جميعا قال هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .

ثانيا : نقل الشوكاني رحمه الله أثر عمر بن الخطاب لما قال :
لو حججت لتمتعت كما ذكره الأثرم في سننه .

كما أخرج الشوكاني في كتابه نيل الأوطار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سئل
هل نهي عن متعة الحج ؟ فقال : لا ، أبعد كتاب الله ؟ أخرجه عنه عبد الرزاق .

نيل الأوطار - الشوكاني - ج 5 - ص 58


قلت وهذه أدلة واضحة وحجج ساطعة بأن عمر لا ينهى عن متعة الحج ، بل يرى أنها
من السنة .


ثالثا : يحمل النهي على التنزيه والكراهة ، قال البيهقي ما نصه " ووجدنا في قول عمر
رضي الله عنه ما دل على أنه أحب ان يفصل بين الحج والعمرة ليكون أتم لهما فحملنا
نهيه عن متعة الحج على التنزيه وعلى اختيار الافراد على غيره لا على التحريم وبالله
التوفيق - " السنن الكبرى - البيهقي - ج 7 - ص 206

رابعا : يؤكد ما أوردناه بأن عمر رضي الله عنه لم يرد نهي التحريم ، ما ثبت عن ابن
عمر رضي الله عنه لما قيل له إن أباك نهى عنها فيقول " إن أبي لم يرد ما تقولون "
وهذا نص صريح من ابنه وهو أعلم الناس بفقه أبيه أن عمر بن الخطاب لم يقصد ما
فهمه الناس أنه ينهى نهي تحريم .


خامسا : اجتهد عمر بن الخطاب وكان نهيه نهي تنزيه لا تحريم ، ففقد خشي عمر وذلك
بسهولة نسك المتعة وهو الجمع بين العمرة والحج في أشهرالحج ، أن يترك الناس العمرة
في غير وقت أشهر الحج ، فأراد أن لا يهجر الناس البيت ، وأن يترك البيت طول السنة
دون عمار ، فأراد أن يظل الحرم عامرا بالحجيج طول السنة .

سادسا : قال شيخ الإسلام ابن تيمية " وإن قدحوا في عمر لكونه نهى عن متعة الحج
فأبو ذر كانأعظم نهيا عنها من عمر ، وكان يقول إن المتعة كانت خاصة بأصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم يتولون أبا ذر ويعظمونه ، فإن الخطأ في هذه
المسألة يوجب القدح فينبغي أن يقدحوا في أبي ذر ، وإلا كيف يكون يقدح في عمر
وعمر أفضل وأفقه وأعلم منه " منهاج السنة 4/184 .

سابعا : هذه مسألة فقهية يسوغ فيها الاختلاف وقد ثبت عن عثمان كذلك أنه نهى عن
المتعة في الحج وكذلك أبي ذر فمنهم من يرى أنها كانت خاصة لأصحاب النبي صلى
الله عليه وسم ومنهم من يرى أنه بسبب الخوف ، وايا كان السبب فهي مسالة اجتهادية
في مسألة فقهية . - ارجع الى صحيح مسلم كتاب الحج - باب جواز التمتع حديث رقم

1223-1224
و
غيرها من الاحاديث التي توضح اختلاف الصحابة في هذه المسالة .



ثامنا : نفترض أن عمر قد خالف وأنه أخطأ في هذه المسألة فكان ماذا ؟؟؟؟ رجل اجتهد
فأخطا ، وليت شعري هل عمر بن الخطاب اجتهد وقال بان القرآن محرف وألف كتاب
اسماه فصل الخطاب في اثبات تحريف كلام رب الارباب ،كما فعل النوري الطبرسي
الذي قال عنه علماء الشيعة بانه قد اجتهد فاخطا ولم يكفروه .

أما عمر فقد اجتهد في مسالة فرعية من فروع الفقه فكفروه وإلى الله المشتكى .
يتبع








الساعة الآن 07:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant